في كُـلّ ساعة حملة إعلامية منظمة ضد اليمن.. لماذا؟
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
بالنظر إلى موقع اليمن حَـاليًّا في المعادلة الإقليمية بعد أن أصبح رقمًا صعبًا وفاعلًا حقيقيًّا في معركة الأُمَّــة ضد محور الاستكبار.. فمن الطبيعي أن يلجأ العدوّ الصهيوني بآلاته الإعلامية الخَاصَّة به وماكينات أبواقه في الإعلام العربي إلى توجيه البوصلة نحو "اليمن" الحلقة المفاجئة التي أربكت حساباته وعقدت شفرة تحقيق طموحاته بعد عجزه عن كسر غزة وأهلها ومقاومتها، وفشله في إسكات صوت المقاومة الذي دوّى معها على طول عامين من الصمود والثبات في معركة طوفان الأقصى.
                
      
				
بشكل أوضح فإن اليمن اليوم هو قلب المعادلة.. وقد شكل حضوره في البحار العربية نقطة فاصلة قلبت الموازين أمام أعدائه رأسًا على عقب، وكثيرة هي المتغيرات التي طرأت بعد هذا الحضور الكبير، بدءا من إرباك خطوط الملاحة أمام العدوّ الإسرائيلي، مُرورًا بضرب اقتصاده، وليس انتهاء بفرض معادلات جديدة على المستويين العسكري والسياسي. وبلا شك فإن لهذه المتغيرات الكبيرة الواضحة نتائج كبيرة، ولعل أبرزها فشل تجاربه واستراتيجياته في الميدان العسكري، الأمر الذي حتم عليه اللجوء إلى الميدان الإعلامي لشن حرب ناعمة طويلة الأمد هدفها التشويه والتفكيك وزرع الفتن وتهيئة الساحة اليمنية للضرب بسهولة بعد أن كانت عصية على التفكك والانكسار.
إذن الهدف واضح: تشويه صورة اليمن التي صدرها للعالم خلال معركة إسناد غزة، وتقديمه للعالم كبلد تابع لطرف خارجي بغية عزله عن محيطه العربي والإسلامي، وتخويف الشعوب الأُخرى من النموذج اليمني الذي صمد وانتصر رغم العدوان والحصار.. وفي هذا الإطار يتحدث الإعلام المتصهين يوميًّا عن صراعات داخلية أَو خلافات قيادية، وهي بطبيعة الحال شائعات مفضوحة وادِّعاءات واهية هدفها ضرب الثقة بين الشعب والقيادة.
وأمام هذا كله يجدر بالإعلام اليمني ترسيخ هذه الحقائق جيِّدًا في إطار معركة الوعي التي يخوضها اليوم، فالعدوّ يزرع الفتن بعناية، ويصنع رموزًا بديلة، ويلمع وجوهًا يسميها "محايدة" تعمل لصالحه بشكل غير مباشر لإرباك الوعي العام وتفكيك الجبهة الداخلية، لكن اليمني بفطرته لا ينخدع بسهولة، خَاصَّة بعد عشر سنوات من الحرب الضروس والتجارب القاسية التي كشفت كُـلّ الأقنعة التي تخفّت خلف الأساليب السالف ذكرها.
وعلى كُـلّ فلا غرابة أن تتجه ريح الهجمة الإعلامية الصهيونية العاتية نحو اليمن، ذلك أن كيان الاحتلال الإسرائيلي حوصر بهذا الشكل بحريًّا لأول مرة منذ أربعينيات القرن الماضي، وأصابته صواريخ ومسيرات قدمت من مسافة 2000 كيلومتر، من قبل بلد عربي كان يراه أسفل القائمة، أَو لعله لم يكن يراه، وهذا النجاح كافٍ لصناعة وعي عربي جمعي يخشى الكيان تجذره في أوساط الشعوب العربية..
في النهاية، يجب النظر بمسؤولية تامة بحتمية المواجهة في هذا المضمار بخطط استباقية مدروسة تستفيد من استراتيجيات المعركة العسكرية لرسم الرواية الحقيقية، على أن يكون عامل التخطيط والمبادرة فيها على رأس أولويات المواجهة بدلا من انتظار استهداف الإعلام المعادي الوعيَ الجمعي العربي والغرق في المحاولات اليائسة للرد عليه.
