بين رواية "الشيخ الأبيض" ومسرحية "سدرة الشيخ"
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
خالد بن سعد الشنفري
شاهدتُ مسرحية "سدرة الشيخ" التي عُرضت يوم الثلاثاء الماضي على خشبة مسرح أوبار بالمديرية العامة للتراث بمُحافظة ظفار بعد أن حصدت مؤخرا جائزتين في التمثيل والمؤثرات الصوتية حين عرضت في مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي.
استلهم المسرحي القدير الدكتور عماد الشنفري مسرحيته "سدرة الشيخ" من الرواية الشهيرة التي ترجمت لعدة لغات "الشيخ الأبيض" للشيخ الدكتور سلطان القاسمي.
الشيخ الأبيض أو سدرة الشيخ، قصة واقعية نُسجت خيوطها في بداية القرن التاسع عشر في ظفار تحديدًا بداية العام 1806م، وبالرغم من عدم توفر الوثائق التأريخية الدقيقة عن تلك الحقبة من الزمن في ظفار تحديدًا، إلّا أن الفضل كل الفضل للشيخ الدكتور القاسمي المثقف والكاتب العربي وراعي الثقافة والمبدعين العرب الذي أصدر لنا هذه الرواية في عام 1996، بعد جهد واضح ومشكور منه؛ حيث تجشم عناء السفر خصيصًا الى مدينة "سيلم" الأمريكية وزار الجزء المتبقي من بلدة بطل الرواية الأمريكي "عبد الله" أو "جوهانس بول" اسمه الأصلي أو الشيخ الأبيض بطل الرواية أو بطل مسرحية سدرة الشيخ، وعثر على أحفاده في ظفار والتي عرف فيها محلياً باسم عبد الله المسلماني وهذا نظرًا على ما يبدو لأنه لم يكن مسلمًا بالولادة.
عرض لنا الدكتور عماد وشباب فرقة صلالة للفنون المسرحية هذه المسرحية هذه المرة في عقر دار أحداثها التاريخية؛ ظفار، وأبهرونا بالفعل تمثيلًا وأداءً ومؤثرات صوتية وبصرية، في منتهى التعبير عن تلك الحقبة التاريخية من الزمن الظفاري، وقد رعى وحضر العرض صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار، ورئيس المسرح بإمارة الشارقة، وجمهور غفير امتلأ بهم مسرح أوبار، وتفاعلوا مع المسرحية أيُّما تفاعل.
هذا خير دليل على أن جمهورنا المسرحي ليس كما يوصف به زورًا أنه يفضل الأعمال الساخرة والفكاهية فقط؛ بل أثبتوا عمليًا عكس ذلك تمامًا، وجاؤا لحضور عمل مسرحي بعيد جدًا عن الفكاهة والسخرية، وهنا نقول إنِّه على الجادين من مسرحيِّينا أن يجتهدوا ليقدموا لهم ذلك؛ فالكثير منهم على استعداد ليُقبِلوا عليه بشوق وحب..
شكرًا لجمهورنا المسرحي.. جمهور "أبو الفنون" بلا منازع.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
المسرحية الموسيقية «هاميلتون» والمؤرخ رون تشيرنو يحصلان على جائزة ميدالية الحرية
تحصد مسرحية «هاميلتون» الموسيقية على مسرح برودواي، والمؤرخ الذي ألهمه كتابها، على ميدالية الحرية من المركز الوطني للدستور هذا الخريف، وهي جائزة تُمنح تقديرًا لجهود نشر الحرية حول العالم، وذلك في حفل يُقام في أكتوبر في مركز "إندبندنس مول" بفيلادلفيا.
أشاد منظمو الجائزة بالكتاب والمسرحية لما لهما من "تأثير فريد" في إحياء ونشر قصة دستور الولايات المتحدة، وألكسندر هاملتون، الشخصية المحورية في صياغة وثيقة الحكم والترويج لها. وكان أيضًا أول وزير خزانة أمريكي.
أصبحت مسرحية "هاميلتون"، التي عُرضت لأول مرة على مسرح برودواي قبل عقد من الزمان، معلمًا ثقافيًا بارزًا، حيث فازت بجائزة بوليتزر، وجائزة غرامي، و11 جائزة توني.
مؤلف مسرحية «هاميلتون»: الجائزة شرف عظيموصف لين مانويل ميراندا، مؤلف المسرحية الموسيقية، الجائزة بأنها شرف عظيم، وقال في بيان صدر قبل الإعلان الرسمي: "الدستور ليس مجرد قطعة أثرية تاريخية، بل هو تحدٍّ. دعوة للمشاركة، للتعبير عن الرأي، ولتحسين التصور، وللعمل يوميًا نحو اتحاد أكثر كمالًا".
ومن بين كتب تشيرنو العديدة سيرة الرئيسين السابقين جورج واشنطن ويوليسيس إس. غرانت، ومؤخرًا، سيرة الكاتب والفكاهي مارك توين.
وأضاف تشيرنو في بيان: "من خلال كتابتي عن هاميلتون وواشنطن وغرانت، أدركتُ أن الحرية ليست هبةً تتوارثها الأجيال، بل مسؤوليةٌ تتطلب الشجاعة والتنازل والالتزام. لم يكن هؤلاء الرجال كاملين، لكنهم تجرأوا على تصوّر شيءٍ أعظم من أنفسهم".
أُسست ميدالية الحرية عام ١٩٨٨ تكريمًا للذكرى المئوية الثانية لتوقيع دستور الولايات المتحدة عام ١٧٨٧، وكان ومن بين الفائزين بها مؤخرًا قاضية المحكمة العليا الراحلة روث بادر غينسبيرغ، ومخرج الأفلام الوثائقية كين بيرنز من شبكة بي بي إس.
اقرأ أيضاًأهم ليلة على مسرح برودواي.. متى سيُقام حفل توزيع جوائز توني؟
فرقة «فابريكا» تحيي حفلا فنيا على مسرح أوبرا دمنهور
كارا يونج تقترب من صنع التاريخ في برودواي عبر مسرحية «الغرض»