الدوحة- تشهد الدوحة اليوم الثلاثاء انطلاق فعاليات النسخة الثانية من معرض ومؤتمر قطر الدولي للرعاية الصحية (قطر ميديكير)، الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة قطر بالتعاون مع الشركة الدولية للمعارض (IFP Qatar) وبرعاية وزارة الصحة العامة في قطر.

ويأتي الحدث، الذي يستمر خلال الفترة من 11-13 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، في توقيتٍ يشهد فيه القطاع الصحي في قطر طفرة نوعية، تعكس توجه الدولة نحو ترسيخ مكانتها الإقليمية كمركز للتميز والابتكار في مجالات الطب والرعاية الصحية.

ويُعد قطر ميديكير أكثر من مجرد معرض تجاري، حيث يعد تجسيدا للتحول الاستراتيجي في الرعاية الصحية القطرية، نحو اقتصاد معرفي قائم على الابتكار والبحث العلمي، كما يمثل حدثًا نوعيًا يعزز موقع قطر كمركز إقليمي للتكنولوجيا الطبية والسياحة العلاجية ويفتح الباب أمام شراكات جديدة بين القطاعين العام والخاص.

ومع تزايد مشاركة المؤسسات الدولية الكبرى، يظهر الحدث كأداة عملية لترجمة الرؤى الوطنية إلى منجزات ملموسة تسهم في بناء نظام صحي أكثر كفاءة واستدامة، يواكب طموحات قطر في أن تكون وجهة عالمية للرعاية الصحية المتميزة

تطور متسارع

ويري المدير العام المكلف بغرفة قطر علي سعيد المنصوري، المدير العام المكلف بغرفة قطر، أن القطاع الصحي في الدولة يشهد تطورًا متسارعًا، جعل من قطر إحدى أبرز وجهات السياحة العلاجية في الشرق الأوسط.

ويعكس هذا التوجه تنامي الاستثمارات الحكومية والخاصة في البنية التحتية الصحية، وتزايد عدد المراكز المتخصصة والمستشفيات الحديثة، بما ينسجم مع رؤية قطر الوطنية 2030 التي تضع صحة الإنسان في صميم التنمية المستدامة، حسب تصريحات المنصوري في مؤتمر صحفي للإعلان عن المؤتمر.

ويهدف "قطر ميديكير" إلى دعم هذه الرؤية من خلال توفير منصة متكاملة للتعاون بين القطاعين العام والخاص، وجذب الاستثمارات الأجنبية وتبادل الخبرات بين الجهات الفاعلة في الصناعة الطبية عالميًا.

حياة بيان: تنظيم النسخة الثانية من معرض ومؤتمر قطر ميديكير يأتي في لحظة مفصلية يشهد فيها قطاع الرعاية الصحية العالمي تحولات عميقة (الجزيرة)منصة للابتكار

ويُتوقّع أن يستقطب المعرض هذا العام 100 شركة من 14 دولة، من بينها 64 شركة محلية و36 شركة دولية، تمثل مختلف مجالات الرعاية الصحية والتكنولوجيا الطبية.

إعلان

كما سيشارك في المؤتمر 40 خبيرًا ومتحدثًا دوليًا في جلسات حوارية وورش عمل تغطي أحدث الاتجاهات في الطب الرقمي، والذكاء الاصطناعي في التشخيص، وصحة المجتمع، والوقاية من الأمراض المزمنة.

وفي تصريح خاص للجزيرة نت، قالت مديرة الشؤون التجارية والعمليات في الشركة الدولية للمعارض قطر، حياة بيان إن تنظيم النسخة الثانية من معرض ومؤتمر قطر ميديكير يأتي في لحظة مفصلية يشهد فيها قطاع الرعاية الصحية العالمي تحولات عميقة، مشيرة إلى أن الحدث يشكل منصة مهنية شاملة لتبادل المعرفة والتجارب واستكشاف الفرص الجديدة بين صناع القرار والخبراء والمستثمرين في هذا المجال الحيوي.

