سحابتان شمسيتان تتجهان إلى الأرض وتحذيرات من عواصف مغناطيسية.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق الانتخابات القمة العربية أحمد الشرع نيجيرفان بارزاني سجن الحلة محافظة البصرة الدفاع بابل بغداد دهوك اقليم كوردستان اربيل المياه السليمانية اربيل بغداد انخفاض اسعار الذهب اسعار النفط أمريكا إيران اليمن سوريا دمشق دوري نجوم العراق كرة القدم العراق أهلي جدة النصر الكورد الفيليون مندلي احمد الحمد كتاب محسن بني ويس العراق الحمى النزفية غبار طقس الموصل يوم الشهيد الفيلي خانقين الانتخابات العراقية الأخبار العاجلة الأرض عواصف

إقرأ أيضاً:

العصا الذهبية والأرض الموعودة!

بيرو – حين تلامس أشعة الشمس الأولى مياه بحيرة “تيتيكاكا” الزمردية في الخامس من نوفمبر من كل عام، تستيقظ مدينة “بونو” البيروفية على وقع دقات الطبول وألحان المزامير القديمة.

إنه يوم “بونو”، الذكرى التي تخلد قصة ميلاد إمبراطورية “الإنكا” العظيمة، حيث تختلط الأسطورة بالتاريخ في احتفالية مذهلة وصاخبة.

تقول أسطورة يتناقلها السكان الأصليون بأعين تلمع بالحنين، إن إله الشمس “إنتي”، رأى ذات يوم معاناة البشر الذين يعيشون في وحشية وجهل، فقرر إرسال ابنه، “مانكو كاباك” وشقيقته “ماما أوكلو”، من أعماق بحيرة “تيتيكاكا” المقدسة لينتشلا البشر من ظلمتهم.

حمل “مانكو كاباك” عصا ذهبية سحرية، وأمره والده بأن يبحث عن أرض تسمح لهذه العصا بالغوص في أحشائها بسهولة. “هناك، في ذلك المكان، ستبنيان مملكتكما العظيمة”.

انطلق الشقيقان في رحلتهما عبر الجبال والوديان، يغرسان العصا الذهبية في كل مكان يصلان إليه، لكنها كانت ترفض الغوص. حتى وصلا ذات يوم إلى ضفاف بحيرة “تيتيكاكا”، حيث توجد مدينة “بونو” اليوم في بيرو.

هناك، وفي مشهد سحري، غاصت العصا الذهبية في الأرض الطيبة واختفت عن البصر. أدرك “مانكو كاباك” أنه عثر على الأرض الموعودة. في تلك اللحظة، كما تقول الأسطورة: خرج أسلاف “الإنكا” من البحيرة ليخلقوا العالم والنجوم والبشر الأوائل، ويؤسسوا مدينة “بونو” القديمة، النواة الأولى لإمبراطورية كُبرى.

لم تبق هذه القصة حبيسة الكتب والمخطوطات القديمة، بل تحولت إلى واقع مُعاش في احتفالات يوم “بونو”. يصبح الوادي أكبر مسرح في العالم.

على ضفاف البحيرة، تظهر قوارب “التوتورا” التقليدية المصنوعة من القصب، محمولة على رغوة الأمواج. على متنها، يظهر ممثلو العرض بأزياء متقنة وبراقة تحتبس لها الأنفاس: “مانكو كاباك” بمظهره الملكي حاملا العصا الذهبية، و”ماما أوكلو” بجمالها ورصانتها، و”إنتي” إله الشمس بمظهره الساطع والمتلألئ.

موكب مهيب يشق الطرقات تجسيدا حيا لأسطورة الخلق. يصل الأسلاف الأسطوريون إلى الشاطئ وسط هتافات الجمهور، لتبدأ رقصة الولادة الأولى. تتحول ساحة “بلازا دي أرماس” إلى مسرع للفرح، تزينه الألوان الخلابة من كل جانب. فرق الموسيقى والرقص تملأ الجو بأنغام تحاكي الطبيعة وأرواح الأجداد. الراقصون بأرديتهم المزركشة التي تمثل الطيور والجبال والشمس، يدورون دون توقف، كتعبير عن دورة الحياة والموت والبعث.

لا يقتصر الاحتفال على يوم واحد، بل يمتد لأسبوع كامل. تتحول شوارع “بونو” إلى معرض مفتوح للحرف اليدوية التقليدية، حيث تعرض النساء المحليات سجاداتهن الملوّنة المنسوجة يدويا، والتي تحكي كل منها قصة مختلفة من تراث “الإنكا”.

في الملعب الرئيس للمدينة، تقدم العروض المسرحية التي تروي أساطير أخرى، مثل أسطورة “فيراكوتشا” إله الخلق الذي أغرق العالم ثم خلق بشرا جددا، أو أسطورة “باتشاماما”، أمنا الأرض، التي تمنح الخصوبة والحياة.

عندما تغرب الشمس على بحيرة “تيتيكاكا” في يوم الاحتفال الأخير، لا تنتهي القصة. يبقى صداها في قلوب السكان والزوار. يوم “بونو” ليس مجرد ذكرى، بل هو تأكيد حي على استمرار الهُوية. إنه الجسر الذي تعبر عليه أرواح “الإنكا” من الماضي المجيد إلى الحاضر الحي.

هنا، على هذه الضفاف، لا تزال عصا “مانكو كاباك” الذهبية تغوص في الأرض مرارا في الوحل الطيني، وتُستعاد في مخيلة شعب يرفض أن ينسى جذوره، ويصر على أن تظل أساطيره تتنفس، وترقص وتغني.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • اختراق الواتساب الخاص برئيس الغرفة التجارية بسوهاج.. وتحذيرات عاجلة للمواطنين من التعامل مع الرقم المخترق
  • الشهادة في سبيل الله
  • مالي.. اختطاف 3 مصريين و5 هنود وتحذيرات دولية
  • فوضى في المطارات الأميركية.. إلغاء وتأجيل آلاف الرحلات بسبب الاغلاق الحكومي وتحذيرات من تفاقم الأزمة
  • الجارديان تكشف سجنًا إسرائيليًا تحت الأرض بلا محاكمة ولا ضوء
  • صور| إعصار فونغ وونغ "فائق القوة" يدخول الفلبين.. والسكان يلجأون للمرتفعات
  • العصا الذهبية والأرض الموعودة!
  • عناد المستكبرين!!
  • الأمم المتحدة: تأمين الأرض شرط لإعادة إعمار غزة