باحثون وأكاديميون: صون التراث يتطلب عملاً منهجياً
تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأكد باحثون وأكاديميون أن رعاية المشروعات التراثية تعدّ ركيزة أساسية في حفظ وتوثيق التراث الإماراتي، مشيرين إلى أن استدامة هذه المشاريع تسهم في نقل الموروث الثقافي للأجيال القادمة، وترسيخ الوعي المجتمعي بأهمية الهوية الوطنية.
وأوضح المتحدثون أن صون التراث يتطلب عملاً مؤسسياً ومنهجياً متكاملاً يجمع بين الجهد الفردي والدعم المؤسسي، ويوازن بين البحث الأكاديمي والمبادرات الميدانية الهادفة إلى حماية الموروث المادي والمعنوي.
جاء ذلك خلال جلسة ثقافية بعنوان «رعاية المشروعات التراثية دعامة لتوثيق التراث الإماراتي»، نظمها معهد الشارقة للتراث ضمن فعاليات الدورة الرابعة والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، وجمعت كلاً من الباحث في التراث الإماراتي الدكتور راشد المزروعي، والباحث والأكاديمي الدكتور حمد بن صراي، وأدارها محمد نور الدين.
وأكد الدكتور راشد المزروعي أن المشروعات التراثية تمثل عملاً متواصلاً ومتجدداً لا ينفصل عن مسيرة التطور الثقافي في الدولة، موضحاً أن الإمارات بحاجة دائمة إلى هذه المشاريع في مختلف نواحي التراث الشعبي، سواء المادي أو المعنوي.
وأشار إلى أن الإصدارات والندوات والدراسات الشعبية هي نتاج طبيعي لتلك المشاريع المتكاملة، لافتاً إلى أنه أصدر أكثر من أربعين عملاً في مجال الشعر الشعبي، يعدّها جزءاً من جهوده لحفظ هذا اللون من التراث.
وكشف أن مشروعه الحالي يركّز على توثيق أعمال الشعراء الذين لم تصدر لهم إلا مؤلفات محدودة ونادرة، وقد أنجز حتى الآن أربع موسوعات تضم كل منها ستة عشر شاعراً.
وأضاف أن المؤسسات الثقافية في الدولة مثل المجمع الثقافي في أبوظبي، ونادي تراث الإمارات، قدّمت نماذج رائدة في حفظ التاريخ وجمع الحكايات الشعبية، مؤكداً أن الحاجة مازالت قائمة لإنشاء المزيد من المشاريع المعنية بالحكايات الشعبية والمهن والحرف والألعاب التقليدية وحياة البادية والساحل والجبال.
من جانبه، شدّد الدكتور حمد بن صراي أن نجاح المشروعات التراثية يعتمد على الوعي الحقيقي والاقتناع بأهمية صون الموروث الثقافي، موضحاً أن المبادرات التراثية ينبغي أن تُصمم ضمن منظومة تنموية تراعي البعد الاجتماعي والاقتصادي، وتنسجم مع هوية المجتمع وقيمه.
وأوضح أن التجارب الفردية في المشروعات التراثية أثبتت جدواها عندما تستند إلى البحث العلمي الموثق.
وأكّد أنه ألزم نفسه بالمنهج الأكاديمي حتى في جمع التاريخ الشفهي وتوثيق المرويات الشعبية، وقام بزيارات ميدانية في أنحاء الإمارات ودول المنطقة لتوثيق روايات ومشاهدات واقعية، نتج عنها عدد من الدراسات مثل «جوازات رأس الخيمة القديمة» و«حياة القرى والمدن» و«الدروب» وغيرها.
وأشار إلى أن الموضوعات البحثية التي مازالت بحاجة إلى مشروعات علمية جديدة تشمل التاريخ الشفاهي النسوي، والتراث العمراني، والوثائق التاريخية، وغيرها. مؤكداً أن هذه الجهود تمثل أمانة في أعناق الباحثين والمؤسسات المتخصصة.
وختم بن صراي قائلاً إن التراث يعتبر حياة متجددة تقرب الأجيال من آبائهم وأجدادهم، وتعمّق انتماءهم لوطنهم وهويتهم الثقافية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: معرض الشارقة للكتاب التراث معرض الشارقة الدولي للكتاب الشارقة معرض الشارقة الإمارات المشروعات التراثیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
كُتّاب وروائيون بالشارقة للكتاب: تقمّص الشخصية يتطلب العيش داخلها للشعور بها
ناقش عدد من الأدباء والروائيين مفهوم "تقمّص الشخصية" في الكتابة الإبداعية، خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، جمعت االأديب نبيل سليمان، والروائية الحاصلة على جوائز دولية كاتيا أبيكينا، والكاتبة والباحثة رهف السبع، والكاتبة سارة لابري، وأدارت الجلسة عائشة المازمي.
وأكد سليمان أن كتابة الرواية تتطلب من الكاتب الانقسام إلى أنَوَاتٍ متعددة، معتبراً أن الكاتب خلال عملية الكتابة يعيش في ذوات شخصياته جميعها، موضحا أن الروائي مُجبَر على تقمّص كل شخصية ليكتبها بصدق حتى وإن كانت سلبية كالمجرم أو الديكتاتور، مشيراً إلى أن بعض الكتّاب يقعون في مأزق حين تأسرهم شخصية روائية واحدة فلا يستطيعون الانفصال عنها لبناء شخصيات جديدة.
من جانبها أوضحت الروائية كاتيا أبيكينا أن تفضل الكتابة عن أشخاص يختلفون عنها تماماً، لأن الكتابة بالنسبة لها محاولة لفهم الآخر، وفهم الأسباب التي تدفعه إلى سلوكٍ ما، حتى وإن كان خاطئا، وأنها حين تكتب تضع الكثير من العاطفة في النص.
أما الكاتبة رهف السبع، فقالت إن تقمّص الشخصية يمثل نوعاً من الذكاء العاطفي المتقدّم، مشيرة إلى أن الكاتب الحقيقي يستطيع أن يمنح الإحساس لكل ما يكتب عنه، حتى الجمادات، مضيفة أن بعض الكتّاب يلجؤون إلى العلاج النفسي بعد انتهاء أعمالهم نتيجة صعوبة الخروج من الشخصيات التي عاشوها أثناء الكتابة، مؤكدة أن هذا الجانب يتجلى بصورة أوضح في الرواية مقارنة بالأجناس الأدبية الأخرى.
بدورها، قالت الكاتبة والمحررة سارة لابري أن كتاباتها تناولت صعوبات واجهتنها في فترة الطفولة، والعديد من المواقف التي تركت أثراً عميقاً في نفسها وأنه يجب على الكاتب أن يتعمّق في عواطفه، وأن يعمل وفق ما تمليه عليه مشاعره ليستكشفها بصدق، رغم ما يرافق ذلك من صعوبة.