إن غاب الأب ماذا يحدث للأطفال؟ حضوره لا يقل عن الأمهات
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
لطالما ارتبطت صورة التربية ورعاية الأطفال بالأمهات، فيما جرى اختزال دور الأب على مدى سنوات طويلة في كونه "المعيل" أو "المسؤول المادي" عن الأسرة. إلا أن الدراسات الحديثة أعادت النظر في هذه الصورة النمطية، مؤكدة أن للأب دورا لا يقل أهمية عن الأم في النمو النفسي والعاطفي والمعرفي للأطفال، بل يشكل حضوره ركيزة أساسية في بناء شخصية الطفل وتحقيق توازنه النفسي والاجتماعي.
لم يعد الدور العاطفي في تربية الأطفال حكرا على الأمهات، فالأب اليوم يشكل شريكا فاعلا في بناء التوازن النفسي والعاطفي للطفل. فعادةً ما تميل الأمهات إلى الاحتواء والرعاية، بينما يدفع الآباء أبناءهم إلى المغامرة والتجربة، فيخلق هذا التنوع توازنا تربويا ضروريا لنمو الطفل السليم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غزل أبو ريان.. طفلة غزية تناشد العالم لتأمين العيش والعودة إلى المدرسةlist 2 of 2رقائق الذرة.. الوحش الخفي في وجبة طفلكend of listويؤكد خبراء علم النفس أن مشاركة الأب في تربية أطفاله بشكل مباشر تسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتقلل من السلوكيات العدوانية، كما تنمّي قدرتهم على تنظيم مشاعرهم ومواجهة الضغوط الحياتية بمرونة أكبر.
الأب شريك في النجاحلا يقتصر تأثير الأب على الجانب العاطفي فحسب، بل يمتد ليشمل التطور المعرفي والتحصيل الدراسي. فقد كشفت دراسة أميركية أُجريت عام 2010 في كلية التربية بولاية نيوجيرسي أن مفردات الأب وطريقة تفاعله مع أطفاله أثناء القراءة في عمر مبكر – حتى قبل إتمامهم عامهم الأول – تسهم في تحقيق قفزات لغوية واضحة عند بلوغهم 15 و36 شهرًا.
كما أن الأب الذي يشارك أبناءه القراءة والنقاش يغرس فيهم حب المعرفة والفضول الفكري، وهما من أهم مقومات النجاح الأكاديمي. ووفقًا لموقع سايكولوجي توداي، فإن انخراط الآباء في حياة أبنائهم يعزز مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، ويرفع من القدرات اللغوية والاجتماعية، خصوصا في السنوات الأولى من الطفولة.
أما حضوره الإيجابي والمحفز، فيبقى مصدر إلهام مستمرا يدفع الطفل إلى خوض التجارب بثقة واكتشاف العالم من حوله بشغف.
يلعب وجود الأب الفعّال دورا محوريا في تعزيز الصحة النفسية للأطفال وتشكيل مفهومهم عن الذات. فالأب الحاضر والداعم يسهم في تقليل احتمالية إصابة أبنائه بالاكتئاب والقلق، ويمنحهم مرونة نفسية تساعدهم على التكيف مع ضغوط الحياة. وتشير الجمعية البريطانية لمعالجي الأطفال النفسيين إلى أن العلاقة الإيجابية والداعمة مع الأب تساهم في بناء هوية متماسكة وتوازن نفسي راسخ، كما تحد من السلوكيات الخطرة واضطرابات الشخصية خلال فترة المراهقة.
إن الأب الذي يجمع بين الحنان والانضباط يقدم نموذجا عمليا للتعاطف وضبط النفس، ما يرسّخ لدى أطفاله مهارات اجتماعية صحية وقدرة على التواصل الفعّال تستمر معهم مدى الحياة.
الأب في المراهقة سند ومرشدلا يتوقف تأثير الأب عند سنوات الطفولة المبكرة، بل يمتد ليشمل مرحلة المراهقة، حين تتعاظم الحاجة إلى التوجيه والتفهم. فالعلاقة الآمنة مع الأب تُحسّن الحالة النفسية للمراهقين، وتدعم ثقتهم بأنفسهم، وتقلل من مستويات القلق والاكتئاب.
ويشير المختصون إلى أن وجود الأب القريب من أبنائه -الحاضر في تفاصيلهم دون أحكام، والمستمع إليهم بانفتاح- يشكل عامل حماية نفسيا وسلوكيا قويا. كما أن الأب الذي يعبّر عن مشاعره بصدق، ويتعامل مع الخلافات بهدوء واحترام، ويقيم علاقة متوازنة مع الشريك، يمنح أبناءه نموذجا ناضجا للعلاقات الإنسانية السليمة، ويغرس فيهم قيم الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل.
