بسام الشماع يروي لـ"الوفد" قصة المتحف المصري الكبير: وُلد من التحدي وتُوج بالإرادة
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
كشف المؤرخ والباحث في علم المصريات الدكتور بسام الشماع في حديث خاص لـ “الوفد” كواليس إنشاء المتحف المصري الكبير،وأوضح أن فكرة هذا الصرح العظيم تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، حين طرحها وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني.
مؤكداً أن المتحف يُعد نموذجاً لصناعة المستحيل بعد أن واجه مسيرة إنشائه تحديات جسام امتدت على مدار عقود، ليخرج في النهاية كأكبر متحف في العالم يجسد عظمة الحضارة المصرية القديمة وإصرار المصريين على الإنجاز رغم الصعاب.
وأوضح الدكتور الشماع أن فكرة المتحف جاءت بالصدفة كما يروي الوزير فاروق حسني، حين سأله أحد الأجانب في أوروبا عن المتاحف المصرية، فشعر بالحرج ورد قائلاً: «ألا تعلم أننا نبني أكبر متحف في العالم؟».
وعندما عاد فاروق حسني إلى مصر، طرح الفكرة على الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك قائلاً: «أريد أن أبني أكبر متحف في العالم»، فسأله عن مصدر التمويل، ليجيبه قائلاً: «المشروعات الكبرى تجد تمويلاً»، ومن هنا بدأت أولى الخطوات الفعلية لتحقيق الحلم.
وأشار الشماع إلى أن الخطوات التنفيذية الحقيقية بدأت عام 2002، لتبدأ معها مرحلة وصفها بـ"درب التحدي"، حيث واجه المشروع تحديات وعقبات عديدة كان من الممكن أن توقفه تماماً، لكنه ظل صامداً بفضل الإرادة المصرية.
وأضاف أن المتحف مر بظروف صعبة تمثلت في ثورتين أوقفت العمل مؤقتاً، إلى جانب التحديات الاقتصادية العالمية، ثم جاءت جائحة كورونا التي أغلقت العالم بأسره، أعقبها حرب روسيا وأوكرانيا وأخيراً أحداث غزة، ومع ذلك لم يتوقف المشروع إلا لفترات قصيرة ثم استؤنف العمل بكل قوة.
وتابع قائلاً إن اليابان كانت من أوائل الدول الداعمة للمشروع، حيث قدمت قرضاً ميسراً بلغ نحو 400 مليون دولار، في حين بلغت التكلفة الإجمالية للمتحف نحو مليار ونصف المليار دولار أمريكي، مشدداً على أن هذا الدعم الدولي يعكس ثقة العالم في مصر وقدرتها على صون تراثها الحضاري.
واستعاد الشماع ذكرياته عندما تمت دعوته في بدايات المشروع، وكانت الأساسات تُلقى أمام عينيه أثناء تسجيله لقاءً باللغة الإنجليزية لقناة النيل الدولية، قائلاً: «كنت أرى العمال يرمون المسلح ويؤسسون لهذا المبنى العملاق، وبجواري كان قسم الترميم الذي سبق افتتاحه قبل المتحف نفسه».
وأضاف أن قسم الترميم يُعد من أبرز عناصر التميز في المتحف، إذ يضم معامل متخصصة لترميم الآثار العضوية وغير العضوية، مثل المنسوجات والمعادن والذهب.
وأوضح أنه رغم عدم عمله في مجال الترميم، فقد شارك بتقديم استشارات هيروغليفية لفريق العمل، معتبرًا ذلك شرفًا علميًا كبيرًا.
وتوقف الشماع عند تفاصيل العرض المتحفي قائلاً إن أول أثر يستقبلك عند دخولك المتحف هو المسلة المعلقة، وهي الوحيدة من نوعها في العالم، حيث تُعلق في الهواء لتمكن الزائر من رؤية النقوش وأسماء الملك رمسيس الثاني من أسفلها، في مشهد فريد لا يمكن رؤيته في أي مكان آخر.
وأكد أن فكرة تعليق المسلة وتنفيذها جاءت بأيادٍ مصرية خالصة، ما يزيد من فخر المصريين بهذا الإنجاز.
وأشار إلى أن التصميم المعماري للمتحف يحمل تيمة الهرم، حيث يدخل الزائر من مدخل هرمي الشكل يربط بين فناء مفتوح مضيء وآخر مغطى ومكيف، ليشعر الداخل وكأنه يعبر من حاضر مصر إلى مجدها الفرعوني الخالد.
واختتم الدكتور بسام الشماع حديثه قائلاً إن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى أثري، بل رمز لإصرار المصريين على تحويل الحلم إلى واقع، ومثال على أن الإرادة قادرة على صناعة المستحيل مهما كانت التحديات.
مصر علي موعد مع التاريخ في افتتاح المتحف المصري الكبير
- بدأت مصر تخطط لإنشاء أكبر متحف للآثار في العالم منذ أكثر من عشرين عامًا ويجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر.
- وضع حجر الأساس للمتحف المصري الكبير عند سفح أهرامات الجيزة، في موقع فريد يجمع بين أعظم رموز التاريخ الإنساني في عام 2002
- مر المشروع بعدة مراحل من البناء والتصميم، شارك فيها مئات الخبراء والمهندسين من مصر والعالم، حتى تحول الحلم إلى حقيقة ملموسة على أرض الجيزة.
- واجه المشروع تحديات كثيرة، لكن الإرادة المصرية لم تتراجع لحظة واحدة وفي كل عام، كانت تقترب الخطوة أكثر من الافتتاح الكبير.
- يقف المتحف المصري الكبير جاهزًا ليستقبل زواره من كل أنحاء العالم، واجهة زجاجية ضخمة تطل على الأهرامات، وقاعات عرض مجهزة بأحدث تقنيات الإضاءة والحفظ والعرض المتحفي.
- أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية تعرض داخل هذا الصرح، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ، داخل قاعة مصممة لتأخذ الزائر في رحلة إلى قلب مصر القديمة.
- من أهم مقتنيات توت عنخ آمون التي ستعرض في المتحف ( التابوت الذهبي- قناع الملك- كرسي العرش- والخنجر).
- يضم المتحف تمثال الملك رمسيس الثاني الذي استقر في موقعه المهيب داخل البهو العظيم.
- في الأول من نوفمبر، تفتتح مصر أبواب المتحف المصري الكبير للعالم أجمع، افتتاح يعد صفحة جديدة في تاريخ الحضارة، واحتفاء بجهود أجيال عملت على صون تراث لا مثيل له.
- المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى بل رسالة من مصر إلى العالم، بأن الحضارة التي بدأت هنا لا تزال تنبض بالحياة.
المتحف المصري الكبير
الفراعنة
مصر
العالم
الحضارة
توت عنخ امون
الرئيس السيسي
موكب الملوك
الجيزة
الأهرامات
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بسام الشماع المتحف المصري الكبير فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني محمد حسني مبارك التحديات الاقتصادية جائحة كورونا قسم الترميم الملك رمسيس الثاني المسلة المعلقة المتحف المصری الکبیر فی العالم
إقرأ أيضاً:
وجوه خالدة في حضرة الملوك.. النجوم الراحلين يضيئون المتحف المصري الكبير (صور)
في لحظة مؤثرة تجمع بين الفن والخلود، انتشرت مجموعة من الصورة بتقنيات الذكاء للنجوم الراحلين داخل المتحف المصري الكبير، وكأن الزمن أعادهم للحياة في حضرة أعظم كنوز التاريخ.
الصورة التي انتشرت بشكل واسع، أظهرت وجوه فنانين كبار رحلوا عن عالمنا لكنهم تركوا بصمة لا تُنسى، أبرزهم أم كلثوم، صلاح السعدني، سعاد حسني، وشادية، كان يقفون داخل صرح المتحف المصري الكبير وخلفهم تمثال رميسي الثاني، وارتدو بدلة بيضاء ذو طابع فرعوني ورغم أن المشهد وُلد من خيال الذكاء الاصطناعي، إلا أنه أثار مشاعر الحنين لدى الجمهور، الذين رأوا في الصورة رسالة رمزية تقول إن النجوم لا تموت، بل تبقى حاضرة في ذاكرة الفن كما تبقى تماثيل الملوك في ذاكرة التاريخ.
المتحف المصري الكبير، الذي يقف شامخًا عند سفح الأهرامات على مساحة تقارب 500 ألف متر مربع وبتكلفة تجاوزت مليار دولار، بدا في الصورة كأنه يحتضن هؤلاء الفنانين في تكريمٍ غير تقليدي، يجمع بين الفن القديم والحديث، بين الخلود المادي والخلود الإبداعي.
وقاعات العرض داخل المتحف صُممت وفق أحدث النظم العالمية في الإضاءة والعرض والتوثيق، بحيث تقدم للزائر تجربة تفاعلية فريدة تجمع بين الجمال والدقة والمعلومة، وهو ما يجعل المتحف ليس فقط مكانًا لمشاهدة الآثار، بل تجربة معرفية وإنسانية متكاملة.
كما أن مجموعة الملك توت عنخ آمون ستكون نجمة المتحف بلا منازع، حيث تُعرض للمرة الأولى كاملة في مكان واحد داخل قاعة مخصصة للملك الشاب، وتضم المجموعة أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية، من بينها القناع الذهبي، والعجلات الحربية، والمجوهرات، والعرش الملكي الذي يعكس مشاهد إنسانية رائعة بين توت عنخ آمون وزوجته "عنخ إس إن آمون".