دراسة: إصابات "كوفيد-19" في الحمل زادت حالات التوحّد
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
كشفت دراسة طبية حديثة في الولايات المتحدة أن الأطفال الذين وُلدوا لأمهات أُصبن بفيروس "كوفيد-19" أثناء الحمل، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالتوحّد واضطرابات النمو العصبي مقارنةً بغيرهم.
وأجرى البحث فريق من مستشفى ماساتشوستس العام (Massachusetts General Hospital)، وشمل تحليل بيانات أكثر من 18 ألف حالة ولادة جرت بين مارس 2020 ومايو 2021 في نظام الرعاية الصحية Mass General Brigham.
                
      
				
ووفق الدراسة التي نشرتها شبكة CNN، تبيّن أن 16% من الأطفال المولودين لأمهات أُصبن بكوفيد-19 أثناء الحمل، شُخّصوا لاحقًا باضطرابات في النمو العصبي، مقابل أقل من 10% لدى الأطفال الذين لم تُصب أمهاتهم بالفيروس. وبعد تعديل العوامل الأخرى، خلص الباحثون إلى أن خطر الإصابة بهذه الاضطرابات أعلى بنحو 1.3 مرة في المجموعة الأولى.
نسب أعلى بين الذكور
وأظهرت النتائج أن الخطر كان أكبر بين الأولاد، ولا سيما في الحالات التي أُصيبت فيها الأمهات بالفيروس خلال الثلث الثالث من الحمل، وهو ما وصفه الباحثون بـ"الفترة الحرجة لتطور الدماغ".
ومن بين الاضطرابات التي رُصدت المشكلات في النطق والحركة والتوحّد، إذ بلغت نسبة تشخيص التوحّد 2.7% من مواليد الأمهات المصابات، مقابل 1.1% فقط لدى الآخرين.
تفسير محتمل
وقالت الدكتورة ليديا شوك، المتخصّصة في طب الأم والجنين ورئيسة فريق البحث، إن النتائج "منسجمة مع التفسير البيولوجي المعروف لتأثير الاستجابة المناعية لدى الأم على دماغ الجنين". وأضافت أن "الوعي بهذه المخاطر يساعد الآباء على متابعة التطور العصبي لأطفالهم مبكرًا لضمان التشخيص والدعم المناسبين".
وبدورها، أكدت الدكتورة أندريا إدلُو، المشرفة على الدراسة، أن النتائج "تسلّط الضوء على أهمية الوقاية من العدوى أثناء الحمل"، مشيرةً إلى أن نحو 93% من الأمهات في العينة لم يتلقين اللقاح ضد كوفيد-19 خلال فترة الدراسة.
دعوة لمزيد من البحث
ويرى الباحثون أن النتائج تُظهر أن كوفيد-19، شأنه شأن أمراض معدية أخرى أثناء الحمل، قد يؤثر في تطوّر دماغ الجنين حتى دون انتقال مباشر للفيروس.
ودعوا إلى إجراء دراسات أوسع لمعرفة ما إذا كان هذا التأثير قابلًا للعكس في حال تلقي الأمهات رعاية وقائية وعلاجية أفضل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة كوفيد 19 النمو العصبي الرعاية الصحية مارس الدراسة شبكة الاطفال الحمل أثناء الحمل کوفید 19
إقرأ أيضاً:
حبوب منع الحمل: هل تزيد من خطر الإصابة بالسرطان؟
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ من بين 1.9 مليار امرأة في سن الإنجاب (بين 15 و49 عاماً) في جميع أنحاء العالم عام 2021، كانت 1.1 مليار امرأة بحاجة إلى وسيلة لمنع الحمل وتنظيم الأسرة، ومن بينهن 874 مليون امرأة اخترن استخدام وسائل منع الحمل الحديثة، منها الحبوب وغيرها من الوسائل.
إلا أنّ عدد مستخدمات حبوب منع الحمل من النساء مرجّح أن يكون أعلى من ذلك، إذ بعيداً عن استخدامها لمنع حدوث الحمل، تُستعمل هذه الوسائل الهرمونية أيضاً للسيطرة على أعراض أمراض أخرى.
