الجزيرة:
2025-11-01@17:45:53 GMT

صحيفتان أميركيتان: دارفور تغرق مجددا في الفوضى

تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT

صحيفتان أميركيتان: دارفور تغرق مجددا في الفوضى

استعرضت صحيفتا نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال ما قالتا إنها مقاطع فيديو وشهادات من مدينة الفاشر السودانية تكشف عن مشاهد مروعة من العنف والإعدامات الجماعية بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.

وقدمت صحيفة نيويورك تايمز تقريرين منفصلين، قال أحدهما إن مأساة دارفور تعود بعد 20 عاما لتغرق المنطقة في العنف والفوضى من جديد، بعد سقوط مدينة الفاشر الذي أسفر عن مئات القتلى ومجازر مروعة، وسط نزوح الناجين إلى مناطق مجاورة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: حرب السودان تتخذ منحى مرعبا وترامب يشيح بوجههlist 2 of 2صحف عالمية: قوة إسلامية لسلام غزة والاغتيال السياسي ممكن بإسرائيلend of list

ومنذ أن سقطت المدينة في يد قوات الدعم السريع نهاية الأسبوع الماضي، ظهرت صور وشهادات تشير إلى وقوع مجزرة مروعة، حيث أُطلق الرصاص على السكان في أثناء فرارهم عبر الحقول.

مقاتلون من قوات الدعم السريع يحتفلون في شوارع الفاشر بدارفور (الفرنسية)

وقال مدير منظمة الصحة العالمية إن مئات الأشخاص قتلوا خلال يوم واحد في آخر مستشفى بالمدينة، وبالفعل أظهرت مقاطع الفيديو ضحايا يعدمون بدم بارد، حسبما استعرضته الصحيفة.

ومنذ ذلك الحين، فرّ الآلاف -كما تقول الصحيفة- ولكن المنظمات الإنسانية تقول إن عددا قليلا منهم تمكن من الوصول إلى بر الأمان، في حين تحدث كثيرون ممن نجوا عن طرق مليئة بالجثث لأشخاص ماتوا أو قتلوا في أثناء الهروب.

وقالت ماتيلد فو من المجلس النرويجي للاجئين إن نحو 5 آلاف شخص فقط وصلوا إلى مدينة طويلة، على بعد 40 ميلا غرب الفاشر، وأضافت أن "الناس الذين وصلوا تحدثوا عن جثث على الطريق، وعن تعرضهم للتفتيش والاحتجاز المتكرر قبل الوصول. الرجال يفصلون عن النساء ويعتقلون".

انحدار نحو العنف

وقد أثارت صور هذه الفظائع موجة غضب عالمي -كما تقول الصحيفة- وأججت المخاوف من أن إقليم دارفور ينحدر مجددا إلى دوامة من العنف والإبادة الجماعية، كتلك التي جعلته محور السياسة الدولية قبل عقدين.

وقد صدرت بيانات في الأمم المتحدة والعواصم الغربية تندد بقوات الدعم السريع -حسب الصحيفة- ودعا بعض المسؤولين فيها إلى اتخاذ إجراءات عقابية ضد الداعم الأجنبي الرئيسي لهذه القوات التي تقاتل القوات المسلحة السودانية منذ أكثر من عامين في حرب أهلية مدمرة، والتي أعلنت مؤخرا تشكيل حكومة موازية خاصة بها.

إعلان

ورغم الإدانات الدولية، فإن نيويورك تايمز ترى أن الردود العالمية اليوم أقل وضوحا وتأثيرا مما كانت عليه قبل عقدين، مشيرة إلى جهود الوساطة الأميركية والدبلوماسية الإقليمية التي لم تؤد بعد إلى وقف إطلاق النار، مع بقاء الدعم الخارجي مستمرا رغم الفظائع.

ومع أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) اعترف ببعض التجاوزات واعتقل الجندي الذي تفاخر في أحد مقاطع الفيديو بقتل عدد من المدنيين، فإنه نفى بشكل عام مزاعم الهجمات على المستشفى التي أسفرت عن مقتل المئات، حسب الصحيفة.

وذكرت الصحيفة أن نحو 260 ألف مدني كانوا محاصرين في الفاشر -حسب تقدير المنظمات الإنسانية- وأن آلافا منهم فروا عبر طرق محفوفة بالموت والعنف، في حين يواجه الناجون من النزوح ظروفا مأساوية في المخيمات المزدحمة، مع انتشار الأمراض ونقص الغذاء والماء والمأوى.

وخلصت الصحيفة إلى أن الأزمة في السودان تعد اليوم أكبر أزمة إنسانية في العالم، مع نزوح نحو 12 مليون شخص ومقتل نحو 400 ألف حسب تقديرات مختلفة، وختمت بأن دارفور تعيش اليوم إعادة إنتاج لمأساة الماضي، مع تصاعد العنف المنهجي والتجويع، والقتل الجماعي، وسط عجز دولي واضح عن حماية المدنيين.

تحول مروع

وفي السياق نفسه، قالت وول ستريت جورنال إن دارفور تشهد تحولا مروعا في الحرب الأهلية السودانية، حيث تستخدم مليشيا الدعم السريع طائرات مسيرة متطورة وفرق إعدام للسيطرة على السكان الذين وصفتهم الصحيفة بالسود.

