لبنان يفتح باب المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
يشهد الملف اللبناني – الإسرائيلي تصاعدًا في وتيرة الحراك السياسي، في ضوء مؤشرات حول مفاوضات مرتقبة بين الجانبين، وسط تمسك لبنان بثوابت وطنية أبرزها وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وانسحابه من الأراضي المحتلة. وتحوّل الحديث عن إمكانية استئناف المفاوضات إلى عنوان رئيسي في الساحة اللبنانية، خصوصًا بعد تصريحات الرئيس اللبناني جوزاف عون، الذي ربط أي حوار بضرورة التزام الاحتلال بوقف عملياته العسكرية ضد لبنان.
في الأيام الأخيرة، تسارعت المشاورات داخل الأروقة الرسمية، على مستوى الرئاسات الثلاث، بهدف بلورة موقف لبناني موحد استعدادًا لأي تحرك تفاوضي محتمل، تزامنًا مع قرب وصول السفير الأميركي الجديد لدى بيروت، ميشال عيسى، اللبناني الأصل، والذي يُتوقع أن يلعب دورًا محوريًا في الملف، رغم أن موعد مباشرته لم يُحسم بعد بانتظار استكمال الإجراءات الأميركية.
مصادر رسمية لبنانية أكدت لـ"العربي الجديد" أن أي مقترح أميركي رسمي ونهائي لم يصل بعد إلى بيروت، إلا أن الاتصالات والمشاورات، خاصة تلك التي أجراها الرئيس عون في نيويورك، تشير إلى رغبة أميركية واضحة بتكرار نموذج غزة في لبنان، عبر تهدئة مدروسة تمهّد لحل شامل. ووفق المصادر، فإن لبنان أبلغ انفتاحه على مفاوضات غير مباشرة، على غرار ترسيم الحدود البحرية عام 2022، بشرط أن تُجرى بعد وقف الاعتداءات الإسرائيلية.
وتابعت المصادر أن المشاورات بين الرؤساء الثلاثة تركزت على التمسك بمطالب لبنانية واضحة، تتضمن: وقف الاعتداءات الإسرائيلية، انسحاب الاحتلال من النقاط التي لا يزال يحتلها، إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، والالتزام باتفاق 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وشددت على أن الدولة اللبنانية أوفت بكل ما طُلب منها، سواء عبر الالتزام بالاتفاقات، أو الموافقة على الورقة الأميركية، ووضعت خطة متكاملة لحصر السلاح جنوب الليطاني، بدأت تنفيذها منذ نوفمبر الماضي، ومن المتوقع إنهاء المرحلة الأولى منها بحلول نهاية العام الحالي، في ظل تصعيد إسرائيلي مستمر يعرقل استكمال الخطة، بالتزامن مع جهود الجيش لمكافحة التهريب وتعزيز الأمن الحدودي.
وفيما يخص الحديث عن وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة شهرين، كشفت المصادر أن لبنان كان قد تقدم فعلاً بهذا المقترح، ليتم خلال هذه الفترة التفاوض حول الملفات العالقة، ومنها ترسيم الحدود البرية، الانسحاب الإسرائيلي، والأسرى، مؤكدة أن لبنان يفضل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، لكنه لا يمانع الهدنة المؤقتة كمرحلة انتقالية، شريطة وقف العدوان أولاً. ولفتت إلى أن لبنان التزم بمبدأ "الخطوة مقابل خطوة"، لكنه لم يلقَ تجاوبًا مماثلًا من الجانب الإسرائيلي، وهو ما يتطلب ضغطًا أميركيًا وفرنسيًا على الاحتلال.
وفي ما يتعلق بموقف حزب الله، قالت المصادر إن التنسيق مع الحزب مستمر، والتباينات تُعالج، مؤكدة أن الحزب لا يعارض المفاوضات غير المباشرة، ويتمسك هو الآخر بضرورة وقف الاعتداءات كأولوية لا نقاش فيها.
أما بخصوص الحديث عن اتفاق هدنة شامل، أوضحت المصادر أن ذلك ليس طرحًا جديدًا، فلبنان طالما أكد التزامه باتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949، مشددة على أن مسألة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي "خارج النقاش تمامًا".
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
سلام: مبادرة عون للتفاوض مع إسرائيل تهدف لحض واشنطن على إنقاذ المفاوضات
لبنان – صرح رئيس الحكومة في لبنان نواف سلام، اليوم الاثنين، إن مبادرة الرئيس اللبناني جوزيف عون، للتفاوض غير المباشر مع إسرائيل تهدف لحض واشنطن على إنقاذ المفاوضات.
وأكد سلام في تصريحات صحافية، أن عون يهدف من وراء إطلاقه مبادرته التفاوضية غير المباشرة مع إسرائيل، إلى حض الولايات المتحدة على التدخل لإنقاذ المفاوضات غير المباشرة، والمتعثرة بسبب رفض إسرائيل الالتزام بوقف الأعمال العدائية التي نص عليها الاتفاق.
وقال رئيس الحكومة اللبناني إن المفاوضات غير المباشرة، التي تجري في الناقورة برعاية هيئة الرقابة الدولية، برئاسة الجنرال الأمريكي مايكل ليني، “وصلت إلى حائط مسدود نتيجة إصرار إسرائيل على خرق وقف النار، وتماديها في اعتداءاتها، بخلاف التزام لبنان بتطبيقه بحرفيته”.
وبحسب صحيفة “الشرق الأوسط” فإن سلام يراهن على تجاوب الإدارة الأمريكية مع المبادرة التي أطلقها عون “لفتح ثغرة يمكن التأسيس عليها لتطبيق القرار الدولي 1701، بوصفه أساسا لتثبيت اتفاقية الهدنة المعقودة بين لبنان وإسرائيل عام 1949، بما فيها الالتزام بترسيم الحدود الدولية بين البلدين”.
وكان الرئيس عون قال بوقت سابق إنه لا بد من التفاوض بين لبنان وإسرائيل لحل القضايا العالقة.
وقال عون “سبق للدولة اللبنانية أن تفاوضت مع إسرائيل برعاية أمريكية والأمم المتحدة، ما أسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية”.
وتساءل الرئيس اللبناني عن “ما الذي يمنع أن يتكرر الأمر نفسه لإيجاد حلول للمشاكل العالقة لا سيما وأن الحرب لم تؤد إلى نتيجة؟ فإسرائيل ذهبت إلى التفاوض مع حركة الفصائل الفلسطينية لأنه لم يعد لها خيار آخر بعدما جربت الحرب والدمار”، مضيفا: “اليوم الجو العام هو جو تسويات ولا بد من التفاوض، أما شكل هذا التفاوض فيحدد في حينه”.
المصدر: الشرق الأوسط+ RT