وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز مساء الاثنين في البيت الأبيض اتفاقية للتعاون في مجال المعادن الأساسية، في الوقت الذي تتطلع فيه الولايات المتحدة للاستفادة من موارد قارة أستراليا الغنية بمعادن الأرض النادرة ، في حين تفرض الصين قواعد أكثر صرامة على تصدير معادنها النادرة إلى الخارج.

وخلال لقائهما الأول في البيت الأبيض، صرّح ترامب بأن المفاوضات على الاتفاق استغرقت أربعة أو خمسة أشهر. ووصف ألبانيزي الاتفاقية بأنها مورد لضخ 8.5 مليار دولار وأنها "جاهزة للتنفيذ".

وأضاف ألبانيز: "إن اتفاقية اليوم بشأن المعادن الأساسية وعناصر الأرض النادرة، ترتقي بـ " علاقة الولايات المتحدة وأستراليا "إلى المستوى التالي".

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أعلنت بكين إلزام الشركات الأجنبية الحصول على موافقة من الحكومة الصينية لتصدير المنتجات التي تحتوي على كميات ضئيلة من معادن الأرض النادرة الصينية أو التي تم إنتاجها باستخدام التكنولوجيا الصينية.

وتقول إدارة ترامب إن هذا يمنح الصين سلطة واسعة على الاقتصاد العالمي من خلال التحكم في سلسلة توريد قطاع التكنولوجيا.

يذكر أن معادن الأرض النادرة التي تستحوذ الصين على حوالي 90 بالمئة من إنتاجها العالمي حاليا، تستخدم في مجموعة واسعة من المنتجات بدءا من الأجهزة الإلكترونية وحتى الصناعات الفضائية والسيارات الكهربائية.

وقال كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني التابع للبيت الأبيض، للصحفيين صباح اليوم قبل اجتماع ترامب مع ألبانيز: "ستكون أستراليا عونا كبيرا في الجهود المبذولة لقيادة الاقتصاد العالمي وجعله أقل خطورة، وأقل عرضة لابتزاز المعادن النادرة الذي نشهده من جانب الصينيين".

وأشار هاسيت إلى أن أستراليا تتمتع بواحدة من أفضل اقتصادات التعدين في العالم، مشيدا بمصانع معالجة المعادن لديها ووفرة مواردها من المعادن النادرة.

ومن بين المسؤولين الأستراليين المرافقين لألبانيز وزراء يشرفون على الموارد والصناعة والعلوم، كما تمتلك أستراليا عشرات المعادن المهمة التي تسعى الولايات المتحدة للحصول عليها.

تأتي زيارة رئيس الوزراء قبل لقاء محتمل بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من هذا الشهر.

من جانبه، قال رئيس الوزراء ألبانيز قبل زيارته إن الفرصة ستتاح له وللرئيس ترامب لتعميق علاقات بلديهما في مجالي التجارة والدفاع. ومن بين المواضيع الأخرى المتوقعة للمناقشة اتفاقية أوكوس، وهي اتفاقية أمنية مع أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة تم توقيعها خلال الإدارة الديمقراطية للرئيس الأميركي جو بايدن.

ولم يشر ترامب علنا إلى اعتزامه تمديد الاتفاقية، في حين تراجعها وزارة الدفاع الأميركية حاليا.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات البيت الأبيض ترامب المعادن الشركات الأجنبية الصين الاقتصاد العالمي معادن الأرض النادرة الأجهزة الإلكترونية أستراليا المعادن النادرة صفقة المعادن النادرة البيت الأبيض ترامب المعادن الشركات الأجنبية الصين الاقتصاد العالمي معادن الأرض النادرة الأجهزة الإلكترونية أستراليا أخبار أميركا الأرض النادرة

إقرأ أيضاً:

اتجاهات مستقبلية   

 

اتجاهات مستقبلية

ورقة المعادن النادرة في المنافسة الدولية

 

 

 

تتصاعد ورقة المعادن النادرة في السياق الدولي لتؤثر في سياسات وصناعات استراتيجية، ربما لتركز استخراج هذه المعادن في مناطق بعينها في العالم، والحاجة الملحة لها في عصر التكنولوجيا والتقنيات المتقدمة، والرغبة العالمية في تطوير التكنولوجيا الخضراء، ودخول تلك المعادن الاستراتيجية في المجالات التقنية والعسكرية والصحية وتأثيرها على جودة حياة الإنسان.

وكان لقرار الصين تشديد القيود على صادرات المعادن النادرة الاستراتيجية أبعاد اقتصادية وجيوسياسية، مع سياسة الولايات المتحدة رفع التعريفات الجمركية، إذ اشترطت بكين الحصول على تراخيص تصدير لأي سلعة تحتوي على عناصر نادرة تتجاوز نسبتها 0.1% من قيمة المنتج، في وقت تتربع الصين على عرش استخراج المعادن النادرة في العالم، ومثل هذه الإجراءات يؤثر حتمًا على كل الصناعات الحساسة المرتبطة بالتكنولوجيا المتقدمة والدفاع والمركبات الكهربائية والإلكترونيات الدقيقة، مثل أشباه الموصلات.

