ملتقى الترجمة الدولي يناقش بناء جيل المترجمين الجدد لدعم اقتصاد المعرفة
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
واصل ملتقى الترجمة الدولي 2025، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة تحت شعار "من السعودية نترجم المستقبل"، فعاليات يومه الثاني بسلسلة من الجلسات الحوارية والنقاشية.
وتناولت الجلسات التحولات التقنية في صناعة الترجمة، ودور التوطين في دعم اقتصاد المعرفة، وبناء جيلٍ واعد من المترجمين القادرين على مواكبة التطور العالمي في هذا المجال.
أخبار متعلقة 100 متحدث و40 دولة.. انطلاق ملتقى الترجمة الدولي بالرياض الخميستكريم الكشافة السعودية بشهادة مشاركة دولية في برنامج "جوتا – جوتي 2025""يدٌ تغرس وأرضٌ تزدهر".. انطلاق موسم التشجير الوطني 2025 غدًا .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ملتقى الترجمة الدولي يناقش بناء جيل المترجمين الجدد لدعم اقتصاد المعرفة
وأكد المتحدثون أن التوطين أصبح مكوّنًا رئيسًا في بناء الاقتصادات المعرفية الحديثة، لما يوفره من فرص للتبادل الثقافي وجذب الاستثمارات وتحسين التواصل بين الشركات والجمهور. وأوضحوا أن التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي التوليدي أسهما في إعادة تشكيل مفهوم التوطين، عبر الدمج بين التقنية والخبرة البشرية، مما يضمن السرعة والدقة مع الحفاظ على الهوية الثقافية.
وشدّد المشاركون على أهمية إعداد كوادر وطنية قادرة على التعامل مع الأدوات التقنية الحديثة في الترجمة والتوطين، وتبني معايير مهنية تضمن جودة المخرجات واستدامة الصناعة، مؤكدين أن الجامعات ومراكز التدريب تلعب دورًا محوريًا في إعداد جيلٍ قادرٍ على المنافسة في سوق الترجمة العالمي.
كما أشاروا إلى تجربة المملكة في توطين صناعة الألعاب الإلكترونية وتطوير محتواها عبر الذكاء الاصطناعي، مما جعلها من الدول المتقدمة في هذا المجال بفضل بنيتها الرقمية وكفاءاتها الوطنية الشابة.التحول التقني والممارسات الذكيةوناقشت جلسة "التحول التقني في صناعة الترجمة: نحو ممارسات ذكية ومستدامة" أثر التطورات الرقمية والذكاء الاصطناعي على صناعة الترجمة، حيث أكد الخبراء أن التقنية أصبحت شريكًا أساسيًا للمترجم في تحسين الأداء، وتسريع الإنتاج، ورفع الجودة.
وبيّن المشاركون أن الأنظمة المتقدمة مثل برامج إدارة الترجمة والبيانات الضخمة والتقنيات التعاونية أسهمت في بناء بيئة عمل أكثر كفاءة، تُمكّن المؤسسات من التوسع في أسواق متعددة اللغات. وأجمع المتحدثون على أن المترجم العصري مطالب بإتقان التحليل اللغوي وإدارة البيانات واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بوعي نقدي يوازن بين الكفاءة التقنية والمسؤولية الإنسانية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ملتقى الترجمة الدولي يناقش بناء جيل المترجمين الجدد لدعم اقتصاد المعرفة
كما شددت الجلسة على ضرورة الموازنة بين عمل الآلة والإشراف البشري للحفاظ على الدقة والهوية الثقافية، مشيرةً إلى أن تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبح يتجه نحو إنتاج محتوى أكثر انسجامًا مع الثقافة المحلية واللغة العربية، ما يعزز جودة الترجمة العربية عالميًا.بين الإنسان والآلةوشهدت الجلسة الحوارية "الترجمة بين الإنسان والآلة: معضلة المعنى في عصر الذكاء الاصطناعي" نقاشًا ثريًا حول التوازن بين الإبداع البشري والدقة التقنية. وأكدت الدكتورة بثينة الثويني، والدكتور نيل سادلر، والدكتور جوزيف لامبرت أن الذكاء الاصطناعي رغم قدرته على تسريع الترجمة وتحليل النصوص، فإنه لا يزال عاجزًا عن الإحاطة بالمعاني الثقافية والعاطفية الدقيقة التي يدركها المترجم البشري بحس لغوي عميق.
وأشار المتحدثون إلى أن التكامل بين الإنسان والآلة هو الطريق الأمثل لمستقبل الترجمة، داعين إلى تطوير مناهج تعليمية وبرامج تدريبية تمكّن المترجمين من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بفعالية ومسؤولية، مع الالتزام بالقيم الأخلاقية والمهنية في الصناعة.التعليم الأكاديمي وبناء المهنةكما تناولت جلسة "أكاديميا الترجمة: من القاعات الجامعية إلى ميادين المهنة" العلاقة بين التعليم الأكاديمي والممارسة المهنية، بمشاركة نخبة من الأكاديميين السعوديين، حيث أكدوا أهمية تطوير المناهج الجامعية لتواكب سوق العمل، وتوفير فرص تدريب وتطبيق ميداني للطلاب، وتمكينهم من التعامل مع الأدوات التقنية الحديثة في الترجمة.
