ميدو: الإسماعيلي غارق في الديون.. وقرار الإحالة للنيابة يعكس كارثة مالية وإدارية

أثار الإعلامي أحمد حسام “ميدو” جدلًا واسعًا في الوسط الرياضي المصري بعد تصريحاته الجريئة بشأن الأزمة التي يعيشها نادي الإسماعيلي، مؤكدًا أن قرار إحالة مجلس إدارة النادي إلى النيابة العامة يكشف عن وجود مخالفات مالية وإدارية جسيمة، واصفًا ما يحدث داخل النادي بأنه “كارثة حقيقية” تهدد أحد أعرق الأندية الجماهيرية في مصر.

 

وخلال تقديمه برنامجه الشهير «أوضة اللبس» المذاع عبر قناة النهار، قال ميدو إن وزارة الشباب والرياضة لم تكن لتتخذ مثل هذا القرار الكبير لولا وجود “جناية أو فضيحة مالية” تستوجب التحقيق، مشيرًا إلى أن النيابة العامة هي الجهة المختصة بتحديد الحقائق وكشف حجم المخالفات التي وقعت داخل النادي.

 

 

 

 

ميدو: القرار يعكس خطورة الوضع داخل الإسماعيلي

 

 

وقال ميدو في تصريحاته: «قرار الإحالة معناه إن الوزارة لقت جناية أو فضيحة في النادي الإسماعيلي، والنيابة هي اللي هتحدد الحقيقة وهتعلن نتيجة التحقيقات بعد كده».

 

وأوضح أن وزارة الشباب والرياضة لا تتدخل في شؤون الأندية إلا عند وجود مخالفات موثقة أو تقارير مالية مريبة تستدعي الإحالة إلى جهات التحقيق، مشيرًا إلى أن القرار يعكس حجم الخطورة التي وصلت إليها الأمور داخل النادي الساحلي العريق.

 

وأضاف ميدو أن الإسماعيلي يعاني منذ سنوات من أزمات مالية طاحنة أثّرت بشكل مباشر على نشاطه الرياضي وعلى قدرته في الوفاء بالتزاماته تجاه اللاعبين والمدربين، مؤكدًا أن الأزمة وصلت إلى حدّ الإفلاس الفعلي.

 

وقال بلهجة حاسمة: «الإسماعيلي مفيهوش فلوس تتسرق.. النادي خلاص مفلس، عليه تسع ملايين دولار للفيفا بخلاف الغرامات التانية، يعني الإجمالي ممكن يوصل لـ900 مليون جنيه، النادي فلس تمامًا».

 

 

 

 

نادي غارق في الديون وغموض حول مصيره المالي

 

 

حديث ميدو فتح الباب واسعًا أمام تساؤلات كثيرة حول الواقع المالي للإسماعيلي، الذي يعد واحدًا من أعرق الأندية في تاريخ الكرة المصرية والعربية، ويمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة في مدينة الإسماعيلية ومحافظات القناة.

 

وبحسب ما أوضحه ميدو، فإن الديون المستحقة على النادي لصالح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تصل إلى نحو تسعة ملايين دولار، نتيجة نزاعات مالية مع لاعبين ومدربين أجانب سابقين، إلى جانب غرامات أخرى متراكمة قد ترفع المبلغ الإجمالي إلى ما يقرب من 900 مليون جنيه مصري.

 

ويعاني النادي منذ عدة سنوات من انخفاض حاد في الموارد المالية، مع غياب الرعاة وتراجع العوائد الإعلانية، إضافة إلى الأعباء الضخمة الناتجة عن عقود اللاعبين والمستحقات القديمة، ما أدى إلى تراكم الديون بصورة غير مسبوقة في تاريخه.

 

 

 

 

ميدو يطالب بنظام مالي وإداري صارم للأندية الجماهيرية

 

 

وخلال حديثه، وجه ميدو انتقادات لاذعة للنظام الإداري في الأندية الجماهيرية، داعيًا إلى وضع ضوابط صارمة لإدارة هذه الكيانات التي تمثل رموزًا تاريخية للكرة المصرية.

 

وقال: «المفروض الأندية الجماهيرية يتحطلها نظام تمشي عليه، متتسابش الأمور كده، لازم يكون عندنا ضوابط واضحة خاصة في الأمور المالية، لأن اللي بيحصل في الإسماعيلي ممكن يحصل في أي نادٍ تاني لو مفيش رقابة ومتابعة».

 

وأكد أن الحل يكمن في تطبيق منظومة الحوكمة المالية داخل الأندية، بحيث تكون كل القرارات المالية خاضعة لرقابة محاسبية دقيقة، تمنع أي تجاوز أو سوء إدارة. كما شدد على ضرورة أن تلعب وزارة الشباب والرياضة دورًا فاعلًا في تأهيل الكوادر الإدارية داخل الأندية لضمان إدارة احترافية تتناسب مع حجم المسؤولية.

 

 

 

 

وزارة الشباب والرياضة في مواجهة التحدي

 

 

ويأتي قرار وزارة الشباب والرياضة بإحالة ملف مجلس إدارة الإسماعيلي إلى النيابة العامة في ظل تصاعد الغضب الجماهيري في مدينة الإسماعيلية، حيث عبّر عدد كبير من المشجعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن قلقهم من مستقبل النادي الذي يعيش واحدة من أصعب فتراته على الإطلاق.

 

وأكدت مصادر داخل الوزارة أن القرار جاء بعد مراجعة تقارير مالية رسمية أعدتها لجان التفتيش والمتابعة، والتي رصدت عددًا من المخالفات الإدارية والمالية تستوجب التحقيق، في الوقت الذي تتواصل فيه مساعي الوزارة للحفاظ على استقرار النادي وضمان استمرار نشاطه الرياضي.

 

 

 

 

الإسماعيلي بين التاريخ والمجهول

 

 

يُعد نادي الإسماعيلي، الملقب بـ«برازيل مصر»، من الأندية العريقة التي أسهمت في كتابة تاريخ الكرة المصرية، كونه أول فريق مصري يتوّج ببطولة دوري أبطال أفريقيا عام 1969، وواحدًا من أكثر الأندية التي قدّمت لاعبين مميزين لمنتخبات مصر عبر العقود.

 

لكن السنوات الأخيرة شهدت تدهورًا إداريًا وماليًا غير مسبوق، تسبب في تراجع مستوى الفريق وابتعاده عن المنافسة على البطولات المحلية، بل ووصل إلى مراحل الخطر في أكثر من موسم ضمن بطولة الدوري الممتاز.

 

ويخشى كثير من جماهير النادي أن تؤدي الأزمة الحالية إلى إجراءات قانونية قاسية أو عقوبات دولية جديدة قد تزيد من معاناة الدراويش، في ظل غياب الدعم المالي الكافي لتسوية القضايا المعلقة لدى الفيفا.

 

 

 

 

خاتمة: دعوة لإصلاح شامل قبل فوات الأوان

 

 

اختتم ميدو حديثه بدعوة صريحة إلى الدولة ووزارة الشباب والرياضة لإنقاذ النادي الإسماعيلي، مشيرًا إلى أن ما يحدث يمثل جرس إنذار لكل الأندية الجماهيرية في مصر التي تعاني من غياب التخطيط المالي السليم.

 

وقال: «الإسماعيلي مش نادي عادي، ده رمز من رموز الكرة المصرية، وضروري نتحرك بسرعة عشان ننقذه قبل ما يختفي من الساحة».

 

المصدر: بوابة الوفد