ومن أبرز هذه الأعراض التي تساعد الحبوب على تنظيمها، تلك المرتبطة بمتلازمة تكيس المبايض، التي تُقدَّر نسبتها بين 6 و13 في المئة من النساء في سن الإنجاب حول العالم، بحسب منظمة الصحة العالمية.
إلّا أنّه يبدو أنّ هذه الحبوب، التي بدأ إنتاجها في أشكالها الأولى في خمسينيات القرن الماضي، تتعرض حالياً لهجوم شرس على وسائل التواصل الاجتماعي، مع عشرات مقاطع الفيديو التي انتشرت على تيك توك وحصلت على ملايين المشاهدات، تقول فيها شابات إنّ حبوب منع الحمل تسبب السرطان، وإنّ منظمة الصحة العالمية صنفتها مؤخراً على أنها "مادة مسرطنة من الدرجة الأولى"، شأنها شأن التبغ والكحول والأسبستوس واللحوم المصنعة.
تعمل جميع وسائل منع الحمل الهرمونية، ومن ضمنها حبوب منع الحمل، عن طريق إطلاق هرمون اصطناعي يتحايل على الدماغ كي لا يأمر المبيضين بإطلاق بويضة شهرياً، ويزيد كثافة مخاط عنق الرحم عند فتحة الرحم. ويمنع هذان العاملان معاً من تخصيب بويضات الأنثى وعدم تهيئة الرحم لاستقبال جنين.
سألنا طبيبين عن تفاصيل أكثر حول هذه الحبوب وأنواعها وطريقة عملها والمخاطر المرتبطة بها.
وقال لنا البروفيسور محي الدين سعود، وهو طبيب مختص بطب التوليد والأمراض والأورام النسائية، وفي سجله مئات المنشورات العلمية في هذا المجال، إنه منذ صدور أول أنواع حبوب منع الحمل في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، بدأ الحديث عن إمكانية أن تتسبب هذه الحبوب بمرض السرطان.
إلا أنّ المشكلة في ذلك الوقت، بحسب سعود، "كانت تتعلق بنوع التركيبة الهرمونية والجرعة التي تحتويها هذه الحبوب، وكانت مختلفة جدًا عن الحبوب الموجودة اليوم".
ويفسر قائلاً: "كانوا يستخدمون هرمون الإستروجين وحده، وبعد سنوات أضافوا إليه البروجستيرون، وبدأوا بجرعات عالية من هذه الهرمونات تصل إلى 100 ميكروجرام من الإيثنيل استراديول"، وهو الشكل المصنع من هرمون الإستروجين.
أمّا حبوب منع الحمل اليوم، "فتحتوي على 30 ميكروغراماً من الإيثنيل إستراديول، وهناك حبوب أخرى تحتوي على 20 و15 ميكروغراماً فقط من هذا الهرمون"، بحسب سعود.
ويشير إلى أنّ الأمر نفسه ينطبق على ما يتعلق بالبروجسترون، "فقد تم تقليل الكمية المستخدمة منه في هذه الحبوب بشكل كبير".
وتمت الموافقة على أول وسيلة لمنع الحمل عن طريق الفم من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وتم بيعها في السوق عام 1960.
وهناك نوعان من حبوب منع الحمل تختلف بتركيزات الجرعات.
وأشارت الدكتورة غنى غزيري من الجامعة الأمريكية في بيروت في مقابلة مع بي بي سي عربي، إلى أنّ النوع الأول يحتوي فقط على هرمون البروجسترون وبنسبة منخفضة، أمّا الثاني فهي حبوب مركبة تحتوي على هرموني البروجسترون والاستروجين معاً.
وفي تفصيل لا يعرفه كثيرون حتى من النساء اللواتي يستخدمن هذه الحبوب، هو أنّ حبوب منع الحمل تمنع حدوث الدورة الشهرية، وأنّ الدم الذي تشهده النساء في الأيام القليلة التي تتوقف فيها عن أخذ هذه الحبوب، ليس ناتجاً سوى عن الانسحاب الهرموني من الجسم، وليس له علاقة بدم الدورة الشهرية.