أحرقت العشرات من المصفحات الأمريكية الصنع في الصراع الدائر بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ومسلحين موالين لعشائر عربية في ريف ديرالزور، بحسب ما نشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

واشنطن تدعو للتهدئة في شرق سوريا

واحتدمت الاشتباكات بين "قوات سوريا الديمقراطية" في ريف دير الزور ومسلحين موالين لعشائر عربية في تلك المناطق إثر اعتقال قائد مجلس ديرالزور العسكري  أحمد الخبيل، المعروف بـ"أبو خولة".

وأغلب هذه الاشتباكات تجري في مناطق الشحيل والذيبان والسوسة في ريف ديرالزور الشمالي الشمالي والغربي.

ويظهر في الفيديوهات المنتشرة بكثرة في قنوات "تلغرام"، أطفال يفكون عربة أمريكية بعد حرقها، فيما دمرت مصفحات أخرى من نوع "هامڤي".

واندلع القتال يوم الأحد الماضي بعد أن اعتقلت "قسد"، "أبو خولة"، الذي كان يرأس مجلس دير الزور العسكري التابع لها، وكان أيضا قائدا عربيا بارزا في قوات "سوريا الديمقراطية".

وعلى الإثر سارعت العشائر العربية بالمنطقة الشرقية والشمالية من سوريا إلى إصدار بيانات إدانة، واستعدادها للمشاركة العسكرية بالعمليات القتالية، وإرسال المؤازرات لمجلس دير الزور العسكري بقتاله ضد "قسد" التي تقودها الوحدات الكردية.

توجه المئات من أبناء العشائر المقاتلين بعتادهم إلى "خيمة الحرب" في بلدة ذيبان بـ دير الزور استعداداً لمعارك ضد ميليشيات قسد. pic.twitter.com/Igwn71UecL

— هادي العبدالله Hadi (@HadiAlabdallah) August 31, 2023

وحسب المعلومات، قصف مسلحو "قسد" بقذائف الهاون محيط بلدة ذيبان انطلاقا من قاعدة الجيش الأمريكي في حقل العمر النفطي بالتزامن مع الاشتباكات العنيفة التي يخوضها مقاتلو العشائر في محيط البلدة، لمنع اقتحامها من قبل "قسد".

وقصفت "قسد" بالأسلحة الثقيلة بلدة العزبة، بالتزامن مع إرسال العشائر تعزيزات إلى منطقة الحريجية حيث تدور اشتباكات.

???? شهدت بلدة ذيبان مقتل (11) من قسد SDF وتدمير (5) مركبات، وتجاوز عدد المنشقين من قسد حتى ساعات الصباح الــ 30 عنصراً، مع آسر أخرين، قسد لازالت تتمركز في أطراف حقل العمر وتقوم بقصف البلدة بالهاون والمُسيرات ك.

- ذيبان بالكامل كبلدة بيد مقاتلي العشائر pic.twitter.com/kEJMKQcmXh

— زين العابدين | Zain al-Abidin (@DeirEzzore) September 1, 2023

وأفادت مصادر لوكالة "سبوتنيك"، نقلا عن مصادر محلية وعشائرية في ريف دير الزور، بأن الاشتباكات أدت لمقتل نحو 50 شخصا بينهم أكثر من 20 مدنيا قتل بعضهم بالإعدام ميدانيا من قبل "قسد" في عدد من القرى والبلدات وهو ما أشعل ووسع دائرة الاشتباكات العنيفة.

واستهدف مسلحون بقذائف صاروخية إحدى آبار النفط الواقعة قرب حقل كونيكو للغاز، حيث توجد قاعدة لقوات التحالف الدولي في ريف دير الزور الشمالي، مما أدى لاشتعال النيران في البئر.

بينما ذكر التلفزيون السوري أن قوات العشائر سيطرت بشكل كامل على بلدة ذيبان بريف ديرالزور الشرقي بعد طرد "قسد" منها.

قوات التحالف الدولي المتمركزة في حقل العمر تقصف بلدة ذيبان بعد سيطرة العشائر العربية عليها. pic.twitter.com/4RgGVN28Y7

— ترانسبورتر | اخبار الحرب‏???? (@H20J40) September 1, 2023

ووسع مقاتلو العشائر العربية مناطق سيطرتهم بالمحافظة اليوم أمس الخميس بعد سيطرتهم على بلدات وقرى جديدة بعد اشتباكات عنيفة، وكانت "قسد" قد أرسلت تعزيزات إلى دير الزور مساء أمس لمواجهة مقاتلي العشائر العربية.

وذكرت القيادة الوسطى للجيش الأمريكي "سنتكوم" في بيان أن "القيادة المركزية تواصل مراقبة الأحداث عن كثب في شمال شرق سوريا، وتؤكد على التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية لضمان هزيمة دائمة لداعش".

