بوابة الوفد:
2025-10-30@22:00:53 GMT

افتحوا النوافذ ودعوا الشباب يتنفسون الوطن

تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT

في كل مرحلة فارقة من تاريخ الأمم يظهر جيل جديد يطلب حقه المشروع في أن يكون شريكا لا تابعا، صانعا لا متفرجا، ومسؤولا لا مجرد متلقي للتوجيهات ، ومصر اليوم  وهي تخوض معركة بناء الوعي والتنمية تحتاج قبل أي شيء إلى فتح النوافذ أمام شبابها كي يبدع ويقود ويضيف إلى رصيد الدولة لا أن يظل واقفا في طابور الانتظار.

لقد علّمتنا التجربة أن الأمم لا تتجدد إلا بشبابها وأن الجمود الإداري والسياسي هو العدو الأول للتطور، فحين تُغلق الأبواب أمام الطاقات الجديدة، يموت الأمل وتتكرر الوجوه، وتُستنسخ الأخطاء ، أما حين تُفتح النوافذ على مصراعيها، يدخل هواء جديد إلى جسد الوطن فيمنحه الحيوية ويوقظ فيه روح المبادرة والابتكار.

الشباب المصري أثبت في كل اختبار أنه على قدر المسؤولية، من ميادين الدفاع عن الوطن إلى معامل البحث ومصانع الإنتاج ومبادرات التطوير، أثبتوا أنهم لا يقلون وطنية أو كفاءة عن أي جيل مضى، بل ربما أكثر جرأة في اقتحام المجهول وأكثر استعدادا لتحمل التبعات.

إن تمكين الشباب ليس شعارا للاستهلاك السياسي، بل ضرورة وطنية لاستمرار المشروع المصري، المطلوب ليس فقط تعيين بعض الوجوه الشابة في مواقع شكلية، بل إشراكهم فعليا في صناعة القرار، في الأحزاب، في الإعلام، في الإدارة المحلية، في البرلمان، وفي كل مساحة يمكن أن تُصنع فيها السياسات وتُرسم فيها ملامح المستقبل.

على مؤسسات الدولة والأحزاب أن تتعامل مع الشباب باعتبارهم قوة  لا مجرد حشود لدعم غيرهم ، فالمواهب لا تُصنع في الصالونات السياسية، بل في ميادين العمل الميداني والفكر والتحدي ، وحين تتبنى الدولة فكرة تسليم الراية لا الوصاية، تكون قد وضعت قدمها بثبات على طريق الجمهورية الجديدة.

لقد آن الأوان أن نؤمن بأن الشباب ليسوا مستقبل الوطن فحسب، بل هم حاضره أيضا، فتح النوافذ أمامهم يعني أن نعترف بقدرتهم، وأن نمنحهم الثقة قبل الفرصة، وأن نضعهم في الصفوف الأولى ليحملوا المسؤولية بشجاعة، فالوطن لا يُبنى بالأوصياء بل بالمؤمنين برسالته ، من أراد لمصر أن تبقى قوية فعليه أن يؤمن بشبابها  فالشعوب التي تغلق نوافذها خوفا من الهواء الجديد تختنق في عزلتها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تاريخ الأمم ومصر فتح النوافذ التجربة الشباب

إقرأ أيضاً:

أولويات العمل الشبابي في عام 2026

يدخل العمل الشبابي في مصر عام 2026 مرحلة دقيقة من التحول، تتطلب مراجعة أدواته وأهدافه في ضوء ما تحقق من استقرار داخلي وإنجازات تنموية على الأرض.

فالدولة المصرية تمضي في مسار إصلاح صامت، متزن في خطاه، يوازن بين متطلبات الأمن الوطني وضرورات التنمية الشاملة، وسط بيئة دولية تتغير بسرعة وتفرض على الأجيال الجديدة أدوارًا ومسؤوليات غير تقليدية.

لم يعد التحدي هو بناء مؤسسات شبابية جديدة بقدر ما هو تعميق الوعي بالأولويات الوطنية، وإعادة توجيه طاقات الشباب نحو قضايا التنمية الحقيقية، فالمطلوب الآن حوار وطني شبابي واسع، يتيح لكل فئة أن تعبّر عن رؤيتها للمستقبل، وأن تكون شريكًا في رسم ملامح الجمهورية الجديدة لا مجرد متلقٍ لقراراتها.

من هنا، تبرز أهمية إقامة حوارات شبابية منتظمة في كل المحافظات، تركز على أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة، وتوحّد جهود القوى الشبابية خلف أهداف تنموية واضحة، مثل دعم المشروعات الصغيرة، وتعزيز الشمول المالي، ورفع الوعي المصرفي وريادة الأعمال، فهذه القضايا تمثل صلة الوصل بين وعي الجيل الجديد ومشروع الدولة الاقتصادي، وتضمن تحويل الحماس إلى إنتاج حقيقي.

