مخرجات مؤتمرات شرم الشيخ و"أصدقاء سوريا"
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
مُؤامرات الغرب على الأمة العربية لتكريس الشتات والفرقة والهوان والتبعية وتمكين الكيان المُؤقت الغاصب في قلبها، كثيرةٌ ولا يُمكن إحصاؤها، الظاهر منها والباطن. ولعلَّ الظاهر منها يتمثل في عدد من العناوين البارزة بدءًا من محاولة أم الكبائر إنجلترا إقامة حلف بغداد عام 1955م، والذي ضم إضافة إلى أم الكبائر كلًا من: تركيا (عدنان مندريس)، والعراق الملكي، وإيران الشاه، وباكستان.
وهدف الحلف هو مُحاربة القومية العربية والمد الناصري في الإقليم، وتمكين الكيان المُوقت ليصبح أمرًا واقعًا وقضاءً وقدرًا لا يُرد.
وقد رفع هذا الحلف الشيطاني من سقف مهامه ليُخطط لاجتياح سوريا واحتلالها عام 1958م، وأُنيطت المهمة بتركيا مندريس والعراق الملكي، فكانت النتيجة إسقاط الملكية بثورة 14 تموز 1958م بقيادة الزعيم عبدالكريم قاسم ورفاقه في العراق، وقيام الوحدة المصرية السورية في ذات العام، وهدفها الأسمى حماية التراب السوري ووحدة سوريا من الأطماع الخارجية ومن جوارها تحديدًا. وفي عام 1960م انقلب الجيش التركي على عدنان مندريس وأعدمه، تلت ذلك مواجهات حدودية بين الهند وباكستان على إقليم كشمير، وصدور قرار الأمم المتحدة بتقسيمها بين البلدين؛ فشعرت باكستان بخذلان "حلف بغداد" لها فأعلنت انسحابها منه.
لم يبق من الحلف سوى أم الكبائر إنجلترا وإيران الشاه؛ حيث عوَّضت أمريكا هذا الفقد السياسي والعسكري بإنشاء "مبدأ جوام" أو ما عُرف أيضًا بـ"مبدأ نيكسون" عام 1969م، والذي ينُص على تنصيب إيران الشاه كشرطي على الخليج، وتمكين الكيان المُؤقت ومدهما- إيران الشاه والكيان- بالعتاد والغطاء السياسي ليقوما بحماية المصالح الأمريكية في المنطقة، بالتزامن مع خروج أمريكا من مستنقع فيتنام. هذا المستنقع الذي أصاب أمريكا بكل أعراض عجز القوة، وأجبرها على ترميم جيشها وسمعتها وعتادها التقليدي؛ حيث كانت ما سُميت بـ"حرب الخليج الثانية" (حرب تحرير الكويت) أول حرب نظامية كبرى يخوضها الجيش الأمريكي بعد نكبته بفيتنام.
أتت الثورة في إيران عام 1979، لتزيل الشاه وحلف بغداد ومبدأ نيكسون، ولتحل بديلًا عن خروج مصر من معادلة القوة بموجب اتفاقية كامب ديفيد مع العدو.
لم تتوقف المؤامرات الغربية على الأمة، وأخذت أشكالًا وصورًا جديدة ومختلفة؛ ومنها اجتياح الكيان الموقت للُبنان واحتلال عاصمته بيروت عام 1982م، والهدف نزع سلاح فصائل المقاومة الفلسطينية وترحيلها من لبنان.
لكن تفاجأ الأعداء، بعد وقت قصير، بقيام فصائل للمُقاومة الإسلامية في لبنان وعلى رأسها حركة أمل وحزب الله، ثم قيام فصائل للمقاومة بغزة وعلى رأسها حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي. وبعدها بسنوات تم احتلال العراق وتدمير ليبيا ومحاولة تفتيت اليمن وتونس وإضعاف مصر عبر مخطط "الربيع العبري"، فخرج أنصار الله في اليمن، والحشد الشعبي في العراق. وتوجهت الجهود لتدمير سوريا حتى تمَّ الإجهاز عليها عام 2024 وفق السيناريو المعروف، فقاعدة هنري كيسنجر تقول: لا حرب بلا مصر، ولا سلام بلا سوريا.
كلنا ربما يتذكر حجم وعدد المؤتمرات التي حملت اسم "أصدقاء سوريا" وبمشاركة أكثر من 111 دولة وفي أكثر من عاصمة بقصد إسقاط النظام وتمرير مخطط تمكين الكيان المؤقت، وباءت جميعها بالفشل لولا التوافق الدولي الأخير.
كما لم تتوقف مؤتمرات شرم الشيخ لحصار فصائل المقاومة ووصمها بالإرهاب، ولم تفلح في ذلك. كان كل مخطط وسيناريو غربي ينتج عنه رد فعل شعبي عكسي حتى بلغ الأمر "طوفان الأقصى"، وما أدراك ما "طوفان الأقصى" وما أحدثه بداخل الكيان، وما نتج عنه من ضمير وحراك عالمي غير مسبوق.
قبل اللقاء.. من يمتلك الأرض له الكلمة الفصل دائمًا، فأمريكا تُريد، والله فعّال لما يُريد.
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الخارجية: مخرجات منتدى أسوان سوف تأخذ طريقها للتنفيذ العملي من خلال القاهرة لتسوية النزاعات
قال بدر عبد العاطي وزير الخارجية، إن القارة الإفريقية هي مستقبل التنمية فى السنوات المقبلة، لافتا إلى أن البحر الأحمر يمثل جسرا للتكامل العربي الإفريقي.
واضاف وزير الخارجية خلال منتدى اسوان السلام والتنمية المستدامين، أن مخرجات منتدى أسوان سوف تأخد طريقها للتنفيذ العملي من خلال مركز القاهرة لتسوية النزاعات.
وأوضح أن البحر الأحمر يمثل جسرًا للتكامل العربي الإفريقي، وأن مصر أكثر دول العالم تضررًا من حالة عدم الاستقرار بالبحر الأحمر وخليج عدن.