في تحوّل لافت لمسارات الهجرة غير القانونية بشرق أفريقيا، برزت دولة جنوب السودان كحلقة جديدة في طريق شبكات تهريب البشر نحو أوروبا.

فقد أعلنت إدارة الجوازات والهجرة توقيف مئات المهاجرين الإريتريين والإثيوبيين أثناء محاولتهم العبور من مدينة أويِل شمال غربي البلاد باتجاه دارفور، ومنها إلى ليبيا ثم إلى السواحل الأوروبية عبر المتوسط.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أخطاء شائعة قد تفقدك فرصة الفوز باللوتري الأميركي 2027list 2 of 2للمهاجرين الجدد.. أغلى وأرخص المقاطعات الكندية من حيث تكلفة المعيشةend of list

ورغم الجهود التي تبذلها السلطات في جوبا بالتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وبعثة الأمم المتحدة، يكشف هذا التطور عن هشاشة الرقابة على الحدود وتمدد أنشطة الشبكات العابرة للدول، في سياق تتداخل فيه الاعتبارات الإنسانية مع الحسابات الأمنية والإقليمية.

ممثلون لوزارة العدل بجنوب السودان وممثلون للهجرة الدولية و الأمم المتحدة في ورشة بشأن مكافحة الاتجار بالبشر (الأمم المتحدة)

وقال مدير إدارة الهجرة في جنوب السودان، اللواء إيليا كوستا فاوستينو، إن السلطات كثفت الإجراءات على المعابر الحدودية للحد من التهريب، محذرا من استمرار استغلال الشبكات الإجرامية لاتساع الحدود وضعف الإمكانات التقنية.

وأضاف "جنوب السودان يحد 6 دول، ولا تزال كثير من نقاط العبور مفتوحة أو غير خاضعة لرقابة كافية، مما يجعلها ممرا سهلا للتحركات غير القانونية".

وأشار كوستا إلى أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على 109 مهاجرين من إريتريا والصومال وجيبوتي خلال الأسابيع الماضية أثناء محاولتهم التوجه إلى السودان ثم ليبيا، مرجحا أن تكون أوروبا وجهتهم النهائية.

وأوضح أن إدارة الهجرة تعمل بالتنسيق مع الأجهزة الوطنية والمنظمات الدولية لتعزيز مراقبة الحدود وتوسيع استخدام أنظمة الرصد والتتبع.

لاجئون من دول شرق أفريقيا يحتفلون باليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر بمعسكر قوروم بجوبا (الأمم المتحدة)الانضمام لاتفاقية مكافحة الجريمة

وفي الجانب القانوني، أكد فاوستينو أن انضمام جنوب السودان عام 2023 إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة، وبدء إعداد مشروع قانون لمكافحة الاتجار بالبشر، يمثلان خطوة أساسية لتعزيز الإطار القانوني الوطني والوفاء بالالتزامات الدولية.

إعلان

ويشير تقرير وزارة الخارجية الأميركية لعام 2024 إلى أن جنوب السودان لم تعد تقتصر على كونها دولة منشأ أو مقصد للضحايا، بل أصبحت أيضا معبرا رئيسيا في مسارات الهجرة غير القانونية نحو شمال أفريقيا وأوروبا.

ويرى التقرير أن ضعف مؤسسات الدولة واستمرار النزاعات الداخلية واتساع حركة النزوح عوامل جعلت المهاجرين أكثر عرضة للاستغلال.

وفي دراسة لوزارة العدل، أوضح صبري واني لادو، الرئيس المشترك للجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر، أن مشروع قانون مكافحة الاتجار بالبشر لعام 2024 يمثل خطوة مهمة، لكنه يتطلب تعزيز القدرات المؤسسية والتنسيق بين الأجهزة لتطبيقه بفعالية وحماية الضحايا، لا سيما النساء والأطفال.

سوق ومنفذ مجوك نجين طيو على الحدود مع إقليم دارفور في السودان (الجزيرة)جنوب السودان مسار رئيسي

كما أظهرت بيانات المنظمة الدولية للهجرة أن جنوب السودان يُعد أحد المسارات الرئيسية لتهريب البشر في المنطقة، حيث تم اعتراض 368 مهاجرا عام 2024 عند الحدود بين السودان وليبيا، معظمهم من النساء والأطفال.

ويرى الخبير القانوني دينق جون أن تفشي الظاهرة يعود إلى عوامل مركبة، منها اتساع الحدود وضعف المراقبة وانتشار النزاعات، مشيرا إلى أن التعاون بين حكومة جوبا والمنظمات الدولية وثيق وفعّال.

