المسلة:
2025-11-02@23:01:21 GMT

اتفاق تركي-عراقي: النفط مقابل الماء والاستثمار

تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT

اتفاق تركي-عراقي: النفط مقابل الماء والاستثمار

2 نونبر، 2025

بغداد/المسلة: في خطوة قد تعيد رسم خريطة التوازنات الإقليمية، أبرم العراق وتركيا اتفاقاً إطارياً يربط بين أعز ما تملكه بغداد من نفط أسود، وبين أثمن ما تفتقر إليه من مياه حياة. يأتي هذا الاتفاق في وقت يعصف بالمنطقة جفاف مدمر، حيث انخفضت مستويات نهري دجلة والفرات إلى حافة الانهيار، مهدداً بتحويل أراضٍ خصبة إلى صحراء قاحلة، وملايين السكان إلى ضحايا لكارثة إنسانية.

تكشف وسائل اعلام تركية عن مصادر دبلوماسية تركية، عن آلية تعاون تجعل الشركات التركية مسيطرة على إدارة وتحديث وإنشاء البنى التحتية المائية العراقية. يشمل ذلك سدوداً لجمع المياه ومشاريع استصلاح أراضٍ، تمويلها مباشرة من إيرادات مبيعات النفط العراقي إلى أنقرة.

مقابل ذلك، تلتزم تركيا بإطلاق تدفقات مائية منتظمة من الجانب التركي للنهرين، في محاولة لإنقاذ الزراعة العراقية المتعثرة وتأمين مياه الشرب لملايين.

الاتفاق يدفع عجلة الاقتصاد التركي، الذي يعاني من تباطؤ، من خلال دخول شركاته إلى مشاريع استراتيجية بقيمة مليارات الدولارات.

وفي العراق، يُنظر إليه كخطوة نحو حل أزمة المياه التي أدت إلى نزوح عشرات الآلاف، وفقدان محاصيل حيوية.

هذا التبادل يعكس تحولاً في العلاقات الثنائية

و رغم الوعود بالاستدامة، ترى تحليلات مستقلة في الصفقة شبه ابتزاز، إذ تستغل تركيا سيطرتها على المنابع لاستخراج امتيازات نفطية واستثمارية، في ظل قوانين دولية تحظر قطع المياه عن الدول السفلية. يُخشى أن يعمق ذلك التبعية العراقية، خاصة مع غياب ضمانات ملزمة للحصص المائية، مما يهدد بتصعيد التوترات إذا فشلت التنفيذات في مواجهة الجفاف المتفاقم بفعل التغير المناخي.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

خسائر العراق من الأزمة المائية

2 نونبر، 2025

بغداد/المسلة: أطلق المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان، الاحد، تحذيرًا شديد اللهجة بشأن تفاقم ظاهرة “القحط المائي والجفاف” التي تضرب مختلف مناطق العراق، وتداعياتها الخطيرة على الأمن الغذائي والاقتصادي والاجتماعي والبيئي في البلاد.

وأشار المركز في بيان ورد لـ المسلة، إلى أن العراق يمر بأخطر موجة شح مائي منذ أكثر من عقدين، نتيجة تراجع معدلات الأمطار بنسبة تتجاوز 60% عن معدلاتها السنوية المعتادة، إلى جانب انخفاض كميات المياه الواردة من نهري دجلة والفرات بأكثر من 50% مقارنة بالأعوام السابقة، بحسب تقارير وزارتي الموارد المائية والبيئة.

وأكد أن هذا التراجع الحاد ناجم عن التغيرات المناخية العالمية وسياسات دول المنبع المائية، إضافة إلى ضعف البنية التحتية المائية في العراق، ما أدى إلى تقلص المساحات الزراعية وازدياد التصحر في مناطق واسعة من البلاد.

وبيّن المركز أن القطاع الزراعي يعدّ المتضرر الأكبر من القحط المائي، حيث انخفضت المساحات المزروعة بأكثر من 70% خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مما أدى إلى تراجع إنتاج القمح والشعير بنسبة تقارب 60%، بحسب بيانات وزارة الزراعة.

كما أشار إلى أن العديد من المزارعين اضطروا إلى ترك أراضيهم الزراعية نتيجة نقص المياه وارتفاع كلفة الري، مما تسبب في خسائر اقتصادية جسيمة وتهديد مباشر للأمن الغذائي الوطني.

