أعلنت قوات الدعم السريع السودانية اليوم عن اعتقال ضابط بارز يُعرف باسم عيسى “أبو لولو” في مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، تمهيداً لإحالته إلى المحاكمة بتهم ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين. 

وتأتي هذه الخطوة في سياق الضغوط المتزايدة من المجتمع الدولي لفتح تحقيقات في سلسلة من الانتهاكات التي شهدتها الفاشر.

لأول مرة.. البرلمان الفرنسي يعتمد مشروعاً لليمين المتطرف لإنهاء اتفاقية الهجرة مع الجزائراقتحام مطار العاصمة دار السلام.. احتجاجات غاضبة بعد انتخابات مثيرة للجدل تهزّ استقرار تنزانيا| صور

وقالت في بيان رسمي إنها “تمكنت من ضبط أبو لولو وإحالته إلى جهات التحقيق المختصة، وإنها لن تتهاون مع أي عنصر ارتكب تجاوزات، وستعرضه للقضاء”. وقد ربط البيان بين عملية الاعتقال وبين التزام قوات الدعم السريع بإبلاغ الجهات الدولية المعنية بنتائج التحقيقات في أحداث الفاشر، كما سبق أن أعلنت.

ويُعرف أبو لولو باسمه الحقيقي عُمر الفاتح عبد الله إدريس، وهو ضابط برتبة عميد داخل قوات الدعم السريع، وقد ظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر فيها وهو يُشرف على تصفيات ميدانية بحق مدنيين في الفاشر، ما أثار استنكاراً واسعاً من منظمات حقوق الإنسان. بحسب التحقيقات الصحفية، فقد ظهر بأحد المقاطع وهو يسأل محتجزاً عن انتمائه القبلي، ثم يطلق عليه النار فوراً، في عملية وصفها أحد الحقوقيين بأنها “إعدام ميداني لأجل الهوية”، سودان بوست.

واتهمت مستشفيات محلية وشبكات طبية مستقلة بتحويل مقاطع فيديو وصور تُظهر ما لا يقلّ عن 500 قتيل خلال 72 ساعة فقط، إثر اقتحام قوات الدعم السريع للفاشر، بينهم نساء وأطفال. 

ومن جهتها، قالت القيادة في قوات الدعم السريع إن “الانتهاكات ارتكبت من عناصر غير منضبطة”، وإنه جرى “فتح تحقيق فوري واتخاذ إجراءات محاسبية”، لكنها لم تُفصح بعد عن تفاصيل التهم الموجَّهة رسمياً إلى أبو لولو أو عن مكان احتجازه وما إذا كان أمام القضاء المحلي أو الدولي. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة من القوات لاحتواء الموقف الداخلي والتخفيف من الضغط الدولي المتصاعد بشأن ملف دارفور.

ورغم أن الاعتقال يُعد خطوة رمزية مهمة، إلا أنّ محللين يرون أن مصير أبو لولو سيشكل اختباراً حقيقياً لمدى جدية السلطات في السودان في تطبيق مبدأ المساءلة. إذ إن تنفيذ الإجراءات وتوفير محاكمة نزيهة وشفافة سيُعد مؤشّراً على إمكانية تغيير واقع الإفلات من العقاب في مناطق النزاع. وبغياب تلك الضمانات، قد يُنظر إلى هذا الاعتقال على أنه تحرُّك شكلي للتخفيف من حدة الانتقادات دون تغييرات جوهرية على الأرض.

وتبقى الأنظار متجهة نحو ما ستُعلنه قيادة قوات الدعم السريع في الأيام المقبلة من تفاصيل حول التحقيق، وما إذا كان أبو لولو سيُحال إلى محكمة مدنية أو عسكرية، وإلى أي مدى ستُشارك هيئات دولية أو منظمات حقوق الإنسان في متابعة سير المحاكمة.

طباعة شارك قوات الدعم السريع السودان اعتقال ضابط مدينة الفاشر ولاية شمال دارفور أبو لولو أحداث الفاشر

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قوات الدعم السريع السودان اعتقال ضابط مدينة الفاشر ولاية شمال دارفور أبو لولو أحداث الفاشر قوات الدعم السریع أبو لولو

إقرأ أيضاً:

جامعة الدول العربية تعلن موقفها من جرائم قوات الدعم السريع في الفاشر

أدانت الجامعة العربية مساء الثلاثاء، "الجرائم المروعة" المرتكبة بحق المدنيين في الفاشر السودانية"'، داعية إلى وقف إطلاق النار بالمدينة التي تتعرض لحصار من "قوات الدعم السريع" منذ فترة طويلة.

