مسؤولون بشركات وطنية لـ «الاتحاد»: تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإمارات تقود إلى نقلة نوعية بقطاع الطاقة
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
سيد الحجار (أبوظبي)
أكد مسؤولون بشركات طاقة محلية الاهتمام بالتوسع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بمختلف جوانب العمليات، بما يسهم في رفع كفاءة الأداء، وتحسين ونمو الأعمال.
وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»: إن التكنولوجيا المتقدمة، خاصة الذكاء الاصطناعي تسهم في تحقيق نقلة نوعية في قطاع الطاقة، بما يؤكد أهمية تعزيز الشراكات العالمية لدعم تطوير حلول ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
وأعلنت «أدنوك» و«مصدر» و«إكس آر جي» و«مايكروسوفت»، مؤخراً عن اتفاقية شراكة استراتيجية مهمة لتسريع نشر الذكاء الاصطناعي عبر سلسلة القيمة لأعمال «أدنوك»، وذلك بالتزامن مع تقديم حلول الطاقة اللازمة لدعم النمو العالمي لـ«مايكروسوفت» في مجال الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.
طلب متزايد
أكد الدكتور علي سعيد العامري، رئيس مجلس إدارة مجموعة الشموخ لخدمات النفط أهمية دورة العام الحالي من «أديبك 2025» في تعزيز الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي بقطاع الطاقة.
وتنطلق دورة «أديبك 2025» تحت شعار «طاقة ذكية لتقدم متسارع»، وتأتي في ظل الطلب المتزايد على الطاقة لدعم مجال الذكاء الاصطناعي، ونمو الاقتصادات الناشئة، والانتقال في منظومة الطاقة العالمية.
وأوضح العامري أن الطلب المتزايد على الطاقة يتطلب دعم مجال الذكاء الاصطناعي، للاستفادة من الحلول والتقنيات الذكية في تسريع التقدم بالقطاع، مؤكداً أن «أديبك 2025» يسلط الضوء على مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً لتعزيز التكامل بين قطاعي الطاقة والذكاء الاصطناعي، واستعراض مساهمة أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي في تحسين أنظمة الطاقة ورفع كفاءتها، وتمكين بنية تحتية أكثر ذكاءً، ودفع عجلة التقدم المستدام على نطاق واسع.
وأضاف أن النمو في الطلب على الطاقة يتطلب توفير الإمدادات بشكل مسؤول ومستدام، والعمل على تعزيز كفاءة المصادر، والاستفادة من أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.
خيار استراتيجي
قال تشارلز ميلاجي، الرئيس التنفيذي لوحدة الكابلات في مجموعة دوكاب، إن الذكاء الاصطناعي يمثل خياراً استراتيجياً لـ«دوكاب»، وجميع أعمال الشركة تركز على التوسع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، متوقعاً أن يسهم ذلك في إحداث نقلة نوعية بأعمال الشركة.
وأوضح أن التوقعات تشير إلى إمكانية وصول قيمة اقتصاد الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات في دولة الإمارات إلى 96 مليار دولار بحلول عام 2031، مشيراً إلى أن «دوكاب» تؤدي دوراً ممكّناً لذلك التحول الرقمي.
وأضاف: عن طريق توفير حلول كابلات عالية الأداء ذات معايير سلامة معتمدة ومخصصة لمواكبة النمو الحضري وتطورات البنية التحتية واسعة النطاق، توفر الشركة الأسس الكهربائية الداعمة لقدرات التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي المتنامية في الدولة، وبينما تركز مراكز البيانات واسعة النطاق، ومنها مجمّع دولة الإمارات والولايات المتحدة للذكاء الاصطناعي بقيادة مجموعة G42، على البنية التحتية السحابية والذكاء الاصطناعي، وتضمن كابلات دوكاب المتقدمة الموثوقية والمرونة وكفاءة الطاقة في كل الأنظمة التي تشغّلها.
تكنولوجيا متقدمة
أكد هاني التنير، الرئيس التنفيذي للقطاع الصناعي في مجموعة المسعود، اهتمام المجموعة بتوسيع أعمالها فيما يتعلق بتطوير التكنولوجيا المتقدمة، وتعزيز القيمة المحلية، لمواكبة رؤية دولة الإمارات لبناء قطاع طاقة متنوع ومستدام، مشيراً إلى الدور الحيوي للمجموعة في مجال الابتكار والتميز الهندسي، بما يسهم في دفع عجلة التقدم الصناعي.