ويضمّ مجلس دير الزور العسكري، التابع لقوات سوريا الديموقراطية، مقاتلين محليّين ويتولّى أمن المناطق في دير الزور التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية بعد دحر تنظيم "داعش" من المحافظة.

تتألف "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة من فصائل كردية وعربية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، وتتمركز على الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور.

وتتولى الإدارة الذاتية الكردية و"قسد" التي تشكل جناحها العسكري إدارة مناطق سيطرتها، خصوصا ذات الغالبية العربية عبر مجالس محلية مدنية وعسكرية، في محاولة للتخفيف من الحساسية العربية-الكردية.

المصدر: RT + وكالات

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أخبار سوريا الأكراد الإرهاب التحالف الدولي الجيش الأمريكي دير الزور قوات سوريا الديمقراطية واشنطن قوات سوریا الدیمقراطیة العشائر العربیة الزور العسکری فی ریف دیر دیر الزور

إقرأ أيضاً:

مناطق انتشار قسد بدير الزور وأسباب تحركاتها العسكرية

دير الزور – دفعت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" خلال الأسابيع الماضية بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى ريف دير الزور الشرقي، وسط استنفار واسع على الأرض وتكثيف الوجود العسكري في القرى القريبة من نهر الفرات.

وترافقت هذه التحركات المتسارعة مع حملات مداهمة واعتقال وتصعيد أمني، في مشهد يعكس حجم التحديات التي تواجهها القوات في ظل متغيرات سياسية وميدانية متسارعة، من أبرزها الحديث عن الانسحاب الأميركي المرتقب، وتقارب دمشق وأنقرة، والضغط الدولي المتزايد لإعادة بسط الدولة السورية نفوذها على كامل الجغرافيا السورية.

منطقة الشعيطات أصبحت مركز توزيع لوجيستيا وتم تحويل مبنى المستشفى إلى نقطة مراقبة عسكرية (الجزيرة) مناطق الانتشار

توسّعت خريطة التحركات العسكرية لقوات قسد في ريف دير الزور خلال الأسابيع الماضية، حيث جرى إرسال تعزيزات إلى مناطق حساسة قرب حقول النفط وعلى ضفاف نهر الفرات، مدعومة بعربات مصفحة وراجمات ومضادات أرضية.

وأفاد خالد الراضي، أحد أبناء منطقة العزبة، في حديثه للجزيرة نت، بأن "قسد" عززت انتشارها في معامل حقل كونيكو، والجفرة، والعمر، ومنطقة الشعيطات وهجين، وهي مناطق حيوية تُستخدم كنقاط رئيسية، ومنها تنطلق العناصر نحو نقاط فرعية.

إعلان

وأوضح أن العناصر القادمة ينحدر معظمهم من الساحل السوري ومناطق حمص والحسكة، وتم تزويدهم بأسلحة نوعية مثل الطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة.

وأضاف الراضي أن "هناك دوريات يومية على طول مجرى النهر، وتُجرى مناورات عسكرية داخل الحقول الرئيسية التي كان فيها التحالف سابقا، كالعمر وكونيكو، والهدف من ذلك حسب المتوقع هو إيهام الناس بأن التحالف لا يزال حاضرا في المنطقة".

وفي منطقة الشعيطات، أفاد صفوان عبد القادر للجزيرة نت بأن نقطة المجبل أصبحت مركز توزيع لوجيستيا تحت حراسة مشددة، في حين تم تحويل مبنى المستشفى إلى نقطة مراقبة عسكرية مرتفعة مزودة بكاميرات حرارية ومضادات أرضية".

كما أكد أن نقطة الصنور جُهزت بتحصينات ترابية، وأصبحت بمثابة قاعدة أو غرفة عمليات مزودة بأكثر من 25 آلية عسكرية متنوعة بين سيارات "بيك أب" وشاصات مجهزة للقتال وهمرات.

وأضاف أن ساحة هجين تُعد ثاني أكبر معقل لقسد بعد حقل العمر، وهي مليئة بالعتاد والمصفحات، وتم استبدال حوالي 80% من عساكرها وقياداتها بعناصر جديدة، مستخدمة طرقا عسكرية خاصة بها، من حقل العمر لحقل التنك، ومنها إلى منطقة المجبل وما يُسمى ساحة هجين.

خلفيات التحرك

تُبرر "قسد" هذه التحركات بتصاعد التهديدات الأمنية، ووجود خطر من نشاطات مزعومة مثل تهريب السلاح أو المخدرات أو محاولات استهداف قواعدها، إلا أن السكان المحليين يعتبرونها غطاءً لحملات قمع واعتقالات لا تستند إلى أي أُسس قانونية.