لا تتطلب الأبوة الفعالة تفرغا كاملا أو ساعات طويلة من الوقت، بقدر ما تحتاج إلى اهتمام نوعي ووجود حقيقي يشعر به الطفل. فالأب الحاضر بعاطفته وتفاعله يترك أثرا أعمق من الحضور الزمني الطويل. وفيما يلي أبرز الإستراتيجيات التي يمكن أن تعزز مشاركة الآباء في حياة أبنائهم:
قضاء وقت نوعي مع الأطفاللا يرتبط الأمر بمدة اللقاء، بل بجودته. فحتى اللحظات القصيرة يمكن أن تكون مؤثرة إذا تخللتها مشاركة صادقة في اللعب، أو حديث دافئ قبل النوم، أو وجبة عائلية هادئة بعيدا عن الشاشات والأجهزة الإلكترونية.
المشاركة في الرعاية اليوميةمشاركة الأب في الأنشطة اليومية -مثل مساعدة الطفل في الاستحمام أو أداء الواجبات المدرسية أو قراءة قصة قبل النوم- تخلق روابط عاطفية قوية وتُشعر الطفل بالأمان والانتماء.
بناء طقوس خاصةابتكار طقوس بسيطة ومتكررة، مثل نزهة أسبوعية أو نشاط مشترك ينتظره الطفل، يعزز الإحساس بالاستقرار ويمنح العلاقة بين الأب والابن طابعا مميزا وذكريات تدوم.
التواصل العاطفي المفتوحالإصغاء بتفهم دون إصدار أحكام أو تقليل من مشاعر الطفل، وتشجيعه على التعبير بحرية عمّا يشعر به، يساعد في بناء ثقة متبادلة ويقوّي العلاقة العاطفية، مما يجعل الأب مرجعا وداعما حقيقيا في كل مراحل النمو.
التحديات التي يواجهها الآباءرغم تنامي الوعي المجتمعي بأهمية دور الأب في تنشئة الأطفال، ما زالت مشاركة كثير من الآباء تواجه عقبات متعددة تحول دون انخراطهم الفعّال في حياة أبنائهم.
في مقدمة هذه العقبات تأتي الصور النمطية الراسخة التي تحصر مسؤولية التربية في الأمهات، وتختزل دور الأب في كونه "المعيل المادي"، وهو تصور يقلل من قيمة حضوره العاطفي والتربوي.
إعلانإلى جانب ذلك، تشكل ضغوط العمل وساعات الدوام الطويلة تحديا حقيقيا أمام الآباء الراغبين في قضاء وقت كاف مع أسرهم، لا سيما في ظل غياب سياسات داعمة لتوازن الحياة المهنية والأسرية. كما تسهم القيود المؤسسية وضعف إجازات الأبوة في الحد من فرص تفاعلهم المبكر مع أطفالهم في المراحل الأولى من النمو، وهي مرحلة حاسمة لبناء الروابط العاطفية وتأسيس علاقة قائمة على الثقة والدعم.
ورغم هذه التحديات، تؤكد الأبحاث أن حضور الأب العاطفي والمعنوي لا يقل أهمية عن الدعم المادي، بل يمثل حجر الأساس في تكوين أسرة مستقرة ومتماسكة نفسيا واجتماعيا.
يترك غياب الأب، سواء نتيجة الانفصال أو الوفاة أو الانشغال المفرط بالعمل، آثارا عميقة تمتد إلى سنوات البلوغ. فالأطفال الذين ينشؤون دون حضور أبوي فعّال غالبا ما يواجهون صعوبات في الثقة بالنفس وتحديد الهوية وتكوين علاقات مستقرة، كما قد يظهر لديهم خوف من الهجر أو تعلق مفرط بالآخرين. وتشير الدراسات إلى أن غياب الأب يرتبط بارتفاع معدلات المشكلات الأكاديمية والسلوكية والنفسية، مثل الاندفاع، وضعف التحصيل الدراسي، واضطرابات القلق والاكتئاب.
ومع ذلك، فإن هذه الآثار ليست حتمية، إذ يمكن تجاوزها من خلال العلاج النفسي وفهم التجارب الماضية، مما يساعد الأفراد على إعادة بناء ذواتهم وتكوين علاقات صحية واستعادة توازنهم النفسي في مراحل لاحقة من حياتهم
حضور لا يُقاس بالوقت بل بالأثرلم تعد الأبوة في زمننا الحديث تُقاس بعدد ساعات العمل أو بحجم الدخل، بل بمدى الحضور الإنساني والتفاعل الحقيقي مع الأبناء. فكل لحظة يقضيها الأب مع أطفاله -في اللعب أو المذاكرة أو حتى في قراءة قصة قبل النوم- تترك أثرا عميقا في بناء شخصياتهم وصحتهم النفسية.