وأوضح أن نسبة كبيرة من أعمال المجموعة حالياً تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وهناك توجه لتطبيق نظام جديد بالمجموعة بحلول شهر أبريل المقبل، حيث يعتمد هذا النظام الجديد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي، بما يضمن الاستفادة من البيانات.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي هام جداً للشركات، بما يسهم في تحسين أداء الأعمال.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي التكنولوجيا المتقدمة أدنوك مصدر مايكروسوفت تقنیات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
مايكروسوفت وأوبن أيه آي.. أمام معضلة الطاقة لتشغيل الذكاء الاصطناعي
في سباق محموم لتطوير الذكاء الاصطناعي، تواجه شركات التقنية العملاقة مثل مايكروسوفت وأوبن إيه آي تحديًا غير متوقع يتمثل في نقص الكهرباء.
فبينما يواصل العالم شراء المزيد من وحدات معالجة الرسومات (GPUs)، بدأت أزمة الطاقة تظهر كعنق الزجاجة الحقيقي.
قال ساتيا نادالا، الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، في حديثه لبودكاست BG2: "مشكلتنا اليوم ليست نقص الرقائق، بل عدم توفر الطاقة الكافية والمباني الجاهزة لتشغيلها".
كما أشار إلى أن الشركة تملك مخزونًا من الشرائح "لا تجد مكانًا لتُوصَل فيه" بسبب بطء بناء مراكز البيانات القريبة من مصادر الكهرباء.وفق موقع"تك كرانش" المتخصص في أخبار التكنولوجيا.
ألتمان: الذكاء الاصطناعي يتقدم أسرع من محطات الطاقة
من جانبه، يرى سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ«أوبن إيه آي»، أن نمو قدرات الذكاء الاصطناعي يتجاوز قدرة البنية التحتية على اللحاق به.
وقال:"تكلفة الذكاء لكل وحدة أداء تنخفض بنحو 40 ضعفًا سنويًا — وهو معدل مذهل يجعل بناء البنية التحتية أمرًا شبه مستحيل بالسرعة المطلوبة".
ألتمان استثمر في مشاريع طاقة مستقبلية، لكنه يعترف بأن أيًا منها لم يصل بعد إلى جاهزية النشر الواسع.
سباق على الطاقة
بعد سنوات من الاستقرار، بدأ الطلب على الكهرباء في الولايات المتحدة بالارتفاع مجددًا، مدفوعًا بانفجار الطلب من مراكز البيانات.
ولتجاوز بطء شركات المرافق، لجأت بعض الشركات إلى ما يُعرف بـ "الربط المباشر خلف العداد"، حيث تُزوَّد مراكز البيانات بالكهرباء مباشرة دون المرور عبر الشبكة العامة.
حذر ألتمان من أزمة محتملة: "إذا ظهر مصدر طاقة رخيص وجديد قريبًا على نطاق واسع، فالكثير من الشركات ستتضرر من العقود الطويلة التي وقّعتها اليوم".
الطاقة الشمسية... الحليف الأقرب لعصر الذكاء الاصطناعي
تسعى مايكروسوفت وغيرها من الشركات إلى توسيع الاعتماد على الطاقة الشمسية، نظرًا لتكلفتها المنخفضة وسرعة تركيبها وانبعاثاتها الصفرية.
ويرى مراقبون أن هناك تشابهًا نفسيًا وتقنيًا بين الخلايا الشمسية وأشباه الموصلات، فكلاهما مبني على السيليكون ويُنتج في صورة وحدات يمكن دمجها في مصفوفات متوازية.
لكن بالرغم من هذه المرونة، فإن سرعة إنشاء مشاريع الطاقة الشمسية ما زالت أبطأ من تسارع الطلب على الحوسبة الذكية.
ألتمان يؤمن بمفارقة جيفونز: كلما أصبحت التقنية أرخص، زاد استهلاكها. وبالرغم من احتمال أن تؤدي كفاءة الذكاء الاصطناعي المستقبلية إلى فائض في الطاقة، لا يبدو أن ألتمان يتوقع ذلك.بل يعتقد أن الطلب سيرتفع كلما انخفضت تكلفة الحوسبة، وفقًا لمفارقة جيفونز.
سباق غير متكافئ
بينما تستعد شركات التكنولوجيا لمستقبل تهيمن عليه أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، يبدو أن الحد الفاصل لن يكون في الشيفرة البرمجية، بل في الكهرباء.
في هذا السباق، قد لا يفوز من يملك أسرع الرقائق، بل من يستطيع أن يضيئها أولًا.
لمياء الصديق (أبوظبي)