بوابة الوفد:
2025-10-30@21:48:49 GMT

هنا يقف التاريخ إجلالًا لمصر

تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT

لم تكن مصر فى يوم من الأيام دولة عابرة فى التاريخ بل هى التاريخ ذاته، وحين تقرر أن تبنى المتحف المصرى الكبير، فهى لا تُشيِّد مبنى من الحجارة والزجاج، بل تُقيم جسرًا بين مجد الأمس وطموح الغد، فالمتحف ليس مجرد صرح أثري، بل مشروع وطنى جامع، يُعيد تعريف العلاقة بين الحضارة والتنمية.

لقد أدركت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى أن بناء الحاضر لا ينفصل عن استلهام الماضي، وأن الأمم الكبرى هى التى تصنع مستقبلها بيديها، كما حفظت ماضيها بعقولها، من هنا جاء المتحف المصرى الكبير كأحد أعظم المشروعات الثقافية فى القرن الحادى والعشرين، يختصر فى تفاصيله فكرة الجمهورية الجديدة.

يقف المتحف المصرى الكبير على أعتاب الأهرامات فى مواجهة الزمن، ليقول إن مصر لم تغب عن مسرح الحضارة يومًا، فكل ما فى هذا المشروع يحمل بصمة مصرية  من التصميم إلى البناء، ومن التغليف الأثرى إلى إدارة الإمداد والنقل، لقد شاركت المصانع الوطنية فى تصنيع الحوامل المعدنية والتجهيزات الداخلية، وواجهات العرض بمعايير دولية، لتعلن عن أن الصناعة المصرية لم تعد صناعة مقلدة، بل صارت شريكًا فى حفظ التراث الإنسانى.

ولأن الحضارة لا تزدهر بمعزل عن البنية التحتية فقد ارتبط المتحف بشبكة نقل ذكية تجعل الوصول إليه رحلة حضارية فى حد ذاتها؛ خط المترو الرابع بمحطتيه «المتحف المصري» و«الرماية»، والأتوبيس الترددى الكهربائى السريع BRT، ومحاور الطرق الحديثة التى تربط غرب القاهرة بشرقها والعاصمة الإدارية الجديدة، كل ذلك يجعل من المتحف مركزًا مفتوحًا على قلب الدولة ومجتمعها الحديث.

المتحف لا يخاطب الماضى فقط بل يستثمر فيه من أجل المستقبل، فهو نموذج لاقتصاد معرفى جديد، يربط بين الصناعات الثقافية والسياحة المستدامة، ويفتح آفاقًا لصناعات التصميم والنحت والزجاج والمعادن الدقيقة، كل قطعة أثرية هنا يمكن أن تكون مصدر إلهام لمنتج صناعى، وكل سائح يزور المتحف هو فرصة لتشغيل عقول وأيادٍ مصرية.

هكذا تتحول الثقافة إلى قوة اقتصادية والصناعة إلى وسيلة لصون الهوية، إنها فلسفة مصر الحديثة التى تمزج بين الحضارة والإنتاج، بين الأصالة والتكنولوجيا، لتقدم للعالم نموذجًا فريدًا لدولة تعرف كيف تُدير تاريخها، وكيف تُحوله إلى طاقة تنموية.

فى افتتاح المتحف المصرى الكبير لا تحتفل مصر بآثارها القديمة بل بعقلها الحديث، إنها تقول للعالم إن أمةً شيّدت الأهرامات بقدرةٍ على الخلود، تستطيع أن تبنى متحفًا يوازيها فى العظمة والمعنى.

إنه ليس فقط صرحًا ثقافيًا، بل رمز لإرادة وطن قرر أن يصنع مجده مرتين، مرةً بالحجر فى الماضي، ومرةً بالعقل والإرادة فى الحاضر، وسيبقى المتحف المصرى الكبير شاهدًا على أن مصر لا تكتفى بصناعة التاريخ بل تُعيد كتابته من جديد.

حفظ الله مصرنا الحبيبة

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المتحف المصرى الکبیر

إقرأ أيضاً:

مصر تفتح بوابة الحضارة من جديد| أكثر من 30 رئيسا وملكا في حفل افتتاح أسطوري للمتحف المصري الكبير يعيد لمصر مكانتها كعاصمة للثقافة والأمان

مصر تفتح بوابة الحضارة من جديد| أكثر من 30 رئيسًا وملكًا في حفل افتتاح أسطوري للمتحف المصري الكبير يعيد لمصر مكانتها كعاصمة للثقافة و الامان 

بدأ العد التنازلي للحدث الأضخم في تاريخ مصر الثقافي الحديث، حيث تستعد القاهرة لافتتاح المتحف المصري الكبير يوم السبت المقبل، في الأول من نوفمبر 2025، ليكون لحظة فارقة في مسيرة الحضارة المصرية الممتدة عبر آلاف السنين.
تعيش البلاد حالة من الحماس والترقب، بينما تُجرى الاستعدادات على أعلى مستوى لاستقبال ضيوف العالم من ملوك ورؤساء وشخصيات بارزة، سيشهدون ميلاد صرح حضاري جديد يُعد الأكبر من نوعه في العالم، مخصص بالكامل لعرض آثار حضارة واحدة هي الحضارة المصرية القديمة.

