مركز أمريكي: تنافس شيعي متجدد يعرقل طريق السوداني نحو ولاية ثانية
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
17 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: سلط تقرير جديد صادر عن مركز المجلس الأطلسي للدراسات في واشنطن الضوء على نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية لعام 2025، مشيرًا إلى بروز الأحزاب التقليدية وتعزز نفوذها، مقابل تراجع واضح لدور التيار الصدري، فيما فازت الكتلة التي يقودها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بأكبر عدد من المقاعد دون أن تحقق الأغلبية المطلوبة لتشكيل حكومة منفردة.
وقال التقرير إن الدور الأميركي في ترتيبات ما بعد الانتخابات تراجع مقارنة بالدورات السابقة، متوقعًا أن يتحول ثقل تشكيل الحكومة نحو التفاهمات الداخلية بين القوى الشيعية والكردية والسنية.
وتأتي هذه النتائج وسط ضغوط أميركية – من إدارة ترامب – للحد من أنشطة الجماعات المسلحة، وفي ظل تساؤلات حول تأثير دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لمقاطعة الانتخابات على نسب المشاركة.
وتشير الأرقام الأولية الصادرة عن مفوضية الانتخابات العراقية إلى بلوغ نسبة المشاركة 56 بالمئة من الناخبين المسجلين، مقارنة بـ43 بالمئة في انتخابات 2021، رغم انخفاض عدد الناخبين المسجلين بنحو 700 ألف شخص.
وأوضح التقرير أن أنماط التصويت شهدت تغيرًا لافتًا، إذ سجلت المحافظات ذات الأغلبية الكردية والسنية معدلات مشاركة أعلى بكثير من المناطق ذات الأغلبية الشيعية. وفي بغداد، تعمقت الفجوة بين الضفتين الغربية والشرقية لنهر دجلة، مع اتساع الفرق بين أعلى محافظة مشاركة – دهوك – وأدناها في ميسان إلى 36 نقطة مئوية.
وفي السياق الكردي، أكد التقرير هيمنة الحزب الديمقراطي الكردستاني على نتائج الإقليم بحصوله على أكثر من مليون صوت و27 مقعدًا، مقابل تعزيز الاتحاد الوطني الكردستاني حصته إلى 18 مقعدًا. كما كسبت الأحزاب الجديدة مساحات محدودة، بينها حزب “هالويست” الذي حصل على خمسة مقاعد، بينما تراجع حزب “الجيل الجديد” إلى أربعة مقاعد.
ونقل التقرير عن خبراء في المجلس الأطلسي قولهم إن نتائج التصويت تشير إلى “تعزيز قبضة الأحزاب التقليدية وتراجع فرص القوى الناشئة والمستقلة”، خصوصًا بعد تعديلات قانون الانتخابات لعام 2023 التي صعّبت المنافسة أمام المرشحين الجدد.
كما أشار التقرير إلى أن كتلة السوداني التي حصدت 45 مقعدًا لم تحقق “الاكتساح المتوقع”، رغم تحسن موقعها مقارنة بالبرلمان السابق.
وتوقّع التقرير أن تكون مفاوضات تشكيل الحكومة معقدة، مع احتمال إعلان قوى “الإطار التنسيقي الشيعي” نفسها الكتلة الأكبر، ما قد يضع السوداني أمام تحديات إضافية للحصول على ولاية ثانية.
واعتبر التقرير أن ضعف التفاهم الأميركي–الإيراني، الذي كان عنصرًا ثابتًا في دورات تشكيل الحكومات السابقة، قد يزيد من تعقيد المرحلة الحالية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
السوداني والإطار… مواجهة مفتوحة على مستقبل السلطة
15 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: لم يعد سباق تشكيل الحكومة الجديدة مجرد تنافس بين معسكرين، بل تحوّل إلى اختبار واسع لحدود النفوذ داخل البيت الشيعي نفسه، بعدما اتّسع الشرخ بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وقيادات الإطار التنسيقي على نحوٍ غير مسبوق.
ويبدو أن الخلافات لم تعد محصورة في العلن، بل تمتد إلى كواليس تُظهر صراعاً متعدد الطبقات، حيث تشير قراءات المراقبين إلى أن الإطار يعمل بصمت لإعادة لملمة قواه عبر استقطاب شخصيات ثقيلة من داخل ائتلاف الإعمار والتنمية، في مسعى يهدف إلى رسم مشهد سياسي يقصي السوداني أو على الأقل يكبح محاولته لقيادة مرحلة جديدة بثقل مستقل.
و تتحدث مصادر سياسية مطلعة عن حراك مضاد يقوده السوداني لاستمالة قوى فاعلة داخل الإطار، الأمر الذي يفتح الباب أمام إعادة تعريف التحالفات الشيعية بما يتجاوز الحسابات التقليدية، خاصة مع تعزيز اتصالاته بالقوى السنية والكردية التي ترى في استمرار نفوذه ضمانة لتوازن القوى في البرلمان المقبل.
ولا يمكن نسيان أن التحركات المتسارعة تأتي بعد مؤشرات واضحة على تضعضع الثقة بين السوداني وقيادات الإطار، خصوصاً بعد تغيب رئيس الوزراء عن اجتماعات حساسة سبقت يوم الاقتراع، في خطوة رآها كثيرون محاولة لفك الارتباط الاستراتيجي مع مركز القرار داخل الإطار.
وتقول التقديرات السياسية المتداولة إن الخلاف ليس فقط على الاسم الذي سيتولى رئاسة الحكومة، بل على شكل النفوذ السياسي في السنوات المقبلة، وما إذا كان القرار سيظل بيد القوى التقليدية المقرّبة من طهران، أو سينتقل نحو صيغة أكثر استقلالاً.
ومن الضروري الإشارة إلى أن نتائج الانتخابات الأخيرة منحت جميع الأطراف فرصة لإعادة التموضع، لكنها لم تمنح لأي كتلة تفويضاً كاملاً يسهّل تشكيل الحكومة دون صفقات ثقيلة.
وتشير المراصد الانتخابية إلى أن المشاركة الشعبية، رغم محدوديتها، أسهمت في رسم خريطة سياسية معقدة، بينما تؤكد الأحداث على الأرض أن التنافس بات معركة إرادات تتجاوز مقاعد البرلمان لتلامس عمق القرار الإقليمي والدولي في بغداد.
وعلى صعيد آخر، يرى متابعون أن الانقسام الحالي قد يفتح باباً لولادة تفاهمات جديدة تعيد تعريف الثقل الشيعي في العراق، لكنّ احتمالات التصعيد تظل حاضرة بقوة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts