الجوع يطرق أبواب صنعاء.. صحيفة سعودية تحذر من انهيار الإمدادات الغذائية بمناطق الحوثيين
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
حذرت صحيفة سعودية من انهيار الإمدادات الغذائية بمناطق سيطرة الحوثيين جراء توقف مطاحن البحر الأحمر، وإعلان نفاد المخزون من الحبوب.
وقالت صحيفة الشرق الأوسط في تقرير لها إن الأوضاع الإنسانية في مناطق سيطرة الحوثيين تتجه نحو الانهيار الكامل، مع تزايد مؤشرات المجاعة التي تهدد أكثر من نصف سكان اليمن، بالتزامن مع تصعيد الجماعة ضد المنظمات الإغاثية، وتراجع حاد في واردات الغذاء عبر موانئ البحر الأحمر، وإعلان أكبر شركة مطاحن في تلك المناطق توقفها عن العمل بعد نفاد مخزون القمح.
ونقلت الصحيفة عن مصادر تجارية في صنعاء قولها إن شركة المحسن، المالكة لـمطاحن البحر الأحمر، أوقفت نشاطها بعد نفاد كامل مخزون القمح، محذّرة من "شلل تام في إمدادات السوق المحلية".
وأوضحت المصادر أن وزارة الاقتصاد في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً رفضت السماح بدخول شحنة قمح جديدة رغم مناشدات الشركة، ما ينذر بانقطاع شامل للطحين في الأسواق.
وفي بلاغ رسمي إلى القائم بأعمال وزير الاقتصاد والصناعة، سام البشيري، أعلنت إدارة الشركة إخلاء مسؤوليتها عن أي نقص في الإمدادات، مؤكدة أنها كانت قد حذّرت مسبقاً من نفاد المخزون، ودعت إلى سرعة إدخال الشحنة الجديدة لتفادي أزمة خبز واسعة.
وحسب الصحيفة فإنه منذ عام 2017، استأجر رجل الأعمال الحوثي أحمد الهادي مطاحن البحر الأحمر في الحديدة، ليصبح أحد أبرز أذرع الجماعة الاقتصادية.
وذكرت مصادر حكومية، أن الهادي استحوذ عبر شركته على الحصة الأكبر من القمح الذي كان يستورده برنامج الأغذية العالمي، وأعاد تعبئته وتوزيعه في الأسواق تحت إشراف الحوثيين، ما أدى إلى تهميش شركات المطاحن اليمنية التقليدية مثل هائل سعيد وفاهم والعودي.
ويرى مسؤولون يمنيون أن هذا الاحتكار، الذي يجري تحت غطاء الأمم المتحدة، يمثل إخفاقاً دولياً في ضمان شفافية المساعدات، بعد أن تحولت إلى أداة اقتصادية بيد الجماعة.
كما توسّع نفوذ الهادي لاحقاً ليستولي على إدارة الغرفة التجارية والصناعية في صنعاء، وعلى عقود الخدمات اللوجيستية لمعظم المنظمات الإغاثية العاملة في مناطق سيطرة الحوثيين، مما مكنه من التحكم في خطوط الإمداد الأساسية للغذاء والوقود.
تقرير صادر عن برنامج الأغذية العالمي مطلع الشهر الحالي كشف أن موانئ البحر الأحمر الواقعة تحت سيطرة الحوثيين سجلت انخفاضاً بنسبة 22.4% في واردات الغذاء والوقود منذ مطلع العام، نتيجة الأضرار التي لحقت ببنيتها التحتية بسبب الغارات الإسرائيلية والأميركية الأخيرة.
وأوضح التقرير أن موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى استقبلت 4.1 مليون طن متري فقط من الوقود والمواد الغذائية خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام، مقارنة بـ5.3 مليون طن في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأشار إلى أن واردات الغذاء وحدها تراجعت بنسبة 20%، محذّراً من أن استمرار الهجمات على الموانئ وغياب الصيانة قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق.
في موازاة هذه التطورات، خفّضت الأمم المتحدة وجود موظفيها الأجانب في مناطق الحوثيين إلى أدنى مستوياته منذ عقود، بعد أن اعتقلت الجماعة 53 موظفاً يمنياً واقتحمت المجمع السكني الأممي في صنعاء.
وقال جون علم، المتحدث باسم المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن، إن 12 موظفاً غادروا صنعاء، فيما لا يزال عشرات آخرون محتجزين لدى سلطات الحوثيين.
ويرى مراقبون أن تقليص الوجود الأممي يهدد بشلل شبه كامل للأنشطة الإغاثية، التي توقفت فعلياً منذ شهرين، عقب اتهام الحوثيين موظفين أمميين بالتجسس لصالح إسرائيل والولايات المتحدة، وهي مزاعم نفتها الأمم المتحدة بشدة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الأمن الغذائي مجاعة القمح سیطرة الحوثیین البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
فيديو المؤتمر الصحفي للمتحدث بإسم القوات المسلحة اليمنية مع الضابط المنشق عن الحوثيين
أعلن القائد الميداني السابق في صفوف جماعة الحوثي العميد صلاح الصلاحي، قائد ما يسمى اللواء العاشر "صماد"، انشقاقه عن صفوف المليشيات وانضمامه إلى القوات الحكومية.
وجاء إعلان انشقاق الصلاحي خلال مؤتمر صحفي عقدته وزارة الدفاع اليمنية ورئاسة هيئة الأركان العامة في محافظة مأرب. حيث ظهر وهو مرتديا زي القوات الحكومية.
وأكد الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد الركن عبده عبد الله مجلي خلال المؤتمر الصحفي أن "أبواب الحكومة مفتوحة أمام كل من يعود إلى رشده وينأى بنفسه عن الانخراط في صفوف المليشيا الحوثية الإرهابية، التي تمارس أبشع الانتهاكات بحق أبناء الشعب اليمني، وتزج بالشباب في حروب عبثية خدمة للمشروع الإيراني".
من جانبه، دعا العميد الصلاحي زملاءه المغرر بهم من قبل جماعة الحوثي إلى "الرجوع إلى حضن الوطن، وترك القتال الذي لا يخدم سوى أجندات خارجية".
وأضاف أن الجماعة "تمارس تمييزا عنصريا واضحا وتستغل اليمنيين كوقود لحروبها العبثية"، محذرا من "خطورتها على مستقبل البلاد والمجتمع اليمني، لما تبثه من أفكار طائفية ومفاهيم الكراهية والثأر والانتقام".
وأشار الصلاحي إلى أنه كان أحد شهود العيان على ما تمارسه الجماعة من "جرائم وظلم وطغيان واستكبار في محافظة تعز"، التي ينتشر فيها اللواء الذي كان يقوده.