عربي21:
2025-10-25@06:55:05 GMT

هل يستيقظ السيد فانس؟

تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT

تتضاءل شخصية جي دي فانس في حضور الرئيس ترامب، ويظهر نائب الرئيس بوصفه مرؤوسا يحاول أن يسترضي رئيسه في العمل، وليس فاعلا سياسيا في موقع بالغ الأهمية في منظومة الحكم، وشخصا ربما لسبب أو لآخر يمكن أن يبقى بعض الوقت رئيسا للولايات المتحدة في حالة شغور المنصب، لوفاة الرئيس أو رحيله في فضيحة شخصية أو سياسية، وهذه أمور واردة مع رئيس بشخصية ترامب، الذي يعود بين وقت وآخر للتصعيد محليا ضد الولايات ذات الانتماء السياسي للحزب الديمقراطي.



تجاوز فانس الأربعين من العمر بقليل، وهو ثالث أصغر من يتولى المنصب في التاريخ الأمريكي، وتعتبر قصته ذات الملامح الدرامية، نموذجا لرحلة الصعود لشاب موهوب كان عليه أن يعتمد على نفسه في ظروف صعبة سادت لفترات من حياته، ففي مقتبل عمره كان فانس يعتمد على التبرعات الغذائية التي تحاول جدته أن تتدبرها بالكميات اللازمة لمراهق يميل للبدانة، ورغم عنايته بمظهره، مثل سائر السياسيين الأمريكيين في العقود الأخيرة، فما زالت آثار الجسد الممتلئ بادية للعيان وتعطيه لمحة طيبة يصر على تبديدها سريعا، ليكون لائقا بنادي الأشرار الذي يضعه بجانب شخصيات تليق بالكواليس، التي يتخيلها أنصار نظرية المؤامرة، ويمثلها في فريق ترامب رجال مثل ستيف ويتكوف وتوم براك، وبالتأكيد، الصهر المدلل جاريد كوشنر.

يمثل فانس ثقافة منطقة أبالاشيا، التي تضم مجموعة من الولايات غير الساحلية في شرق الولايات المتحدة، من ألاباما جنوبا إلى أطراف نيويورك شمالا، ويتميز السكان في هذه المناطق، وهم منحدرون من أصول أيرلندية واسكوتلندية بالتدين والترابط الأسري، وكانوا يشكلون عصبا للطبقة العاملة في قطاع الصناعة وتأثروا عميقا بتراجعه في أمريكا، والوعود التي أطلقها ترامب بإعادة توطين العديد من الصناعات في الولايات المتحدة هي أساس التقارب بينه وبين فانس وبعد فترة من العداء واتهامات صريحة من فانس لترامب، باستغلاله لغضب البيض الفقراء، واعتباره خطرا على أمريكا.

نقاط الالتقاء الأساسية بين فانس وترامب جعلت مهمة نائب الرئيس منصبة بصورة أساسية على الملفات المتعلقة بالتجارة والتقدم بأجندة أمريكا أولا، وهي الأجندة التي تضبط نزق الرئيس الأمريكي في الملفات الخارجية، وتجعله ميالا إلى تجنب السلوك الاستنزافي والصدامي ومحاولة التملص من الالتزامات الأمنية والدفاعية التي كانت تتحملها أمريكا في حلف الناتو، بل التراجع عن الدور الأمريكي في العديد من المنظمات الأممية، ولذلك لم يكن فانس قريبا من ملف الشرق الأوسط في المرحلة السابقة، إلى أن جاءت زيارته إلى إسرائيل وهو يحمل خطوطا حمراً تتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار في غزة، مع تصريحات رفضت بصورة واضحة تصويت الكنيست على ضم الضفة الغربية.