وشدد المشاركون على أن التعليم الأكاديمي يمثل الركيزة الأولى لبناء مترجمين مؤهلين، وأن التكامل بين الجامعات والقطاعين العام والخاص يسهم في تخريج كوادر وطنية تنافس عالميًا.
جيل الترجمة الواعد
وفي ختام اليوم الثاني، ناقشت الجلسة الختامية "جيل الترجمة الواعد: بين كفاية التأهيل وكفاءة الممارسة" تجارب شبابية سعودية في المهنة، حيث عبّر المترجمون الشباب عن تطلعاتهم لمزيد من البرامج التدريبية وفرص التطبيق العملي، مؤكدين أن المترجم الناجح يجمع بين المعرفة الأكاديمية والوعي الثقافي والمهارات التقنية.
وأكد المشاركون أن الاستثمار في الجيل الجديد من المترجمين يعزز مكانة المملكة في المشهد اللغوي والمعرفي العالمي، ويسهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 عبر دعم الاقتصاد المعرفي وتوسيع المحتوى العربي عالميًا.
منصة عالمية للابتكار اللغوي
ويُعد ملتقى الترجمة الدولي 2025 منصة عالمية لتبادل الخبرات واستشراف مستقبل الترجمة والتوطين، ومواصلة التزام هيئة الأدب والنشر والترجمة بتمكين المترجمين، وتعزيز حضور اللغة العربية في المشهد الثقافي الدولي بوصفها لغة تواصل حضاري ومكوّنًا رئيسًا في التنمية الثقافية والمعرفية للمملكة.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: عبدالعزيز العمري الرياض ملتقى الترجمة ملتقى الترجمة الدولي الترجمة اقتصاد المعرفة ملتقى الترجمة الدولی الذکاء الاصطناعی اقتصاد المعرفة ن المترجمین article img ratio بناء جیل عالمی ا
إقرأ أيضاً:
خبراء مكتبات: المعرفة ليست ترفاً.. بل حجر الأساس في بناء المجتمعات
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأكد خبراء ومختصون في قطاع المكتبات والمعلومات أن المعرفة ليست رفاهية، بل ركيزة أساسية في بناء وعي الإنسان وتقدم المجتمعات، مشيرين إلى أن ترسيخ ثقافة المعرفة وتمكين الأفراد من الوصول إليها هو الخطوة الأولى نحو صناعة القرار الرشيد والتنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «المعرفة قوة: نحو مجتمع معلوماتي متكامل»، نظمتها جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات ضمن فعاليات اليوم الافتتاحي للدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب.
شارك في الجلسة كلٌّ من الدكتورة فاطمة علي المعمري، مدير إدارة التراث الثقافي المكلّف في وزارة الثقافة، وفهد علي المعمري، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات وباحث في التراث الشعبي، وأدارها الدكتور عماد جاب الله.
تحدثت الدكتورة فاطمة المعمري عن الدور المحوري لوزارة الثقافة في دعم الوصول إلى المعرفة وتوسيع نطاقها، مؤكدة أن المعرفة تمثل جزءاً أصيلاً من توجهات الوزارة في جميع برامجها ومبادراتها، لما لها من أثر في تشكيل وعي الفرد وتعزيز انتمائه وهويته الثقافية.
وأشارت إلى أن الوزارة تعمل على تمكين المجتمع المعرفي عبر المكتبات العامة ومكتبات الأطفال والمراكز الإبداعية، وتنظيم أنشطة الشهر الوطني للقراءة، إضافة إلى منح الإبداع التي تقدمها للموهوبين والمتطلعين إلى المعرفة، فضلاً عن جهودها في توثيق التراث الإماراتي ودعم مشاركات الدولة في المحافل الدولية، ومنها ملفات التسجيل في قوائم «اليونسكو».
من جهته، تناول فهد علي المعمري الجذر اللغوي لكلمة «المعرفة»، موضحاً أن الإنسان مهيأ بطبيعته لاكتسابها، مستشهداً بكون فعل «اقرأ» أول الأوامر في القرآن الكريم، ما يعكس مكانة المعرفة في تكوين الإنسان.
وقال: «منذ قيام الاتحاد، آمنت دولة الإمارات بأن التعليم الإلزامي هو حجر الأساس لبناء مجتمع معرفي مزدهر».
وأشار المعمري إلى أن علم المكتبات يشكّل محوراً رئيسياً في بناء مجتمع معلوماتي منظم، داعياً إلى الاستثمار في تدريب أمناء المكتبات وتطوير مهاراتهم في التوثيق والحفظ وتوفير المعلومات.
وأكد أن أمين المكتبة ليس موظفاً تقنياً فحسب، بل صاحب رسالة معرفية تسهم في تمكين المجتمع من الوصول إلى مصادر العلم والثقافة.
وأوضح المعمري أن جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات نظمت خلال العام الجاري أكثر من 600 ورشة متخصّصة بمشاركة أكثر من ألف خبير وألف مكتبة عامة وخاصة، بهدف تعزيز ثقافة القراءة والمعلومات، وبناء مجتمع معرفي مستدام.