مقابر بلا أسماء وألم لا يزول: غزة تستقبل رفات الشهداء المفقودين بعد عامين من الحرب
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
الثورة نت/..
مع كل فجر جديد، تصل سيارات الإسعاف تباعًا إلى ساحة مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، حاملة أجساد الشهداء الذين أعيدوا من داخل الأراضي المحتلة عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ضمن تفاهمات الهدنة التي دخلت حيّز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الجاري.
في الساحة الخارجية للمستشفى، تتعالى أصوات التكبير ممزوجة بالبكاء، فيما يفتش الحضور عن ملامح مألوفة داخل أكياس سوداء تحمل رفات أحبائهم الغائبين منذ الحرب، عيونهم معلقة بالفراغ بحثًا عن أي أثر قد يكون الخيط الأخير الذي يربطهم بمن فقدوا.
داخل المجمع، خُصصت قاعة صغيرة تحولت إلى “محكمة للذاكرة”، حيث تُعرض على شاشة كبيرة صور لجثامين أعيدت دون هوية، بينما يصف الأطباء ما تبقى من ملامح أصحابها: “شهيد يرتدي بلوزة حمراء… آخر يحمل ساعة يد… ثالث عليه أثر رصاصة في الصدر”.
تغرق العيون في تفاصيل الصور، علّ قميصًا أو خاتمًا أو ظل وجه مألوف يعيد اسمًا من تحت التراب. بعد كل عرض، تجهش بعض الأمهات بالبكاء، فيما تظل أخريات يتلّين آيات من القرآن، يناجين ربّهن أن يهديهن إلى إشارة.
في زاوية من القاعة، تجلس أم عبيدة، تحمل صورة قديمة لابنها مصطفى الذي فُقد في السابع من أكتوبر 2023. تقول لوكالة ” قدس برس” : “ابني طلع من البيت الساعة سبعة الصبح، ومن وقتها اختفى… كنت بنتظر يرجع حي، بس اليوم بتمنى أشوفه آخر مرة وأودّعه”.
وقد أعلنت وزارة الصحة أن معظم الجثامين المستلمة تحمل آثار تعذيب وحرق وإعدامات ميدانية، فيما لاحظت فرق الطب الشرعي وجود آثار تقييد بالأغلال وطلقات نارية عن قرب، إضافة إلى بتر بعض الأعضاء البشرية بطريقة دقيقة.
وأوضح أحد الأطباء أن “نتائج التشريح أثبتت سرقة أعضاء مثل القرنية والكلى والكبد، ما يوحي بوجود عمليات قتل ممنهجة لأغراض طبية وتجريبية”.
من بين مئات الجثامين، تمكن ذوي ستة شهداء فقط من التعرف عليهم، فيما لا يزال مصير 165 جثمانًا مجهولًا.
وخصصت وزارة الصحة عشرة أيام للعائلات للتعرّف على الشهداء عبر منصة رقمية، قبل دفنهم في مقابر جماعية تحمل أرقامًا بدلاً من الأسماء.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
حماس: سنسلم رفات 2 من الجثامين الإسرائيليين مساء اليوم تم استخراجهما في قطاع غزة
كشفت حركة حماس أنها ستسلم رفات 2 من الجثامين الإسرائيليين مساء اليوم تم استخراجهما في قطاع غزة، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في نبأ عاجل.
على صعيد متصل، أفادت مراسلة "القاهرة الإخبارية" من القدس المحتلة، دانا أبو شمسية، أن هيئة البث الإسرائيلية كشفت عن طلب رسمي قدمته إسرائيل إلى الإدارة الأمريكية يقضي بتأجيل بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة إلى حين التأكد من استعداد حركة حماس لنزع سلاحها بشكل كامل، موضحا أن إسرائيل تشترط وجود آلية دولية رقابية تضمن التزام الحركة بنزع السلاح، وترى أن هذه الخطوة ضرورية قبل المضي في أي اتفاق لوقف إطلاق النار أو صفقات تبادل أسرى.
كما أكدت أبو شمسية خلال رسالة على الهواء، أن ملف الأنفاق يشكل أحد أبرز القضايا المطروحة على طاولة المباحثات بين إسرائيل والولايات المتحدة، إلى جانب وسطاء مثل مصر وقطر وتركيا، وتطالب إسرائيل بإغلاق كافة الأنفاق في قطاع غزة، حتى تلك الواقعة خارج نطاق سيطرتها الحالية، وتريد أن يتم ذلك تحت إشرافها الكامل. وبحسب هيئة البث، فإن واشنطن اقترحت البدء بنموذج تجريبي في مدينة رفح الفلسطينية، وقد وافقت إسرائيل مبدئياً على هذا المقترح.
زيارة نائب الرئيس الأمريكي للأراضي المحتلةوتأتي هذه المطالب الإسرائيلية بالتزامن مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي للأراضي المحتلة، حيث من المتوقع أن يناقش خلال زيارته عدداً من الملفات، منها آليات إدخال المساعدات الإنسانية، ومراقبة وقف إطلاق النار، وتطبيق ما تسميه إسرائيل بـ"الخطة الإنسانية" في جنوب القطاع. وأشارت أبو شمسية إلى أن إسرائيل تحاول تحميل حماس مسؤولية تعثر الاتفاق، ملوحة بإمكانية تدخلها العسكري المباشر إذا لم تتم الاستجابة لهذه الشروط، خاصة ما يتعلق بنزع السلاح والسيطرة على الحدود والأنفاق.