السوداني والإطار… مواجهة مفتوحة على مستقبل السلطة
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
15 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: لم يعد سباق تشكيل الحكومة الجديدة مجرد تنافس بين معسكرين، بل تحوّل إلى اختبار واسع لحدود النفوذ داخل البيت الشيعي نفسه، بعدما اتّسع الشرخ بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وقيادات الإطار التنسيقي على نحوٍ غير مسبوق.
ويبدو أن الخلافات لم تعد محصورة في العلن، بل تمتد إلى كواليس تُظهر صراعاً متعدد الطبقات، حيث تشير قراءات المراقبين إلى أن الإطار يعمل بصمت لإعادة لملمة قواه عبر استقطاب شخصيات ثقيلة من داخل ائتلاف الإعمار والتنمية، في مسعى يهدف إلى رسم مشهد سياسي يقصي السوداني أو على الأقل يكبح محاولته لقيادة مرحلة جديدة بثقل مستقل.
و تتحدث مصادر سياسية مطلعة عن حراك مضاد يقوده السوداني لاستمالة قوى فاعلة داخل الإطار، الأمر الذي يفتح الباب أمام إعادة تعريف التحالفات الشيعية بما يتجاوز الحسابات التقليدية، خاصة مع تعزيز اتصالاته بالقوى السنية والكردية التي ترى في استمرار نفوذه ضمانة لتوازن القوى في البرلمان المقبل.
ولا يمكن نسيان أن التحركات المتسارعة تأتي بعد مؤشرات واضحة على تضعضع الثقة بين السوداني وقيادات الإطار، خصوصاً بعد تغيب رئيس الوزراء عن اجتماعات حساسة سبقت يوم الاقتراع، في خطوة رآها كثيرون محاولة لفك الارتباط الاستراتيجي مع مركز القرار داخل الإطار.
وتقول التقديرات السياسية المتداولة إن الخلاف ليس فقط على الاسم الذي سيتولى رئاسة الحكومة، بل على شكل النفوذ السياسي في السنوات المقبلة، وما إذا كان القرار سيظل بيد القوى التقليدية المقرّبة من طهران، أو سينتقل نحو صيغة أكثر استقلالاً.
ومن الضروري الإشارة إلى أن نتائج الانتخابات الأخيرة منحت جميع الأطراف فرصة لإعادة التموضع، لكنها لم تمنح لأي كتلة تفويضاً كاملاً يسهّل تشكيل الحكومة دون صفقات ثقيلة.
وتشير المراصد الانتخابية إلى أن المشاركة الشعبية، رغم محدوديتها، أسهمت في رسم خريطة سياسية معقدة، بينما تؤكد الأحداث على الأرض أن التنافس بات معركة إرادات تتجاوز مقاعد البرلمان لتلامس عمق القرار الإقليمي والدولي في بغداد.
وعلى صعيد آخر، يرى متابعون أن الانقسام الحالي قد يفتح باباً لولادة تفاهمات جديدة تعيد تعريف الثقل الشيعي في العراق، لكنّ احتمالات التصعيد تظل حاضرة بقوة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
البيت الشيعي يعيد رسم توازناته بعيدا عن خيار الولاية الثانية
13 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: يفيد تحليل المشهد الانتخابي الراهن بأن النتائج الأولية، رغم خضوعها للطعون والمصادقة القضائية، ترسم ملامح خريطة سياسية جديدة في العراق تضع الإطار التنسيقي الشيعي في موقع الصدارة، بما يجعله اللاعب الأبرز في اختيار رئيس الوزراء المقبل.
ويبدو أن صفحة الولاية الثانية لرئيس الوزراء الحالي قد طُويت بهدوء، وسط توافق سياسي غير معلن على ضرورة تجديد الوجوه وإعادة توزيع النفوذ داخل الكتلة الشيعية، في ظل مشاورات مبكرة لإقامة تحالفات مع أطراف سنية وكردية تضمن أغلبية مريحة لتشكيل الحكومة المقبلة.
ومن وجهة نظر محايدة، فإن الانتخابات الحالية لم تكن مجرد منافسة على مقاعد البرلمان، بل اختبار لمدى رسوخ التجربة الديمقراطية في ظل أجواء متوترة، حيث أظهرت الحملات الانتخابية حجم التدخل الحكومي واستغلال الموارد العامة في ترجيح كفة معينة، وهو ما يثير أسئلة حول نزاهة المسار الانتخابي وجدوى الإصلاحات الموعودة.
وتشير قراءات سياسية إلى أن الإطار التنسيقي يسعى لتكريس نفسه كقوة ضامنة للاستقرار مقابل خصومه الذين يتهمونه بالهيمنة، فيما تؤكد الأحداث المتسارعة أن لحظة ما بعد الانتخابات ستفتح الباب أمام مفاوضات شاقة لصياغة توازنات جديدة داخل البيت الشيعي وخارجه.
وعلى صعيد آخر، تركز الآراء المختلفة المرصودة على أن ما يجري ليس مجرد تغيير أسماء، بل إعادة ترتيب لمعادلة السلطة بين القوى التقليدية التي لم تتخلّ بعد عن نفوذها، ما يجعل المشهد مفتوحًا على احتمالات تسوية هادئة أو أزمة سياسية ممتدة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts