كيف تخفف اللحظات المشتركة السعيدة توتر الحياة الزوجية؟ دراسة علمية تجيب
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
هل لاحظت يوما أن لحظة ضحك صافية أو حديثا دافئا مع شريكك يمكن أن يبدّد التوتر فورا؟ العلم الآن يثبت أن تلك اللحظات ليست مجرد مشاعر عابرة، بل "علاج طبيعي" يترك أثرا حقيقيا داخل أجسامنا.
فقد كشفت دراسة حديثة أن الأزواج الذين يعيشون مشاعر إيجابية مشتركة -مثل الفرح والامتنان والاهتمام- يسجّلون انخفاضا واضحا في مستوى هرمون التوتر "الكورتيزول"، وهو الهرمون المسؤول عن حالات القلق والإجهاد.
الدراسة، التي قادتها عالمة النفس توميكو يونيدا من جامعة كاليفورنيا في دافيس، ونُشرت في دورية "جورنال أوف بيرسوناليتي أند سوشيال سايكولوجي"، وجدت أن الانسجام العاطفي اللحظي بين الشريكين ينعكس مباشرة على صحتهما الجسدية، حتى وإن لم تكن علاقتهما مثالية.
المشاعر الإيجابية دواء مزدوجتقول يونيدا في بيانها، "نعرف منذ زمن أن المشاعر الإيجابية مثل الفرح والحب مفيدة لصحتنا، لكنها تكون أقوى عندما نشاركها مع شخص آخر. فالسعادة المشتركة لا ترفع المعنويات فقط، بل تُهدئ الجسم أيضا".
وللتأكد من ذلك، حلّل فريقها البحثي بيانات 642 شخصا من كبار السن (321 زوجا) في كندا وألمانيا تتراوح أعمارهم بين 56 و89 عاما.
على مدى أسبوع كامل، سجّل المشاركون مستويات مشاعرهم 5 إلى 7 مرات يوميا -مثل السعادة أو الهدوء أو الحماس – وقدموا عينات من اللعاب لقياس الكورتيزول، فجمعت الدراسة ما يقرب من 24 ألف قياس.
النتيجة كانت واضحة، فعندما أبلغ كلا الزوجين في الوقت نفسه عن مشاعر إيجابية، انخفضت مستويات الكورتيزول لدى كليهما، وأن هذا الأثر استمر حتى المساء، بعد ساعات من انتهاء اللحظة السعيدة نفسها.
تشرح يونيدا، "حين يشعر الأزواج بالراحة معا، يظل جسمهما في حالة هدوء لفترة طويلة. التجارب الإيجابية المشتركة تساعدنا على البقاء أكثر توازنا وطمأنينة".
المفاجأة أن هذا التأثير لم يتوقف على الأزواج الذين وصفوا علاقتهم بأنها مثالية. فحتى أولئك الذين عبّروا عن رضا متوسط أو متواضع عن علاقتهم استفادوا جسديا من لحظات السعادة العابرة، وهو ما يشير إلى أن الأثر البيولوجي للبهجة المشتركة أقوى من التقييم الذاتي للعلاقة نفسها.
إعلانتقول عالمة النفس، "ليس ضروريا أن تكون العلاقة خالية من الخلافات كي تحصد فوائدها. أحيانا تكفي بضع لحظات من التفاهم أو الضحك لتذكير الجسد بأنه في أمان".
انعكاس النتائج على حياتنا الزوجية؟تؤكد الدراسة أن "الكيمياء العاطفية" بين الشريكين لا تقتصر على المشاعر، بل تمتد إلى وظائف الجسم نفسها.
فعندما نعيش الفرح أو الطمأنينة مع من نحب، يفرز الدماغ إشارات تهدّئ الجهاز العصبي وتخفض هرمونات التوتر، مما ينعكس على ضغط الدم والمناعة وحتى جودة النوم.
لذلك، تنصح يونيدا بأن يمنح الأزواج وقتا واعيا لمشاركة اللحظات الإيجابية البسيطة: "تناولا فطورا معا، شاهدا فيلما مضحكا، تحدّثا بلا هواتف أو شاشات، فهذه التفاصيل الصغيرة تترك أثرا عميقا في القلب والجسد معا".
وتختم بقولها، "وفقا للنظرية، هذا التأثير يمكن أن يحدث بين أي شخصين يتقاسمان لحظة إنسانية حقيقية، صديقين، أو والدين، أو شريكين. لكن بين الأزواج، يبدو السحر أكبر".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
الفرح: الإمارات ذراع وظيفية للمشروع الأمريكي الصهيوني
وقال الفرح في تدوينة على صفحته الشخصية بمنصة "أكس" إن السياسات الإماراتية في اليمن والسودان وقطاع غزة تعبّر بوضوح عن هذا الارتباط الوظيفي، مشيراً إلى أن أبوظبي تتحرك فقط في المساحات التي تريد واشنطن وتل أبيب إعادة توزيع النفوذ فيها أو كبح أي مشروع تحرري ومقاوم.
وأوضح أن المليشيات المدعومة إماراتياً في عدد من الساحات العربية ليست نتاج رؤية قومية أو مشروع استراتيجي مستقل، وإنما أدوات لتنفيذ أجندة صهيونية تسعى إلى تفتيت المجتمعات وإشغالها بصراعات داخلية، وإضعاف قوى المقاومة، وتطويع الاقتصاد والسياسة لخدمة المنظومة الأمريكية والغربية.
وشدد عضو المكتب السياسي لأنصار الله على أن السياسة الإماراتية تحولت إلى أداة إقليمية ضمن مشروع دولي أوسع، غايته النهائية ضمان استمرار النفوذ الأمريكي والصهيوني، عبر تفكيك البيئة العربية والإسلامية ومنع تشكل أي قوة حرة أو مناهضة للهيمنة الغربية.