التواصل الاجتماعي وأمور أخرى.. هذه أسرار تقدم ممداني بانتخابات نيويورك
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
واشنطن – يتواصل التصويت المبكر لانتخاب عمدة مدينة نيويورك، وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم مرشح الحزب الديمقراطي زهران ممداني (34 عاما) الذي قد يصبح قريبا أول عمدة مسلم للمدينة التي تعتبر مركز ثقل الاقتصاد الأميركي ورمز حيويته.
وقبل موعد التصويت العام في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، يحافظ ممداني على موقعه في صدارة التوقعات واستطلاعات الرأي، متقدما على غريمه المرشح المستقل أندرو كومو الحاكم سابق لولاية نيويورك، والمرشح الجمهوري كورتيس سليوا.
وحسب أحدث استطلاع رأي نشرته جامعة كوينيبياك، أمس الأربعاء، فإن ممداني يحظى بدعم 43% من الناخبين المحتملين، بينما ينوي 33% التصويت لصالح كومو، و14% لصالح سليوا، ولا يزال 6% من المستجوبين مترددين بشأن مرشحهم المفضل.
أسباب التقدم
ويعود الفضل في تقدم ممداني الساحق في هذه الانتخابات المثيرة للاهتمام محليا ودوليا إلى قربه من سكان نيويورك وهمومهم وقدرته اللافتة على التواصل مع كل الفئات الاجتماعية، علاوة على وضوح برنامجه الانتخابي الرامي لخفض كلفة المعيشة بالمدينة الذي يعكف عشرات آلاف المتطوعين يوميا على شرحه للناخبين في بيوتهم.
ومنذ أن بدأ رسميا رحلته نحو عمادة نيويورك، قبل نحو عام تقريبا، استطاع ممداني، ذو الأصول الهندية والأوغندية الذي يقدم نفسه مرشحا ديمقراطيا اشتراكيا، أن يسجل حضورا لافتا على منصات التواصل الاجتماعي. وينشر بانتظام سيلا من الفيديوهات والمواد المصورة على مختلف المنصات، خاصة تيك توك وإنستغرام وفيسبوك، ويظهر باستمرار بشكل جذاب، لا تفارق الابتسامة محياه، ويبدو عفويا وصادقا في حديثه مع الناس.
تعليقا على حضوره على منصات التواصل الاجتماعي، وصفت سحر خميس أستاذة الإعلام في جامعة ماريلاند الأميركية ممداني بأنه ظاهرة سياسية فريدة ويجيد التواصل مع الناخبين وخاصة الشباب وذلك بالاستعمال الجيد والحر للمنصات الرقمية لإيصال رسالته إلى أوسع قاعدة انتخابية ممكنة.
إعلانوأضافت للجزيرة نت أن ممداني يقدم محتوى جذابا وعالي الجودة ويظهر في الكثير من الفيديوهات القصيرة وهو يداعب الأطفال ويحيي كبار السن ويركب الدراجة ويلتقط سيلفيات (التقاط الصور الذاتية) مع الناس في الشوارع ويتناول وجبات بسيطة وشعبية.
وإلى جانب هذه المنصات، يكتسح ممداني وسائل الإعلام التقليدية وخاصة المحطات التلفزيونية حيث كان أداؤه باهرا في المناظرات التلفزيونية مع خصميه كومو وسليوا، إضافة إلى ظهوره الناجح في عدد من المقابلات أحدثها كانت مع الإعلامي جون ستيورات في برنامج "ذا ديلي شو".
ويعكس ذلك الأداء حسا تواصليا متقدما وإلماما بأسرار وسائل الإعلام، مسنودا برؤية سياسية واضحة وبسليقة وسرعة بديهة في الرد المناسب على كل الأسئلة والقضايا دون لف أو دوران وبعيدا عن لغة الخشب.
في هذا الصدد، تقول سحر خميس إن ممداني يعرف كيف يخاطب وسائل الإعلام المختلفة وكان ناجحا في كل مقابلاته الإعلامية، ووجه ضربات قوية لخصومه السياسيين، واستطاع في الوقت نفسه أن يحشد المزيد من الحشد الجماهيري، خاصة لدى الفئات العاملة والشباب والملونين والمهاجرين.
وفي إحدى المناظرات التلفزيونية، اعترف كومو، الذي خسر الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي أمام ممداني، بأن الأخير بارع في استعمال منصات التواصل الاجتماعي وقطع على نفسه تعهدا بتدارك تأخره في ذلك المجال.
ويتوجه ممداني إلى الناخبين من مختلف الفئات الاجتماعية والخلفيات الثقافية ببرنامج انتخابي واضح ورسالة بسيطة تركز بشكل كبير على خفض تكلفة المعيشة وجعلها في متناول أكبر عدد من السكان، خاصة في ما يتعلق بتجميد أسعار إيجار السكن ومجانية النقل العام والرعاية الاجتماعية الشاملة للأطفال.