ويعتقد العلماء أن العناصر النادرة شائعة في قشرة الأرض، وهي مجموعة من 17 عنصرًا جُمعت معًا لتشابهها الكيميائي، وخصائصها البصرية والمغناطيسية والكهربائية، لكن التحدي يكمن في الاستخراج، حيث يتطلب الحصول عليها بتركيز عالٍ لتغطية التكلفة، كما يضر الاستخراج البيئة مع الاحتياج إلى كميات كبيرة من الماء والطاقة لفصل العناصر الأرضية النادرة عن الصخور، وغالبًا ما يُعثر على المعادن النادرة مع العناصر المشعة مثل اليورانيوم والثوريوم، أي أن وجود المعادن النادرة لا يعني إمكانية الاستخراج، وحال التعدين فإن الدول تحتاج إلى تطوير إنتاج المعادن النادرة، ونظرة مستقبلية، لأن من وطّن بالفعل هذا النوع من التعدين في عالم تمثل التقنيات أساس الحياة العصرية غير من يبدأ اليوم.

إن الولايات المتحدة كانت أكبر مُنتج للمعادن النادرة بالعالم من ستينيات إلى ثمانينيات القرن العشرين، لكنها تراجعت في الإنتاج واعتمدت على الاستيراد، في وقت كثفت الصين جهودها، واستطاعت تخفيض تكلفة العمليات حتى أغرقت السوق العالمي بمعادن نادرة، وسيطرت بحصة هي الأكبر في سلسلة التوريد للمعادن النادرة.

وقد أدركت الولايات المتحدة تأخرها في إنتاج المعادن النادرة، ولهذا وقعت وزارة الحرب اتفاقيات مع شركات تعدين محلية، لدعم القدرات الإنتاجية وتقليل الاعتماد على الصين، لكن الواقع يكشف لنا أن الصين الأولى بلا منازع في سوق المعادن النادرة، حيث تُنتج نحو 70% من الإنتاج العالمي الخام، وتُسيطر على 90% من عمليات المعالجة وصناعة المغناطيسات الدائمة، والمستقبل أمام الجميع في رفع نسب الإنتاج مع توقعات وكالة الطاقة الدولية (IEA) ارتفاع الطلب على المعادن الحيوية بنسبة تتراوح بين 100% و500% بحلول 2040.

ولا تقتصر المعادن النادرة على القشرة الأرضية فقط، بل قاع المحيطات يحوي كميات تفوق اليابسة بأضعاف في الكوبالت والنيكل والإيتريوم، غير أن بكين تتصدر السباق البحري أيضًا بامتلاك رخص بحث وتقنيات متطورة في التعدين في الأعماق، فيما أن الولايات المتحدة لا تزال بعيدة نوعًا ما. إن التنافس على المعادن النادرة لا يقف عند واشنطن وبكين، بل يشمل دول أوروبية، وقد مثل ورقة في سياق إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية مع اكتشافات المعادن النادرة في أوكرانيا، فيما تطمح تركيا إلى التأثير في هذا السوق مع اكتشاف حقل بيليكوفا.

وترجع قوة هيمنة الصين على المعادن النادرة ليس في المواد الخام فقط، بل في القدرة الصناعية على التكرير والمعالجة والإنتاج على نطاق واسع، وهي الدولة التي تمتلك سلسلة توريد متكاملة من التعدين إلى الفصل الكيميائي، ثم تصنيع المغناطيسات، مما جعلها ورقة في يدها تستخدمها وقتما تشاء في السياق الدولي، وفي إطار الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، استغلت الصين هذه الورقة بتقييد تصدير المعادن النادرة.

إن ورقة المعادن النادرة تعزز موقع بكين في أي محادثات تجارية، وتضغط على الولايات المتحدة للإنتاج، ولاسيما أن هذه المعادن عامل أساسي في صناعة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الخضراء، بما يرفع وتيرة التنافس الجيو-اقتصادي، وهذه التحركات تشي بمدى تأثير الثروات بأنواعها على الأمن القومي، فهذه الورقة قد تُفقد شركة مثل “إنفيديا” الأمريكية مليارات الدولارات من الإيرادات، وأيضًا نفوذها على أبرز منظومة مطوري الذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة، من بين تأثيرات متعددة تشمل صناعة الأسلحة والطائرات المقاتلة والأجهزة الصحية وحتى صناعة الحاسوب والهواتف.


مقالات مشابهة

  • اتجاهات مستقبلية   
  • اتفاق أمريكي- أسترالي بـ8.5 مليار دولار لتأمين المعادن النادرة
  • اتفاق أميركي أسترالي بشأن المعادن النادرة وتفاؤل باتفاق مع الصين
  • تحالف المعادن الحيوية.. الولايات المتحدة وأستراليا تطلقان استثمارات بـ53 مليار دولار
  • رئيس وزراء أستراليا يلتقي ترامب بواشنطن اليوم
  • المعادن والغواصات النووية محور لقاء اليوم بين ترامب ورئيس وزراء أستراليا
  • تحليل.. باستخدام المعادن النادرة والدبلوماسية البارعة والكثير من الإطراء.. باكستان تظهر كيفية التعامل مع ترامب
  • المعادن النادرة .. سلاح صيني يغيّر وجه العالم
  • الصين والولايات المتحدة تتفقان على محادثات تجارية جديدة