   

ودعت الجامعة العربية إلى تقديم جميع المسؤولين عن "الانتهاكات" بالفاشر إلى المحاكمة.

   

جاء ذلك في بيان للجامعة، بعد يوم من إعلان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، انسحاب الجيش من مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد، لتجنيبها مزيدا من "التدمير والقتل الممنهج" على يد "الدعم السريع".

   

ومنذ أيام، تتهم السلطات السودانية ومنظمات دولية وأممية قوات الدعم السريع بارتكاب "مجازر وانتهاكات إنسانية" ضد المدنيين بمدينة الفاشر، بينها "إعدامات ميدانية" واعتقالات وتهجير، وذلك أثناء اقتحامها منذ الأحد، لمدينة الفاشر التي ظلت تحاصرها لأكثر من عام.

   

وأفادت الجامعة العربية، في بيانها، بأنها "تتابع بقلق شديد تطورات الأوضاع في الفاشر بعد قرار القوات المسلحة الانسحاب منها، وما تتناقله وسائل الاعلام من تقارير أممية، وإعلامية حول جرائم مروعة ترتكب في حق المدنيين العالقين في مدينة الفاشر".

   

وأدانت الجامعة العربية بـ"بأقصى العبارات الجرائم ضد المدنيين الأبرياء والعزل من الشيوخ والنساء والأطفال"، داعية إلى "الوقف الكامل للأعمال القتالية في هذه المدينة، التي تتعرض لحصار من قوات الدعم السريع" منذ فترة طويلة.

   

وجددت الجامعة العربية دعوتها "لحماية المدنيين والسماح لمن يرغب بمغادرتها دون عوائق، ونفاذ المساعدات الانسانية إلى الفاشر وما حولها، وتقديم جميع المسؤولين عن أي انتهاكات إلى المحاكمة".

   

وأكدت على أن "الوضع الراهن يهدد استقرار السودان ووحدته الإقليمية والسلم والاستقرار الإقليميين".

   

ودعت الجامعة العربية إلى "ضرورة تنسيق جميع الجهود لتفعيل الضغوط الإيجابية لوضع حد لأعمال العنف غير المسبوقة، والعمل بكل قوة من أجل استعادة السلم والاستقرار في البلاد".

   

وفي وقت سابق الثلاثاء، دعت الأمم المتحدة قوات الدعم السريع إلى السماح "بممر آمن" يتيح للمدنيين مغادرة مدينة الفاشر، بينما اتهمت القوة المشتركة للحركات المسلحة الداعمة للجيش السوداني في دارفور "الدعم السريع" بقتل ألفي مدني في الفاشر خلال يومي 26 و27 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

   

وتنفي قوات الدعم السريع الاتهامات ضدها، وتقول إنها "تنظف مدينة الفاشر وتقضي على آخر جيوب العدو (الجيش والقوات المساندة له) أثناء محاولاتهم الفرار من المدينة".

   

وتأتي تلك التطور في إطار حرب يخوضها الجيش و"قوات الدعم السريع" منذ 15 أبريل/ نيسان 2023 لم تفلح وساطات إقليمية ودولية في إنهائها، وسط معاناة إنسانية متفاقمة.

وخلّفت الحرب نحو 20 ألف قتيل، وأكثر من 15 مليون نازح ولاجئ، وفق تقارير أممية ومحلية، فيما قدّرت دراسة جامعية أمريكية القتلى بنحو 130 ألفا.

 

مقالات مشابهة

  • "الدعم السريع": القبض على المتهم في انتهاكات الفاشر "أبو لولو" 
  • القبض على رمز الرعب في دارفور.. من هو أبو لولو؟
  • بينهم المدعو «أبو لولو».. الدعم السريع يعلن القبض على متهمين بتجاوزات بمدينة الفاشر
  • قوات الدعم السريع تعتقل أبو لولو في السودان
  • السودان.. قوات الدعم السريع تعلن القبض على "أبو لولو"
  • الدعم السريع: القبض على المتهم في انتهاكات الفاشر "أبو لولو"
  • جامعة الدول العربية تعلن موقفها من جرائم قوات الدعم السريع في الفاشر
  • السعودية تنّدد بارتكاب قوات الدعم السريع انتهاكات جسيمة في الفاشر بالسودان
  • الخارجيه السعودية تدين انتهاكات قوات الدعم السريع فى "الفاشر"