وفي أول ظهور له على منصات التواصل الاجتماعي وهو يخطو أولى الخطوات لتحقيق حلمه برئاسة بلدية نيويورك، تعهد بأن يعيد المدينة إلى سكانها الذين "يئنون تحت وطأة الإيجار ورعاية الأطفال".
واستطاع ممداني منذ بداية حملته أن يحشد تحالفا متنوعا من المؤيدين بفضل تلك الرسالة الواضحة حول القدرة على تحمل تكاليف المعيشة، كما شكل قاعدة قوية من المتبرعين الصغار في وجه الممولين الكبار الذين يدعمون كومو. وقال في أحد التصريحات إن حوالي 90 ألف شخص تطوعوا لدعم حملته الانتخابية منذ انطلاقها العام الماضي، وزاد حجم ذلك الزخم خلال الأيام القليلة الماضية مع بدء العد التنازلي للاقتراع.
ويبدي حرصا شديدا على التواصل مع ممثلي كل الديانات، وطمأن سكان المدينة اليهود ونفى التهم الموجهة له بشأن معاداة السامية دون أن يتراجع عن موقفه المدافع عن القضية الفلسطينية. كما تعهد أيضا بضمان حقوق السكان المسلمين الذي كانوا يعيشون في الظل والهامش ويتعرضون للإهانات خاصة في أجواء الريبة والخوف التي سادت المدينة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2011.
زهران ممداني.. المرشح المسلم الذي قلب معادلة الكراهية في #نيويورك#الجزيرة_مباشر #الولايات_المتحدة pic.twitter.com/JUhbTzVbgz
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 28, 2025
حملة مضادةوإذا كان ممداني يكافح لإيصال رسالته إلى ناخبيه، فإن جزءا من حملته موجه للرد على هجمة شرسة يشنها خصمه كومو مدعوما بمليارديرات لا يروق لهم أن تصبح المدينة برمزيتها الاقتصادية، تحت إمرة سياسي شاب ذي نزعة اشتراكية.
إعلانويلاحظ المتتبع للحملة الانتخابية أن كومو، الذي استقال من منصبه كحاكم في عام 2021 وسط فضائح متعددة، يخصص جزءا كبيرا من حملته على انتقاد ممداني بالقول إنه مثالي وعديم التجربة الحكومية، ويذهب أحيانا إلى اتهامه بالعنصرية ومعاداة السامية.
لكن ممداني ينسف تلك الانتقادات ويذكر خصمه كومو بإخفاقاته في تدبير أزمة كورونا وبفضائحه الأخلاقية وبدفاعه على المليارديرات بدل الاهتمام بباقي السكان.
وفي السياق، تواصل مجموعة من عمالقة العقارات والممولين الأثرياء جمع عشرات الملايين من الدولارات لهزيمة المرشح ممداني، وحذرت رسالة إلكترونية حديثة قادة الأعمال من أنهم إذا لم يحشدوا قواهم، فإن مركز الرأسمالية قد يسقط في قبضة اشتراكي.
وفي رد من داخل معسكر ممداني، حث عضو مجلس الشيوخ البارز بيرني ساندرز أنصار ممداني على اليقظة إلى آخر لحظة من السباق الانتخابي، في حين قللت دورا بيكيك المتحدثة باسم المرشح من شأن الحملات التي تستهدفه.
وقالت بيكيك إن "المليارديرات قد يظنون أن كل شيء معروض للبيع، لكن الحماس لا يُشترى"، وأضافت أن السبب الذي يدفع عشرات الآلاف من سكان نيويورك إلى التطوع في حملة ممداني هو تعطشهم لسياسة مختلفة وحكومة تُركز بلا هوادة على جعل الحياة بالمدينة في متناول الجميع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات منصات التواصل الاجتماعی
إقرأ أيضاً:
أورنچ تُغيّر صورتها على وسائل التواصل الاجتماعي
احتفالًا بافتتاح المتحف المصري الكبير، وفي لفتة رمزية تعبّر عن فخرها بالإرث المصري العريق، أعلنت شركة اورنچ مصر عن تغيير صورة ملفها الشخصي وشكل علامتها التجارية على صفحاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك تضامنًا واحتفالًا بافتتاح المتحف المصري الكبير.
https://www.linkedin.com/posts/orange-egypt_aepaewaezaeuaggabraexaepaeyaetaepabraezaeqaetabraewaepaevaex-activity-7389639266919677952-KugM?utm_source=share&utm_medium=member_ios&rcm=ACoAAARbSf8BHd8P86JZhtyrHfJWAMOSbCc-3c8.