كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عن الدور الرائد الذي تلعبه التكنولوجيا الحديثة داخل المتحف المصري الكبير، مؤكدًا أن المتحف يطبق أحدث تقنيات العرض المتحفي في العالم، ليقدم تجربة ثقافية وتاريخية غير مسبوقة تمزج بين الأصالة والإبهار.

وأوضح عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية في حوار خاص لـ “الوفد”  أن المتحف يستخدم تقنيات الواقع المعزز (AR) والهولوغرام (Hologram) إلى جانب العروض الصوتية والبصرية التفاعلية، التي تُعيد إحياء لحظات من التاريخ المصري القديم بأسلوب حديث لم تشهده المنطقة من قبل، ما يجعل الزائر يعيش تجربة استثنائية تُقربه من روح الحضارة المصرية القديمة.

وأضاف أن المتحف يعرض مجموعة الملك توت عنخ آمون التي تضم 5537 قطعة أثرية كاملة لأول مرة في التاريخ، وفي مقدمتها قناع الملك الذهبي، الذي يُعد أغلى وأثمن قطعة أثرية في العالم، إلى جانب كرسي العرش الذهبي الذي يُعرض بطريقة مبتكرة ومبهرة تجمع بين الإضاءة والمؤثرات الرقمية.

وأشار إلى أن المتحف يتيح للزوار التفاعل المباشر مع القطع الأثرية عبر تقنية الرمز الإلكتروني (QR Code) باستخدام الهواتف الذكية، حيث يمكن لكل زائر التعرف على تاريخ القطعة ومكان اكتشافها وطريقة استخدامها وغيرها من المعلومات الأثرية والتاريخية بطريقة سلسة وجاذبة.

وأكد الدكتور ريحان أن المتحف يضم أيضًا قاعات مخصصة لتجارب الواقع الافتراضي (VR)، تتيح للزوار ارتداء نظارات خاصة للتجول داخل معالم الحضارة المصرية القديمة، كما يقدم تجربة واقع افتراضي فريدة لمقبرة توت عنخ آمون، تسمح للزائر بالدخول إلى الغرف الداخلية ومشاهدة محتوياتها كما كانت لحظة اكتشافها، مصحوبة بشرح صوتي تفاعلي يأخذهم في رحلة غامرة داخل التاريخ المصري القديم.

واختتم خبير الآثار تصريحاته مؤكدًا أن المتحف المصري الكبير يجمع بين عبقرية الماضي وتقنيات المستقبل، ليقدّم للعالم نموذجًا فريدًا في دمج التراث بالحضارة الرقمية، وليثبت مرة أخرى أن مصر قادرة على الجمع بين الأصالة والابتكار في مشروع هو الأضخم من نوعه عالميًا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خبير الآثار عبد الرحيم ريحان المتحف المصري الكبير تقنيات الواقع المعزز الهولوغرام التاريخ المصري أن المتحف

إقرأ أيضاً:

كيف يقدم المتحف المصري الكبير تجربة فريدة للزوار؟

القاهرة – في لحظة طال انتظارها، تستعد مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير رسميا بعد غد السبت 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، في حدث يلفت أنظار العالم إلى سفح الأهرامات، ويعيد الحياة من جديد إلى قلب محافظة الجيزة، ليس فقط في أروقة المتحف الذي يعد الأضخم من نوعه عالميا، بل في كامل المحيط الذي يشهد حراكا غير مسبوق استعدادا لهذا الحدث الثقافي والتاريخي الاستثنائي.

ورغم أن المتحف يعد صرحا أثريا وسياحيا فريدا، إلا أنه يمثل في الوقت ذاته نقطة تحول إستراتيجية على المستويين الاقتصادي والسياحي، إذ يتوقع أن يحدث انتعاشة كبرى في معدلات الإشغال الفندقي بمختلف فئاته، مع تدفق الزائرين من مختلف أنحاء العالم، فضلا عن حالة التأهب والاستعداد التي تعيشها المنطقة من مقاهي ومطاعم ومتاجر في محيط المتحف.

رؤية عصرية

تقدم مصر من خلال المتحف الكبير تجربة استثنائية تسعى من خلالها إلى إحياء الحضارة الفرعونية برؤية عصرية، حيث يتاح للزائرين أن يسيروا وسط رموز آلهة الفراعنة وتماثيلهم الخالدة بعد آلاف السنين، في استحضار حي لعظمة التاريخ المصري القديم.

المتحف المصري الكبير هو أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة (الأناضول)

ويقام المتحف على بعد خطوات من المعجزة الهندسية التي بُنيت قبل أربعة آلاف عام في صحراء الجيزة، قرب ضفاف نهر النيل، ليصبح اليوم مقرا لأضخم متحف مغطى في العالم، يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، وتقدر تكلفة إنشائه بمليار دولار، فيما تمتد مساحته إلى 500 ألف متر مربع.

