قال موقع ميديا بارت إن فرنسا تتعرض لسلسلة من عمليات زعزعة الاستقرار والتضليل الإعلامي المنسقة التي تحمل بصمات أجهزة الاستخبارات الروسية، وتهدف إلى تقسيم المجتمع الفرنسي وإضعاف الثقة بالدولة.

وتمثلت هذه العمليات التي بدأت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 -حسب الموقع- في أعمال رمزية تخريبية، كوضع رؤوس خنازير أمام مساجد ورسم نجمة داود على الجدران، ورسم أياد حمر على نصب المحرقة، ووضع نعوش أمام برج إيفيل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبراء دوليون: عصر جديد من حكام القبضة الحديدية يحل على العالمlist 2 of 2سلاح جديد يحل محل المسيرات.. قنابل روسية تطلق كالصواريخend of list

وبالفعل سيمثل 4 بلغاريين، أحدهم هارب وسيحاكم غيابيا، لشرح سبب طلائهم أيادي حمرا على نصب المحرقة في مايو/أيار 2024، بعد أن اعترفوا بالوقائع، ولكن مع نفي أي دافع من معاداة السامية أو أن تكون العملية مدارة من قبل الكرملين.

مظاهرات مناهضة للإسلاموفوبيا في باريس (الفرنسية)

وكان دفاع المتهمين قد انتقد، في جلسة استماع أولية عقدت في 11 سبتمبر/أيلول 2025، وما وصفه بأنه "قضية ذات طابع سياسي في الأساس"، وقال إنها "سياسية أكثر من كونها قانونية".

وذكر الموقع -في تقرير بقلم ماتيو سوك- بأن المتهمين هم 3 بلغاريين محتجزين، ومتهم رابع فار صدرت بحقه مذكرة توقيف، وهم متهمون بطلاء قوالب أياد حمر أو المساعدة في ذلك على نصب المحرقة في باريس في مايو/أيار 2024.

وأشار الموقع إلى أن المسألة التي ستعرض على محكمة الجنايات التصحيحية في محكمة باريس، ابتداء من اليوم الأربعاء التي تستمر 3 أيام، تتجاوز نطاق التكييفات الجنائية التقليدية، والعقوبة المقررة فيها قد تصل إلى 7 سنوات سجن وغرامة قدرها 75 ألف يورو.

وهذه -حسب الموقع- هي المرة الأولى منذ بداية الحرب في أوكرانيا ودعم فرنسا لها، التي سيحاكم فيها قضاة على فعل ينسب إلى تدخل روسي، وقد قالت ناطقة باسم نيابة باريس أثناء الجلسة "إن الأمر قد يكون إما جريمة كراهية أو عملية زعزعة استقرار، وهذا يوضح البعد الجنائي للقضية".

عملاء استفزازيون

واستعرض الكاتب بعض الوقائع التي نسبت إلى المتهمين، مثل وضع قوالب طلاء ورسم أياد حمر ومئات الرسومات على الجدران، وذكر بأن طلابا من معهد العلوم السياسية كانوا قد استعرضوا أيادي حمرا خلال تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، مما أثار انتقادات لاذعة من مناصري إسرائيل.

الرئيس الفرنسي (يمين) يظهر دعمه لأوكرانيا في حربها مع روسيا (الأوروبية)

ونبه الكاتب إلى أنه في ظل انقسام البلاد حول الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإن تكرار هذه الأيادي الحمر على نصب المحرقة يكتسب دلالة قابلة للاشتعال بسهولة بالغة.

إعلان

ولكن تحقيقا سريعا شاركت فيه عدة أجهزة شرطية، أولا قسم الأمن الإقليمي في باريس ثم فرقة الجرائم الكبرى والمديرية العامة للأمن الداخلي، خلص -حسب الموقع- إلى أن هذا الفعل، الذي يتخذ مظاهر معادية للسامية، هو في الواقع تدخل أجنبي يهدف إلى تأجيج التوترات داخل فرنسا.

وبالفعل أصدرت قاضية التحقيق مذكرات بحث في حق الأشخاص المتورطين، فاعتقلت بلغاريا ميلوشيف وفيليبوف، واعتقلت كرواتيا إيفانوف، ثم سلم الثلاثة إلى السلطات الفرنسية، واعترفوا بتورطهم لكنهم وصفوا عملهم بأنه "عملية من أجل السلام"، وأنكروا أي دافع معاد للسامية، وتركوا اللوم على شريكهم الهارب ميرتشو أنجيلوف.

غير أن هؤلاء الأربعة، في نظر المديرية العامة للأمن الداخلي، لم يكونوا يرسمون أيادي حمرا دفاعا عن السلام، بل كانوا "عملاء استفزازيين"، وفي حالتهم تحديدا "وكلاء بالإنابة"، مكلفون بواسطة وسيط لأداء مهام لصالح جهاز استخباراتي مع الحفاظ على غموض مصدر التوجيه.

