الإسلام.. درع الهوية الذي حمى الأفارقة المستعبدين في الأمريكتين
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
كشفت وكالة "AhlulBayt News Agency" الإيرانية الناطقة بالإنجليزية، عن جانب خفي من التاريخ الإنساني، حيث تمكن عدد كبير من الأفارقة المسلمين الذين استُعبدوا في الأمريكتين من الحفاظ على عقيدتهم وممارساتهم الدينية، رغم ما تعرضوا له من اضطهاد وقهر وتعذيب.
ثلث المستعبدين كانوا من المسلمين
وذكر التقرير أن ما يقرب من ثلث الأفارقة الذين تم ترحيلهم قسرًا إلى الأمريكتين كانوا من المسلمين، وكان كثير منهم يتمتع بمعرفة واسعة بأنظمة الحكم والتعليم والاجتماع في الحضارة الإسلامية.
ورغم القوانين القاسية ومحاولات إجبارهم على اعتناق المسيحية، وُجد أن هؤلاء الأفارقة استطاعوا ممارسة شعائرهم الدينية في الخفاء، حيث أدّوا الصلوات سرًا، وصاموا، وحفظوا القرآن، وكتبوا نصوصًا دينية مخفية للحفاظ على هويتهم.
الإسلام كإطار للمقاومة والكرامة
وأوضح التقرير أن تعاليم الإسلام شكّلت للمستعبدين إطارًا أخلاقيًا وروحيًا ساعدهم على مواجهة القوانين الجائرة التي فرضها مالكو العبيد.
وقال الباحث ريتشارد برينت ترنر إن الإسلام منح المسلمين الأفارقة قوة روحية وهوية مستقلة مكّنتهم من رفض الذوبان في ثقافة المستعبِد.
وأضاف:"بدلًا من الانصهار في الثقافة السائدة، احتفظ كثير من المسلمين الأفارقة بنزاهتهم الدينية وكرامتهم الذاتية عبر الالتزام بالمبادئ الإسلامية".
وأشار التقرير إلى أن بعضهم شارك في حركات مقاومة منظمة، واستخدموا اللغة العربية كوسيلة سرية للتواصل، واستعانوا بأحكام الشريعة الإسلامية في تنظيم حياتهم اليومية رغم القيود المفروضة عليهم.
رموز خالدة في ذاكرة التاريخ
وسلط التقرير الضوء على أسماء بارزة مثل عمر بن سعيد وبلالي محمد، وهما من أشهر الشخصيات التي تمسكت بالإسلام أثناء العبودية، ونقلت تلك القيم إلى الأجيال التالية.
وأكد التقرير أن الإسلام لم يكن مجرد دين بالنسبة لهم، بل كان وسيلة للبقاء والحفاظ على الكرامة.
وجاء في ختام التقرير:"كان الإسلام وسيلة لاستعادة الهوية، وصون الأخلاق، وإثبات الكرامة الإنسانية في وجه قرون من الاضطهاد".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسلام الأفارقة الأمريكتين الأفارقة المسلمين عمر بن سعيد العبودية المسلمين المسلمين الأفارقة فی الإسلام
إقرأ أيضاً:
داعية: رؤية النبي تكون في السلوك والأخلاق.. والاستقامة هي عين الكرامة
قال الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، إن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ليست بالضرورة رؤية بالعين، وإنما هي رؤية بالقلب والروح، يراها المؤمن في نفسه وأخلاقه وسمته وتصرفاته ومعاملاته، مشيرًا إلى أن من رأى هذه الصفات في نفسه فقد ظهرت عليه الكرامة، لأن الكرامة الحقيقية هي الاستقامة، والاستقامة عند أهل المعرفة والعلم والفضل والمحبة ليست كلمة تُقال، بل هي حقيقة تُترجم إلى سلوك وخلق ومحبّة صادقة للنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
وأوضح الشيخ الطلحي، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن من أكثر من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم نال من الله كرامات عديدة، تبدأ بأن يتدرج في كثرة الصلاة عليه، حتى يصل إلى مقام المعيّة المحمدية، وهم الذين يذكرون الحبيب ليلاً ونهارًا حتى تملأ الصلاة عليه قلوبهم وألسنتهم.
وبيّن أن من ثمرات الصلاة على النبي أن يتعلق القلب بسنته حِسًّا ومعنى، فلا يتصرف المسلم إلا وفق هدي النبي وسيرته العطرة، وأن يجري الله على قلبه ولسانه التغيير الدائم نحو الأفضل، فيتحول هو ومن حوله إلى حالٍ من القرب بعد البعد، والنور بعد الغفلة، والسكينة بعد الاضطراب.
وأضاف أن الإكثار من الصلاة على النبي يحيي القلب بذكر الله، ويخرجه من قيد الغفلة إلى ساحة الذكر، ويزرع في القلب المعرفة المحمدية التي تُسقى بالمذاكرة والمحبة، فتثمر أنوارًا ومعارف تملأ الوجدان.
وأشار إلى أن من علامات هذه الكرامة أن يتحول الإنسان من التقلب في المعاصي والذنوب إلى التقلب في الطاعات والنفحات، وأن يجتمع قلبه على محبة النبي والقرآن، فيفهم معانيه بصفاء وإشراق، ويرد نفسه ومن حوله إلى النهج المحمدي بكلمة طيبة ونصح صادق.
كما قال الشيخ الطلحي إن من بركات الصلاة على النبي أن يشعل الله في قلب العبد لواعج الأشواق إلى الحبيب، فلا ينطق لسانه إلا بمدحه والثناء عليه، وأن يوقد الله في قلبه نار المحبة الصادقة التي تدفعه لعبادة الله حبًا، وطاعةً شوقًا، واقتداءً بالنبي الكريم في قوله وفعله وسيرته.
وأكد أن من تجليات هذه المحبة أن يترقى العبد في حسن الأدب مع رسول الله، وأن يحيي في قلبه حب الخير للناس، وأن يسعد بخدمتهم وإدخال السرور عليهم، وأن يطهّر قلبه من الحسد والحقد وسوء الظن، حتى يكون قلبه لله ولرسوله، لا يحمل إلا النور والصفاء.
وقال إن من داوم على ذكر الله والصلاة على نبيه حتى امتلأ قلبه حبًا واتباعًا، جعله الله نورًا يهتدي به من حوله، وقرآنًا يمشي على الأرض كما كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
اقرأ المزيد..