لا أريد أن أموت.. حقيقة فيديو لجندي أوكراني يبكي من شدة القتال
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
تزامنا مع تصاعد وتيرة المواجهات في شرق أوكرانيا خلال الأيام الأخيرة، تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر جنديا يبكي على جبهة القتال، قائلا "لا أريد أن أموت".
وزعم ناشرو الفيديو أنه يعود لجندي أوكراني يواجه ظروفا قاسية في الجبهة بسبب شدة القتال وأن الشاب حديث التجنيد زج به في المعارك الدائرة ضد القوات الروسية.
وحظي المقطع بانتشار واسع وتفاعل كبير على المنصات الرقمية من قبل مستخدمين تداولوه، مصحوبا بتعليقات تتنوع بين إنسانية وسياسية، حيث جاء ذلك في خضم تضارب الروايات الميدانية بين موسكو وكييف بشأن تطورات القتال في محاور عدة، خصوصا في مدينة كوبيانسك التي تشهد اشتباكات عنيفة وقصفا متبادلا.
واستخدمت حسابات على المنصات الفيديو في سياقات متعددة لتصوير معاناة الجنود الأوكرانيين على الخطوط الأمامية، من بينها "شاب صغير زُج به في القتال".
meghalni a fegyvergyárak profitjáért… pic.twitter.com/glkab6UG3M
— MALDOROR (@MaldororArt) November 3, 2025
المقطع الذي نال ملايين المشاهدات تداوله الناشطون على عدد من المنصات تحت عناوين مختلفة، منها حساب على إنستغرام الذي نشر الفيديو قائلا "جيش زيلينسكي يشهد هروب 20 ألف جندي شهريا، ويتم استبدالهم بـ 20 ألف مجند إجباري. هذا الشاب المسكين واحد من أولئك الذين أجبروا على الالتحاق بالقوات بعد أن تم زجهم في شاحنات قسرا. آمل أن يكون بأمان".
View this post on Instagram ما الحقيقة؟أجرى فريق "الجزيرة تحقق" تحقيقا معمقا للتحقق من صحة الفيديو المتداول، حيث تبين بعد مراجعة شاملة للمواد المتاحة على المنصات الرقمية أنه مضلل ولا يعود لواقعة حقيقية كما تم الترويج له.
من خلال عملية بحث عكسي الفيديو، توصل فريقنا إلى المصدر الأصلي حساب على منصة "تيك توك" يحمل اسم "fantomoko"، ويُعرف هذا الحساب بنشر مقاطع مصممة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، تُظهر مشاهد تمثيلية لجنود يرتدون زي الجيش الأوكراني في سياقات درامية لا تمت للواقع بصلة.
إعلانوتشير المعطيات إلى أن الحساب المذكور تم إغلاقه لاحقا بعد انتشار المقطع بشكل واسع وتداوله على أنه مشهد حقيقي من ساحات القتال.
ولم يكتفِ الفريق بهذه النتيجة، بل واصل عملية التحقق للوصول إلى هوية الشخص الظاهر في الفيديو هل هي حقيقية أم لا.
وبعد عملية بحث إضافية، تبين أن صاحب المقطع ليس جنديا أوكرانيا كما زُعم، وإنما شخص ناشط على "تيك توك" يحمل اسم "kussia8814″، اعتاد مشاركة مقاطع قصيرة من حياته اليومية ومحتوى ترفيهي لا علاقة له بالحرب أو بالمؤسسة العسكرية، وتم استخدامه وجهه في صناعة عدد من المقاطع بالذكاء الاصطناعي.
@kussia8814♬ оригинальный звук – mf_reddit
وبناء على مجمل هذه الأدلة الرقمية، يؤكد التحقيق أن الفيديو نتاج عمل فني رقمي، استخدم في سياق مضلل لتصوير مشاهد الحرب في أوكرانيا، مما يسلط الضوء على دور المحتوى المصطنع بالذكاء الاصطناعي في تضليل الرأي العام، وأهمية التحقق من مصادر المقاطع المنتشرة قبل تداولها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
ضللنا الاحتلال.. القسام تنشر فيديو يكشف حقيقة انتشال جثث الأسرى الإسرائيليين
بثّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الأربعاء، مقطع فيديو جديداً تحت عنوان «هذا هو المشهد الحقيقي»، قالت إنه يوثّق تفاصيل ما جرى خلال عملية انتشال جثث الأسرى القتلى الإسرائيليين التي وقعت قبل أيام في قطاع غزة، نافيةً الرواية التي بثّها الجيش الإسرائيلي عبر طائراته المسيرة.
وأوضحت الكتائب، عبر قناتها الرسمية على تطبيق «تلغرام»، أنّ اللقطات التي تداولتها وسائل الإعلام العبرية مؤخراً كانت جزءاً من عملية تضليل محكمة نفذتها المقاومة، مؤكدة أنها «استخدمت أساليب خداعية خلال استخراج الجثث لتضليل العدو وحرمانه من أي معلومة ميدانية دقيقة».
وأضافت الكتائب أن الجيش الإسرائيلي راقب عمليات انتشال الجثث عبر طائراته المسيّرة، ثم أدرج مواقعها ضمن بنك أهدافه، ليقوم لاحقاً باستهدافها «خلال موجات القصف الواسعة التي أعقبت وقف إطلاق النار»، ووصفت تلك الضربات بأنها «محاولة يائسة للتغطية على فشله الميداني».
وبيّنت كتائب القسام أن «التصوير الذي بثّه العدو لعملية استخراج إحدى الجثث كان جزءاً من عملية تمويه نفذها أمن المقاومة»، مشيرة إلى أن «المشهد الذي صدّقه العدو واستغله إعلامياً لم يكن حقيقياً، بل مشهداً مكرساً لخداعه وكشف عجزه الاستخباري».
وأكدت الكتائب أن تعاملها مع الأسرى وجثث القتلى يستند إلى ما وصفته بـ«أخلاق المقاومة وتعاليم الإسلام السمحة»، معتبرة أن «الممارسات الإسرائيلية العدوانية لا يمكن أن تستوعب مفهوم الكرامة الإنسانية الذي تنطلق منه المقاومة في تعاملها مع الأسرى».
يرى مراقبون أن نشر هذا التسجيل في هذا التوقيت يحمل أبعاداً سياسية وإعلامية، إذ تسعى كتائب القسام إلى إعادة صياغة السردية الميدانية في أعقاب الحملة الإسرائيلية الأخيرة التي حاولت تصوير عملية الانتشال كعمل «وحشي»، في حين تؤكد حماس أنها تتعامل وفق «منظومة أخلاقية» تهدف إلى ردع الاحتلال لا التشفي منه.
كما يأتي هذا الإعلان بعد ساعات من إعلان كتائب القسام نيتها تسليم جثة أسير إسرائيلي مساء اليوم الأربعاء عند الساعة التاسعة مساء في حي الشجاعية شرق غزة، وهي خطوة يُنظر إليها كجزء من جهود تبادل إنساني محدودة قد تمهد لمسار تفاوضي أوسع حول ملف الأسرى والمفقودين بين الجانبين.
ويُذكر أن المعركة الإعلامية بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية تشهد تصاعداً لافتاً، حيث تستخدم كل جهة أدواتها البصرية والإلكترونية في توجيه الرأي العام المحلي والدولي، في وقت ما زالت فيه المفاوضات السياسية حول الوضع في غزة تراوح مكانها.