أسرار توت عنخ آمون.. رحلة كنوز «الفرعون الشاب» من وادي الملوك إلى المتحف المصري الكبير
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
تحمل مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون بين طياتها العديد من الأسرار، فبعد أكثر من قرن على اكتشاف مقبرة الفرعون عادت أسطورته لتسطع من جديد داخل المتحف المصري الكبير، في عرض غير مسبوق يجمع أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية في مكان واحد لأول مرة منذ اكتشافها عام 1922.
ولن يكتفي المتحف المصري الكبير بعرض كنوز الماضي لتوت عنخ آمون أعظم ملوك مصر، بل ستلتقي عظمة التاريخ بأحدث تقنيات العرض المتحفي لتروي حكاية الفرعون الشاب الذي رحل مبكرا وبقي اسمه خالدا في الذاكرة الإنسانية.
من بين مقتنيات مقبرة توت عنخ آمون التي تجاوزت الخمسة آلاف قطعة، القناع الذهبي لتوت عنخ آمون، حيث صنع القناع من أكثر من 10 كيلو جرامات من الذهب الخالص، وزين بأحجار الفيروز واللازورد والعقيق، ليجسد ملامح الملك الشاب في أبهى صورة.
وإلى جانب القناع، تضم المجموعة عرشا مرصعا بالمينا الزرقاء يصور الملك والملكة في مشهد عائلي، وأربع عجلات حربية فاخرة، وتماثيل حراسة ذهبية، وأسرة جنائزية على هيئة آلهة مصرية.
لا تحمل تلك القطع فقط قيمة مادية مذهلة، بل تسجل ذروة ما بلغته الحرف المصرية من دقة وإبداع في زمن كانت فيه الحضارة تكتب أولى صفحات الفن الخالد.
وظلت مقتنيات توت عنخ آمون لعقود طويلة في قاعات المتحف المصري بالتحرير، لكنها كانت موزعة في مساحات ضيقة لم تكشف عظمتها، ومع بداية مشروع المتحف المصري الكبير على هضبة الأهرامات، تقرر أن تنتقل المجموعة بأكملها إلى موطن يليق بمكانتها، حيث كانت عملية النقل واحدة من أدق العمليات الأثرية في التاريخ الحديث.
تمتد قاعة توت عنخ آمون في المتحف المصري الكبير على مساحة تزيد على سبعة آلاف متر مربع، صممت لتمنح الزائر تجربة حسية فريدة، فالإضاءة الهادئة، والممرات المائلة، والحوائط المائلة بخفة كأنها جدران مقبرة ملكية، تجعل الزائر يشعر أنه يسير في ممرات وادي الملوك نفسها.
وتتيح شاشات العرض التفاعلية وتقنيات الواقع المعزز للزوار مشاهدة القطع في بيئتها الأصلية، بل وإعادة تركيب المشاهد التي كانت عليها داخل المقبرة قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام.
اقرأ أيضاً«أمهات مصر»: افتتاح المتحف الكبير لحظة فخر وتاريخ يعيش في وجدان أبنائنا
«الوزراء»: المتحف المصري الكبير أول «متحف أخضر» في إفريقيا والشرق الأوسط
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أسرار توت عنخ آمون افتتاح المتحف المصري الكبير المتحف الكبير المتحف المصري الكبير توت عنخ امون قناع توت عنخ آمون كنوز توت عنخ آمون مقبرة توت عنخ آمون مقتنيات المتحف المصري الكبير وادي الملوك المتحف المصری الکبیر أسرار توت عنخ آمون أکثر من
إقرأ أيضاً:
مدن ألمانيا الكبرى تعلن عن بث مباشر بميادينها لافتتاح المتحف المصري الكبير
في مشهد يعكس الاهتمام العالمي غير المسبوق بالحضارة المصرية القديمة، أعلنت عدد من المدن الألمانية الكبرى، بينها برلين، ميونيخ، وهامبورغ، عن تنظيم بث مباشر في ميادينها العامة لفعاليات افتتاح المتحف المصري الكبير، المقرر إقامته في الأول من نوفمبر المقبل، ويأتي القرار ضمن تعاون ثقافي مع الجانب المصري، تأكيداً للمكانة العالمية التي يحظى بها هذا الصرح الحضاري الفريد، الذي يُعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة.
وأكدت وسائل الإعلام الألمانية أن شاشات عملاقة سيتم نصبها في عدد من الساحات العامة لتمكين الجماهير من متابعة الافتتاح، الذي يوصف بأنه “حدث القرن” في عالم الآثار والمتاحف. وستنقل القنوات الأوروبية تفاصيل الافتتاح لحظة بلحظة، في بث مشترك مع التليفزيون المصري، وسط حضور رسمي وثقافي دولي واسع يضم شخصيات سياسية وعلمية من مختلف دول العالم.
مقتنيات المتحف المصري الكبيرويعد المتحف المصري الكبير بموقعه الفريد على مقربة من أهرامات الجيزة، بمثابة بوابة حديثة إلى أعماق التاريخ المصري القديم، حيث يضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور الفرعونية، من الدولة القديمة وحتى العصر البطلمي، في تجربة عرض حديثة تجمع بين التكنولوجيا والتاريخ.
وتتصدر قائمة المعروضات المجموعة الكاملة لمقتنيات الملك الذهبي توت عنخ آمون، والتي تُعرض لأول مرة مجتمعة منذ اكتشاف مقبرته في وادي الملوك عام 1922، ويصل عددها إلى أكثر من 5 آلاف قطعة، من بينها القناع الذهبي الشهير، والعربة الحربية، والأواني الجنائزية، والحُلي الملكية.
كما يضم المتحف تمثال الملك رمسيس الثاني الذي استقبل الزوار في البهو العظيم بعد نقله في رحلة استثنائية من ميدان رمسيس إلى مقره الجديد، بالإضافة إلى تماثيل ملوك الدولة الحديثة، وجدران حجرية من معابد هليوبوليس وسقارة، ونماذج معمارية توضح تطور فنون العمارة والنحت عبر العصور.
ومن المقرر أن يشمل الافتتاح عرضاً ضوئياً مبهراً يوثق مسيرة بناء المتحف، بمشاركة فنانين مصريين وعالميين، ليكون احتفاءً بالحضارة المصرية ورسالة سلام من أرض الأهرامات إلى العالم.
ومع إعلان ألمانيا وعدد من الدول عن اهتمامها بنقل الافتتاح على الهواء مباشرة، يبدو أن المتحف المصري الكبير لن يكون مجرد افتتاح لمتحف، بل احتفالاً عالمياً يعيد صياغة علاقة البشرية بتاريخها القديم، ويؤكد أن مصر ما زالت وستبقى قلب الحضارة الإنسانية النابض.