لجريدة عمان:
2025-10-22@18:53:27 GMT

الآف من قوات الاحتلال يعانون اضطرابات نفسية

تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT

الآف من قوات الاحتلال يعانون اضطرابات نفسية

القدس المحتلة "أ.ف.ب": يقول الضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل بن شطريت، بعد مرور أشهر على عودته من خطوط القتال الأمامية في غزة، إن شبح الحرب ما زال يخيّم على حياته.

ويضيف في حديث لوكالة فرانس برس "صراخ الجندي طلبا للنجدة.. سأظل أسمع ذلك الصراخ دوما في ذهني، أينما تواجدت"، في إشارة إلى جندي عجز عن إنقاذه في ساحة المعركة.

أُصيب الكابتن بن شطريت بجروح خطرة أثناء القتال في القطاع مطلع عام 2024. وتأتي شهادته فيما تسجل موجة انتحار في صفوف جنود جيش الاحتلال الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة النفسية.

ويقول ضابط الاحتياط إن الكثير من الأمور حوله تجعله يستحضر ذكريات مزعجة وصادمة نفسيا من وقت خدمته العسكرية في غزة.

ويضيف "عندما أسمع صوت طائرة مروحية، أعود مباشرة إلى خان يونس" في جنوب قطاع غزة التي شهدت معارك عنيفة.

وأثارت الهدنة السارية بموجب الاتفاق المبرم برعاية أمريكية، بصيص أمل في إنهاء الحرب في قطاع غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023 في جنوب إسرائيل.

ولم تخض إسرائيل منذ قيامها في العام 1948 حربا حشدت هذا العدد الكبير من الجنود أو استمرت لفترة طويلة كهذه الحرب المستمرة منذ اكثر من سنتين.

"جرح غير مرئي"

وأشار تقرير لجيش الاحتلال الإسرائيلي في يوليو 2025 إلى أن أجهزة الصحة في الجيش تلقت تسعة آلاف طلب إصابة بـ"معاناة نفسية" منذ بدء الحرب.

بالمقارنة، شخص الجيش إصابة 159 جنديا بصدمات نفسية بعد حرب غزة في العام 2014، التي شُنَّت أيضا ضد حماس واستمرت لأقل من شهرين.

يقول تولي فلينت، وهو أخصائي في علاج اضطراب ما بعد الصدمة الناتج عن القتال، إن تبعات هذه الصدمات واسعة النطاق.

ويوضح أن "الناس يتحدثون عن معدل الانتحار، لكنه ليس إلا الجزء الظاهر من مسألة أكبر وأخطر بكثير".

ويؤكد فلينت لوكالة فرانس برس، إن تبعات الصدمة لا تقتصر على الانتحار "بل نرى أيضا عنفا، عنفا أسريا، نرى عائلات تنهار وأزواجا ينفصلون.. نرى الكثير من الناس ينهارون بأشكال مختلفة".

وواجه توم فاسرشطاين الذي تنشئ جمعيته مراكز رعاية للجنود المصابين بصدمات نفسية، تجربة شخصية للغاية في هذا المجال.

فقد أقدم شقيقه الأصغر روي على الانتحار في يوليو وهو في الرابعة والعشرين، بعد أكثر من 300 يوم من الخدمة الاحتياطية كممرض عسكري في غزة.

وعززت المأساة عزم توم على تقديم المساعدة للآخرين. ويقول "إذا سقط جندي في القتال جراء إصابته، وانتحر آخر بسبب ما مرّ به من تجارب، فهذا يعني أن لدى كلاهما جُرحا.. أحدهما برصاصة، والآخر في ذهنه، لكن هذا يبقى جرحا. إنه جرح غير مرئي... ويستحق العلاج بالدرجة نفسها".

ويؤكد توم أن شقيقه لم يتحدث قط عن تجاربه في ساحة القتال. ويضيف "لقد أنقذ أرواحا في حياته، وحتى بعد وفاته سيستمر في إنقاذ الأرواح" بفضل المشروع الذي أقامه لتوفير مأوى للجنود المصابين بصدمات نفسية، تخليدا لذكراه.

"إصابة في الروح"

منذ أسابيع، يعتصم جنود يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة أمام الكنيست الإسرائيلي احتجاجا على عدم الاعتراف بمعاناتهم والمطالبة بتقليص البيروقراطية في ما يتعلق بالرعاية النفسية.

ومن بين المعتصمين ميخا كاتس الذي قال إن 60 جنديا انتحروا في الأشهر الأخيرة.