يتزامن ظهور فانس في الشرق الأوسط، وهامش تحركه الذي يظهر شخصيته التي بقيت في الأشهر الأخيرة أسيرة علاقة التبعية مع ترامب، مع ظهور جاريد كوشنر في المرحلة الأخيرة قبيل الوصول إلى اتفاق غزة، التي جعلته يحضر بوصفه أصيلا يزيح الوكيل ويتكوف، المبعوث الذي ظهر في المراحل السابقة، بعد أن تخيل البعض أن الصهر القديم يفسح المجال للصهر الجديد الذي تحصل والده بولس مسعد على منصب رفيع في إدارة ترامب. يختلف فانس عن كوشنر في كل شيء، فالفتى الذي اضطر لسرقة آلة حاسبة في مراهقته ليستخدمها في الدراسة، يواجه الفتى المُنعَم الذي نشأ في عائلة ترتكب جرائم كبيرة مثل، الرشوة وتشكيلة متنوعة على طيف الفساد والإفساد، ولكن آخر ما كان يعني أسرة كوشنر هو توفير الطعام على الطاولة، ولعل أنواعا من الطعام كانت بين الوجبات الاعتيادية لكوشنر لم يسمع بها أو يتذوقها فانس إلا في مرحلة متأخرة من حياته.

هل يعني ذلك شيئا بالنسبة للشرق الأوسط، هل تؤثر كمية الكربوهيدرات على طاولة العشاء ونوعيتها، أي أثر على سلوك أمريكي تجاه الأشهر المقبلة الحاسمة في تاريخ المنطقة؟ ليس بصورة مباشرة، ولكن دوافع فانس تضع في اعتبارها أن يحصل على شيء من الرضا من الدول العربية الثرية، التي يمكن أن تستثمر في الصناعات الأمريكية، ومئات مليارات الدولارات التي ستضخ ضمن ترتيبات سياسية من وجهة نظره، ستنقذ ملايين الأطفال من أمثاله من العيش على هامش الحياة، وهو يعرف أن ذلك مقابل مجاملة سياسية، يجب أن تكون في البحث عن مخرج مناسب يمكن أن تتقبله الدول العربية، أما كوشنر فهو الابن الموعود الذي يبحث عن وجوده في تاريخ غامض ومركب ومعقد للنخبة اليهودية في الولايات المتحدة، التي تبحث عن تحقيق الذاتي الفردي والعائلي بما تقدمه من خدمات للمشروع الصهيوني، الذي يقدم نفسه خيارا وجوديا وحيدا لأزمة الشعب اليهودي.
بين الرجلين يبدو الصدام حتميا تقريبا، والخلاف سيتصاعد داخل فريق ترامب وحلقته الضيقة
بين الرجلين يبدو الصدام حتميا تقريبا، والخلاف سيتصاعد داخل فريق ترامب وحلقته الضيقة، ولكن هذه الحالة المتوقعة لا يمكن أن يحلها ترامب على طريقته، بإنشاء منصة «تروث سوشيال» ليتخلص من سلطة موقع إكس (تويتر)، فبينما يظهر كوشنر من داخل النخبة المؤثرة وثقيلة الوزن داخل الممولين المخلصين لترامب، ففانس هو سيرة شعبية ملهمة لنحو 25 مليون أمريكي يتشاركون معه ظروفه وهمومه ورؤاه، بمعنى أنه يمكن أن يشكل خلال السنوات المقبلة التسوية المقبولة داخل الحزب الجمهوري.

تحصل فانس في موقع نائب الرئيس على الفرصة للظهور الإعلامي بالصورة الكافية بين الأمريكيين البيض، الذين أيقظهم ترامب بفوضويته وصوته المرتفع وجرأته في طرح الكثير من المسكوت عنه قسريا، تحت سلطة الصوابية السياسية التي أسسها اليسار الأمريكي، وهذه نقلة مهمة تعيده لجذوره من موقعه النخبوي بوصفه محاميا متخرجا في جامعة ييل التي التحق بها لتفوقه الدراسي، والأمريكيون يرونه الفتى الخشن الذي يحمل روحهم ويمكن أن يرتدي الجينز الممزق والقمصان الكاروهات، أما كوشنر فهو مجرد الصهر الذي لا يفهمون سببا لوجوده، سوى نزوات الرئيس الذي يستطيع أن يسوي بعض الأمور بمؤشرات الطلب على الموظفين المرتفعة، بغض النظر عن أثرها الاقتصادي السلبي في المدى البعيد. فانس ليس وحيدا في مواجهة ربما تضعه الظروف داخلها، وتجعل ترامب حائرا بين حاسته المرهفة للتهديدات والمخاطر، ونزعته الذاتية والأسرية، فرجال من طراز إيلون ماسك يمكن أن يجدوا في فانس الحليف المناسب والأكثر عقلانية واتزانا وفاعلية لتحقيق أهدافهم، وبذلك تكون المواجهة بين الثروة القديمة والملموسة في تحالفات العقارات، وثروة رياديي الأعمال الطموحة والصاعدة هي المحرك الأساسي لصراع سياسي يشعله الشرق الأوسط داخل الإدارة الأمريكية.