ويجمع المعرض تحت سقف واحد نخبة من أبرز المنظمات الدولية المعنية بالصحة والتنمية، من بينها منظمة الصحة العالمية (WHO)، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ومنظمة العمل الدولية، ومركز مكافحة الأمراض في إفريقيا، إلى جانب العديد من المؤسسات البحثية والشركات الطبية الإقليمية والعالمية، الأمر الذي يمنحه بعدًا دوليًا واستراتيجيًا يعزز من مكانة قطر كمركز للحوار العلمي والتعاون في مجال الطب والرعاية الصحية.

وجهة واعدة للاستثمار

وأوضحت حياة بيان أن حضور هذه الجهات يعكس الثقة المتزايدة بالمشهد الصحي القطري، الذي بات نموذجًا في الاستدامة والابتكار وتكامل الخدمات الطبية، لافتة إلى أن الشركات العالمية المشاركة ترى في قطر وجهة واعدة للاستثمار في التكنولوجيا الصحية، خصوصًا في ظل الدعم الحكومي الكبير للقطاع ووجود بيئة تشريعية محفزة للنمو.

ولا يقتصر الحدث على عرض أحدث الأجهزة أو التقنيات الطبية، بل يتجاوز ذلك إلى طرح الرؤى المستقبلية حول الطب الرقمي، والذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج، وتطوير الكوادر الطبية الوطنية، وتبادل أفضل الممارسات في مجالات الصحة العامة والوقاية.

ويتضمن المؤتمر جلسات نقاشية وورش عمل في قطاع الرعاية الصحية بمشاركة أكثر من 40 متحدثًا من الخبراء والمختصين بالإضافة إلى 25 عرضًا تقديميًا و 5 جلسات حوارية و 4 ورش عمل وجلسات تدريبية علاوة على جلسة مفتوحة خاصة بعنوان Open Stage، تتيح للمهنيين التحدث لمدة دقيقتين حول مجالات عملهم وخبراتهم.

وأوضحت أن هناك فرص كبرى لعقد شراكات بين القطاعين العام والخاص لتطوير قطاع الصحة في ظل المؤشرات التي تكشف عن تطور متسارع حيث تحتل دولة قطر المرتبة الأولى عربيا والـ21 عالميا في مؤشر الرعاية الصحية لعام 2025، بحسب التقرير الصادر عن موسوعة قاعدة البيانات العالمية (نامبيو) كما باتت قطر أول دولة تحصل جميع بلدياتها على لقب المدينة الصحية من منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى حصول المدينة التعليمية بمؤسسة قطر على لقب المدينة التعليمية الصحية، وجامعة قطر على لقب الجامعة الصحية.

صورة أرشيفية للنسخة الأولى من المعرض والمؤتمر العام الماضي (الجزيرة)دعم الاستراتيجية الوطنية

وكان مدير برامج الوقاية من الأمراض غير الانتقالية بوزارة الصحة القطرية الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني، أكد أن قطر باتت تمتلك منظومة صحية عالمية المستوى ترتكز على الابتكار والتميز السريري والاستدامة.

إعلان

وأوضح في تصريح سابق أن دولة قطر تنفذ حالياً الاستراتيجية الوطنية الثالثة للصحة التي تركز على تعزيز جودة الحياة وتطوير نظام صحي شامل يواكب أحدث التطورات، ويرتكز على التميز السريري، والاستدامة، والابتكار بما يتواكب مع استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة الممتدة حتى عام 2030 والتي تضع على رأس أولوياتها:

تعظيم الاستفادة من البنية التحتية الحالية للرعاية الصحية. جذب مستثمرين جدد من القطاع الخاص. تطوير السياحة الطبية. تعزيز مكانة قطر العالمية في مجال الطب الدقيق.