عبد الخالق دعبوش
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
حزب الإصلاح يدين حملة الاختطافات الحوثية التي طالت أكثر من 200 من أعضائه
أدان التجمع اليمني للإصلاح بأشد العبارات، الحملة الإجرامية من الاختطافات والملاحقات التي طالت أكثر من مئتي شخص من أعضاء الحزب في محافظات إب وذمار وصعدة وصنعاء، إلى جانب عدد من أبناء محافظة تعز، بينهم أكاديميون وأطباء ومعلمون ووجهاء اجتماعيون تم اقتيادهم من منازلهم.
وحمل الحزب -في بيان- جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عمّا يتعرض له المختطفون من تعذيبٍ وانتهاكاتٍ لحقوقهم الإنسانية، مؤكداً أن ما يجري هو محاولة يائسة لإسكات كل صوت وطني حر يقف في وجه مشروع الكهنوت والانقلاب.
وأكد أن هذه الجرائم تمثل تهديداً خطيراً للسلم الأهلي، وتجسّد عقلية الإقصاء والكراهية التي تغذيها المليشيا خدمةً للمشروع الإيراني التخريبي الهادف إلى تمزيق اليمن وتحويله إلى بؤرة صراع تهدد أمن الإقليم واستقراره.
وأشار إلى أن اليمن يشهد هذه الأيام فصلاً جديداً من فصول القمع الممنهج والإرهاب المنظم الذي تمارسه المليشيا بحق المدنيين، في سلوكٍ يعكس طبيعتها الإجرامية وعداءها لكل القيم الإنسانية والوطنية.
وقال البيان إن مناطق سيطرة المليشيا الحوثية تحولت إلى معتقلٍ كبير تُنتهك فيه الكرامة الإنسانية، وتُكمم فيه الأفواه الحرة، وتُغتال فيه إرادة اليمنيين في الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية.
وأضاف أن المليشيا بإقدامها على هذه الاختطافات تضيف حلقة جديدة إلى سجلها الأسود في القمع والإرهاب، في حين لا يزال العشرات من السياسيين والإعلاميين رهن الإخفاء القسري منذ سنوات، وعلى رأسهم محمد قحطان، عضو الهيئة العليا للإصلاح والمشمول بقرارات مجلس الأمن، في تحدٍ صارخٍ لإرادة المجتمع الدولي وقيم العدالة والحرية.
وأكد البيان أن الانتهاكات الحوثية تجاوزت كل الحدود وبلغت مستوى الجرائم ضد الإنسانية، من اعتقالات تعسفية وتعذيب وحشي وقتل تحت التعذيب ونهب للممتلكات، في مشهدٍ يعكس عقلية لا تؤمن بالدولة ولا بالإنسان.
ودعا الإصلاح القوى السياسية والمجتمعية إلى إدراك خطورة المرحلة وتوحيد الصف الوطني لمواجهة هذا الخطر الداهم، ورفض أي محاولات لتجميل وجه المليشيا أو منحها شرعية أمر واقع.
وشدد الحزب على أنه لا أمن ولا استقرار إلا بعودة الدولة وبسط سيادتها على كامل التراب اليمني، وأن أي تسويات تُبقي على سلاح المليشيا أو تنتقص من سيادة القانون تعد خيانة لتضحيات اليمنيين.
وطالب البيان بـ الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً، وتمكين لجان حقوق الإنسان الدولية من زيارة السجون الحوثية، وفتح تحقيق دولي شفاف في جرائم التعذيب والإخفاء القسري، وملاحقة المسؤولين عنها أمام القضاء الوطني والدولي.
كما دعا الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص والمنظمات الحقوقية إلى تحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية والقيام بدور حقيقي في حماية المدنيين ومحاسبة الجناة.
واختتم الإصلاح بيانه بالتأكيد على أن جرائم الإخفاء القسري والتعذيب والاضطهاد السياسي والديني ونهب الممتلكات وتهجير الآمنين لن تسقط بالتقادم، وأن الحرية والكرامة والعدالة مبادئ لا مساومة عليها، مشدداً على أن إرادة الشعب اليمني ستظل أقوى من آلة القمع والطغيان، وأن اليمنيين الأحرار ماضون حتى استعادة دولتهم ودحر الكهنوت إلى غير رجعة.
وتعرض أعضاء حزب التجمع اليمني للإصلاح، إلى جانب ناشطين وصحفيين يمنيين، خلال السنوات الماضية، لحملات واسعة من الاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب على يد مليشيا الحوثي، كما طالت بعضهم عمليات قتل وتصفيات ميدانية، في إطار سياسة ممنهجة تستهدف المعارضين السياسيين وكل الأصوات الرافضة لسيطرة المليشيا وانقلابها على الدولة.