ترامب ونتنياهو.. ولعنة ميكيافيللي!
تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT
صدق من قال إن الثابت الوحيد في السياسة هو المتغير. ليس في السياسة فقط، بل في الحياة أيضًا. فالإنسان طفلًا ليس هو صبيًا، ثم شابًا، ثم رجلًا، ثم مسنًا، ثم عجوزًا، ثم ينتظر النهاية الحتمية في التراب.
تضحك عندما ترى صورك في كل مرحلة من مراحل عمرك. هل هذا أنا؟
تنظر في المرآة وتكاد لا تصدق. أين ذهب الشعر المسترسل الأسود؟ أين ذهبت القامة المنتصبة والعضلات المفتولة؟ كيف اختفى البريق في العينين، التحدي في الإرادة، والمشي السريع إلى الهدف؟
لا.
وفي الحياة، إنها سنة السياسة وألاعيبها. هي، أعني السياسة، كأنثى تتقن الوقار في النهار والرقص في الليل. دافعها المصالح والمصالح فقط. ومن لا يدرك هذا المبدأ الذي بلا مبدأ ثابت يخسر، ومن يمارسه ينجح في الوصول إلى هدفه.
لا أخلاق في السياسة. ألم يقل الفيلسوف الإيطالي نيكولو ميكيافيللي في القرن الخامس عشر: «الغاية تبرر الوسيلة»، أي استخدام المكر والخداع والتضليل والتظاهر بالفضيلة والتخلي عن القيم الإنسانية والأخلاقية في سبيل تحقيق الأهداف السياسية؟
ولماذا نعود إلى القرن الخامس عشر؟ ألا نرى كيف يتشدق نتنياهو وعصابته بأن جيشهم هو «الأكثر أخلاقية» في العالم؟!
نعم، فالأخلاق عندهم أن تقتل سبعين ألف طفل وامرأة ومسِنّ. أن تُلقي أطنان القنابل على منازل وخيام أناس يهربون من الموت بالقنابل إلى الموت بالتجويع. أن تهدم بنايات على رؤوس ساكنيها، وتتفاخر بأنك تمارس الأخلاق!
لقد تفوقوا على ميكيافيللي بل مقارنةً بهم يبدو حَمَلًا أمام أوحش وحوش التاريخ
لقد تفوقوا على ميكيافيللي، بل مقارنةً بهم يبدو حَمَلًا أمام أوحش وحوش التاريخ.
الميكيافيللي الآخر هو دونالد ترامب، رئيس أقوى دولة في هذا العالم الغابة. وهل اختلف مبدؤه «السلام بالقوة» عن مبدأ ميكيافيللي؟!
«على حماس أن توافق على الصفقة، وإلا فُتح باب الجحيم على غزة». «إما أن تخضع لشروطنا وإلا...»، بعد هذه الـ»إلا» يقصفك بأحدث الطائرات والأسلحة، وربما بقنبلة نووية.
المصالح.. المصالح، ما أقذرها عندما يكون من يمارسها مصابًا بالنرجسية، خاليًا من الإنسانية، يرى أنه هو العالم والعالم هو. لقد كان لويس الرابع عشر ملك فرنسا أكثر تواضعًا حين قال: «أنا الدولة والدولة أنا»، ولم يقل «العالم» كما يمارس ترامب اليوم.
هؤلاء الذين يقدمون المصالح على الأخلاق يصبحون عرضة للسخرية. فها هو ترامب يخطط لاختطاف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بمحاولة رشوة قائد طائرته، وبقصف هذا البلد لأن ترامب المزهو بالقوة الأميركية يرى مصلحة في ذلك.
لكن.. الغرور خطوة أولى للسقوط. وها هو زهران ممداني، شاب من الطبقة العاملة، مسلم، يُنتخب عمدة لمدينة نيويورك مسقط رأس ترامب، ويتحداه بالبث المباشر أمام الأميركيين والعالم، هو وطبقته من المليارديريات الفاسدين.
أما نتنياهو فقد بدا كجرذ أمام من هو أقوى منه، وامتثل صاغرًا صغيرًا أمام ترامب.
الدستور الأردنية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه نتنياهو ترامب غزة غزة نتنياهو الاحتلال الإبادة ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مجلة فرنسية: هل العالم يدخل عصرًا جديدًا من الأسلحة النووية ؟
قالت مجلة "لوبوان" الفرنسية إن الاقتراحات الأخيرة حول استئناف التجارب النووية، وتصريحات قادة روسيا والولايات المتحدة، تثير مخاوف من دخول العالم "عصرٍ جديدٍ من الأسلحة النووية" يقوّض مبدأ الردع التقليدي.
وأضافت المجلة أن عروض الصواريخ المتطورة التي عرضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وردود أفعال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي ألمحت إلى احتمال استئناف التجارب، ترفع مستوى المخاوف من تحول الردع إلى أداة هجومية بدلاً من كونه وسيلة تمنع استخدام السلاح النووي.
ونقلت "لوبوان" آراء مسؤولين وخبراء، منهم الجنرال فابيان ماندون رئيس أركان الجيش الفرنسي الذي وصف "الأجواء المحيطة بالأسلحة النووية بأنها مثيرة للقلق" مشيرًا إلى مستوى خطاب عدواني استثنائي، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب الذي اعتبر أننا دخلنا "عصرًا جديدًا من الأسلحة النووية" لكون فنلندا جارًا مباشرًا لروسيا.
وأكدت المجلة أن خطاب موسكو منذ بدء الحرب في أوكرانيا أعاد إدراج السلاح النووي في صميم استراتيجية النفوذ، مشيرة إلى تصاعد "التباهي بالقوة" مع كشف روسيا عن غواصة نووية جديدة باسم "خاباروفسك" قادرة على حمل طائرة نووية بدون طيار من طراز "بوسيدون".
وأشارت المقالة إلى أن إعلان ترامب العلني عن احتمال إجراء اختبارات نووية أثار دهشة وفتح نقاشًا تقنيًا وسياسيًا حول فائدة مثل هذه الاختبارات، لاسيما وأن أي تحرك من جانب الولايات المتحدة قد يدفع روسيا والصين إلى الرد بالمثل.
وأوضحت الصحيفة أن تصريح ترامب الغامض وغير الدقيق كان كافيًا لإعادة فتح صندوق "باندورا".. فقد صرح فلاديمير بوتين لاحقا "إذا أجرت الولايات المتحدة أو دول أخرى أطراف في المعاهدة مثل هذه الاختبارات، فستُجبر روسيا على اتخاذ إجراءات مناسبة للرد".
من جانبه، رأى وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف أنه "من المناسب البدء فورًا في الاستعدادات لإجراء تجارب نووية واسعة النطاق"، مُحددًا أرخبيل نوفايا زيمليا في القطب الشمالي موقعًا محتملًا للتجارب.
واختتمت "لوبوان" بالقول أنه حتى الآن، كان الردع يقتصر على بث الخوف من رد فعلٍ مدمر في نهاية المطاف. بجعل السلاح النووي سلاحًا هجوميًا، نتخلى عن مبدأ عدم الاستخدام، ونخاطر الآن بتدمير فكرة الردع نفسها.