كبير الأثريين: المصري القديم علّم العالم معنى الإنسانية وكرامة الإنسان حتى بعد الموت
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
أكد الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، أن المتحف المصري الكبير لا يكتفي بعرض آثار من الماضي، بل يعيد سرد فلسفة المصري القديم في فهم الحياة والموت والإنسان.
وقال شاكر خلال حواره ببرنامج "أهل مصر"  على قناة "أزهري"،   إن ما تم الكشف عنه داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون يبرهن على عمق الفكر الإنساني للمصري القديم، الذي لم يرَ الموت نهاية، بل امتداداً لحياة أخرى تُمارَس فيها تفاصيل المعيشة بكل دقة كما عاشها الملك في دنياه.
                
      
				
وأوضح شاكر أن العالم البريطاني هوارد كارتر، مكتشف المقبرة عام 1922، ركّز حينها على بريق الذهب والكنوز المرصعة بالأحجار الكريمة، بينما تجاهل جانباً بالغ الأهمية، وهو الكنوز العضوية التي احتوتها المقبرة، فقد عُثر بداخلها على بقايا من اللحوم المجففة والخبز والعدس والبصل والنبيذ الأحمر والأبيض، وهي وجبات أُعدّت لترافق الملك في رحلته الأبدية.
وأضاف أن المقبرة كشفت أيضاً عن بعد إنساني نبيل في الحضارة المصرية، حيث عُثر على جثتين لابنتي الملك وُلدتا ميتتين في عمر ثمانية وتسعة أشهر تقريباً، وقد تم تحنيطهما وفق الطقوس الملكية الكاملة، ما يعكس احترام المصري القديم لكرامة الإنسان منذ لحظة الميلاد وحتى بعد الموت. وعلّق قائلاً: «بعض الدساتير الحديثة لا تمنح الجنين مكانة قانونية، لكن المصري القديم من آلاف السنين صان حرمة الأجنة واحتفى بهم في طقس ملكي مهيب».
اقرأ المزيد..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لحظة الميلاد تم الكشف حضارة المصرية مقبرة الملك السياحة والآثار المتحف المصري الكبير المصری القدیم
إقرأ أيضاً:
المتحف المصري الكبير.. كيف تحول من صرح ثقافي إلى ظاهرة رقمية عالمية؟
لم تمر ساعات قليلة على افتتاح المتحف المصري الكبير حتى اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي من القاهرة إلى أقصى الأرض. ملايين التغريدات، مقاطع الفيديو، والهاشتاجات اجتاحت الإنترنت وجعلت اسم المتحف يتردد بلغات العالم أجمع، وكأن الحضارة المصرية قررت أن تغزو الفضاء الرقمي بعد أن أبهرت البشرية على أرض الواقع.
المتحف يقتحم الترند العالميمنذ لحظات الافتتاح، تصدرت هاشتاجات مثل "#المتحف_المصري_الكبير"، و"#GrandEgyptianMuseum"، و"#هدية_مصر_للعالم"، و"#مصر_بتفرح" قوائم الترند على منصات التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم. وباتت منصات مثل "إكس" (تويتر سابقًا) و"إنستجرام" و"تيك توك" تشهد تفاعلاً غير مسبوق، وسط موجة من الفخر والاحتفاء بالإنجاز المصري الجديد.
على منصة "إكس"، تفاعل الآلاف من المستخدمين مع كل لحظة من حفل الافتتاح، بداية من إطلالة المسلة العملاقة التي تعلو بهو المتحف وصولًا إلى عروض الموسيقى والضوء التي عكست روعة تاريخ مصر الفرعونية. دعوات لزيارة المتحف بمجرد فتح أبوابه للجمهور في 4 نوفمبر الجاري كانت حاضرة في التغريدات التي عكست إعجاباً بالمشهد المهيب.
أما على "إنستجرام"، فقد غصت الصفحات بصور ومقاطع فيديو من حفل الافتتاح، مرفقة بتعليقات تتغنى بالتصميم المعماري الفريد الذي مزج بين الحداثة وروح التاريخ المصري القديم. الصور لم تقتصر على معالم المتحف وحدها، بل شملت ضيوف مصر الذين كانوا جزءًا من هذا الحدث الاستثنائي.
وفي الوقت الذي كان فيه الحدث يثير الإعجاب والدهشة في جميع أنحاء العالم، كان سر النجاح في تزايد الاهتمام الرقمي يعود أيضًا إلى الحملة الترويجية العالمية التي سبقت الافتتاح، الحملة التي اعتمدت على صور تشويقية، مقاطع قصيرة، ومواد باستخدام تقنيات الواقع المعزز، ساعدت في تحفيز الفضول العالمي وجعلت الجميع يتطلع لمشاهدته عبر الإنترنت.
المتحف يتحول إلى ظاهرة رقميةلم يقتصر الاهتمام على منصات التواصل المعروفة مثل "إكس" و"إنستجرام"، بل شهدت منصات مثل "تيك توك" و"يوتيوب" أيضًا موجة واسعة من المشاركات التي نقلت تجربة الزيارة بشكل مبهج وسلس. المؤثرون والمستخدمون حول العالم شاركوا مقاطع احتفالية وأخرى تعليمية، مما ساهم في نشر الوعي الثقافي وجذب جيل جديد من الشباب المهتم بالتراث.
لكن ربما أبرز ما لفت الأنظار كان تحول المتحف إلى مادة غنية لصناعة "الميمز" (memes) والمحتوى المرح على الإنترنت، حيث تم استخدام مقاطع موسيقية ممزوجة بنغمات فرعونية وإعادة توظيفها بأسلوب عصري. من توت عنخ آمون إلى نفرتيتي، أصبحت هذه الرموز الحضارية المصرية القديمة أيقونات رقمية يعيشها جيل الإنترنت.
وفيما أصبح المتحف المصري الكبير واحدًا من أكبر قصص النجاح في العالم الرقمي، لم يعد مجرد صرح أثري يحفظ كنوز الماضي، بل تحول إلى علامة حية تُعبّر عن قدرة مصر على دمج ماضيها العريق مع الحاضر الرقمي. أصبح المتحف أكثر من مجرد معرض للآثار، فقد أصبح "نجمًا" في الفضاء الإلكتروني، متواصلاً مع جيل جديد من المستخدمين الذين يتفاعلون مع الحضارة المصرية عبر شاشاتهم.
كما كانت المعابد المصرية القديمة تُبنى لتظل صامدة لآلاف السنين، كذلك جاء المتحف المصري الكبير ليبني جسورًا مع المستقبل ويصل إلى كل شاشة في العالم، مما يعكس قدرة مصر على جعل حضارتها حية ومتجددة في الذاكرة العالمية، ليس فقط في القاعات، ولكن أيضًا في فضاء الإنترنت.