تطورات واقعة طفل المنشار بعد تقرير الطب الشرعي
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
في واقعة مروعة هزت محافظة الإسماعيلية وأثارت موجة من الغضب والحزن بين المواطنين، كشف أحمد محمد مصطفى، والد الطفل المجني عليه الذي راح ضحية جريمة بشعة على يد زميله، تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل مقتل نجله وتقطيعه إلى أشلاء باستخدام منشار كهربائي.
وقال الأب إن نجله محمد، البالغ من العمر 13 عاما، استيقظ في صباح يوم الحادث وتحدث إليه كعادته قبل خروجه من المنزل، حيث طلب منه ألا يتأخر عن العودة.
وأوضح والد المجني عليه أنه بعد ساعات من غيابه، بدأ يشعر بالقلق، خاصة بعدما فشل في التواصل معه، ليقرر نشر صورته على مواقع التواصل الاجتماعي للمساعدة في العثور عليه.
ومع انتشار الخبر، تلقى الأب اتصالات من أشخاص مجهولين طلبوا منه مبالغ مالية تحت مسمى الحلاوة ، مقابل إبلاغه بمكان ابنه أو إعادته إليه، فيما اتصل به آخرون مدعين رغبتهم في المساعدة دون مقابل.
تطورات واقعة طفل المنشار بعد تقرير الطب الشرعي
وقال الأب إنه لم يكن يتخيل أن نهاية ابنه ستكون بهذه البشاعة، مطالبا بإعدام القاتل وكل من شاركه في ارتكاب الجريمة.
ووفقا لما ورد في تحقيقات النيابة العامة في المحضر رقم 3625 لسنة 2025 إداري مركز الإسماعيلية، فقد أمرت جهات التحقيق بإرسال الأدوات المستخدمة في الجريمة، ومنها سكينان وصاروخ كهربائي وجاكوش، إلى مصلحة الطب الشرعي لفحصها ومطابقة آثار الدماء عليها بعينات المجني عليه والمتهم يوسف أيمن عبد الفتاح، للتأكد من مدى استخدامها في تنفيذ الجريمة.
كما تم استخراج المتهم من دار الرعاية المودع بها، وعرضه على الأدلة الجنائية لإجراء الفحوصات البيومترية وتحليل الحمض النووي للتأكد من هويته ومطابقة البصمات.
كما أمرت النيابة بعرض الفيديوهات التي التقطتها كاميرات المراقبة في المنطقة على القسم الفني المختص، لمضاهاة صورة المتهم بما ظهر في المقاطع التي رصدت تحركاته بعد وقوع الجريمة.
التحريات الأولية لواقعة المنشاروكشفت التحريات الأولية أن المتهم اصطحب زميله إلى منزله في منطقة المحطة الجديدة بحي أول الإسماعيلية، واعتدى عليه بعصا خشبية على رأسه حتى فارق الحياة، ثم استخدم صاروخا كهربائيا في تقطيع الجثة إلى أشلاء صغيرة، ألقاها لاحقا في عدة مناطق محيطة بكارفور الإسماعيلية، منها بركة مياه وأرض فضاء وبحيرة الصيادين.
وأظهرت التحقيقات أن المتهم، وهو طفل يبلغ من العمر 13 عاما، اعترف أمام النيابة بتفاصيل الجريمة، موضحا أنه استلهم طريقة القتل من إحدى الألعاب الإلكترونية العنيفة، كما قلد مشاهد شاهدها في أحد الأفلام الأجنبية.
وقال في اعترافاته إنه قرر قتل زميله بعد مشادة كلامية بينهما، ثم نفذ الجريمة بطريقة مشابهة لما رآه على الإنترنت.
مسرح الجريمة لواقعة المنشاروعقب القبض على المتهم، اصطحبته الجهات الأمنية إلى مسرح الجريمة لإعادة تمثيل الواقعة بحضور فريق من النيابة العامة، وسط تعزيزات أمنية مكثفة.
كما تقرر إحالته إلى مصلحة الطب الشرعي لإجراء تحليل مخدرات وفحوص نفسية، إضافة إلى استمرار التحريات لمعرفة ما إذا كان هناك شركاء آخرون أو تورط لأفراد من أسرته في الجريمة.
وشيع الآلاف من أهالي الإسماعيلية جثمان الطفل المجني عليه عقب صلاة الظهر من مسجد المطافي، في مشهد مؤلم وسط حالة من الحزن والغضب، قبل أن يدفن في مقابر الأسرة بمنطقة كساب بمركز القصاصين.
واستقبلت الأسرة العزاء في دار مناسبات الشيخ زايد بحي ثالث، وسط دعوات واسعة بالقصاص العادل.
وكشف تقرير الطب الشرعي عن تفاصيل مروعة، مؤكدا أن الوفاة نتجت عن إصابة قوية في الرأس أدت إلى تهتك في أنسجة المخ، أعقبها التمثيل بالجثمان باستخدام أدوات حادة وكهربائية.
وتم ضم التقرير النهائي إلى ملف القضية، التي ما زالت قيد التحقيق تحت إشراف النيابة العامة، التي شددت على ضرورة استكمال كافة الإجراءات الفنية والتحليلية للوصول إلى كافة خيوط الجريمة، تمهيدا لإحالة المتهم إلى المحاكمة.
