مع تفاقم الأزمة المعيشية الخانقة وتأخر صرف رواتب آلاف الموظفين في عدن ومحافظات الجنوب والشرق، كشفت مصادر حكومية بالعاصمة عدن عن تحركات دولية لفرض عقوبات صارمة على الجهات التي تعرقل خطط الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي أقرتها الحكومة اليمنية مؤخراً بدعم من المانحين الإقليميين والدوليين.

وأكد مسؤولان في البنك المركزي في عدن بحسب وكالة رويترز أن الحكومة تواجه أكبر أزمة مالية وتمويلية منذ بدء الحرب، بعد توقف الدعم الخارجي وتأخر المنح الخليجية لأشهر، وتراجع الإيرادات إثر وقف صادرات النفط عقب هجمات الحوثيين على الموانئ النفطية.

وأشارا إلى أن الدعم السعودي الجديد البالغ 90 مليون دولار مكّن الحكومة من صرف جزء من الرواتب المتأخرة، لكنه لا يغطي العجز الهائل الذي تسبب فيه توقف التصدير وخسائر تجاوزت 3 مليارات دولار خلال ثلاثة أعوام.

وتقول المصادر الحكومية إن تفاقم أزمة الرواتب والغضب الشعبي أجبر مجلس القيادة الرئاسي على إقرار خطة إصلاحات اقتصادية ومالية وإدارية شاملة تُلزم المحافظات بتوريد كامل الإيرادات إلى البنك المركزي في عدن. الخطة حظيت بدعم المجموعة الرباعية الدولية (أمريكا، بريطانيا، السعودية، الإمارات) والجهات المانحة، لكنها أثارت مخاوف ورفضاً من بعض المحافظين الذين لا يزالون يحتجزون الإيرادات الضريبية والجمركية بشكل يخالف توجيهات الحكومة.

وبحسب رويترز، أبلغت الرباعية الدولية رئاسة مجلس القيادة الرئاسي بأنها ستفرض عقوبات دولية مباشرة على أي مسؤول أو جهة تعرقل تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، وفي مقدمتهم المحافظون الذين يمتنعون عن توريد الموارد إلى البنك المركزي. وقالت المصادر إن المهلة المحددة لتوريد الإيرادات شارفت على الانتهاء، وإن أي تقاعس سيواجه بإجراءات عقابية تشمل تجميد الأصول، حظر السفر، وإدراج الأسماء في قوائم سوداء دولية، ووقف أي تعاون مالي مع الجهات المخالفة.

ويأتي ذلك بعد تحذيرات صريحة من صندوق النقد الدولي من أن احتجاز الإيرادات أدى إلى "تضخم كبير في الأموال تحت التسوية" خلال 2023 و2024، ما أثر بشدة على الخدمات العامة.

ويشير تقرير البنك الدولي إلى أن أكثر من 60% من الأسر في مناطق الحكومة والحوثيين لم تعد قادرة على تأمين احتياجاتها الغذائية، ويلجأ كثير منها إلى آليات تكيف قاسية مثل التسول.

وتكشف المعلومات أن الأزمة الاقتصادية لم تعد مجرد ملف مالي؛ بل تحولت إلى ملف سياسي دولي تربطه الأطراف المانحة مباشرة بالإصلاحات وبتوحيد الموارد الحكومية. وتستعد الدول الأربع لفرض أوسع عقوبات منذ سنوات على معرقلي تلك الإصلاحات، في وقت يواجه فيه الموظفون في عدن والمحافظات الخاضعة للحكومة أسوأ تدهور معيشـي منذ بدء الحرب.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: فی عدن

إقرأ أيضاً:

اجتماع البنك المركزي.. الخبراء أقل يقينًا بتخفيض سعر الفائدة بعد إعلان التضخم

تنتظر الأسواق المحلية نتائج اجتماع البنك المركزي يوم الخميس المقبل، حيث تحدد لجنة السياسات النقدية سعر الفائدة بعد أربع جولات تخفيض منذ بداية العام الحالي.

