الأمن الوطني الذي صار عقيدةَ الخوف
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
صراحة نيوز-بقلم ماجد ابورمان
قرأت نص محاضرة وزير الداخلية عن “الأمن الوطني”،في أحدى المواقع الإخبارية وتحت عنوان للخبر
“وزير الداخليه يطلب من الشباب أن لا يكونوا عبئ على الوطن”
فشعرت أنني أمام درسٍ في كيفية تحويل الخوف إلى فلسفة حكم، والأمن إلى سلعةٍ تباع بكلفةٍ باهظة، كأن الوطن مشروعٌ استثماريٌّ لا عقدٌ اجتماعيّ.
تحدّث الوزير عن الأمن باعتباره “أهم استثمارٍ للدولة”، متناسيًا أن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان، لا في ضبطه. فالبلاد التي تُنفق على الكاميرات أكثر مما تُنفق على العدل، تزرع الرعب لا الأمان.
ما زال الخطاب الرسمي يدور حول ذات المعزوفة:
إقليمٌ ملتهب، حدودٌ مهددة، بطالةٌ وفقر، ومسؤوليةٌ مشتركة بين الأجهزة والمجتمع.
لكن السؤال الذي لا يطرحه أحد: من الذي خلق كلّ هذا الاضطراب الداخلي حتى بات الاستقرار معجزةً؟
يريدون من المواطن أن “يعي”، وكأن الوعي هو المشكلة لا غياب الصدق.
يحدثون الشباب عن “خلق الفرص”، وهم يعلمون أن الفرص تُوزّع بالمحاباة وتُصنع بالولاء.
يطالبونهم بألّا يكونوا عبئًا، وكأنهم هم من بدّدوا الثروات وأغرقوا الوطن بالديون!
الأمن الوطني لا يُبنى بالخوف، بل بالثقة.
ولا يتحقق بالسيطرة، بل بالعدل.
فالدولة التي تحتاج أن تذكّر مواطنيها كل يوم بأنها تحميهم، هي في الحقيقة تخاف منهم.
والنسيج الوطني لا يتماسك بالمواعظ، بل حين يرى المواطن في وجه الدولة مرآةً لكرامته لا سوطًا لرقبته.
ما لم يدركه الوزير، أن الأردني لم يفقد وعيه، بل فقد ثقته بمن يزعم أنه يوعّيه.
وأن الخطر على الأمن لا يأتي من الخارج، بل من الداخل حين يُستبدل الفكر بالأوامر، والكرامة بالمنّة، والانتماء بالصبر القسري.
أيها الوزير، إن الاستقرار الذي تتغنّى به ليس من صنع خطابك، بل من صبر الناس الذين حملوا الدولة على أكتافهم وهم يعلمون أنها تنكر أسماءهم في قوائمها.
وإن أكبر تهديدٍ للأمن ليس تهريب المخدرات، بل تهريب الحقيقة من بين سطور المحاضرات
فالأمن الذي لا يحرس العدالة، لا يحرس الوطن.
والدولة التي تقدّس الاستقرار أكثر من الإنسان، سرعان ما تخسر كليهما.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام
إقرأ أيضاً:
الأمن الوطني يُطلق حملة وطنية للتبرع بالدم
أطلقت المديرية العامة للأمن الوطني، المرحلة الثالثة من الحملة الوطنية للتبرع بالدم في صفوف أفراد الأمن الوطني لسنة 2025، على مستوى مركز إعادة التأهيل الطبي الرياضي الحركي للأمن الوطني بحيدرة.
وحسب بيان لوزارة الداخلية، تم تنظيم هذه الحملة، في إطار إحياء اليوم الوطني للتبرع بالدم المصادف لـ 27 أكتوبر من كل سنة.
وأشرف على انطلاق الحملة، مدير الصحة والنشاط الاجتماعي والأنشطة الرياضية بالأمن الوطني. وبحضور المديرة العامة للوكالة الوطنية للدم ورئيس الفدرالية الجزائرية للمتبرعين بالدم.
وتمتد هذه الحملة الوطنية على مدار ثلاثة أيام “من 27 إلى 29 أكتوبر 2025” عبر مختلف الهياكل والمرافق الشرطية المنتشرة عبر التراب الوطني.
وتهدف هذه الحملة إلى تعزيز روح التضامن الإنساني وتشجيع ثقافة التبرع بالدم لإنقاذ الأرواح.
وتندرج هذه المبادرة ضمن التقاليد الإنسانية التي دأبت عليها المديرية العامة للأمن الوطني في مناسبات وطنية ودولية. على غرار اليوم المغاربي واليوم العالمي للتبرع بالدم. تأكيداً على التزامها بنشر قيم التكافل والتعاون المجتمعي.
وفي هذا الإطار، تم تسخير كافة الإمكانات البشرية والوسائل المادية، وتجهيز مراكز مخصصة لحقن الدم داخل مقرات الشرطة. وفق أعلى معايير السلامة والصحة، لضمان حسن سير العملية في ظروف مثالية.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور