آلاف السودانيين في دائرة الخطر بعد سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
الخرطوم- أعربت منظمة "أطباء بلا حدود" السبت 1 نوفمبر 2025، عن خشيتها من أن آلاف المدنيين عالقون في مدينة الفاشر السودانية ويواجهون خطرا وشيكا إثر سيطرة قوات الدعم السريع عليها، فيما أظهرت صور جديدة بالأقمار الاصطناعية أن المجازر ما زالت مستمرة في عاصمة ولاية شمال دارفور.
وفي سياق الحرب التي اندلعت في نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، سيطرت قوات الدعم السريع الأحد الماضي على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور الذي يغطي ثلث مساحة السودان بعد حصار دام 18 شهرا.
ومنذ سقوط المدينة، توالت شهادات عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي وهجمات على عمال الإغاثة وعمليات نهب وخطف، بينما لا تزال الاتصالات مقطوعة إلى حدّ كبير.
وأفاد ناجون وصلوا إلى بلدة طويلة القريبة وكالة فرانس برس عن عمليات قتل جماعية وإطلاق نار على أطفال أمام ذويهم وضرب ونهب للمدنيين أثناء محاولتهم الفرار.
قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 65 ألف شخص فرّوا من مدينة الفاشر منذ الأحد، لكن عشرات الآلاف ما زالوا عالقين هناك، في حين كانت المدينة تؤوي نحو 260 ألف نسمة قبل الهجوم الأخير لقوات الدعم السريع.
وأوضحت منظمة "أطباء بلا حدود" أن "أعدادا كبيرة من المدنيين ما زالت تواجه خطرا شديدا وتُمنع من الوصول إلى مناطق أكثر أمانا من جانب قوات الدعم السريع وحلفائها".
وأضافت المنظمة أن نحو خمسة آلاف شخص فقط تمكنوا من الوصول إلى بلدة طويلة الواقعة على بُعد نحو 70 كيلومترا غرب المدينة.
وقال رئيس قسم الطوارئ في المنظمة ميشال أوليفييه لاشاريتيه إن "عدد الوافدين إلى طويلة لا يتطابق مع حجم الكارثة، في وقت تتزايد فيه الشهادات عن فظائع واسعة النطاق".
وتساءل "أين كل المفقودين الذين نجوا من شهور من الجوع والعنف في الفاشر؟"، مضيفا "الاحتمال الأكثر ترجيحا، والمروّع في الوقت نفسه، هو أنهم يُقتلون أو يُطاردون أثناء محاولتهم الفرار".
- "استمرار القتل الجماعي" -
وأفاد شهود عيان المنظمة أن نحو 500 مدني، بينهم جنود من الجيش وقوات حليفة له، حاولوا الفرار الأحد، لكن معظمهم قُتل أو أُسر على أيدي قوات الدعم السريع ومجموعات موالية لها.
وأشار الناجون إلى أن الفارين فُصلوا بحسب الجنس والعمر والانتماء العرقي المفترض، وأن كثيرين ما زالوا محتجزين مقابل فدية.
وقالت حياة، وهي أم لخمسة أطفال فرت من الفاشر، إن "الشبان الذين كانوا يسافرون معنا أوقفهم المسلحون في الطريق، ولا نعرف ماذا حلّ بهم".
وقالت الأمم المتحدة الجمعة إن عدد القتلى جراء هجوم قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر قد يبلغ المئات، فيما اتهمت قوات حليفة للجيش السوداني الدعم السريع بقتل أكثر من ألفي مدني.
وقد أظهرت صور جديدة التُقطت بالأقمار الاصطناعية مؤشرات على استمرار عمليات القتل الجماعي داخل مدينة الفاشر ومحيطها في غرب السودان، وفق باحثين في جامعة ييل الأميركية.
وقال مختبر الأبحاث الإنسانية في الجامعة في تقرير الجمعة إن الصور الجديدة تُظهر مؤشرات على أن جزءا كبيرا من سكان المدينة "قُتلوا أو أُسروا أو يختبئون".
ورصد الباحثون ما لا يقل عن 31 مجموعة أجسام يُرجّح أنها لجثث بشرية بين الاثنين والجمعة، في أحياء سكنية وحرم جامعي ومواقع عسكرية.
وأضاف التقرير أن "مؤشرات استمرار القتل الجماعي واضحة للعيان".
- "مروّعة حقا" -
وخلال تواجده في مؤتمر "حوار المنامة" في العاصمة البحرينية السبت، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إن "السودان في وضع كارثي تماما. إنها أكبر أزمة إنسانية في العالم".
وأضاف أن "قوات الدعم السريع تعهّدت علنا حماية المدنيين وستحاسَب على هذه الأفعال".
وفي المؤتمر نفسه، نددت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر بالظروف "المروّعة" في السودان.
وقالت كوبر إن "التقارير الواردة من دارفور خلال الأيام الأخيرة مروّعة حقا.. فظاعات وإعدامات جماعية وتجويع واستخدام مدمّر للاغتصاب كسلاح في الحرب، فيما يتحمّل الأطفال والنساء وطأة أكبر أزمة إنسانية في القرن الحادي والعشرين".
وأعلنت قوات الدعم السريع تنفيذ عمليات توقيف عدة في صفوف المقاتلين عقب تقارير عن مقتل مئات الأشخاص.
