4 أسباب رئيسية.. لماذا يعتمد الأميركيون على المؤثرين في متابعة الأخبار؟
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
يتنامى اعتماد الأميركيين، خصوصا الشباب، على المؤثرين في منصات التواصل الاجتماعي للوصول إلى الأخبار، حيث يحصل واحد من كل 5 أميركيين على الأخبار منهم بانتظام، وفق مركز بيو للأبحاث.
وبيّن المركز أن المؤثرين وصناع الأخبار المبدعين أصبحوا بديلا شائعا عن الصحفيين التقليديين والمؤسسات الإخبارية كمصدر للأخبار بالنسبة لكثير من الأميركيين، نظرا لدورهم الفعال في إيصال وتفسير الأحداث بسرعة وتقديم محتوى إخباري نوعي.
واستنتج المركز الأميركي أن الشباب هم الأكثر اعتمادا على المؤثرين، إذ قال 38% ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما إنهم يحصلون على الأخبار من صناع الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي بانتظام، في حين بلغت نسبة المسنين (65 فما فوق) الذين يعتمدون على المؤثرين 8% فقط.
ومن بين الذين يحصلون على الأخبار من المؤثرين بانتظام، يقول 69% إنهم يصادفونها غالبا، بينما يفيد 31% منهم أنهم يبحثون عنها.
ولا يوجد سبب واحد وراء اعتماد المؤثرين كمصدر للأخبار، بل يذكر الأميركيون عددا من الأسباب الرئيسية:
المساعدة على فهم الأحداث الجارية بشكل أفضل (54%). سرعة تغطية المؤثرين للأخبار العاجلة (54%). مصداقية المؤثرين (49%). تقديم معلومات مختلفة عن المصادر الأخرى (46%).ويقول قرابة نصف البالغين ممن تبلغ أعمارهم 50 عاما أو أكثر (52%) إن السبب الرئيسي لحصولهم على الأخبار من المؤثرين أن لديهم آراء أو قيما يتفقون معها، أما كبار السن فأفادوا بأنهم يقدّرون المصداقية لدى المؤثرين (58%).
وكان الشباب الأميركيون أكثر عرضة من كبار السن للقول إن السبب الرئيسي لمتابعة الأخبار من المؤثرين أنها مسلية (40% مقابل 30%).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات على الأخبار من على المؤثرین
إقرأ أيضاً:
إنهم يصنعون التاريخ
عندما وقف الشاب الثائر زهران ممدانى قبل ساعات من التصويت فى انتخابات عمدة نيويورك ليقول «نحن على وشك أن نصنع التاريخ» كان يدرك ما يقول، وكان يعلم ماذا يقصد بصناعة التاريخ.. لم يكن حديثه مجرد شعارات انتخابية تهدف إلى تحريك مشاعر الناخبين.. أو خطاب حماسى لا يلبث أن يختفى فى أعقاب غلق صناديق الاقتراع.. لكن الحديث كان أعمق بكثير، والشعارات كانت عنوانا للزلزال القادم من نيويورك.. ورسالة من الشعب الأمريكى إلى الحاكم بأمره فى البيت الأبيض.. بل رسالة سياسية تحمل نظريات جديدة فى الحكم ربما تنتشر فى دول كثيرة خلال المرحلة القادمة.
وكانت الصحافة العالمية على حق عندما لخصت المشهد الانتخابى فى نيويورك فى عبارة واحدة «زهران ممدانى على أعتاب صناعة التاريخ».
ولأن صناعة التاريخ فى نيويورك هذه المرة لم تكن مقصورة على النخبة أو الطبقة المثقفة كما يحدث فى معظم التجارب فإن رد الفعل الصادر من الحاكم الفائز كان مختلفًا أيضًا.. فقد اعتبر ممدانى فوزه فى الانتخابات انتصارا لكل سكان نيويورك من سائقى سيارات الأجرة إلى الطهاة.
لم تكن انتخابات عمدة نيويورك مجرد انتخابات عادية.. بل كانت صخرة تحطمت عليها نظريات وقواعد واستيراتيجيات وأسس حاكمة منذ أكثر من قرن من الزمان.
أول مسلم يفوز بمنصب مهم فى تاريخ أمريكا.. تلك كانت المفارقة الأولى.. وهذا يعنى الكثير سواء بالنسبة للمرشح وللديانة التى ينتمى إليها.
صحيح أن الزلزال الذى ضرب الولايات المتحدة صباح الأربعاء وكان مركزه نيويورك لم يكن ايديولوجيا فقط.. بل كان شاملا وكاسحا.. إلا أن الجانب الايدلوجى كان واضحا وفى بؤرة الأحداث وربما كان لخطاب ترامب العدوانى تجاه ايديولوجية ممدانى أكبر الأثر فى هذا.
لم يكن الرعب الذى سيطر على الرئيس الأمريكى من نجاح «ممدانى» عائدا إلى كونه ينتمى للحزب الديمقراطى.. بل لكونه مسلما.. هذا ما أشارت إليه وسائل الإعلام العالمية حيث قالت الإذاعة الدولية لألمانيا «دويتشه فيله» وهى واحدة من كبريات إذاعات العالم ان التحذير الذى أطلقه الرئيس الأمريكى لسكان نيويورك عشية الانتخابات وتهديده لهم فى حالة انتخاب ممدانى لم يكن عنيفًا فى لغته فحسب.. بل كاشفًا فى مضمونه.. فالرئيس الأمريكى - والكلام ما زال للإذاعة الألمانية- لا يخشى مرشحًا عاديًا، بل يخشى فكرة أن يتربع «مسلم اشتراكى» على عرش المدينة التى طالما كانت رمزًا للرأسمالية.
بعد هذه الصراحة من الإعلام الأوروبى نستطيع أن نقول إن الخوف من ممدانى هو خوف ايديولوجى بالأساس ويحمل بداخله بذور التعصب والكراهية.
بانتخاب ممدانى سقطت نظرية الإسلاموفوبيا التى روجوا لها كثيرا فى أمريكا والغرب.. وها نحن اليوم أمام شاب مسلم منحه الأمريكيون ثقتهم فى منصب رفيع يعد بمثابة الطريق إلى البيت الأبيض. أسقط الأمريكيون فى نيويورك نظريات التعصب الأعمى ضد الإسلام تلك النظريات التى حاصرته فى الإرهاب والتعصب والتخلف والرجعية وتجاهل أصحاب هذه النظريات عن عمد أن الإسلام هو دين التسامح والوسطية والاعتدال والتقدم وتحقيق الازدهار والسلام وأن من أهم ركائزه العدل والحرية والمساواة.
لقد سقطت المؤامرة على أعتاب نيويورك وكتب الأمريكيون فى تلك الولاية تاريخًا جديدًا، ووضعوا ثقتهم فى شاب مسلم اشتراكى ديمقراطى رفع شعار معا من أجل حياة كريمة.