وتعد هذه الجريمة من أبشع الحوادث التي شهدتها محافظة الإسماعيلية في السنوات الأخيرة، إذ جمعت بين القسوة غير المسبوقة والتنفيذ المتأثر بعوالم الإنترنت العنيفة، ما أعاد إلى الواجهة قضية الأفلام الدموية على سلوك الأطفال والمراهقين، ودق ناقوس الخطر حول غياب الرقابة الأسرية في ظل تصاعد المحتوى العنيف المتاح على المنصات الرقمية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإسماعيلية موجة من الغضب والد الطفل المجني عليه والد الطفل المنشار الکهربائی تقریر الطب الشرعی طفل الإسماعیلیة زمیله بمنشار المجنی علیه
إقرأ أيضاً:
واقعة المنشار الكهربائي.. استشاري نفسي: جريمة الإسماعيلية جرس إنذار خطير يكشف تأثير المحتوى العنيف على سلوك الأطفال
في جريمة تقشعر لها الأبدان، استيقظت محافظة الإسماعيلية على واحدة من أبشع الحوادث التي هزت الرأي العام وأثارت موجة من الغضب والذهول في الشارع المصري.
جريمة لم يكن بطلها مجرمًا محترفًا، بل طفل في مقتبل العمر، ارتكب فعلًا دمويًا صادمًا بحق زميله في الواقعة التي باتت تعرف إعلاميًا بـ«واقعة المنشار الكهربائي».
الضحية، وهو طفل لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، دفع حياته ثمنًا لثقة في صديقه، بعدما استدرجه الأخير إلى منزله حيث كشفت تفاصيل الجريمة المروعة.
البداية كانت عندما عثر على أشلاء جثة طفل مجهول الهوية خلف مبنى «كارفور» بدائرة مركز الإسماعيلية.
ومع توالي التحقيقات، بدأت خيوط الحادث تتكشف لتفضح مأساة إنسانية مركبة، تجمع بين قسوة الجريمة وحداثة عمر مرتكبها، ما أثار تساؤلات واسعة حول الأسباب والدوافع والخلل الاجتماعي الذي أدى إلى وقوع مثل هذه الفاجعة.
وليد هندي: جريمة الإسماعيلية جرس إنذار خطير يكشف تأثير المحتوى العنيف على سلوك الأطفالقال الدكتور وليد هندي إستشاري الصحة النفسية في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن ثلث مستخدمي الإنترنت في العالم من الأطفال، موضحًا أن هذا يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بما يُعرف بـ«متلازمة الشاشات الإلكترونية».
وأكد أن دماغ الطفل يمتص ما يزيد عن 60% من الإشعاعات الصادرة عن الأجهزة الذكية، وهو ما يؤثر على تكوين الدماغ ومساراته العصبية ويولد سلوكًا عدوانيًا مفرطًا لديهم.
وأوضح أن المحتوى العنيف والعميق الذي يشاهده الأطفال عبر التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي يؤدي إلى تبلد إحساسهم تجاه مشاهد العنف والدماء، ويفقدهم الإحساس بالخطر، مشيرًا إلى أن ذلك يزيد من احتمالية تقليدهم للمشاهد العنيفة التي يرونها.
وأضاف أن الطفل يمتلك آلية نفسية تسمى «التقمص» تجعله يتوحد نفسيًا مع أبطال المشاهد العنيفة ويتقمص شخصياتهم بعد التشبع بها، وهو ما ينعكس على سلوكهم الواقعي ويحول العنف من صورة على الشاشة إلى سلوك عملي في الحياة اليومية.
وأكد أن هناك دراسات أوروبية وأمريكية أثبتت أن التعرض المستمر لمشاهد العنف على مدى سنوات طويلة يترك تأثيرًا تراكميًا خطيرًا، يؤدي إلى ارتفاع معدلات الجرائم العنيفة لدى البالغين الذين اعتادوا مشاهدة هذا النوع من المحتوى منذ الطفولة.
وشدد على أن جريمة الإسماعيلية الأخيرة تمثل مؤشرًا خطيرًا، إذ ارتكب طفل يبلغ 13 عامًا جريمة بشعة بعد تأثره بمحتوى عنيف، واستخدم أدوات خطيرة كانت متاحة له داخل المنزل، مما يعكس حجم المخاطر الناتجة عن غياب الرقابة الأسرية.
ولفت إلى أنه لا يجوز ترك الأبناء أمام المحتوى العنيف على الشاشات لمجرد أن المنصة توضح الفئة العمرية +16 أو +12، مشددًا على ضرورة وجود رقابة وتوجيه من الأسرة.
كما حذر من ترك الأدوات الخطيرة الخاصة بالمهن المختلفة في متناول الأطفال، سواء كانت أدوات حادة أو مواد يمكن استخدامها في إيذاء النفس أو الآخرين.
واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن ما حدث في الإسماعيلية ليس مجرد واقعة فردية، بل جرس إنذار يستوجب رفع الوعي الأسري، واحتواء الأبناء، وحمايتهم من التأثر بمشاهد العنف التي تشوه فطرتهم وتزرع فيهم سلوكًا عدوانيًا خطيرًا.