وأعلنت قوات الدعم السريع الخميس توقيف عدد من عناصرها المتهمين بارتكاب انتهاكات، وتعهّد قائدها محمد حمدان دقلو (الملقب "حميدتي") بمحاسبة كل من يثبت تورطه.
لكن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر شكك في جدية التزامها بالتحقيق.
وتواجه قوات الدعم السريع المنبثقة من ميليشيات الجنوجويد المتهمة بارتكاب إبادة جماعية في دارفور قبل عقدين، والجيش اتهامات بارتكاب جرائم وأعمال عنف خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
وكانت الولايات المتحدة قد خلصت سابقا إلى أن قوات الدعم السريع ارتكبت "إبادة جماعية" في دارفور.
وذكرت تقارير أممية أن قوات الدعم السريع تلقت أسلحة وطائرات مسيّرة من الإمارات، إلا أن أبوظبي نفت تقديم أي دعم لها، بينما يحظى الجيش السوداني بدعم من مصر والسعودية وإيران وتركيا.
وسيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر تمنحها تحكما كاملا في العواصم الخمس لإقليم دارفور، ما يعني تقسيم السودان فعليا إلى محور شرقي-غربي، فيما يحتفظ الجيش بسيطرته على شمال البلاد وشرقها ووسطها.
وحذرت الأمم المتحدة من أن رقعة العنف بدأت تمتد إلى إقليم كردفان المجاور، وسط تقارير عن "فظائع واسعة النطاق" ترتكبها قوات الدعم السريع.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع مدینة الفاشر
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع تعلن اعتقال عناصر متهمين بارتكاب مجازر في الفاشر
قال المتحدث باسم قوات الدعم السريع، الفاتح قرشي، إن القوات لم ترتكب أي انتهاكات ضد المدنيين، مشيرًا إلى أنه سيتم تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حال تهيئة الظروف الميدانية الملائمة.
أعلنت قوات الدعم السريع في السودان توقيف عدد من مقاتليها المشتبه في ارتكاب "انتهاكات جسيمة بحق المدنيين" بعد سيطرتها الأحد على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، عقب حصار دام أكثر من 18 شهرًا.
وقال قائد قوات الدعم، محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، إنه يشعر بـ"الأسف العميق لما وصفه بالكارثة الإنسانية" في الفاشر، مؤكدًا تشكيل "لجان محاسبة" لمتابعة الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.
وجاء الإعلان بعد موجة إدانات دولية واسعة من الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية، إثر تداول مقاطع فيديو وتقارير تفيد بمقتل مئات المدنيين وعمليات إعدام ميدانية واعتداءات واسعة على السكان.
وفي بيان، أكدت قوات الدعم السريع أنها ألقت القبض على عدد من المتهمين، على رأسهم المدعو "أبو لؤلؤ"، مشيرة إلى أن لجانًا قانونية بدأت التحقيق تمهيدًا لتقديمهم للعدالة.
وأظهرت مقاطع مصورة "أبو لؤلؤ" وهو ينفذ عمليات إعدام بحق رجال عُزّل، وسط جثث متفحمة وسيارات محترقة، فيما نشرت القوات لاحقًا تسجيلًا يظهر "أبو لؤلؤ" خلف القضبان في سجن بشمال دارفور.
Related السودان: حربٌ أهلية ومصالح دولية وإقليمية.. فهل يمهّد سقوط الفاشر لتقسيم السودان مجددا؟قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على مدينة الفاشر في السودان"جثث وبقع دماء".. صور الأقمار الصناعية تكشف مشاهد مروّعة في الفاشر وتساؤلات حول مستقبل السودانمن جهته، أكد المتحدث باسم قوات الدعم، الفاتح قرشي، أن القوات لم ترتكب أي انتهاكات بحق المدنيين، مشيرًا إلى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق فور توفّر الظروف الميدانية المناسبة.
وأضاف أن "أبو لؤلؤ غير تابع لقوات الدعم"، وأن اللجنة ستتحقق من هويته وتعرض النتائج فور انتهاء التحقيق.
على الصعيد الدولي، أعرب مجلس الأمن عن "قلقه العميق" إزاء التصعيد في السودان بعد تقارير أممية عن "إعدامات جماعية" و"انتهاكات واسعة" في الفاشر.
وذكر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أن هناك "تقارير موثوقة عن إعدامات جماعية"، معربًا عن شكوكه في مصداقية التحقيقات التي أعلنتها قوات الدعم في ظل الأنباء المروعة القادمة من الإقليم.
والأحد، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان، واعتبرت ذلك "محطة حاسمة" في ما سمتها بـ"معركة تحرير السودان". وأوضحت القوات في بيان رسمي أنها ستواصل عملياتها "حتى تحقيق تطهير كامل للتراب الوطني وبناء سودان جديد".
وتشهد السودان حربًا منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط اتهامات متبادلة بتلقي دعم خارجي من أطراف إقليمية، فيما وصلت مفاوضات "الرباعية" (مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة) الأسبوع الماضي في واشنطن إلى طريق مسدود، في ظل استمرار العنف وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة جمهورية السودان قوات الدعم السريع - السودان الأمم المتحدة
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم