تناولت صحف ومواقع عالمية بالتحليل أبعاد خطة سلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قطاع غزة، وسط تشكيك واسع في فرص نجاحها وتزايد المخاوف من أن يتحول إطارها الإنساني إلى أداة لإقصاء الفلسطينيين وتكريس الهيمنة الإسرائيلية والأميركية على مسار إعادة الإعمار في القطاع.

ورأى موقع "أوريون 21" الفرنسي أن خطة ترامب الجديدة لن تذهب بعيدا، تماما كما فشلت خريطة الطريق الرباعية مطلع الألفية، معتبرا أن كليهما وُلد كرد فعل دفاعي من الغرب وإسرائيل، الأولى في مواجهة ما سمي الإرهاب الدولي، والثانية في مواجهة المقاومة لحركة حماس.

وأشار التحليل إلى أن العيب الأبرز في خطة سلام ترامب يكمن في تجريد الجهة التي ستتولى إدارة غزة من أي مضمون سياسي أو وطني، مما يجعلها مجرد هيئة إدارية بلا هوية فلسطينية واضحة.

كما أورد الموقع أن المعلومات المتداولة تفيد بأن التمثيل الفلسطيني في تلك الهيئة قد يقتصر على شخص واحد، إما رجل أعمال أو مسؤول أمني.

أما صحيفة "لوموند" الفرنسية، فقد كشفت عن وضع الولايات المتحدة إطارا جديدا لتنظيم المساعدات الإنسانية في غزة عقب وقف إطلاق النار، يقوم على الاعتماد على منظمات أميركية واستبعاد وكالة "الأونروا".

وأوضحت أن هذا الإطار يشمل إقامة "حزام إنساني" في مناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، الأمر الذي يقلص دور المؤسسات الفلسطينية في عمليات الإغاثة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا النهج يثير قلقا بالغا لدى المنظمات الدولية التي تخشى أن يؤدي تدخل جهات غير خبيرة إلى إضعاف النظام الإنساني القائم، كما طرحت تساؤلات حول مدى التزام الخطة الأميركية بحيادية إعادة الإعمار وضمان احترام حقوق الإنسان.

مركز غامض

وفي تقرير "يسرائيل هيوم" ورد أن مركز التنسيق المدني العسكري -الذي أُنشئ في مدينة كريات جات جنوب إسرائيل لمتابعة تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة- لا يزال غامض المهام والوظيفة.

إعلان

ورجحت الصحيفة الإسرائيلية أن الهدف المعلن يتمثل في تنسيق المساعدات ومنع خرق الهدنة، لكنها لفتت إلى أنه لا يساهم عمليا في تحقيق أهداف إسرائيل الجوهرية كمنع تهريب السلاح أو نزع سلاح حماس.

وأضاف التقرير أن المركز يسعى لتثبيت نفسه وتحديد صلاحياته، في وقت تعيد حماس انتشارها في القطاع بسرعة، محذرا من أن وجود هذا المركز قد يقيّد تحركات الجيش الإسرائيلي ويحولها إلى مسارات تفاوضية بيروقراطية.

وفي تحليل نشرته "نيويورك تايمز" من القدس، تمت الإشارة إلى تحوّل لافت في طبيعة العلاقة بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأكدت الصحيفة أن مرحلة الدعم المطلق تحولت إلى علاقة يشوبها التوتر، مع تزايد فرض ترامب قرارات تتناقض مع رغبات نتنياهو ومصالحه السياسية.

وأضافت أن الإدارة الأميركية باتت تمارس دورا مباشرا في إدارة وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما أثار لدى أوساط الإسرائيليين شعورا بأن دولتهم تخضع لوصاية أميركية غير معلنة.

كما يخشى نتنياهو، بحسب التقرير، أن ينعكس أي انتقاد يصدر عن ترامب سلبا على مستقبله السياسي وفرصه الانتخابية.

الجنوب اللبناني

وفي سياق آخر، تناولت "لوفيغارو" التطورات في الجنوب اللبناني عقب إسقاط قوات الأمم المتحدة العاملة هناك طائرة مسيّرة إسرائيلية فوق بلدة كفركلا.

ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي فرنسي أن القرار كان فرنسيا بحتا، مشيرا إلى أن قيادة "اليونيفيل" تلقت تعليمات صارمة بالتصدي لأي خرق أو تصرف إسرائيلي عدواني.