خبراء حقوق الإنسان يرون أن العنف في الفاشر قابل للمقارنة بالإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، مع استهداف ممنهج للرجال والأولاد وتهجير نصف مليون شخص من المدينة

واستعرضت الصحيفة -في تقرير بقلم نيكولاس باريو- ما قالت إنها مقاطع فيديو وشهادات محلية تظهر المقاتلين يطلقون النار على المدنيين العزل، ويغتصبون النساء، ويقتلون العاملين في المجال الصحي، مؤكدة أن 460 شخصا قتلوا في أحد المستشفيات بعد اقتحامه، بشهادة منظمة الصحة العالمية.

ونبهت الصحيفة إلى أن خبراء حقوق الإنسان يرون أن العنف في الفاشر قابل للمقارنة بالإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، مع استهداف ممنهج للرجال والأولاد وتهجير نصف مليون شخص من المدينة.

وذكرت الصحيفة أن مليشيا قوات الدعم السريع، التي تدعمها أسلحة وطائرات مسيرة من الإمارات، أنشأت حكومة موازية للسيطرة على المنطقة، واستخدمت الطائرات لتدمير البنية التحتية وفرض حصار على السكان، مشيرة إلى أن معظم ضحايا دارفور سيقعون أيضا بسبب المجاعة والأمراض الناجمة عن الحصار.

وختمت الصحيفة بأن القوات المسلحة السودانية دانت هذه الفظائع، واتهمت الدعم السريع بمجزرة المدنيين، وذكرت أن الجيش الوطني انسحب من المدينة لحماية المواطنين، لكنه تعهد بمواصلة القتال ضد المليشيات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

قوات الدعم السريع السودانية تعلن توقيف عدد من مقاتليها يشتبه بارتكابهم انتهاكات في الفاشر

الخرطوم- أعلنت قوات الدعم السريع توقيف عدد من مقاتليها المشتبه بارتكابهم انتهاكات إبان سيطرتها الأحد على مدينة الفاشر التي كانت آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور في غرب السودان.

وكان قائد قوات الدعم محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، أعرب الأربعاء عن أسفه لـ"الكارثة" التي تعرض لها سكان الفاشر بعد سيطرة قواته عليها، متحدثا عن تشكيل "لجان محاسبة".

ويأتي ذلك في ظل إدانات واسعة بعد تقارير عن انتهاكات ومقتل المئات من المدنيين في المدينة التي سيطرت عليها قواته بعدما حاصرتها أكثر من 18 شهرا.

وقالت قوات الدعم في بيان نُشر ليل الخميس "تنفيذا لتوجيهات القيادة والتزاما بالقانون وقواعد السلوك والانضباط العسكري أثناء الحرب، ألقت قواتنا، القبض على عددٍ من المتهمين في التجاوزات التي صاحبت تحرير مدينة الفاشر، وعلى رأسهم المدعو أبو لؤلؤ".

أضافت "باشرت اللجان القانونية المختصة التحقيق معهم توطئة لتقديمهم للعدالة".

وظهر "أبو لؤلؤ" في مقاطع فيديو على منصة تيك توك أثناء ارتكابه عمليات إعدام ميدانية عقب سيطرة قوات الدعم على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

وفي مقطع تحققت منه وكالة فرانس برس، ظهر وهو يطلق النار على رجال عُزّل من مسافة قريبة. وفي فيديو آخر، كان واقفا بين مسلّحين قرب عشرات الجثث والسيارات المحترقة.

ونشرت قوات الدعم السريع فيديو يظهر فيه "أبو لؤلؤ" وراء القضبان في سجن في شمال دارفور، على حد قولها.

وانقطعت كل الاتصالات عن الفاشر منذ سيطرت قوات الدعم السريع عليها، ولكن ناجين وصلوا إلى بلدة طويلة المجاورة تحدثوا لفرانس برس عن عمليات قتل جماعي وإطلاق نار على أطفال أمام ذويهم وتعرّض مدنيين للضرب والسرقة أثناء فرارهم.

ومنذ الأحد، يتم تداول مقاطع فيديو على الإنترنت لمن يرجح أنهم عناصر من الدعم السريع أثناء قيامهم بعمليات إعدام ميدانية في أنحاء الفاشر.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة الإنسانية توم فليتشر أمام مجلس الأمن الدولي الخميس، إنّ هناك "تقارير موثوقة عن إعدامات جماعية" بعد دخول قوات الدعم السريع إلى الفاشر.

وأضاف أنّ هذه القوات قالت إنّها تجري تحقيقات، لكنّه شكك في التزامها في ظل "الأنباء المروعة" من شمال دارفور.

 

مقالات مشابهة

  • قوات الدعم السريع تعتقل جزار القرن.. من هو أبو لولو؟
  • آلاف السودانيين في دائرة الخطر بعد سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع
  • مسؤول بحكومة دارفور: ميليشيا الدعم السريع تجاوزت كل الحدود في ممارساتها بالفاشر
  • قوات الدعم السريع السودانية تعلن توقيف عدد من مقاتليها يشتبه بارتكابهم انتهاكات في الفاشر
  • الدعم السريع تعتقل “أبولولو” بعد تنفيذه إعدامات بالفاشر
  • مجلس الأمن يدين جرائم الدعم السريع بحق المدنيين في السودان
  • قوات الدعم السريع تعلن القبض على عيسى أبو لولو تمهيدا لمحاكمته في انتهاكات الفاشر
  • الدعم السريع: القبض على المتهم في انتهاكات الفاشر "أبو لولو"
  • لجنة حماية الصحفيين: اختفاء 11 صحفيا في الفاشر عقب سيطرة الدعم السريع