وحذّر من أن الثروة الحيوانية تواجه خطرًا حقيقيًا، إذ تشير الإحصاءات إلى نفوق أكثر من 30% من قطعان الأغنام والأبقار والجاموس في بعض المحافظات الجنوبية، بسبب شح المياه وجفاف المراعي الطبيعية.ً كما سجلت محافظات مثل المثنى وذي قار والأنبار أعلى نسب الهلاك الحيواني، فيما اضطر عدد كبير من المربين إلى بيع قطعانهم بأسعار زهيدة أو النزوح إلى مناطق أكثر رطوبة بحثًا عن مصادر للمياه.

وأضاف البيان، انه لم تقتصر آثار القحط المائي على الزراعة والمواشي فحسب، بل امتدت إلى الثروة السمكية التي تشهد انهيارًا غير مسبوق. فقد تراجعت إنتاجية الأسماك في الأحواض والمسطحات المائية بنسبة تفوق 50%، وانخفضت مساحات الأهوار العراقية المغذية للثروة السمكية إلى أقل من 30% من مساحتها الأصلية، ما أدى إلى نفوق ملايين الأسماك المحلية في محافظات مثل ذي قار والبصرة وميسان.

ولفت إلى أن أكثر من 15 ألف صياد فقدوا مصدر رزقهم المباشر نتيجة الجفاف وانخفاض مستويات المياه في الأنهار والأهوار، محذرًا من أن استمرار الأزمة سيؤدي إلى انقراض أنواع محلية من الأسماك مثل الكطان والبني والحمري التي تعد رمزًا بيئيًا وثقافيًا للجنوب العراقي.

وأوضح المركز أن الهجرة المناخية الداخلية أصبحت أحد أخطر تداعيات الجفاف، إذ تشير التقديرات إلى نزوح أكثر من 130 ألف شخص من محافظات الجنوب والوسط باتجاه المدن الكبرى خلال العامين الماضيين، بحثًا عن فرص عمل أو مصادر معيشية بديلة.

كما حذّر من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى تحولات ديموغرافية خطيرة وازدياد الضغط على المدن الحضرية التي تعاني أصلًا من ضعف الخدمات والبنى التحتية، مؤكداً أن أزمة القحط المائي لا تقتصر على البعد الاقتصادي، بل تمتد إلى أبعاد بيئية وإنسانية خطيرة، أبرزها ازدياد التصحر الذي يهدد أكثر من 39% من الأراضي الزراعية، وارتفاع معدلات العواصف الترابية إلى أكثر من 250 يومًا في السنة، مما يؤثر سلبًا على الصحة العامة ويزيد من معدلات الأمراض التنفسية، فضلاً عن تفاقم التلوث البيئي وتدهور جودة الهواء والمياه.

ودعا المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان، الحكومة العراقية إلى اعتماد رؤية وطنية شاملة لإدارة الموارد المائية ترتكز على مبادئ العدالة والاستدامة، من خلال تعزيز المفاوضات الدبلوماسية مع دول الجوار لضمان الحصص المائية العادلة، وتطوير مشاريع تحلية المياه وإعادة استخدام المياه المعالجة في الزراعة والصناعة.

وشدد على ضرورة تبني سياسات زراعية حديثة تعتمد على الري بالتنقيط والزراعة الذكية لتقليل الهدر المائي، إلى جانب تفعيل برامج دعم المزارعين ومربي الثروة الحيوانية والسمكية من خلال تعويضات مالية عاجلة وخطط إحياء للقرى المتضررة.

وفي ختام بيانه، أكد المركز أن مواجهة القحط المائي تتطلب تعاونًا حكوميًا ومجتمعيًا متكاملاً، ومشاركة فاعلة من مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص في إدارة الأزمة، مع تعزيز التوعية المجتمعية حول ترشيد استهلاك المياه ومواجهة آثار التغير المناخي.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • اتفاق عراقي تركي لـ«تنظيم المياه»
  • بغداد تنفي تنازل العراق عن ديونه مقابل توقيع اتفاقية المياه مع تركيا
  • وزير خارجية العراق: العلاقات مع تركيا "تاريخية".. وسنوقع وثيقة ثنائية حول كيفية إدارة المياه
  • خسائر العراق من الأزمة المائية
  • لعلاج أزمة العراق المائية.. مشاريع تركية تمول من واردات النفط!
  • العراق يعلن التوقيع مع تركيا على اتفاقية تاريخية بشأن حصة المياه
  • وزير خارجية العراق: العلاقات مع تركيا تاريخية.. وسنوقع وثيقة ثنائية حول كيفية إدارة المياه
  • وزير الخارجية التركي يصل الى بغداد
  • تركيا:رغم احتلالنا للعراق وتخفيض المياه عنه لدرجة العطش إلا أن السوداني وافق على رفع صادراتنا إلى 30 مليار دولار سنوياً!!