ولفتت إلى أن الحادثة تأتي بعد سلسلة من تحليقات المُسيرات الإسرائيلية فوق مناطق انتشار القوات الدولية، رغم التحذيرات السابقة من مغبة استمرار هذه الانتهاكات.

وفي سياق موازٍ، كتب ستيفن كوك بمجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن تقليص المساعدات الخارجية الأميركية كانت له عواقب مدمرة على اللاجئين السوريين في لبنان، والذين باتوا أمام خيارين أحلاهما مر: البقاء في المخيمات البائسة أو العودة إلى وطن غير مستقر.

وأوضح الكاتب أنه صُدم مما شاهده من معاناة الأطفال خلال زيارته للمخيمات، مؤكدا أن التجاذبات السياسية في واشنطن انعكست بشكل مباشر على مصير مئات آلاف اللاجئين بعد شل عمل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وتراجع ميزانية الدعم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات إلى أن

إقرأ أيضاً:

روسيا: الحوار مع واشنطن مستمر رغم العقوبات الأميركية

أكد كيريل دميترييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للاستثمار والتعاون الاقتصادي، أن محادثات بلاده مع ممثلين عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا تزال مستمرة، رغم العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن على شركات النفط الروسية.

الفيوم: ندوة لتوعية السيدات بالقضية السكانية وآليات ضبط النمو السكاني تونس تتجه لتحقيق رقم قياسي جديد في عدد السياح بنهاية 2025

وقال دميترييف، في تصريحات لوكالة رويترز اليوم الأحد، إنه موجود حاليًا في الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماع تم التخطيط له منذ فترة طويلة، مشيرًا إلى أنه يجري مفاوضات مع ممثلي الإدارة الأميركية لليوم الثالث على التوالي.

 

وأضاف في منشور عبر تطبيق "تيليغرام": «نواصل الحوار مع الجانب الأميركي، وأي محاولات للضغط على روسيا لا طائل منها»، مؤكدًا أن بعض القوى تسعى إلى عرقلة مسار التفاهم بين موسكو وواشنطن.

 

ويُعد دميترييف، وهو مصرفي استثماري سابق في بنك غولدمان ساكس وتلقى تعليمه في جامعة ستانفورد، من أبرز الشخصيات الروسية درايةً بالولايات المتحدة، كما تجمعه علاقات وثيقة مع عدد من مسؤولي إدارة ترامب.

 

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن، الأربعاء الماضي، فرض عقوبات على أكبر شركتين روسيتين تعملان في قطاع النفط، في تحول كبير بالسياسة الأميركية تجاه الحرب الروسية في أوكرانيا، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية بنحو 5% يوم الخميس، قبل أن تتراجع الجمعة بسبب الشكوك في التزام واشنطن الكامل بتنفيذ العقوبات.

 

وفي المقابل، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تصريحات الخميس، على أن بلاده لن تخضع لضغوط الولايات المتحدة أو أي قوة أجنبية، مهددًا بـ«رد ساحق» على أي هجمات عسكرية تستهدف العمق الروسي.

 

وختم دميترييف تصريحه بالتأكيد على أن الاقتصاد الروسي في حالة مستقرة، وأن مستوى الدين منخفض، مضيفًا أن هذه الرسالة «يجب أن تصل إلى الجانب الأميركي» لإظهار قوة ومتانة الاقتصاد الروسي رغم العقوبات الغربية.

مقالات مشابهة

  • استمرار دخول المساعدات إلى غزة رغم الخروقات الإسرائيلية
  • القاهرة الإخبارية: استمرار دخول شاحنات المساعدات إلى غزة رغم الانتهاكات الإسرائيلية (فيديو)
  • “اليونيسف” تشدد على ضرورة استمرار وقف إطلاق النار وتكثيف المساعدات الإنسانية لغزة
  • وصول قافلة إغاثية سعودية جديدة لغزة
  • عدو ترامب يدرس الترشح للرئاسة الأميركية في 2028
  • روسيا: الحوار مع واشنطن مستمر رغم العقوبات الأميركية
  • المنظمات الأهلية: 4 من أصل 6 معابر لغزة ما زالت مغلقة أمام تدفق المساعدات الإنسانية
  • الشوا لـ"صفا": لا تغيير جوهري على دخول المساعدات لغزة و4 معابر لا تزال مغلقة
  • رائد النمس: الوضع الإنساني في غزة بالغ الصعوبة وآلاف العائلات بلا مأوى