وكشف ميديا بارت -في تقرير آخر- أن الغاية لم تكن التخريب في حد ذاته، بل إثارة الانقسام المجتمعي والسياسي حول قضايا حساسة مثل، دعم فرنسا لأوكرانيا، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والعلاقة بين المسلمين واليهود في فرنسا، والثقة بالمؤسسة العسكرية الفرنسية.

ونبه الموقع إلى أن المنفذين لم يكونوا روسا مباشرة، بل أفرادا من أوروبا الشرقية يستخدمون كوكلاء بالإنابة لتجنب كشف هوية الجهات الروسية، وأفعالهم كانت تنفذ بطريقة مدروسة لتغذية الخطاب المتطرف والانقسامات الداخلية داخل المجتمع الفرنسي.

وأشار التقرير إلى أن هؤلاء الوكلاء كانوا يتلقون التعليمات عبر قنوات مشفرة على تطبيق تليغرام، ويدفع لهم بالعملات الرقمية أو نقدا، إلا أن هوية الممولين الروس لا تزال مجهولة قضائيا، باستثناء وسيط بلغاري واحد تم توقيفه، حسب الموقع.

روسيا تعتمد حربا هجينة ضد فرنسا وأوروبا، ممثلة في حرب ميدانية في أوكرانيا، وحرب نفسية ومعلوماتية في قلب المجتمعات الأوروبية، من أجل إضعاف التماسك الداخلي للدول الغربية، وإشغالها بأزماتها الاجتماعية والسياسية بدل مواجهة موسكو

حرب هجينة ضد فرنسا وأوروبا

وذكر الكاتب بأن كل عملية ميدانية كانت توثق فورا بالصور وتنشر على شبكات التواصل الاجتماعي بواسطة مئات الحسابات الوهمية، بهدف تضخيم الحدث وتوجيهه سياسيا ليبدو وكأنه حركة احتجاج فرنسية داخلية، وبعد التنفيذ، تحذف الحسابات والرسائل لتضليل التحقيقات.

وأكدت المديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسية أن هذا النمط من العمل المجزأ والمخفي يجعل من شبه المستحيل إثبات العلاقة المباشرة مع موسكو، ولكن التحقيقات أشارت إلى ارتباط مباشر بين بعض المنفذين ودوائر روسية، منها القسم الخامس في جهاز الأمن الفدرالي والاستخبارات العسكرية الروسية.

وقد نددت وزارة الخارجية الفرنسية رسميا بما وصفته بعملية تدخل رقمي روسي جديدة، معتبرة أنها جزء من إستراتيجية موسكو الهادفة إلى نشر الفوضى داخل الدول الغربية.

وخلص الكاتب إلى أن روسيا تعتمد حربا هجينة ضد فرنسا وأوروبا، ممثلة في حرب ميدانية في أوكرانيا، وحرب نفسية ومعلوماتية في قلب المجتمعات الأوروبية، من أجل إضعاف التماسك الداخلي للدول الغربية، وإشغالها بأزماتها الاجتماعية والسياسية بدل مواجهة موسكو.

وتظهر هذه الإستراتيجية أن الحدود بين الحرب والإعلام، بين الدعاية والسياسة، باتت تتلاشى في زمن "العمليات الرمادية" التي لا تطلق فيها رصاصة واحدة لكنها تحدث أثرا بالغا في الرأي العام.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات حسب الموقع إلى أن

إقرأ أيضاً:

باريس سان جيرمان يستعيد توازنه ويستعد لمواجهة لوريان للحفاظ على الصدارة

 

بعد تعثرين متتاليين وتنازله مؤقتًا عن الصدارة، استعاد باريس سان جيرمان توازنه بفوز مقنع على بريست بثلاثية نظيفة في الجولة الماضية من الدوري الفرنسي، بفضل تألق المغربي أشرف حكيمي الذي سجل هدفين وأعاد فريقه إلى قمة الترتيب.

ويحل حامل اللقب ضيفًا غدًا الأربعاء على لوريان في إطار الجولة العاشرة من الدوري، ساعيًا لتأكيد عودته القوية تحت قيادة الإسباني لويس إنريكي. واستفاد سان جيرمان من سقوط غريمه مارسيليا أمام لانس (2-1) ليستعيد القمة بفارق نقطة واحدة فقط عن الأخير ونقطتين عن النادي المتوسطي.