كوشنر تحركه دوافعه الشخصية والثقافية ورغبته في بناء تاريخ لأسرة ذات ماضٍ غير مشرف، وفي المقابل، يأتي فانس الذي يرى أن الشرق الأوسط منطقة أمريكية سواء بالهيمنة الإسرائيلية أو من غيرها، وأن المبالغة في دعم إسرائيل يمكن أن تنتج أثرا سلبيا، وفانس لا يبدو أنه يحب أن يكون شريكا في صفقة خاسرة في المدى البعيد، من أجل أن يرتدي ترامب بزة أنيقة في احتفال نوبل المقبل ويدشن سلاما مترنحا من الأساس ليترك لأمريكا ملفات ثقيلة من الفوضى مثل أفغانستان والعراق. هل يستيقظ فانس؟ وما الذي يعنيه ذلك؟ أم أن رؤيته للشرق الأوسط كمنطقة مضمونة للنفوذ الأمريكي يمكن أن تجعله يدخل في تسوية سياسية ذات طابع شخصي؟

ربما يصبح فانس الرجل القادم في السنوات القليلة المقبلة، وربما أسرع مما يتصور كثيرون، ويتعلق الأمر بقدرته على تدبير انقلاب درامي كالذي أحدثه في مراهقته، لينتقل من طفل بلا مستقبل إلى نموذج للحلم الأمريكي، والأكيد أن شخصية التابع البغبغائي، الذي يعيد كلمات رئيسه لا ترضي فانس في جميع المناسبات والأوقات.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه فانس ترامب كوشنر ماسك ترامب ماسك كوشنر فانس مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات صحافة صحافة سياسة سياسة اقتصاد سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط فانس فی یمکن أن

إقرأ أيضاً:

تحليل.. من يقود غزة في الوقت الذي يقوم ترامب برعاية نتنياهو؟

تحليل بقلم الزميلة تل شاليف بـCNN

(CNN)-- أطلق مسؤول أمريكي على هذه العملية اسم "جليس بيبي" - وهي عملية تبادل أدوار بين كبار أعضاء إدارة ترامب لضمان التزام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المعروف باسم "بيبي"، باتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.

وقد قلب هذا الأمر الرواية السائدة في إعلان انتخابي عمره عقد من الزمان، حيث كان نتنياهو هو "جليس أطفال"، يرعى أطفال زوجين في موعد غرامي.

والآن، تتولى الولايات المتحدة هذا الدور، حيث تنقل المبعوثين وأعضاء مجلس الوزراء وحتى الرئيس لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الناشئ في غزة.

باختصار، أصبح نتنياهو "جليس الأطفال" هو من يتم الجلوس معه.

في غضون أسبوعين فقط، نزل على إسرائيل موكب استثنائي من كبار المسؤولين الأميركيين في حملة دبلوماسية مكثفة.

وأطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملةً ترويجيةً بزيارة إسرائيل الأسبوع الماضي للإشراف على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. ثم، الثلاثاء، هبط نائب الرئيس جيه دي فانس في مطار بن غوريون لمراقبة تنفيذ الاتفاق. ومن المتوقع وصول وزير الخارجية ماركو روبيو، الخميس، أيضًا، في غضون ذلك، قام صهر ترامب، جاريد كوشنر، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، بمهام متعددة إلى إسرائيل، لصياغة الاتفاق وتحويله إلى واقع دبلوماسي.

الزيارات الأمريكية رفيعة المستوى إلى إسرائيل في أوقات الأزمات ليست غير مسبوقة - فقد سارع الرئيس جو بايدن إلى تل أبيب بعد أيام من 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في زيارة تضامنية قوية، محذرًا أعداء إسرائيل من التدخل، وقد تبعه وزير خارجيته أنتوني بلينكن عدة مرات. لكن تلك الزيارات كانت أكثر تضامنًا وردعًا؛ بينما زيارات ترامب تتعلق بالإدارة والامتثال. الولايات المتحدة هذه لا تتوسط في وقف إطلاق النار في غزة فحسب، بل تديره بنشاط.