وعند سؤال فرانس برس الجيش الإسرائيلي عن معدلات الانتحار في صفوفه، لم يقدّم أي أرقام.

ودُعِيَ بعض أفراد الحراك الناشئ مرات عدة للإدلاء بشهاداتهم أمام لجنة الدفاع البرلمانية لعرض مطالبهم.

ومن بين هؤلاء يوهان دوبنسكي الذي يقول "نحن لا نرغب بقتل أنفسنا، لكننا متعبون ويائسون بعد اختبار أهوال الحرب".

ويضيف دوبنسكي "يجب الاعتراف باضطراب ما بعد الصدمة كإصابة، تماما مثل الإصابة الجسدية. فهو ليس أقل خطورة، إنه إصابة في الروح".

بعد أكثر من عام على إصابته، يقول بن شطريت إنه لا يزال يخضع للعلاج الطبي. وبالإضافة إلى جروحه الجسدية، يؤكد الضابط لوكالة فرانس برس أنه يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة.

ويروي قائلا "عندما يُصاب أحدهم، يؤثر ذلك على من حوله أيضا - عائلته، أطفاله. أطفالنا يرون كل شيء، يشعرون بكل شيء نمرّ به".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ما بعد الصدمة فرانس برس

إقرأ أيضاً:

صنعاء تحت الصدمة.. الحوثيون يحتجزون ممثل اليونيسف و15 موظفاً دولياً داخل مقرّ أممي

وأفاد مسؤول أممي لوكالة فرانس برس بأن عملية الاحتجاز تمت داخل المجمع الأممي الذي اقتحمه مسلحون حوثيون السبت، مشيراً إلى أن من بين المحتجزين خمسة يمنيين و15 من الكوادر الدولية.

ويعدّ هوكينز، البالغ من العمر 64 عاماً، أرفع مسؤول أممي يُحتجز في اليمن منذ اندلاع الحرب، بعد أن سبق للجماعة أن اعتقلت نائبة الممثل الأممي الأردنية لانا كتاو الشهر الماضي قبل الإفراج عنها.

وأكدت الأمم المتحدة أنها على تواصل مكثف مع سلطات صنعاء والدول الأعضاء وحكومة اليمن، في محاولة عاجلة لإنهاء هذا الوضع الذي وصفته بـ"الخطير"، واستعادة السيطرة على مقراتها.

المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قال إن الحوثيين يحتجزون حالياً 53 موظفاً أممياً، موضحاً أن بعضهم "انقطعت أخبارهم منذ سنوات"، محذراً من أن "الاحتجاز التعسفي" يهدد سلامة العاملين ويقوّض الجهود الإنسانية.

وفي المقابل، برر مسؤول حوثي الخطوة باتهامات بأن المحتجزين "يتجسسون لحساب الولايات المتحدة"، بينما وجّه زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي اتهامات صريحة للأمم المتحدة ومنظماتها، منها "اليونيسف" و"برنامج الأغذية العالمي"، بالمشاركة في "أنشطة عدوانية تجسسية".

الأمم المتحدة وصفت هذه الادعاءات بأنها "خطيرة وغير مقبولة"، مؤكدة أن استمرار هذه الممارسات سيؤدي إلى شلّ عمل المنظمات الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

يُذكر أن مقر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية نُقل رسمياً الشهر الماضي من صنعاء إلى عدن، بعد سلسلة من المضايقات والاعتقالات التي طالت موظفي المنظمة الدولية.

 

مقالات مشابهة

  • رغم انتهاء الحرب .. جنود إسرائيليون يعانون صدمات نفسية حادة وحياتهم تحولت لجحيم
  • مواجهة حادة جمعت بين ترامب وزيلينسكي حول مصير الحرب
  • تغير التوقيت يؤثر على الساعة البيولوجية للجسم ويسبب اضطرابات نفسية.. تفاصيل
  • ترامب يتوعد بـ”القضاء” على حركة حماس.. هل سيرسل قوات أمريكية إلى غزة؟
  • "الخط الأصفر".. الحد الوهمي الذي تسخّره إسرائيل لمواصلة الإبادة الجماعية في غزة
  • سرايا القدس تنعى الشهيد محمود عبد الله الذي ارتقى بسجون الاحتلال
  • مع تواصل خروقاته لوقف النار.. شهيدان برصاص الاحتلال شرقي غزة
  • صنعاء تحت الصدمة.. الحوثيون يحتجزون ممثل اليونيسف و15 موظفاً دولياً داخل مقرّ أممي
  • هل تنهار الهدنة؟