الجزيرة:
2025-11-04@00:08:17 GMT

القرارة بلدة في قطاع غزة سواها الاحتلال بالأرض

تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT

القرارة بلدة في قطاع غزة سواها الاحتلال بالأرض

إحدى البلدات الزراعية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، خضعت للاحتلال الإسرائيلي عقب حرب يونيو/حزيران 1967، وأحاطتها قوات الاحتلال بسلسلة من المستوطنات والمواقع العسكرية إلى أن انسحبت منها عام 2005.

وأثناء عدوان "السيوف الحديدية" الذي شنّه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعرضت البلدة لواحدة من أعنف موجات التدمير، إذ هجّر الاحتلال سكانها، وارتكب مجازر عدة بحقهم، كما دمّر منازلهم وممتلكاتهم وجرف مساحات شاسعة من أراضيهم الزراعية وأشجارهم.

وشهدت البلدة اشتباكات ومعارك متكررة بين قوات الاحتلال ومقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الجنود والضباط الإسرائيليين.

الموقع

تقع بلدة القرارة شمال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وهي من أبرز بلدات المدينة المعروفة تاريخيا، يحدها من الشمال الغربي مدينة دير البلح، ومن الجنوب الشرقي بلدتا بني سهيلا وعبسان الجديدة، بينما يشكل ساحل البحر الأبيض المتوسط حدودها الغربية، ويحدها من الشرق والشمال الشرقي الخط الأخضر.

وترتفع البلدة نحو 86 مترا عن سطح البحر، مما يجعلها أعلى موقع في قطاع غزة. ويقسمها شارع صلاح الدين إلى نصفين.

المساحة

تقدر مساحة أراضي بلدة القرارة بحوالي 11 ألفا و777 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع).

المناخ

تتميز بلدة القرارة بمناخ صحراوي متوسطي، مشابه لبقية بلدات مدينة خان يونس، وهي بمثابة نافذة غربية لصحراء النقب، مما يجعلها تتأثر بشكل ملحوظ بالتيارات الصحراوية في أوقات متعددة من السنة.

في فصل الشتاء تهب على البلدة رياح شرقية وجنوبية شرقية باردة وجافة، بينما تتسم الرياح في الصيف بأنها شمالية شرقية جافة.

السكان والعائلات

بلغ عدد سكان بلدة القرارة نحو 35 ألف نسمة، وفق تقديرات جهاز الإحصاء المركزي عام 2024.

وتضم البلدة مجموعة من العائلات الفلسطينية المعروفة في المنطقة، من بينها السميري ومهنا وأبو الفيتة وشحادة وفياض وأبو حجاج والزر خشان وأبو حليب وأبو عيد والعماوي وأبو سبت والعبادلة وأبو لحية والأغا.

التسمية

سُميت القرارة بهذا الاسم نسبة إلى خصوبة تربتها، إذ تعني الكلمة المستقر والثابت من الأرض، كما تشير إلى الروضة المنخفضة والقاع المستدير الذي يجتمع فيه ماء المطر. ويطلق على سكانها لقب القرارية.

إعلان

وتعرف البلدة أيضا باسم "تلة الـ86″، نسبة إلى ارتفاعها الذي يصل إلى 86 مترا عن سطح البحر، مما يجعلها أعلى منطقة في قطاع غزة، ولذلك في فترة الإدارة المصرية لقطاع غزة اتخذ الجيش المصري المنطقة مقرا له.

الاقتصاد

يشكل النشاط الزراعي العمود الفقري للاقتصاد المحلي في القرارة، بفضل خصوبة أراضيها الزراعية. وتعد البلدة موطنا لمجموعة متنوعة من المحاصيل، من بينها الحمضيات والخضروات واللوزيات والعنب والنخيل والرمان والزيتون.

كما أسهم الموقع المطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط في احتراف عدد من السكان مهنة الصيد البحري. ويعتبر الإنتاج الحيواني أحد المصادر الاقتصادية المهمة أيضا، إذ يربي سكان البلدة الأرانب والأغنام والماعز والدجاج والطيور لتلبية احتياجات السوق المحلية.

التاريخ

يمتد تاريخ بلدة القرارة إلى عصور قديمة، إذ كانت تعرف قديما باسم "سميري السبع". يعود تاريخها إلى العهد الروماني في فلسطين عام 63 قبل الميلاد، ثم خضعت للحكم البيزنطي عام 324م، قبل الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي.