وقال فانس في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، كشف فيه عن مركز تنسيق أمريكي جديد لمراقبة وتقييم التطورات في الوقت الحقيقي لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة: "نعتزم أن نبقى منخرطين كل يوم للتأكد من ترسيخ السلام".

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، الفريق غادي آيزنكوت، لإذاعة كان الإسرائيلية، الثلاثاء: "تُدار هذه العملية من قِبل جهة خارجية، هي الولايات المتحدة، وهذه مسألة إشكالية للغاية". وأضاف: "مع تقدمنا ​​في الاتفاق، ستدخل المزيد من القوات الدولية، وهذا سيُقيّد جيش الدفاع الإسرائيلي".

إنّ تدخل واشنطن في تفاصيل تنفيذ الاتفاق يُؤكد عزمها على نجاح وقف إطلاق النار. تُنفق إدارة ترامب قدرًا هائلًا من رأس المال السياسي لإجبار وقف إطلاق النار على الصمود خلال أسابيعه الأولى

لكنه يعكس أيضًا قلقًا بشأن نوايا شركاء نتنياهو السياسيين. فقد عارض حلفاؤه من اليمين المتشدد إنهاء الحرب، ودعوا إلى احتلال كامل لغزة. وقد تمكن نتنياهو من إتمام المرحلة الأولى من الصفقة، بما في ذلك إعادة الرهائن في غزة مقابل إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.

المرحلة الثانية أكثر صعوبة بكثير: تحديد شكل الحكم وقوات الأمن في غزة بعد الحرب، بالإضافة إلى تحديد الأدوار التي ستلعبها السلطة الفلسطينية والدول العربية والجهات الدولية المعنية الأخرى.

وانكشفت هشاشة الهدنة في وقت سابق من هذا الأسبوع، بعد اشتباك عسكري في رفح قُتل فيه جنديان إسرائيليان. سارعت القدس إلى إعلان هذا الاشتباك انتهاكًا لوقف إطلاق النار. غرّد وزير المالية اليميني المتشدد، بتسلئيل سموتريتش، بكلمة واحدة: "حرب"، وشنت إسرائيل غارات على غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 40 فلسطينيًا.

وأعلن نتنياهو عصر الأحد تعليق المساعدات الإنسانية الداخلة إلى غزة. لكنه تراجع عن قراره بعد ساعتين تحت ضغط أمريكي، وفقًا لمصدر إسرائيلي مطلع على الأمر. بعد ثلاثة أيام، صرّح فانس بأنه ستكون هناك "مناوشات حتمية"، لكن وقف إطلاق النار سيصمد.

وتشهد مرحلة ما بعد الحرب أيضًا إعادة تقييم للأدوار الإقليمية. فرغم التشكك الإسرائيلي العميق، تُعدّ تركيا وقطر محورًا أساسيًا في إطار واشنطن لإعادة الإعمار والوساطة في غزة. صرّح فانس بوضوح في القدس بأن "وجود القوات على الأرض في إسرائيل - أو في غزة - أمرٌ متروك للإسرائيليين"، حتى مع إشادته بأنقرة والدوحة لتأثيرهما "البناء".

وقال كبير المحللين العسكريين في صحيفة هآرتس، عاموس هاريل، لشبكة CNN: "قواعد اللعبة تُكتب ونحن نتحدث، لكن من الواضح بالفعل أن الولايات المتحدة هي من تُدير الأمور وإسرائيل تلعب وفقًا لقواعدها". وأضاف: "لن يعترف نتنياهو بذلك أبدًا، ولكن إلى حد كبير، رهنت إسرائيل بعضًا من استقلاليتها، حيث يتحكم الجنرالات الأمريكيون بعجلة القيادة".