أما الصحفي المتخصص تعبان دانيال، فيؤكد أن معبر "مجوك نجين طيو" الحدودي في ولاية شمال بحر الغزال تستغله شبكات تهريب يقودها مواطنون من دارفور، حيث ينسقون تحركات المهاجرين حتى دخولهم الأراضي الليبية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الاتجار بالبشر الأمم المتحدة جنوب السودان

إقرأ أيضاً:

رئيس جنوب السودان يزور الإمارات للمرة الثالثة هذا العام

يتوقع أن يلتقي رئيس جنوب السودان سلفا كير بمسؤولين إماراتيين في أبوظبي لمناقشة توسيع الشراكات التجارية وتشجيع المستثمرين.

التغيير: وكالات

سافر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت إلى الإمارات العربية المتحدة يوم السبت، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية وجذب الاستثمارات، وفقًا لمكتبه.

وفي بيان صدر قبل مغادرة كير، صرّح السكرتير الصحفي الرئاسي ديفيد أمور ماجور لوسائل الإعلام بأنه من المتوقع أن يلتقي الرئيس بمسؤولين إماراتيين في أبوظبي لمناقشة توسيع الشراكات التجارية وتشجيع المستثمرين على استكشاف الفرص المتاحة في جنوب السودان.

وأكد أمور أن الزيارة تؤكد التزام البلدين بتعميق العلاقات وتعزيز الأهداف المشتركة في التنمية الاقتصادية والنمو المستدام.

ولم يُحدد مدة إقامة كير.

كان في وداع كير لدى مغادرته مطار جوبا الدولي كبار المسؤولين الحكوميين، بمن فيهم نائب الرئيس ورئيس المجموعة الاقتصادية، بنيامين بول ميل.

وتُعدّ زيارة السبت الثالثة لكير إلى الإمارات العربية المتحدة هذا العام.

كانت زيارته الأولى رحلة عمل لمدة ثلاثة أيام في فبراير ركزت على تعزيز العلاقات الثنائية. عاد في يونيو في زيارة لمدة 10 أيام بهدف جذب الاستثمارات في قطاعي النفط والبنية التحتية في جنوب السودان، وهي رحلة أثارت تكهنات حول صحته.

ويحافظ جنوب السودان والإمارات العربية المتحدة على علاقات دبلوماسية وتجارية، حيث تقدم الدولة الخليجية مساعدات إنسانية للدولة المتضررة من الصراع في شرق إفريقيا.

في مايو، قطعت حكومة السودان المجاورة التي يقودها الجيش العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، متهمةً إياها بتسليح قوات الدعم السريع شبه العسكرية وتأجيج الحرب الدائرة هناك.

تعليقات المراقب

صرح إدموند ياكاني، المراقب السياسي من جنوب السودان، لراديو تمازج أن زيارة الرئيس الثالثة للدولة الخليجية إيجابية إذا حققت نتائج ملموسة في تحسين المشاكل الاقتصادية التي تواجه جنوب السودان.

وقال: “نتوقع أن تُسهم زيارات الرئيس الدورية إلى الإمارات في تعزيز علاقات خارجية عملية وتعاون بين جنوب السودان والإمارات في جميع القطاعات”.

وأضاف: “نأمل في إطلاع المواطنين على نتائج هذه الزيارات، وإذا كانت زيارات الرئيس لأغراض أخرى، فيجب الإعلان عنها للرأي العام”.

* راديو تمازج

الوسومإدموند ياكاني الإمارات العربية المتحدة الاستثمارات السكرتير الصحفي السودان بنيامين بول ميل جنوب السودان جوبا ديفيد أمور ماجور شرق أفريقيا

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تقر اتفاقية مكافحة الجرائم الإلكترونية الدولية
  • رئيس جنوب السودان يزور الإمارات للمرة الثالثة هذا العام
  • السفيرة نائلة جبر: التعاون المصري الأوروبي في ملف الهجرة يشهد تطورًا مستمرًا
  • 269 ضحية و120 مدانا في ملف الاتجار بالبشر بالمغرب خلال سنة واحدة
  • أكثر من 60 دولة وقعت على معاهدة الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة الإلكترونية
  • البرلمان الأوروبي يدعو الأمم المتحدة لوقف الاتجار بالأحياء البرية بحلول 2030
  • الأمم المتحدة: تأثر نحو مليون شخص بالفيضانات المدمرة في جنوب السودان
  • السودان.. 30 مليون شخص بحاجة عاجلة للمساعدات الإنسانية
  • وكالات أممية تدعو إلى تحرك عالمي عاجل نحو السودان