صحيفة التغيير السودانية:
2025-10-30@15:46:55 GMT

«لا للحرب».. كلمة حق أُريد بها الحق

تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT

«لا للحرب».. كلمة حق أُريد بها الحق

التقي البشير الماحي

أثبت الواقع أن عبارة «لا للحرب» لم تكن شعارًا سياسيًا عابرًا، بل كلمة حق أُريد بها الحق، هي صوت الفطرة السليمة التي ترفض الحرب منذ أول رصاصة.
لم ترتبط هذه الكلمة بموقفٍ ميداني أو اصطفافٍ سياسي، بل انبثقت من ضميرٍ جمعيٍّ يدرك أن هذه الحرب لا منتصر فيها، وأن وقودها الأبرياء من أبناء هذا الوطن المنكوب.

مع ذلك واجهت الدعوة إلى السلام حملات تشويهٍ من أبواق الحرب ونافخي كيرها الذين رددوا أن كل من يرفع شعار «لا للحرب» إنما يسعى لإنقاذ المليشيا. كنا نتحدث عن السلام، بينما كانوا يحدثوننا عن بحثٍ دؤوبٍ عن “مصرانٍ آخر قحّاطي” يخنقون به “آخر دعامي”، في مفارقةٍ مؤلمةٍ لواقعٍ يتغذّى على الكراهية.

في تلك الأيام، كانت الجزيرة تشدّ مئزرها لتغيث الملهوف وتؤوي الفارين من جحيم الجنجويد لم يكن كثيرٌ من السودانيين قد سمعوا ببلدةٍ تسمى ود النورة، تلك القرية الوادعة التي لم تعرف صوت الرصاص إلا مقرونًا بالزغاريد إعلانًا لعرسٍ جديد لكنها سقطت فجأةً ضحيةً للاجتياح فاستُبيحت دماؤها وتعالت أبواق التحريض تارةً بالدعوة إلى مواجهةٍ غير متكافئة وتارةً أخرى بدموع التماسيح.

اليوم يتكرر المشهد في الفاشر حيث يُسدل الستار على واحدةٍ من أكبر الجرائم في تاريخ السودان الحديث جريمة ترويعٍ وقتلٍ ببطءٍ ارتُكبت في حق المدنيين بالتغافل والتواطؤ والنسيان وللمفارقة وإمعانًا في قتلها، تم تكوين لجنةٍ لفك حصارها قبل أن يقضي عليها تتار العصر.

ما زلنا نتحدث عن السلام بينما يواصل الآخرون الحديث عن “مصرانٍ آخر قحّاطي”، مبرّرين جرائمهم بذات الخطاب المريض الذي شرعن العنف وأطعم المليشيا من دماء الأبرياء. يحدثون الناس عن الأخلاق وهم من فقدوا كل معنى لها.

لقد كشف الروائي السوداني في رواية «مسيح دارفور» عن أخلاق الجنجويد وبشاعة أفعالهم ومُنعت الرواية من دخول السودان لأنها عرّت حقيقتهم التي حاولوا حجبها.
اليوم، يستشهد بها البعض ليثبت للعالم أن الجنجويد محض شرٍّ خالص، في عالمٍ حرٍّ طالب بمثول صانعيهم أمام العدالة ذلك العالم الذي يحاكم اليوم شبيهَ سفاح اليوم المدعو ابو لولو، علي كوشيب الذي وقف يوما مفاخرا بجرائمه التي ارتكبها وصفق له البعض
لم يعملوا على تسليمه حتى سلّم نفسه طوعًا.

الجميع يدرك أن الجنجويد لا أخلاق لهم حقيقةٌ يعلمها القاصي والداني. يقاتلون بحثًا عن غنائم المعارك ويحاربهم الإسلاميون بحثًا عن غنائم ما بعد المعارك
فـ بِئس الطالب والمطلوب.

الوسومالتقي البشير الماحي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

النيابة تطلب أوراق اليوم الذي وصلت فيه السيدة ضحية جريمة فيصل مستشفى قصر العيني

كشفت مصادر مطلعة، أن النيابة العامة بالجيزة فى سياق تحقيقاتها بقضية مقتل سيدة وأولادها الثلاثة، على مالك محل أدوية بيطرية بمنطقة فيصل، طلبت كشف حضورالضحية إلى قسم طوارئ مستشفى قصر العيني، يوم 21 اكتوبر الجارى، كما استدعت النيابة الطبيب المسئول والممرضين المتواجدين فى نفس اليوم الذى حضرت فيه المجنى عليها لسؤالهم حول الواقعة.

جاء ذلك فى إطار التحقيقات الموسعة للنيابة العامة في واقعة مقتل ربة منزل وأبنائها الثلاثة، على يد مالك محل أدوية بيطرية بمنطقة فيصل، في جريمة مروعة أثارت حالة من الصدمة بين الأهالي.

كما أمرت النيابة، بندب خبراء الطب الشرعي لتشريح جثامين الضحايا، وإعداد تقارير تفصيلية عن أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة وظروفها وملابساتها، تمهيدًا لاستكمال التحقيقات.

وكشفت التحقيقات، أن المتهم كانت تربطه علاقة بالمجني عليها، التي أقامت معه في شقة مستأجرة بصحبة أبنائها الثلاثة، قبل أن تنشب بينهما خلافات عقب اكتشافه سوء سلوكها، فقرر التخلص منها وأطفالها.

وأوضحت التحريات، أن المتهم حصل على مادة سامة من المحل الذي يملكه، ووضعها داخل كوب عصير وقدّمها للمجني عليها يوم 21 من الشهر الجاري، ما تسبب في إصابتها بإعياء شديد، فنقلها إلى المستشفى مدعيًا أنها زوجته، وسجل بياناته باسم مستعار، ثم تركها بعد وفاتها وغادر المكان.

وبعد أيام، قرر المتهم التخلص من الأطفال الثلاثة بالطريقة نفسها، فاصطحبهم في نزهة وقدّم لهم عصائر ممزوجة بالمادة السامة. رفض أحدهم تناول العصير، فقام المتهم بإلقائه في مجرى مائي بدائرة قسم الأهرام، حيث عُثر على جثمانه لاحقًا، بينما لفظ الطفلان الآخران أنفاسهما الأخيرة بعد نقلهما إلى المستشفى.

وبعد جهود مكثفة من فرق البحث الجنائي، تم تحديد هوية المتهم وضبطه، وبمواجهته اعترف تفصيليًا بارتكاب الجريمة بدافع الانتقام. وجارٍ استكمال التحقيقات لكشف باقي التفاصيل.



مقالات مشابهة

  • استراتيجية الهدن والمهادنة..
  • صعوبة المواصلات.. وجه آخر للحرب في قطاع غزة
  • “وجه الرعب” في الفاشر..من هو السفاح “أبو لولو” الذي تفاخر بقتل مئات السودانيين؟ / فيديو و صور
  • الحكومة تخصص 45 مليون لتطوير مستشفى البشير
  • حنان بلخى: يجب أن يحل السلام محل الحرب والصحة محل المرض
  • النيابة تطلب أوراق اليوم الذي وصلت فيه السيدة ضحية جريمة فيصل مستشفى قصر العيني
  • بركة ساكن: عرّس الجنجويد الدموي
  • الأنبا إرميا يزور جامعة الأزهر ويثمن كلمة الإمام الأكبر في لقاء «إيجاد الشجاعة لتحقيق السلام» بروما
  • الجنجويد لا تعايش ولا سلام ولا أمان ولا حياة في وجودهم، هم الشر المطلق