واعتاد الجيش الإسرائيلي على تعاون وثيق للغاية مع الولايات المتحدة، وهو تعاونٌ تجلى بوضوحٍ وبشكلٍ متكرر طوال الحرب. لكن هاريل يقول إن هذا التعاون يتجاوز مجرد التعاون، بل هو إدارةٌ عملية. وصرح لشبكة CNN: "لا ترغب القيادة العسكرية الإسرائيلية بالضرورة في وجود سلطةٍ أخرى تتحكم بها". لكن الجيش، الذي ضغط رئيس أركانه لقبول وقفٍ مبكرٍ لإطلاق النار، يدرك أن هذا هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب.

واضاف: "المسار الأمريكي، حتى وإن كان مليئًا بالثغرات، هو الطريق للوصول إلى هناك".

وتنعكس هذه الديناميكية في تدخلات إدارة ترامب المتكررة في القرارات الاستراتيجية الإسرائيلية على مدار الأشهر القليلة الماضية. ففي يونيو/حزيران، أمر ترامب سلاح الجو الإسرائيلي بسحب طائراته المتجهة إلى ضربة على أهداف إيرانية. وفي سبتمبر/أيلول، أجبر قطر على الاعتذار بعد غارة فاشلة استهدفت قادة حماس في الدوحة. وبعد أيام، أصدر تعليمات علنية لإسرائيل بوقف العمليات الجوية في غزة.

ويرى بعض المراقبين والسياسيين الإسرائيليين أن حجم التدخل الأمريكي قد يُرسخ الاعتقاد بأن إسرائيل تعتمد على إذن الولايات المتحدة، مما يُقوّض سيادتها وحريتها في استخدام القوة. واتهم زعيم المعارضة، يائير لابيد، الاثنين، نتنياهو بأنه "حوّلنا بمفرده إلى محمية تقبل الإملاءات المتعلقة بأمنها".

ورفض نتنياهو هذه الانتقادات. ووقف إلى جانب فانس في القدس، الأربعاء، وقال إن فكرة أن إسرائيل دولة تابعة لأمريكا "هراء".

وقال ساخرًا: "أسبوعًا يقولون إن إسرائيل تسيطر على الولايات المتحدة، وبعد أسبوع يقولون إن الولايات المتحدة تسيطر على إسرائيل". وكرر فانس موقفه قائلًا: "لا نريد دولة تابعة، وهذا ليس ما تمثله إسرائيل. لا نريد دولة تابعة، وهذا ليس ما تمثله إسرائيل. نريد شراكة، نريد حليفًا هنا".

وأعلن كل من ترامب ونتنياهو مرارًا وتكرارًا عزمهما على دفع الشرق الأوسط إلى ما هو أبعد من إدارة الصراع نحو توسيع متجدد لاتفاقيات إبراهيم. إنها الجزرة التي لوّح بها ترامب أمام نتنياهو، ويبذل البيت الأبيض قصارى جهده لإرسائها.

لكن العائق السياسي الإسرائيلي الرئيسي لا يزال قائمًا: كيفية التوفيق بين المطالبة بمسار قابل للتطبيق لدولة فلسطينية وائتلاف نتنياهو المتشدد. هنا، قد تصبّ الرعاية الأمريكية في مصلحة نتنياهو - إذ يمكن لضغط ترامب أن يوفر له غطاءً سياسيًا محليًا وذريعةً لتقديم تنازلات لن يقبلها ائتلافه لولا ذلك.

مقالات مشابهة

  • مدرب الزمالك بعد التأهل: الفوز لا يُخفي ضعف الأداء.. ولا تهاجموا محمد السيد
  • هل يمكن للجهاز العصبي أن يفتح الباب أمام علاجات للسرطان أكثر فاعلية وأقل إيلاماً؟
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: مصر تتحرك بنوايا صادقة وجدية لا يمكن التشكيك فيها
  • نائب الرئيس الأميركي: إسرائيل لن تضم الضفة الغربية
  • تحليل.. من يقود غزة في الوقت الذي يقوم ترامب برعاية نتنياهو؟
  • الرئيس السيسى: لا يمكن معالجة الهجرة غير الشرعية إلا من خلال منهجية شاملة تعالج جذورها
  • الرئيس عباس: ملتزمون بجميع التعهدات التي قطعناها من أجل الإصلاح
  • نائب الرئيس الأمريكي: نبحث الانتقال إلى المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • خلف الكواليس .. ما الرسائل التي حملها فانس إلى نتنياهو بشأن غزة؟