دعوات رسمية تحمل روح التاريخ

بدأت مصر بالفعل في إرسال دعوات رسمية إلى رؤساء وملوك العالم لحضور حفل الافتتاح الكبير. الدعوة التي وُصفت بأنها رسالة من قلب التاريخ إلى الإنسانية كلها، حملت في طياتها فخرًا واعتزازًا بتراث مصر الخالد.
وجاء نص الدعوة، كما نقلته قناة "إكسترا نيوز"، ليؤكد أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى أثري، بل رمز عالمي لتاريخ الإنسانية، وجسر يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل.
وجاء في نص الدعوة: "يشرفني أن أدعو سيادتكم لحضور حفل الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير يوم 1 نوفمبر 2025، الذي يُعد صرحًا حضاريًا وثقافيًا فريدًا من نوعه، فهو أكبر متحف في العالم يروي تاريخ الحضارة المصرية القديمة... ويمثل افتتاحه إحدى أهم المحطات الثقافية في تاريخ مصر الحديث."

وأكدت الدعوة أن المتحف سيضم مجموعة ضخمة من القطع الأثرية الفرعونية النادرة، وفي مقدمتها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون، التي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته الشهيرة عام 1922، في حدث طال انتظاره لأكثر من قرن.

عملات تذكارية تخليدًا للحدث

ولأن الافتتاح لا يُعد مناسبة عادية، فقد أعلنت مصلحة الخزانة العامة وسك العملة عن إصدار عملات تذكارية من الذهب والفضة لتوثيق هذا الحدث التاريخي.
العملات صُممت لتكون قطعًا فنية تحمل شعار المتحف وتمثال الملك رمسيس الثاني، وتنوعت قيمها لتناسب مختلف المقتنين:

العملات الفضية:

1 جنيه: 2580 جنيهًا

5 جنيهات: 3010 جنيهات

10 جنيهات: 3440 جنيهًا

25 جنيهًا: 4042 جنيهًا

50 جنيهًا: 4300 جنيه

100 جنيه: 5160 جنيهًا

العملات الذهبية:

1 جنيه: 84 ألف جنيه

5 جنيهات: 273 ألف جنيه

10 جنيهات: 420 ألف جنيه

25 جنيهًا: 472.5 ألف جنيه

50 جنيهًا: 498.75 ألف جنيه

100 جنيه: 551.25 ألف جنيه

هذه العملات لا تمثل مجرد تذكارات مادية، بل تعد رموزًا خالدة لتاريخ جديد يُكتب بمعدن الفخر والإنجاز.

شعار المتحف.. لغة الفن والخلود

الشعار الرسمي للمتحف المصري الكبير لم يُصمم ليكون مجرد علامة بصرية، بل حكاية رمزية تروي روح المكان وتختصر عبقرية الحضارة المصرية في رمز بصري واحد.
يستمد الشعار إلهامه من هندسة الأهرامات وبريق الشمس ومعنى الخلود، حيث تتلاقى الخطوط والزوايا لتشكل لوحة فنية تمزج بين الإنسان والحجر، وبين الماضي والمستقبل.
فكل زاوية فيه تعكس اتجاهات الضوء فوق هضبة الجيزة، لتعيد إلى الأذهان العلاقة الأزلية بين المصري القديم والطبيعة التي ألهمته بناء معجزاته المعمارية.

رمز خالد محفور في الذاكرة

تحول الشعار من مجرد تصميم إلى أيقونة وطنية محفورة على العملات التذكارية، لتصبح رمزًا خالدًا للحضارة المصرية الحديثة.
ويحمل الوجه الأمامي للعملة صورة تجمع بين شعار المتحف وتمثال الملك رمسيس الثاني، في مشهد يرمز إلى التلاقي بين الفن القديم والرؤية الحديثة.
هكذا استطاعت مصر أن تحول فكرة فنية بسيطة إلى رمز عالمي، يعيد تعريف الجمال بلغة الحضارة والهوية.

