واصل سكان محافظة السويداء جنوب سوريا خروجهم في مظاهرات سلمية مطالبة بالتغيير السياسي ورحيل نظام بشار الأسد لليوم الثالث عشر على التوالي، بالتزامن مع إغلاق معظم مقرات حزب البعث والمؤسسات الحكومية غير الخدمية في المدينة.

وتجمع الآلاف، الجمعة، في ساحة الكرامة وسط المدينة بعد دعوات واسعة للخروج في أكبر مظاهرة احتجاجية ضد بشار الأسد ونظامه.

وردد المتظاهرون شعارات مناوئة للنظام وأكدوا على استمرار العصيان المدني السلمي الداعي إلى تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 الصادر عام 2015 لتحقيق الانتقال السياسي في البلاد.



وتوافدت حشود من  أهالي القرى والأرياف للمشاركة في المظاهرة المركزية في ساحة الكرامة رغم صعوبة التنقل وارتفاع أسعار خدمات النقل بعد قرار الأسد رفع الدعم عن المحروقات في آب /أغسطس الماضي، وفقا لشبكة "السويداء24".

وخرجت مظاهرات في مدينة بصرى الشام درعا لدعم الاحتجاج المتواصل في السويداء والتأكيد على مطالب الشعب السوري بالتغيير والخلاص من الاستبداد.

كما تظاهر المئات في مدن شمالي سوريا الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة مطالبين برحيل بشار الأسد ونظامه، كما رفعوا راية الحدود الخمسة التي يرفعها أهالي السويداء في مظاهراتهم، كإشارة إلى وحدة الشعب السوري.

"لا أحد مخول ببيع كرامة ربعه"

وجدد شيوخ من الطائفة الدرزية دعمهم للحراك السلمي ومطالب المتظاهرين المشروعة ضد الاستبداد وتدهور الوضع المعيشي جراء الأزمة الاقتصادية الخانقة وانعدام الخدمات.

وقال الزعيم الروحي للطائفة شيخ العقل حكمت الهجري: نحن لسنا لوحدنا الله معنا وشرفاء الوطن معنا في الداخل وفي كافة أرجاء العالم، وليأخذ كل فرد منكم دوره الفعال في هذا الحراك من خلال موقعه أو منبره أو من الساحات.

وردا على تصريحات شيخ العقل يوسف جربوع، المنحازة إلى جانب النظام، أضاف الهجري خلال لقائه مع وجهاء المنطقة في بلدة المزرعة في ريف السويداء أنه "من يريد بيع كرامته فهو حر في ذلك، لكنه غير مخول لبيع كرامة ربعه".

وكان الشيخ جربوع، الأربعاء، أكد خلال اجتماعه مع وفد أرسله النظام السوري للوساطة، على أن "أهلنا (سكان السويداء) لم يقبلوا إلا أن تكون وجهتهم دمشق، وهذا خيارنا الإستراتيجي والوطني".

وتابع جربوع: لدينا ثوابت مشى عليها أهلنا من قبل، ممثلة بالدولة السورية والجيش وقيادة السيد الرئيس، ونطلب من أهلنا أن يكون هناك توجه كامل بعدم الخروج عن الخط الوطني".

ورغم دعوات شيخ العقل المؤيدة للنظام، تابع أهالي المحافظة الواقعة جنوبي البلاد تظاهراتهم السلمية وسط حراك متصاعد وصل الجمعة إلى ذروته باحتشاد الآلاف من أبناء المدينة وأريافها في مظاهرة مركزية بساحة الكرامة.

وكان وفد كبير من من أهالي بلدة القريا جنوب غرب السويداء، وصل منزل الشيخ حمود الحناوي شيخ عقل طائفة الموحدون في قرية سهوة البلاطة، قبيل توجههم للمشاركة في المظاهرة المركزية وسط مدينة. وأيّد الحناوي حرك المحتجين ودعاهم للحفاظ على الممتلكات العامة داعيا لهم بالتوفيق، بحسب شبكة الراصد.





"نحن ما منطلع عن قرار قيادتنا ودولتنا"
وصف مطالب متظاهري السويداء بـ"النشاز"
الشيخ "يوسف جربوع" ينحاز لنظام الأسد خلال لقائه مع "محافظ ريف #دمشق"
-وقف شيخَا العقل لطائفة الموحدين (الدروز) حكمت الهجري وحمود حناوي مع مطالب المتظاهرين بإسقاط النظام#تلفزيونسوريا #نيوميديا_سوريا pic.twitter.com/Og5KrcDbjM — تلفزيون سوريا (@syr_television) August 30, 2023

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السويداء سوريا النظام السوري سوريا النظام السوري السويداء حراك السويداء سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

حين يغيب العقل.. يتحدث الجسد

حين يُنهك العقل من كثرة التفسير، حين تتراكم الأسئلة دون أجوبة، وحين لا يبقى للكلمات معنى…

يتنحّى العقل، ويُطفئ الضوء.

وحينها، يتقدّم الجسد.

الجسد لا يُجيد البلاغة، ولا يتقن البيان.
لكنه حين يتكلم… لا يكذب.
هو لا يراوغ، لا يُجامل، لا يساوم.

يرتجف حين نخاف، يضطرب حين نُقصي ذواتنا عن المشهد، ينكمش حين تُغلق الأبواب في وجه أرواحنا، وينطق — بطريقته — عندما يُمنع علينا البوح.

في بدايات شبابي، كنت أكتب على الصفحة الأولى من كل كتاب عبارة لا أعرف من أين جاءت، لكنها كانت تشبهني:

“عندما يغيب العقل يتحدث الجسم”
واليوم فقط فهمت ما كنت أكتبه.

ليس العقل هو القائد دائمًا، وليس المنطق هو الحَكم.
فكم مرة غصّ حلقي أمام جمعٍ من الناس دون أن أكون مريضًا؟
وكم مرة ارتعشت يدي وأنا أمدّها لسلام، كأنني أرتكب خطيئة؟
كنت أختبئ خلف ابتسامة وادعة، لكن جسدي كان يصرخ في الداخل:
“أرجوك، لا ترني لهذا الضوء، لا تسلّطني في هذا المشهد، لا تجعلني هدفًا للعيون…”

لم يكن رهابًا، بل كان جسدي يتكلم بدلاً من عقلي، لأن عقلي خذلني، وانشغل بإحصاء احتمالات الإحراج والفشل.

ثم قرأت نصًا، كأنّه كُتب عني… لكنه كان أوسع.

لم يكن عن كلية مزروعة، بل عن الرفض ذاته، حين يُزَرع في بيئة لا تعرف كيف تحتضن المختلف.

كتبت د. ظافرة عن الرفض حين يُنتزع من مكانه، ويُلقى في مجتمع لا يُشبهه.

كل من حوله يرفضه:

الأطفال لا يمدّون له أيديهم،
الكبار لا ينظرون إليه،
والمكان الجديد يضيق به، بلا ماء، بلا رحمة.

لم يكن الرفض مذنبًا…
لكنه كان غريبًا.

والغريب، في منطق بعض المجتمعات، لا يستحق إلا أن يُقصى، حتى وإن كان يحمل الخير.

أفكّر أحيانًا:
كم منّا خُلع من مكانه، وزُرع في بيئة لا تُشبهه؟
كم منّا رفضه المحيط لأنه لم يُشبههم؟
كم منّا صرخ من الداخل: “أنا لا أنتمي هنا”… لكن صوته لم يخرج من حنجرته، فاضطر أن يُخرجه من عضلة، من رعشة، من مرض؟

الجسد لا يكذب.
والألم الحقيقي… لا يختبئ إلى الأبد.

حين يغيب العقل، يتحدث الجسد.
فإمّا أن نُصغي باكرًا… أو ننتظر الصراخ المتأخر من مكانٍ لا يُسمع فيه شيء.

مقالات مشابهة

  • حين يغيب العقل.. يتحدث الجسد
  • المملكة تواصل تقديم المساعدات للأسر المتضررة من حرائق سوريا
  • اعتقال قيادي متورط بتشكيل خلايا إرهابية في سوريا بدعم من رامي مخلوف
  • سوريا ستطلق مجموعات عمل دولية لإنهاء الإرث الكيماوي الذي خلفه نظام الأسد
  • لدهوك حصة الأسد.. 1600 هجوم تركي على كوردستان خلال 6 أشهر
  • ثلاثة شهداء بينهم سيدتان في تواصل عدوان الاحتلال على غزة
  • حديث إسرائيلي عن خلاف على بند واحد قد يؤخر الصفقة في غزة لـ20 يوما
  • تدمير المعنى: السلام أنموذجا
  • سوريا.. المبعوث الأمريكي يشعل تفاعلا بما قاله عن أحمد الشرع وما دور أمريكا بسقوط الأسد
  • ‏وسائل إعلام لبنانية: عناصر من قوات "اليونيفيل" ألقوا قنابل مسيّلة للدموع خلال إشكال مع أهالي عيتيت جنوب لبنان