وقد حرصت الدولة المصرية على الإعداد الدقيق لحفل الافتتاح، وتشرف عليه رئاسة الجمهورية مباشرة، حيث يتوقع أن يشهد عرضا بصريا مبهرا، يعكس عظمة الحضارة المصرية، في أجواء تماثل أجواء الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، وسط دعوة لقادة دول وشخصيات بارزة من مختلف أنحاء العالم.

تطوير شامل

ولم تقتصر الاستعدادات على المتحف ذاته، بل شهدت محافظة الجيزة، وكذلك أجزاء من العاصمة القاهرة، عملية تطوير واسعة النطاق، طالت الهوية البصرية للمنطقة، والبنية التحتية والطرق والمحاور المؤدية إلى المتحف، والمناطق المحيطة به، بهدف تقديم تجربة سياحية متكاملة تحاكي عبق التاريخ الفرعوني من اللحظة الأولى.

المتحف الكبير يوفر تجربة استثنائية تقدم مختلف جوانب الحضارة الفرعونية برؤية عصرية (رويترز)

كما شملت الأعمال تشجير الشوارع، وتزيين العقارات بجداريات تُجسد ملوك وملكات الفراعنة، فضلا عن إنشاء مساحات خضراء ومجسمات لرموز الحضارة المصرية، انتشرت على طول الطرق المؤدية إلى المتحف، من الطريق الدائري إلى ميدان الرماية، مرورًا بطريق مصر-الإسكندرية الصحراوي.

إعلان

وتم رفع كفاءة محوري المريوطية والمنصورية، وإنشاء ساحات انتظار للسيارات ومواقف للنقل العام، إلى جانب مطاعم وبازارات سياحية، كما تم افتتاح بوابتين جديدتين للدخول إلى منطقة الأهرامات من جهة الواحات، لتسهيل وصول الزوار من مدن 6 أكتوبر والشيخ زايد والفيوم، بالإضافة إلى البوابتين التقليديتين عند فندق مينا هاوس ومنطقة أبو الهول.

تكنولوجيا متقدمة

داخل المتحف، تبدأ الرحلة من ساحة العرض المفتوحة، حيث يستقبل الزوار تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني، قبل أن ينتقلوا إلى صالات العرض المصممة بعناية لتسرد التاريخ المصري عبر تسلسل زمني، في تجربة مدعومة بتكنولوجيا حديثة وشاشات تفاعلية، تضفي بعدا جديدا على فهم الحضارة.

استغرق بناء المتحف 18 سنة ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية عن حضارة مصر القديمة (الأناضول)

وسيتم، ولأول مرة، عرض المجموعة الكاملة للملك توت غنخ آمون – أشهر ملوك مصر القديمة – في قاعة خاصة ضمن المتحف، مما يشكل نقطة جذب فريدة للمهتمين بالآثار المصرية.

كما يضم المتحف متحفا للأطفال، مركزا تعليميا، قاعات للعرض المؤقت، سينما، مركز مؤتمرات، إلى جانب عدد كبير من المتاجر والمطاعم والمقاهي، وحدائق مفتوحة للزوار.

الممشى الذهبي

ومن أبرز المشروعات الملحقة بالمتحف "الممشى الذهبي"، الذي يمتد بطول كيلومترين، ويربط المتحف الكبير بمنطقة الأهرامات، ويتخلله مقاه واستراحات ونقاط مشاهدة بانورامية تطل على الأهرامات، بالإضافة إلى أكثر من 600 متجر لبيع الهدايا التذكارية والمُنتجات المستوحاة من التراث الفرعوني.

حركة دؤوبة شهدتها الفترة الماضية لتزيين الطريق المؤدية إلى المتحف المصري الكبير (الجزيرة)

وقد أصبحت المنطقة المحيطة بالمتحف الكبير وجهة فندقية راقية، تضم عددا من المؤسسات الفندقية الفاخرة، بعضها يطل مباشرة على الأهرامات والمتحف.

كما يجري العمل على إنشاء فنادق عالمية كبرى لتوسيع الطاقة الفندقية بالمنطقة. وتبدأ الأسعار المحلية من نحو 2000 جنيه لليلة (42 دولار)، فيما تتراوح أسعار السائحين الأجانب بين 30 و70 دولارا لليلة.

استقطاب استثمارات

ولا يمثل المتحف فقط صرحا حضاريا وسياحيا، بل تحول إلى منصة استثمارية عالمية، مع عروض متعددة لمشروعات كبرى، بينها مشروع إماراتي ياباني لإنشاء مدينة ترفيهية على غرار "ديزني لاند"، وفندق ياباني مستوحى من تصاميم الحضارة الفرعونية.

وتأمل الحكومة في جذب نحو 5 ملايين زائر سنويا، مع معدل يومي للزوار يقدر بـ 5 آلاف زائر، مع توقعات بارتفاع نوعية السائحين القادمين، إذ يراهن على السائح المثقف المهتم بالتاريخ، والذي يعرف عنه ارتفاع إنفاقه مقارنة بالسياح العاديين.

وسائل الوصول

أولت السلطات اهتماما كبيرا بتوفير وسائل النقل المتنوعة للمتحف، وتطوير البنية التحتية، حيث يمكن الوصول إلى المتحف عبر:

حافلات النقل العام من مناطق مثل ميدان الجيزة، رمسيس، ميدان التحرير، شبرا الخيمة ومدينة 6 أكتوبر. موقف الرماية الجديد (موقف 28) الذي يخدم معظم محافظات الوجهين البحري والقبلي. محطة مترو قيد الإنشاء أمام المتحف ستربط بين 6 أكتوبر والقاهرة الجديدة. مشروع الأتوبيس الترددي "BRT" عند تقاطع طريقي الفيوم والواحات. السيارات الخاصة عبر طرق فيصل، الهرم، الدائري، مصر-إسكندرية الصحراوي، وطريق الواحات. كما تم تطوير مطار سفنكس الدولي ليكون بوابة جوية رئيسية للمتحف، حيث يبعد عنه 20 دقيقة فقط عن هذا الصرح، في خطوة تستهدف تسهيل تنقل السائحين وتشجيع حركة الطيران المباشر. أحد قاعات المتحف الكبير (الجزيرة)مسار متكامل

تخطط مصر لربط المتحف بخط مترو الأنفاق الرابع، الذي ينقل الزوار إلى المتحف القومي للحضارة، وبحيرة عين الصيرة، وحديقة تلال الفسطاط، لاستكمال التجربة السياحية، إلى جانب مشروع التلفريك الذي سيوفر تجربة مشاهدة بانورامية للقاهرة التاريخية.

إعلان

مواعيد العمل الرسمية للمتحف: طيلة الأسبوع عدا السبت والأربعاء وذلك وفق التفصيل التالي:

مجمع المتحف: من الثامنة والنصف صباحا حتى السابعة مساء قاعات العرض: من التاسعة صباحا حتى السادسة مساء آخر موعد لشراء التذاكر: الخامسة مساء يومي السبت والأربعاء:

في أجواء مفعمة بالفخر والاعتزاز بالحضارة المصرية القديمة، تتزين شوارع محافظة الجيزة بالأضواء والألوان، وتُضيء الأشجار في الطريق المؤدي إلى المتحف الكبير بخيوط من الليزر، استعدادا لحفل الافتتاح.

وعملت الجهات المعنية على تطوير الصورة البصرية على الطرق، وذلك عبر تتزين مداخل الأحياء والطريق الدائري إلى الطرق الرئيسية المؤدية لمقر المتحف بلوحات فنية لملوك مصر القدماء، وفي مقدمتهم أخناتون، وتوت عنخ آمون وحتشبسوت.

ولم تقتصر عمليات التطوير على ذلك فقط، بل تم تحسين كفاءة واجهات العقارات المطلة على جانبي الطريق، وطلائها بألوان موحدة، بجانب إضافة الأشجار والإضاءات التي أضافت بُعدًا جماليًا وعززت المظهر الحضاري ليُليق بزوار المتحف المصري الكبير.

مقالات مشابهة

  • خبير آثار: المتحف المصري الكبير رسالة حضارية خالدة تجسّد عبقرية مصر عبر العصور
  • كيف يقدم المتحف المصري الكبير تجربة فريدة للزوار؟
  • وزير الاتصالات: المتحف المصري الكبير يجسد عبقرية المصريين ويربط التاريخ بالمستقبل
  • خبير أثري لـ "الوفد": المتحف المصري الكبير يؤكد أن مصر قادرة
  • خبير آثار يكشف عن أهم قطع ستعرض لأول مرة بالمتحف المصري الكبير (خاص)
  • من عظمة الفراعنة إلى ذكاء المستقبل.. المتحف المصري الكبير يعكس عبقرية مصر الحديثة
  • مدير آثار ما قبل التاريخ: هوليوود تستغل الميثولوجيا المصرية في صناعة أفلامها
  • خبير آثار: المتحف المصري الكبير سحب البساط من كبرى متاحف العالم
  • أحمد موسى: مصر أصل التاريخ وحان الوقت لتوثيق عظمتها في كتاب عن المتحف المصري الكبير