وكان للبلدة دور بارز في مقاومة المحتلين، فقد شارك سكانها في مقاومة سلطات الانتداب البريطاني بين عامي 1917 و1948. واكتسبت أهمية إستراتيجية وعسكرية أثناء نكبة 1948، إذ تصدى أهلها للعصابات الصهيونية التي حاولت السيطرة على طريق صلاح الدين، الذي يقسم البلدة نصفين.

وأثناء نكسة يونيو/حزيران 1967، احتلت إسرائيل البلدة كلها، وأحاطتها بمستوطنات منها غوش قطيف وعدد من المواقع العسكرية.

عانى السكان ظروفا مأساوية، خاصة مع وجود موقع "كيسوفيم" العسكري الذي كان بمثابة بوابة توغل للاحتلال تجاه بلدات شرق خان يونس والمحافظة الوسطى.

تأسس أول مجلس قروي للقرارة عام 1983، وتحوّل إلى بلدية عام 1997، وفي 2005 تشكل أول مجلس بلدي منتخب في البلدة.

ومنذ تأسيسها عملت البلدية على تقديم الخدمات الأساسية وتخطيط المدينة وإنشاء الحدائق والمتنزهات والمنشآت الرياضية، إضافة إلى مكتبة عامة ومتحف.

وأثناء انتفاضة الأقصى عام 2000، كثف الاحتلال سياساته التعسفية بحق سكان البلدة، مما حال دون ممارسة حياتهم الطبيعية، وأسفر عن مقتل وإصابة المئات منهم.

وظلت القرارة نقطة مواجهة إستراتيجية للاحتلال، نظرا لموقعها بمحاذاة السياج الفاصل شمالي وشرقي قطاع غزة.

وفي سبتمبر/أيلول 2005، انسحب الاحتلال الإسرائيلي من أراضي البلدة بشكل أحادي الجانب، إلا أنها لم تسلم من الاعتداءات اللاحقة، وتم تدمير منازل السكان وتجريف أراضيهم الزراعية في الحروب المتكررة على قطاع غزة.

وفي المقابل، نفذت المقاومة الفلسطينية عمليات فدائية ضد قوات الاحتلال المتمركزة على السياج الفاصل شرقي البلدة، من بينها مقتل جنديين إسرائيليين في 26 مارس/آذار 2010، واشتباك أسفر عن مقتل 5 جنود إسرائيليين في 21 يوليو/تموز 2014، وفق تصريحات كتائب القسام.

وفي 21 يوليو/تموز 2014، أعلنت كتائب القسام أن مقاتليها قتلوا 5 جنود إسرائيليين في اشتباك مع قوة إسرائيلية راجلة شرق القرارة.

طوفان الأقصى

تعرضت البلدة لدمار شبه كلي أثناء العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهجر الاحتلال جميع سكانها، وارتكب عددا من المجازر بحقهم.

إعلان

وبعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في أكتوبر/تشرين الأول 2025، ظلت مساحات كبيرة من البلدة ضمن الخط الأصفر، وتخضع لسيطرة قوات الاحتلال.

وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أعلن رئيس بلدية القرارة باسم شراب البلدة منطقة مدمرة ومنكوبة بشكل كامل، وقال إن "الاحتلال سوى 95% من مباني البلدة بالأرض، ودمر البنية التحتية والمرافق الخدماتية والمباني العامة والخاصة".

وشملت عمليات التدمير الطرق وآبار وشبكات المياه والإنارة والاتصالات والمدارس والمراكز الصحية والمساجد والمرافق العامة، فضلا عن تجريف كامل الأراضي الزراعية.

في المقابل، سجل أهالي البلدة محطات تاريخية، بتصديهم لقوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ وقعت فيها عشرات العمليات الفدائية، التي أدت إلى مقتل وإصابة ضباط وجنود إسرائيليين.

وكانت من أبرز عمليات المقاومة بالبلدة في التاسع من ديسمبر/كانون الأول 2023، حين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 4 من جنوده بينهم ضباط بمعارك مع الفصائل.

وفي 26 أغسطس/آب 2024، نشرت كتائب القسام صورا لعملية استهداف قوة إسرائيلية كانت تتحصن بأحد منازل القرارة، وتفجير عين نفق بقوة أخرى في المنطقة نفسها.

وفي 25 مايو/أيار 2025، أوقعت كتائب القسام قوة من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح في عملية مركبة نفذتها ضدهم أثناء تحصنهم داخل أحد المنازل.

ويوم 29 مايو/أيار من العام نفسه، استدرج مقاتلو القسام جنود الاحتلال إلى عين نفق مفخخة في البلدة، قبل تفجيرها بالقوة الإسرائيلية والإطباق عليها من المسافة صفر.