الأبوة المعاصرة تعني أن يكون الرجل شريكا في التفاصيل اليومية الصغيرة، يدعم ويستمع ويشارك، وأن يدرك أن قوته الحقيقية تكمن في عطائه وقدرته على التواصل، لا في سلطته أو إنجازاته المهنية. ففي نهاية المطاف، ما يبقى في ذاكرة الأطفال ليس ما اشتراه لهم آباؤهم، بل ما منحوهم من حب ووقت واهتمام صادق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات فی بناء الأب فی لا یقل
إقرأ أيضاً:
ماذا يحدث للجسم عند تناول 3 حبات من الجوز يوميا؟
وفقًا لخبير تغذية، فإن تناول ثلاث حبات من الجوز فقط يوميًا يُعزز صحة الدماغ والقلب بشكل ملحوظ، الجوز غني بأحماض أوميغا 3 الدهنية ومضادات الأكسدة والفيتامينات الأساسية التي تُحسّن الذاكرة، وتُقلل الالتهابات، وتُعزز وظائف القلب والأوعية الدموية، كما يُساعد تناوله بانتظام على تنظيم مستويات الكوليسترول، ويحمي من التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.
يُعدّ القلب والدماغ من أهمّ أعضاء الجسم، وقد يبذلان جهدًا إضافيًا أحيانًا. لذا، للحفاظ على صحتهما، عليك إطعامهما أطعمةً مغذيةً غنيةً بجميع العناصر الغذائية الكبرى والصغرى. ووفقًا لخبير تغذية من مومباي، يُعدّ الجوز من المكسرات الرائعة، فهو غنيٌّ بالعناصر الغذائية الأساسية مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية ومضادات الأكسدة.
في حين أن الجوز يوفر الدهون الصحية والألياف والفيتامينات والمعادن، فإنه يحافظ أيضًا على مستويات الكوليسترول وضغط الدم تحت السيطرة، والصحة الإدراكية - وبالتالي يدعم صحة القلب والدماغ.
، قالت ديبشيكا جين، أخصائية تغذية مُدرّبة في جامعة جوهانسبرغ ومُدرّبة وطنية معتمدة لمرض السكري، في فيديو نشرته على إنستغرام، إن تناول ثلاث حبات جوز فقط يوميًا لا يُساعد فقط على تقليل الالتهابات، بل يُعزز أيضًا وظائف القلب والدماغ بشكل ملحوظ. وأضافت: "الجوز من المكسرات الفعّالة جدًا، إذ يُساعد على بناء قلب وأمعاء أكثر صحة، كما يحتوي قشره على الكثير من الألياف والبوليفينولات. انقعه قبل تناوله، وتناول من 3 إلى 4 حبات جوز يوميًا".
تقليل الالتهاب
يحدث الالتهاب نتيجة الإجهاد التأكسدي، وهو أساس العديد من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب، ومرض الزهايمر، وحتى السرطان. يقول الخبراء إن الجوز، الغني بالبوليفينولات، يُحارب الإجهاد التأكسدي والالتهابات. كما أن مجموعة فرعية من البوليفينولات تُعرف باسم الإيلاجيتانينات تُشارك في ذلك.
تقوم البكتيريا المفيدة في أمعائك بتحويل الإيلاجيتانين إلى مركبات تسمى اليوروليثينات، والتي تحمي من الالتهاب.
خفض ضغط الدم
ارتفاع ضغط الدم عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والسكتة الدماغية. ينصح الأطباء بتناول الجوز ليس فقط لخفض ضغط الدم، بل أيضاً لصحة القلب. كما يُخفض الجوز الكوليسترول والدهون الثلاثية. ويُعتقد أن حتى الاختلافات الطفيفة في ضغط الدم لها تأثير كبير على خطر الإصابة بأمراض القلب.
تعزيز الوظيفة الإدراكية
رغم أن قشور الجوز الصغيرة تبدو كالدماغ، إلا أن الدراسات تُشير إلى أن هذه المكسرات قد تكون مفيدة للعقل. تشير الدراسات إلى أن العناصر الغذائية ومضادات الأكسدة الموجودة في الجوز تُقلل الإجهاد التأكسدي والالتهابات عن طريق تقليل الجذور الحرة. كما وجدت الأبحاث أن المصابين بالاكتئاب أظهروا تحسنًا ملحوظًا في الأعراض عند تضمين المكسرات، وخاصةً الجوز، في نظامهم الغذائي اليومي.
يرتبط تناول الجوز بتحسين وظائف المخ، بما في ذلك تحسين الذاكرة ومهارات التعلم والتطور الحركي والسلوك المرتبط بالقلق.
في حين أن خبراء التغذية ينصحون بتناول الجوز لمدة ثلاثة أيام، فإن أولئك الذين لا يفضلون تناول الجوز بمفرده، يمكنهم إضافة بعضه إلى طعامهم من خلال:
رشها على الخضروات الورقية أو سلطات الفواكه.
مطحون ناعماً في الصلصات والصلصات.
مقطعة ومستخدمة في الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة
مسحوق لاستخدامه كطلاء على الأسماك أو الدجاج
يقدم مع دقيق الشوفان أو الزبادي اليوناني
وصفات القلي السريع
على المعكرونة أو الخضار
كزيت في صلصة الخل
المصدر: timesnownews