مسقط- الرؤية

انطلقت، الإثنين، فعاليات المؤتمر الدولي الثاني للتحول الآمن نحو الذكاء الاصطناعي لدمج الأنظمة، الذي ينظمه المعهد الدولي للذكاء الاصطناعي وجدارة التكنولوجيا الحيوية للتدريب، تحت رعاية صاحب السمو السيد محمد بن سالم آل سعيد، وبمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجالات التقنية وأمن المعلومات والتحول الرقمي من مختلف الدول.

وفي الكلمة الافتتاحية، أكدت الدكتورة عفاف بنت محمد الشيخ رئيسة المؤتمر، أن سلطنة عمان شكّلت العام الماضي منطلقًا للنسخة الأولى من هذا الحدث الدولي بمشاركة 17 دولة، مشيرة إلى أن عودة المؤتمر في نسخته الثانية إلى السلطنة تعكس مكانتها الإقليمية كبيئة حاضنة للمعرفة والأمان والاستقرار.

وقالت إن المعهد الدولي للذكاء الاصطناعي وجدارة التكنولوجيا الحيوية للتدريب تبنى مسار التحول الآمن نحو الذكاء الاصطناعي بهدف تمكين الأجيال من استيعاب التقنيات الحديثة بوعي ومعرفة لمنافعها وتحدياتها قبل دمجها في الأنظمة المختلفة، مؤكدة أن هذا التوجه يمثل امتدادًا لإرث العالم العربي الخوارزمي الذي مهد لأسس الذكاء الاصطناعي المعاصر.

وتضمن حفل الافتتاح عرضًا مرئيًا حول أبرز محطات النسخة الأولى من المؤتمر، أعقبه انطلاق الجلسة الحوارية الأولى التي أدارتها الدكتورة عفاف، بمشاركة الدكتور سالم الشعيلي من وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، والدكتور عبدالله السهلي من مركز أمن المعلومات بالمملكة العربية السعودية، ومحمد الكلباني من وزارة العمل، حيث ناقشت الجلسة التجارب الإقليمية في دمج الذكاء الاصطناعي بالأنظمة الوطنية وحوكمتها لتحقيق استدامة التطوير التقني.

وتضمنت أعمال المؤتمر عددًا من الحلقات التخصصية، استهلت بورشة بعنوان "طائرة بدون طيار" قدمها يوسف بن راشد البادي، تلتها مشاركة متميزة للطفل عبدالرحمن السني المأمون من جمهورية السودان بورقة عمل بعنوان "كيف تحمي نفسك من الهاكر".

وقدم الدكتور عبدالله السهلي ورقة حول التحقيق الجنائي بالشبكة والاستجابة للحوادث الإلكترونية، فيما استعرضت المهندسة شيماء علي حسين ومحمد جمال شاكر من جمهورية العراق، عبر الاتصال المرئي، تجربتين علميتين حول الذكاء الاصطناعي الأخضر في النقل السككي وإطار عمل مفاهيمي للموانئ الذكية باستخدام الطائرات بدون طيار.

واختُتمت أعمال اليوم الأول بعدد من أوراق العمل النوعية، من بينها ورقة "قراءة الوجوه والذكاء الاصطناعي" قدمها الدكتور سعد برهان الدين محمد، مدير التسويق والتطوير بمركز الفراسة العالمي، وأخرى بعنوان "الحوسبة الحيوية والدمج الآمن لقواعد البيانات" قدمها الدكتور مجتبى اللواتي من الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الخشت يحذر من غرف صدى خوارزميات الذكاء الاصطناعي

شهد جناح منتدى أبوظبي للسلم بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، محاضرة للدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة السابق، وعضو المجلس الأعلى العلمي لجامعة محمد بن زايد، بعنوان: القراءة الرشيدة ومحاربة التطرف الفكري في ظل العولمة والذكاء الاصطناعي.

الخشت يهنئ خالد العناني بفوزه بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو الخشت: أحمد عمر هاشم إنسان عظيم طيب القلب

أدار الندوة الدكتور عمر بن بيه، وشارك فيها الدكتور عارف نايض، بحضور نخبة من زوار المعرض، وذلك تحت رعاية العلامة عبد الله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي ورئيس منتدى أبوظبي للسلم.

تناولت الندوة دور القراءة الواعية في مواجهة الفكر المتطرف، وبناء السلم المجتمعي، وكيفية التعامل مع الانقسام الفكري في عالم متغير تسوده ثورة المعلومات والتقنيات الذكية.

وأكد الدكتور محمد الخشت، خلال المحاضرة، أن التحولات التي فرضتها العولمة والذكاء الاصطناعي غيّرت أنماط القراءة؛ فبينما وسّعت العولمة انتشار المعرفة، أنتجت في المقابل تحديات مثل السطحية المعرفية وفقاعات المعلومات التي تعزل القارئ داخل دوائر فكرية مغلقة.