ووفقا لتقديرات شركة الأبحاث الدولية «فيتش سوليوشنز»، التابعة لوكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني العالمية، من المتوقع أن يشهد قطاع الرعاية الصحية في قطر نمواً متسارعاً بنمو إجمالي الإنفاق الصحي بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 14% بحلول عام 2029، ليصل إلى 11.5 مليار دولار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات قطاع الرعایة الصحیة فی قطر

إقرأ أيضاً:

البرش يتحدث لصفا عن الواقع الصحي المنهار والتحويلات الطبية ووخطة التعافي

غزة - خاص صفا

وصف مدير عام وزارة الصحة بغزة منير البرش، يوم الأحد، الواقع الصحي في القطاع بالمنهار؛ جراء تدمير الاحتلال الإسرائيلي للمستشفيات ومنع إدخال الأدوية.

وقال البرش في حوار مع وكالة "صفا" إن الاحتلال الإسرائيلي دمر ما يقارب من الـ 38 مستشفى، وهي جميع المستشفيات في القطاع الخاص والقطاع العام في قطاع غزة.

وأضاف "أعدنا تأهيل 14 مستشفى تعمل بشكل جزئي الآن، لكن لا يوجد مستشفى يقدم جميع الخدمات".

وأشار البرش إلى أن هذه المستشفيات تعمل بشكل جزئي يكمل بعضها البعض.

وأوضح أن هناك خدمات أساسية في وزارة الصحة مفقودة، مثل خدمة القسطرة القلبية أو خدمة القلب المفتوح أو خدمات خدمة السرطان أيضاً، لافتًا إلى أن هذه الخدمات أساسية إلا أنها مفقودة، والناس تموت بسبب عدم تقديمها.

نقص المخزون الدوائي

وأشار البرش إلى نقص كبير في الدواء، مبينًا أن ما يقارب من الـ 60% من الأدوية الأساسية مفقودة داخل وزارة الصحة، إضافة إلى عجز يقدر بنحو 65% في المستلزمات الطبية.

و تابع "لم يصل من احتياجات وزارة الصحة بعد وقف إطلاق النار إلا ما يمثل 10% من قيمة الاحتياجات".

ومضى قائلا: "فقط 60 شاحنة التي وصلت منذ وقف إطلاق النار حتى اللحظة، فلذلك هذا لم يغير من الواقع شيء".

وأردف البرش "ما زال الواقع مرير، وما زال عداد الجرحى يزيد".

ونوه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يحترم وقف إطلاق النار، لاسيما أنه قتل أكثر من 240 شهيدًا، فضلًا عن أكثر من 600 جريح.

ولفت البرش إلى أن عدم فتح المعابر أثر بشكل سلبي على موضوع خروج نحو 20 ألف مريض هم بحاجة ماسة للعلاج بالخارج.

وأوضح أن نحو 18 ألف و100 مريض جرى إتمام أوراقهم الثبوتية وأوراق التحويل مع منظمة الصحة العالمية.

وأكد البرش أن هؤلاء على وجه السرعة لا بد أن يخرجوا إلى دول أخرى للعلاج، مشيرًا إلى أن من بينهم 5 آلاف طفل، إضافة إلى 5 آلاف مريض سرطان، وأكثر من 8 آلاف جريح.

واستطرد "نحن بحاجة إلى سلاسل إمداد ومنظمات العالم ومنظمة الصحة العالمية تتكلم عن أكثر من 3 آلاف شاحنة فقط للقطاع الصحي موجودة على المعابر، لكن لم يدخل منها شيء".

وأضاف البرش "المنظمات الدولية تقول أننا باستطاعتنا إمدادكم وتزويدكم بالدواء، لكن بأي طريقة ما دام الاحتلال يمنع دخولها؟ فكل هذا الأمر الحقيقة يتحكم به الاحتلال ويمنع دخول الأدوية".

وأكد أن الاحتلال يمنع دخول أكبر منظمة دولية من إدخال أدويتها كما أنه يعرقل دخول الوفود القادمة للقطاع منهم جراحون من مؤسسات أمريكية ودولية.

خطة التعافي

وقال البرش إن "الوزارة منذ اللحظة الأولى كانت قد وضعت خطتها للتعافي لمدة 3 شهور وأبلغت بها المنظمات الدولية، وأيضاً وضعت خطة مع وزارة الصحة في رام الله".