الافتتاح حدث عالمي بكل المقاييس

قال اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، إن افتتاح المتحف المصري الكبير يُعد حدثًا عالميًا فريدًا من نوعه، حيث يُعتبر أكبر متحف في العالم يضم حضارة واحدة، هي الحضارة المصرية القديمة التي أبهرت العالم عبر العصور.

استعدادات الافتتاح على أعلى مستوى
وأوضح فرج أن الاستعدادات لحفل الافتتاح تُقام على أعلى مستوى، بما يعكس صورة مصر الحديثة القادرة على تنظيم فعاليات ضخمة بحرفية تليق بمكانتها التاريخية. وأضاف أن الاحتفال سيشهد حضور أكثر من 30 رئيسًا وملكًا من مختلف دول العالم، وهو ما يُعد رسالة قوية تؤكد أن مصر بلد الأمن والاستقرار.

تأثير اقتصادي وسياحي كبير
وأشار إلى أن هذا الحدث الضخم سيكون له تأثير مباشر على الاقتصاد الوطني، حيث من المتوقع أن يساهم في رفع معدلات السياحة بشكل كبير، إذ سيتحول المتحف إلى أيقونة ثقافية وسياحية عالمية تجذب الزوار من كل أنحاء العالم.

رمز للتطور والنهضة المصرية الحديثة
وأكد اللواء سمير فرج أن افتتاح المتحف في الأول من نوفمبر ليس مجرد حدث أثري، بل هو إنجاز وطني يعكس عظمة التاريخ المصري وقدرة الدولة على مواكبة التطور التكنولوجي والرقمي في عرض تراثها بطريقة حديثة تليق بمكانة مصر وحضارتها العريقة.

المتحف بوابة مصر الثقافية إلى العالم
وأضاف فرج أن المتحف المصري الكبير سيصبح بوابة مصر الثقافية نحو العالم، إذ يتيح للزوار تجربة فريدة تجمع بين الأصالة والتكنولوجيا الحديثة في عرض القطع الأثرية، مما يجعله وجهة تعليمية وسياحية في آن واحد. كما سيساهم في تعزيز الوعي العالمي بقيمة التراث المصري ودوره في بناء الحضارة الإنسانية.

رسالة للعالم عن قدرة مصر على صنع المستقبل
واختتم اللواء سمير فرج حديثه مؤكدًا أن هذا الافتتاح يرسل رسالة قوية إلى المجتمع الدولي بأن مصر قادرة على الحفاظ على تراثها وفي الوقت نفسه المضي نحو المستقبل بثقة وثبات. فالمتحف المصري الكبير يجمع بين الماضي المجيد والحاضر المزدهر، ليُبرهن أن مصر لا تزال مهد الحضارة وقلب الثقافة في العالم.

يوم من أيام المجد المصري

مع اقتراب الأول من نوفمبر، تستعد مصر لكتابة فصل جديد من تاريخها، إذ يطل المتحف المصري الكبير شامخًا عند أقدام الأهرامات، حارسًا جديدًا على ذاكرة الزمن.
هو ليس مجرد مبنى من الحجر، بل قصة وطن يمتد جذره في الماضي ويزهر في الحاضر، ليقول للعالم إن مصر ما زالت قادرة على أن تدهش الإنسانية كما فعلت منذ آلاف السنين.
افتتاح المتحف ليس حدثًا أثريًا فحسب، بل هو انتصار للهوية والثقافة والحضارة المصرية الخالدة، ورسالة فخر للأجيال القادمة بأن مصر، مهد التاريخ، ما زالت تصنع التاريخ.

طباعة شارك المتحف المصري الكبير مصر العالم الأمن السياحة

مقالات مشابهة

  • تامر عاشور يوجه رسالة حب وفخر لمصر قبل افتتاح المتحف المصري الكبير
  • كواليس نقل تابوت «توت عنخ آمون» من الأقصر إلى المتحف الكبير
  • مصر تفتح بوابة الحضارة من جديد| أكثر من 30 رئيسا وملكا في حفل افتتاح أسطوري للمتحف المصري الكبير يعيد لمصر مكانتها كعاصمة للثقافة والأمان
  • المتحف المصرى يعيد التاريخ
  • عروس النيل
  • المتحف الكبير.. تحت قبة التاريخ.. مصر تكتب شهادة ميلاد «دبلوماسية الحضارة»
  • تزامناً مع افتتاح المتحف المصرى الكبير .. تعليم أسيوط تطلق مبادرة حضارتنا فى متحفنا
  • تعليم أسيوط تطلق مبادرة « حضارتنا فى متحفنا » تزامناً مع افتتاح المتحف المصرى الكبير
  • رمسيس الثانى.. حارس التاريخ يستقبل زوار المتحف المصرى الكبير