أبرز المعالم معبر "كيسوفيم"

تشتهر بلدة القرارة بوجود معبر "كيسوفيم" الإسرائيلي على أراضيها، وكان هذا المعبر قبل عام 2005 مخصصا لانتقال المستوطنين من وإلى قطاع غزة. وبعد الانسحاب الإسرائيلي أغلق بشكل نهائي، وبات لا يفتح إلا لعبور الدبابات والآليات للتوغل في البلدات الفلسطينية المحيطة به.

​المتحف الثقافي

تأسس متحف القرارة الثقافي في 2016، بهدف تعزيز الحفاظ على تاريخ البلدة وهويتها، ويضم مجموعة كبيرة من القطع الأثرية والتراثية يعود بعضها إلى الحضارة الكنعانية والعصر البرونزي.

وتعرض المتحف لتدمير جزئي أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2023.

سوق مازن

أحد أشهر الأماكن الأثرية في قطاع غزة، إذ كان في العصور القديمة أحد الأسواق المركزية، وفيه أرضية فسيفساء.

تلة الـ86

تعد أعلى منطقة في قطاع غزة، إذ ترتفع عن سطح البحر 86 مترا، ويعود سبب تسميتها بهذا الاسم إلى أنها كانت في السابق موقعا عسكريا مصريا، وشهدت معركة حاسمة مع العصابات الصهيونية في حرب نكبة عام 1948.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات الاحتلال الإسرائیلی أکتوبر تشرین الأول الإسرائیلی على قوات الاحتلال بلدة القرارة کتائب القسام فی قطاع غزة خان یونس

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يقتحم عدة قرى في قلقيلية

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، عددا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية.

الاحتلال الإسرائيلي يشن غارتين على غزة مصابون بنيران الاحتلال شرق غزة


وأفادت مصادر محلية ، بأن قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة الشمالية من بلدة عزون، وانتشرت في حي "المثلث" ووسط البلدة، وأطلقت قنابل الصوت بكثافة.

وأضافت المصادر ذاتها أن قوات الاحتلال اقتحمت، كذلك، قرى: كفر لاقف، واماتين، وحجة، شرق قلقيلية، وجابت شوارعها، ونصبت حواجز عسكرية عند مداخلها، ما أدى إلى إعاقة حركة المواطنين، دون أن يبلغ عن اعتقالات

شنت طائرات الاحتلال الحربية، مساء اليوم الاثنين، غارتين على مدينة غزة.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية"وفا"، بأن الغارتين استهدفتا المناطق الشرقية من المدينة.

وتواصل قوات الاحتلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، من خلال الغارات الجوية والقصف المدفعي، واستهداف المواطنين بإطلاق النار بشكل مباشر.

وقد بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 11  أكتوبر الماضي 236 شهيدا و600 مصاب، وجرى انتشال 502 جثمان، وفق أحدث إحصائية نشرت يوم أمس.

ومنذ 7  أكتوبر 2023 ارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 68,865 شهيدا و170,670 مصابا
استشهد 3 فلسطينيين، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وقبل ذلك، أفادت مصادر طبية في قطاع غزة، باستشهاد 10 فلسطينيين خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأوضحت أن من بين الشهداء العشرة (شهيدين جديدين، و8 شهداء جرى انتشال جثامينهم)، موضحة أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.
من جهة أخرى، طالبت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، بزيادة المساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة، باعتبار ذلك خطوة أساسية نحو تحقيق مسار فعلي للسلام في المنطقة.
وبحسب بيان وزعته السفارة البريطانية في عمان، اليوم الاثنين، قالت كوبر، "إن المساعدات البريطانية، بما في ذلك المواد الغذائية وإمدادات المأوى، جاهزة في المستودعات بانتظار السماح بدخولها إلى غزة، مشددة على أن "أهالي غزة لا يمكنهم الانتظار".
 

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم عدة قرى في قلقيلية
  • الاحتلال يقتحم بلدة ترمسعيا شرق رام الله
  • تشييع جثمان الشهيد جميل حنني في نابلس
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل طفلا فلسطينيا فى طوباس وتقتجم بلدة حزما
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم بلدة علار شمال طولكرم
  • إصابة مواطن في غارة للاحتلال الإسرائيلي على لبنان
  • القدس: مستوطنان يعتديان على أصحاب المحال التجارية.. اعتقال 4 مواطنين
  • عناتا.. بلدة مقدسية يخنقها الجدار والاستيطان ويُحولها لمنطقة "منكوبة"
  • الاحتلال يقتحم مخيم عسكر الجديد شرق نابلس ويشن حملة اعتقالات