إن بناء جيل من القيادات الشبابية المؤهلة لتمثيل مصر في المحافل الدولية لم يعد ترفًا سياسيًا، بل ضرورة استراتيجية، خاصة مع تصاعد دور الدبلوماسية الشعبية وتأثير الرأي العام العالمي في القضايا الإقليمية. فالمطلوب كوادر تمتلك لغة العصر، وتفهم توازنات القوة، وتدافع عن صورة الدولة بعقلانية وثقة، بعيدًا عن الخطاب الانفعالي أو الدفاعي.

وفي الوقت نفسه، لا يمكن تجاهل البعد الثقافي والوطني في العمل الشبابي. فتعزيز الانتماء الوطني لا يتحقق بالشعارات، بل عبر جلسات تفاعلية تُبرز إنجازات الدولة في التنمية المستدامة، وتفتح المجال أمام الشباب ليكونوا رواةً لقصص النجاح لا متفرجين عليها. فكل مشروع بنية تحتية، أو محطة طاقة، أو مجمع صناعي، هو جزء من سردية مصر الجديدة التي يجب أن يعيشها الشباب ويؤمنوا بها.

عام 2026 يجب أن يكون عام التحول من المشاركة الرمزية إلى القيادة الفعلية. فجيل “زد” (Z) الذي وُلد على التكنولوجيا ويعيش على سرعة التغيير، بحاجة إلى أدوات تفاعلية جديدة في العمل الشبابي، تُحفّزه على التفكير النقدي، وتمنحه الثقة في أن رأيه مسموع، وأن مستقبله يُبنى معه لا بالنيابة عنه.

ومن هنا تبرز أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في منظومة العمل الشبابي لتدريب الشباب على مهارات المستقبل، وتوظيف التكنولوجيا في صياغة سياسات أكثر استجابة لاحتياجاتهم، إلى جانب التوسع في الزراعة الذكية ومشروعات التحول الأخضر التي تربط التنمية بالاستدامة وتمنح الريف المصري روحًا جديدة.

وعلى الصعيد الإقليمي، تثبت تجارب عدة في آسيا وإفريقيا أن الاستثمار في رأس المال الشبابي والتكنولوجي بات هو الفارق الحقيقي بين الاقتصادات الصاعدة وتلك التي تتراجع.

ومن ثمّ، فإن نجاح الدولة المصرية في دمج الشباب ضمن مسارها التنموي يمنحها موقعًا قياديًا في محيطها، ويعزز من قدرتها على تصدير نموذج متوازن يجمع بين الاستقرار والانفتاح والإصلاح المؤسسي.

إنّ ما يميز التجربة المصرية في السنوات الأخيرة هو قدرتها على الجمع بين الاستقرار والتنمية في وقتٍ واحد، وهي معادلة نادرة في عالمٍ مضطرب.

لكن الحفاظ على هذا التوازن يتطلب ضخّ دماء جديدة في شرايين العمل العام، قادرة على فهم التحديات الداخلية والإقليمية، وتترجمها إلى مبادرات عملية تستجيب لطموحات جيل يبحث عن دوره ومكانه في المستقبل.

وفي النهاية، ما يحتاجه الشباب اليوم ليس مزيدًا من الشعارات، بل مساحة حقيقية يكتبون فيها فصول المستقبل بأيديهم، فالإصلاح الصامت الذي تمضي به الدولة لن يكتمل إلا حين يتحول وعي هذا الجيل إلى فعل، وطموحه إلى مشروع، وإيمانه إلى طاقة بناء تُبرز صورة مصر وهي تسعى لأن تدخل جمهوريتها الجديدة بإرادة شبابها، وثقة شعبها، ووعي قياداتها.

يوسف ورداني «مدير مركز تواصل مصر للدراسات، ومساعد وزير الشباب والرياضة السابق»

اقرأ أيضاً«مهارات المراسل التليفزيوني».. ورشة تدريبية بنادي التثقيف المجتمعي بمركز التنمية الشبابية بكفرالشيخ

افتتاح المتحف المصري الكبير.. وزير الشباب: يجسد رؤية القيادة السياسية في بناء الجمهورية الجديدة

«مودة»: نؤهل الشباب من 18 لـ 25 عاما لبناء أسرة مستقرة

مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك: تأهيل وتمكين الشباب الإماراتي للعمل بقطاع الخدمات المالية
  • أمين حماة الوطن بالجيزة بمؤتمر القائمة الوطنية: هدفنا دعم الدولة والوقوف بجانب أهالينا
  • أولويات العمل الشبابي في عام 2026
  • محافظ أسيوط: الاحتفال بنصر أكتوبر يعد تجسيدا لمعنى الانتماء الحقيقي
  • الأمن الوطني الذي صار عقيدةَ الخوف
  • “حب الوطن سلوك وعطاء”.. ندوة توعوية لطلاب التربية النوعية بطنطا
  • من جامعة الزقازيق..سمير فرج: وعي الشباب هو خط الدفاع الأول عن الوطن
  • دارفور.. ستغيّر المشهد
  • مالك عقار.. ما جرى في الفاشر يدعونا للتماسك والتفكير بعقل الدولة ومسؤولية الوطن