وسيكون الفريق الباريسي مرشحًا فوق العادة لتحقيق انتصاره السابع هذا الموسم، خاصة أن لوريان يعاني في المركز السادس عشر بعد تعرضه لخمس هزائم، ما يجعل اللقاء فرصة سانحة لزيادة الفارق في الصدارة.

من جهته، يواصل عثمان ديمبلي عودته التدريجية بعد غياب طويل بسبب إصابة في أوتار الركبة، حيث شارك كبديل أمام بريست، وهي المباراة الثانية على التوالي له بعد ظهوره في الانتصار الكبير على باير ليفركوزن (7-2) في دوري أبطال أوروبا. كما شهدت المباراة عودة المدافع البرازيلي ماركينيوس والمهاجم الشاب ديزيريه دويه، في حين يستمر غياب فابيان رويس وجواو نيفيز.

وأكد إنريكي بعد الفوز على بريست أنه لا يريد التسرع بشأن ديمبلي، مضيفًا: "اللاعب يشعر بتحسن كبير، لكن علينا أن نُدير الأمور بحكمة حتى يتعافى تمامًا". وأضاف المدرب الإسباني أن الدوري يشبه سباق الماراثون قائلاً: "المهم هو الثبات في الأداء، نعرف قدراتنا ونتعامل بهدوء، لكن من الجيد أن نكون في هذا المركز الآن".

كما أشاد إنريكي بأداء حكيمي قائلاً إنه "أفضل ظهير أيمن في العالم"، مشيرًا إلى قدرته الفائقة على قراءة المساحات واستغلالها في الهجوم.

ورغم أن الموسم لا يزال في بدايته، إلا أن المنافسة تبدو قوية للغاية، حيث لا يفصل المتصدر سان جيرمان سوى أربع نقاط عن المركز السابع الذي يحتله ستراسبورغ.

في المقابل، يسعى مارسيليا بقيادة مدربه الإيطالي روبرتو دي زيربي إلى استعادة توازنه عندما يستضيف أنجيه على ملعب فيلودروم بعد خسارتين أمام سبورتينغ لشبونة ولانس، إذ يحتل المركز الثالث خلف باريس ولانس. وقال دي زيربي عقب مباراة لانس: "كنا الأفضل رغم الخسارة. الفريق لا يعاني، ويمكننا تقديم موسم أفضل مما توقعت".

أما لانس، فيبحث عن فوزه الرابع تواليًا حين يواجه ميتز متذيل الترتيب، بينما يأمل ليون في البقاء ضمن دائرة المنافسة عندما يحل ضيفًا على باريس إف سي، في حين يخوض ليل مواجهة قوية أمام نيس، ويحل موناكو ضيفًا على نانت بحثًا عن فوزه الثاني بقيادة مدربه البلجيكي الجديد سيباستيان بوكونيولي.

من جانبه، يواصل البرتغالي نونو مينديز تألقه في صفوف سان جيرمان دون ضجيج النجومية، مؤكدًا في مقابلة مع وكالة فرانس برس أنه لا يرى نفسه الأفضل رغم أرقامه اللافتة هذا الموسم، حيث سجل ثلاثة أهداف وصنع مثلها في 11 مباراة. وقال مينديز: "أرى نفسي ظهيرًا جيدًا، لكن لا أحب أن أصف نفسي بالأفضل".

ويشكل الثنائي مينديز وحكيمي ثنائيًا دفاعيًا وهجوميًا متكاملًا على طرفي الملعب، ما يمنح باريس سان جيرمان قوة إضافية في سعيه نحو الاحتفاظ بلقب الدوري ومواصلة التقدم في دوري أبطال أوروبا.
 

مقالات مشابهة

  • اليوم.. محاكمة الراقصة «ليندا» بتهمة نشر الفسق عبر السوشيال ميديا
  • باريس سان جيرمان يستعيد توازنه ويستعد لمواجهة لوريان للحفاظ على الصدارة
  • محاكمة 10 أشخاص في باريس بتهمة التنمر الإلكتروني ضد زوجة ماكرون
  • فرنسا تبدأ محاكمة متهمين بـ التنمر الإلكتروني على زوجة ماكرون
  • السيدة الأولى بمواجهة الشائعات.. محاكمة 10 أشخاص في باريس بتهمة التحرش الإلكتروني ببريجيت ماكرون
  • اتفاقية بين "التعليم العالي" و"سفير" الفرنسية لتطوير برامج الابتعاث
  • "الثقافة الفرنسية": شجاعة المسئولين تعيد افتتاح متحف اللوفر بسرعة بعد حادث السرقة
  • بعد سرقته.. الثقافة الفرنسية: افتتاح متحف اللوفر وسط إجراءات أمنية مشددة
  • حول جنسها وميولها.. محاكمة 10 أشخاص في باريس بتهمة التنمر الإلكتروني على زوجة ماكرون