وأضاف أن الخطة أرسلت لكثير من المهتمين بالشأن الصحي، خاصة أن أكثر من 38 مؤسسة تعمل في قطاع غزة وهم شركاؤنا كانوا معنا في تنظيم هذه الخطة وإنضاج هذه الخطة.

وأوضح البرش أن "الخطة تحتاج لتعاون مشترك من الجميع، خصوصًا أن هذا الإجرام وهذه الإبادة لم تمر علينا من قبل".

وأضاف "في ظل هذه الظروف أيضاً نحن ما زلنا نستقبل المرضى ونستقبل الجرحى وأيضاً أعدنا نظام جدولة العمليات الجراحية".

جثامين الشهداء 

وأردف البرش "استقبلنا منذ اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 300 جثمان طاهر. هذه الجثامين التي فجعنا ونحن ننظر إليها"، مؤكدًا أن شتى أنواع القتل كانت ظاهرة على هذه الجثامين.

وتابع "كانت الجثامين كالصاعقة نزلت علينا عندما رأينا ماذا فعل الاحتلال بها خاصة أننا وجدناها محترقة، حرقها الاحتلال بعدما أعدمها ميدانياً بالإضافةإلى جثامين نهشتها الكلاب".

وأشار إلى أن الدلائل تشير إلى أن الإعدام والقتل جرى عن قرب".

وقال إن بعض الجثامين جرى دهسها بالمجنزرات، وقد رأى العالم آثار المجنزرة على أجساد الشهداء"

وأضاف البرش "أيضاً شاهدنا آثار ربط وخنق وتعذيب ميداني وعُصب مغلقة بها العينين".

ومضى قائلًا: "من خلال الرؤية الأولى لهذه الجثامين الطاهرة ومن خلال التشريح أيضاً لبعض الجثث ثبت وجود سرقة لأعضاء بعض الجثث عن طريق جراحين مختصين".

ولفت إلى أن بعض الجثامين جرى لها عمليات استئصال للكلية والكبد ونزع القرنيات.

وشدد البرش على أن "كل ذلك يدلل على وجود سرقة ممنهجة ومبرمجة عن طريق جراحين متمكنين".

وتساءل "كيف أزال هذا المتخصص عظمة الصدر الأساسية وكيف دخل وسرق الأعضاء التي يستطيع زرعها في ناس آخرين؟".

وتابع المدير العام لوزارة الصحة" نحن أمام جرائم مركبة إن كانت في التنكيل في الجثامين أو في سرقة الأعضاء أو في حرقها أو في نهش هذه الجثامين عن طريق الحيوانات المفترسة مثل الكلاب المدربة وغير ذلك".

وطالب البرش العالم بالتحقيق في تلك الجرائم الفظيعة.

مقالات مشابهة

  • الرعاية الصحية تواصل إطلاق مبادرتها «انتخب واطمّن» للتأمين الطبي
  • بـ٣٢١ فرقة طبية.. "الرعاية الصحية" تؤمن انتخابات مجلس النواب بمحافظات التأمين الصحي الشامل
  • مساعد وزير الصحة: توسع الاستثمار الصحي لتطوير الرعاية والبنية التحتية
  • مساعد وزير الصحة للمشروعات القومية: توسع الاستثمار الصحي لتطوير الرعاية الأولية والبنية التحتية وفق معايير دولية
  • البرش يتحدث لصفا عن الواقع الصحي المنهار والتحويلات الطبية وخطة التعافي
  • البرش يتحدث لصفا عن الواقع الصحي المنهار والتحويلات الطبية ووخطة التعافي
  • وزير الصحة يبحث مع ممثلي منظمة الصحة العالمية تعزيز الجهود الدولية لمواجهة الكوارث والطوارئ الصحية
  • الصحة العالمية: خطر يهدد 16 ألف مريض ينتظرون الإجلاء الطبي في غزة
  • الصحة: مناقشات حول “الاستثمار في الرعاية الصحية حجر الأساس للتنمية المستدامة” بالمؤتمر العالمي PHDC’25