وأفاد خالد الراضي للجزيرة نت بأن "كل قرية تقريبا فيها حاجز أو نقطة تفتيش، وتمت مداهمة قرى مثل جديد بقارة، حيث جرى اعتقال أكثر من 50 شخصا بتهم تتعلق بالتعاطي أو الإرهاب أو تهريب السلاح، رغم غياب الأدلة".

وأشار إلى أن بعض المعتقلين تم إصدار بيانات بحقهم باعتبار أنهم مروجو مخدرات "رغم أنهم معروفون في القرى بأنهم لا يتعاطون أي مواد مخدرة"، حسب قوله.

إعلان

وفي سياق مشابه، أضاف عبد القادر "كل من ترك العمل مع قسد بدون براءة ذمة، تتم مداهمته حتى لو كان قد ترك منذ فترة طويلة، لأن لديهم قاعدة بيانات كاملة بالأسماء".

كما أكد أن "هناك اعتقالات في بلدة غرانيج وأبو حردوب، ويتم إطلاق سراح المعتقل مقابل مبلغ مالي يصل إلى 2000 دولار، مما يؤكد أن المسألة لا تتعلق بالأمن بقدر ما هي جباية أو ضغط"، حسب وصفه.

وتابع عبد القادر أن "التحركات تحمل طابعا عسكريا صارما، وتم رفع رواتب العناصر من 100 إلى 250 دولارا، والعناصر الجديدة أغلبيتهم من الساحل السوري وحمص والحسكة من خلال مشاهدتهم على الحواجز، مما يزيد التوتر بين السكان المحليين وهذه القوات".

برج المراقبة في منطقة جديد بقارة التي تمت مداهمتها مؤخرا (الجزيرة) تبعات التغيرات

تعكس هذه التحركات استجابة مباشرة لمتغيرات سياسية وميدانية متسارعة، لا سيما بعد سقوط نظام بشار الأسد، واستلام الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع مقاليد الحكم.

كما تترافق مع بدء انسحاب أميركي تدريجي بعد فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئاسة، مما يضع "قسد" أمام تحديات مصيرية في مستقبل وجودها.

ويقول الخبير العسكري العقيد فايز الأسمر، للجزيرة نت، إن "قسد فوجئت بسقوط النظام وتشكيل حكومة جديدة، ما دفعها لإعادة حساباتها الأمنية والعسكرية، في ظل تقارب واضح بين دمشق وأنقرة، واحتمال عقد اتفاقيات أمنية بين الطرفين، إضافة للضغط الأميركي عليها لتخفيض سقف مطالبها والتفاهم مع الحكومة السورية".

وأشار الأسمر إلى أن القوات بدأت بحفر شبكة أنفاق في مناطق عدة شرق الفرات، لربط الخطوط الخلفية بالمناطق المأهولة، وبدأت بإجراء تغييرات في بنية المجالس العسكرية في دير الزور والرقة لضمان ولائها، تحسبا لأي مواجهات محتملة مع الجيش السوري، المدعوم من تركيا.

إعلان

وفي السياق نفسه، أكد القيادي في الجيش السوري الحر العقيد عمر الطراد، للجزيرة نت، أن "الجيش السوري اتخذ جملة من التدابير في إطار الجاهزية الدفاعية العالية، خاصة في محافظة دير الزور، شملت رفع التأهب، وزيادة التنسيق بين الوحدات العسكرية".

وأضاف الطراد أن وفدا حكوميا زار أمس الأول مناطق تسيطر عليها قسد، وقام بجولات في المخيمات والسجون، وقال "نعتقد أن قسد تتبع الآن نهجين: الأول تفاوضي مع الحكومة، والثاني عسكري عبر الضغط والتهديد، لإيصال رسالة بأنها مستعدة للقتال في حال لم تحقق المفاوضات أي تقدم".

مقالات مشابهة

  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى ويؤدون طقوسا تلمودية
  • رئيس الجمهورية: سوريا بلد مهم لنا ولا توجد قوات إيرانية داخل العراق
  • من الرصيف العائم إلى حكم العشائر والفقاعات.. فشل للاحتلال بملف المساعدات في غزة
  • الاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة ويحمي هجمات المستوطنين
  • لا موعد جديد مع فيديوهات الجدة نوال.. رحلت ونس وحب وئام مجدي
  • دُمرت محالّهم وطُلب منهم دفع الجزية.. مسيحيو سوريا ضحايا انتهاكات الفصائل المتطرفة
  • النيجر: ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم داعش على بلدة إكنوان إلى 58 قتيلًا
  • مناطق انتشار قسد بدير الزور وأسباب تحركاتها العسكرية
  • محتالون يخدعون مستخدمي تيك توك عبر فيديوهات بالذكاء الاصطناعي
  • التربية و”الألكسو” تبحثان تعزيز دور سوريا في الساحة التربوية العربية ‏