وشدد على أن القراءة الرشيدة ليست مجرد مهارة لغوية، بل عملية معرفية وروحية تشكل وعي الإنسان وتبني جسور التفاهم بين الشعوب والثقافات.

وأشار الدكتور الخشت إلى أن القراءة في القرآن الكريم كانت أول أمر إلهي نزل على النبي ﷺ، ما يجعلها فعلًا تأسيسيًا للمعرفة والوعي، وأن الحضارات التي تكرّس عادة القراءة تنعم بالسلم الداخلي والتماسك المجتمعي.

وربط الدكتور الخشت، بين انخفاض معدلات القراءة وارتفاع احتمالات الصراع، مشيرًا إلى تقارير تؤكد أن التعليم والمعرفة يحدّان من النزاعات ويعززان ثقافة التعايش. كما تطرّق إلى تأثير العولمة الرقمية على العادات القرائية، موضحًا أن هيمنة الوسائط السريعة ووسائل التواصل قللت من عمق القراءة وأضعفت القدرة على التفكير النقدي، محذرًا من أثر الخوارزميات الذكية التي تصنع "غرف صدى معرفية" تعيد إنتاج التحيزات الفكرية وتغذي الانقسام، داعيًا إلى تطوير خوارزميات مسؤولة تعزز التنوع والانفتاح الثقافي.

وفي محور القراءة والسلم المجتمعي، أكد الدكتور الخشت أن صناعة السلام تبدأ من الكلمة، وأن الكتاب المدرسي هو البذرة الأولى للوعي الإنساني، فإما أن يُنشئ قارئًا متسامحًا أو عقلًا متعصبًا. واستشهد بفلاسفة ومفكرين عالميين مثل ليو تولستوي، وبرتراند راسل، وباولو فريري، الذين ربطوا بين المعرفة والسلام، ودعوا إلى تحرير الفكر من الأوهام القومية والتعصب.

واختتم الدكتور الخشت محاضرته بتوصيات عملية لتعزيز ثقافة القراءة في مواجهة التطرف، من أبرزها: إدماج مفاهيم السلام والتسامح في مناهج القراءة والتعليم، وإنشاء نوادٍ قرائية حوارية تجمع مختلف الفئات، ودعم الترجمة والتبادل الثقافي لبناء الوعي الإنساني المشترك، وتوجيه خوارزميات الذكاء الاصطناعي نحو المحتوى المتنوع والمستنير، وإطلاق مبادرات مثل “اقرأ من أجل السلام” لتشجيع الأجيال الجديدة على الارتباط بالكتاب.

وأكد الدكتور الخشت أن القراءة الرشيدة هي الثورة الهادئة القادرة على بناء عالم متسامح، وأن كل كتاب رشيد يُفتح هو لبنة في جدار السلام.

جدير بالذكر أن الدكتور محمد عثمان الخشت، قامة فكرية مرموقة في العالم العربي، حيث تولى رئاسة جامعة القاهرة في فترة هي الأطول بين رؤساء الجامعة السابقين، وأنشأ جامعة القاهرة الدولية، ولديه مشروع فكري متكامل يهدف إلى تأسيس خطاب ديني جديد وتأسيس رؤية عقلانية مستنيرة للدين، بعيدًا عن الجمود والتقليد الأعمى. وقد أسهم من خلال مؤلفاته ومشاركاته الفكرية في إثراء الحوار الثقافي والديني، وتقديم حلول للتحديات الفكرية التي تواجه المجتمعات العربية والإسلامية في العصر الحديث، كما عرف عنه دعوته المستمرة إلى الدولة الوطنية، والتفكير النقدي، والتدبر في النصوص الدينية، والجمع بين الأصالة والمعاصرة في فهم قضايا الدين والفلسفة.

مقالات مشابهة

  • حمدان بن محمد: للمرة الأولى على مستوى المنطقة.. تستضيف دبي المؤتمر العام للمجلس الدولي للمتاحف
  • الخشت يحذر من غرف صدى خوارزميات الذكاء الاصطناعي
  • الإثنين.. مسقط تستضيف المؤتمر الدولي للتحول الآمن نحو الذكاء الاصطناعي لدمج الأنظمة
  • جامعة قطر تستضيف المؤتمر الدولي الثامن لريادة الأعمال من أجل الاستدامة والتأثير
  • راية تطلق أحدث حلول الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في معرض Cairo ICT
  • ختام المؤتمر السنوي لكلية التمريض بجامعة القاهرة عن الذكاء الاصطناعي
  • تحت رعاية محمد بن راشد.. دبي تستضيف «آيكوم دبي 2025» 11 نوفمبر الجاري
  • المنتدى الإعلامي 2030.. كيف يواجه الإعلام تحديات الذكاء الاصطناعي؟
  • اليماحي: الذكاء الاصطناعي يمكنه المساهمة في تحقيق العدالة لكن بشرط