وكشف استطلاع أجرته وكالة بلومبرج الأمريكية أن الخبراء الاقتصاديين أقل يقينًا بشأن الخطوة التالية للمركزي المصري بعد مفاجأة التضخم، ويتوقع أربعة من أصل سبعة خبراء خفضًا على سعر الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس إلى 20% للإيداع و21% للإقراض، بينما يتوقع الباقون تثبيت الفائدة.

وارتفع معدل التضخم في مصر خلال شهر أكتوبر الماضي مسجلاً نسبة 12.5% مقابل معدل تضخم سنوي بلغ 11.7% في شهر سبتمبر السابق له.

وتزامنت الزيادة في معدل التضخم مع قيام لجنة التسعير التلقائي للمواد البترولية الشهر الماضي بتمرير زيادة نسبتها 13% على كافة المنتجات المستخدمة بالسوق المحلية، ما دفع سعر لتر السولار إلى 17.5 جنيه، وبلغ سعر لتر بنزين 80 نحو 17.75 جنيه، في حين سجل سعر لتر بنزين 92 نحو 19.25 جنيه، وسعر لتر بنزين 95 بـ 21 جنيه.

أيضًا رفعت لجنة التسعير التلقائي سعر أسطوانة البوتاجاز للمنازل إلى 225 جنيها، في حين زاد سعر أسطوانة البوتاجاز التجارية حتى 450 جنيها، وزاد سعر غاز تموين السيارات إلى 10 جنيهات لكل متر مكعب.

وقبل إجراءات لجنة التسعير التلقائي للمواد البترولية، قام البنك المركزي المصري بتخفيض سعر الفائدة بنسبة 6.25% جاء آخر تخفيض منها الشهر الماضي بنسبة 1% ليصل سعر الإيداع إلى 21% وسعر الإقراض إلى 22%

وقالت بلومبرج إن أصول الأسواق الناشئة كانت من بين أكبر الرابحين هذا العام، مدفوعةً بضعف الدولار الذي غذته الرسوم الجمركية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتحول الاحتياطي الفيدرالي نحو سياسة نقدية متساهلة، فضلاً عن تراجع أسعار النفط الذي ساهم في تخفيف التضخم.

وفي جميع أنحاء أفريقيا، بدأ أخيرًا تباطؤ ارتفاع أسعار المستهلك الذي فرض وجود أسعار فائدة مرتفعة، مما يسمح للبنوك المركزية في القارة بتحويل تركيزها نحو إنعاش النمو الاقتصادي.

وتشير حسابات بلومبرج إلى أن الجنيه المصري استفاد من التحولات التي جرت على مدار العام ليرتفع أمام الدولار الأمريكي بنسبة 7.7%، في حين ارتفعت الراند الجنوب إفريقية بنسبة 10.3%، وتحسنت الكواشا الزامبي أمام الدولار بنسبة 23.5%، وعملة سيدي الغانية بنسبة 33.9%

اقرأ أيضاً«الأهلي الكويتي مصر» و«بدران للأعمال الخيرية» يستكملان مسيرة مبادرة «أطفالنا مستقبلنا»

البنك المركزي يستكمل تفعيل خدمات ترميز البطاقات البنكية على أنظمة Android

إنتاج منجم السكري يصل إلى 381 ألف أوقية في أول تسعة أشهر بعام 2025

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يحذرون من استخدام عقوبات مجلس الأمن كغطاء للتصعيد العسكري على اليمن
  • عقوبات اليمن إلى أين، .. قراءة في الأبعاد الجيوسياسية لقرار مجلس الأمن
  • اللجنة العليا لتنفيذ أولويات الإصلاحات الاقتصادية الشاملة تعقد أولى اجتماعاتها في عدن
  • فريق الإصلاحات الاقتصادية يعقد اجتماعه السنوي بسيئون ويدعو لتوحيد الإيرادات إنهاء الجبايات غير القانونية
  • البنك الدولي يحذّر من أزمة غذاء كبيرة في اليمن
  • اجتماع البنك المركزي.. الخبراء أقل يقينًا بتخفيض سعر الفائدة بعد إعلان التضخم
  • أخطر الجرائم الاقتصادية| عقوبات صارمة وحزم قانوني في قضايا غسل الأموال
  • الرئاسي يلزم الحكومة بتنفيذ إصلاحات تضمن وصول الدولة إلى كامل إيراداتها
  • المجلس الرئاسي يناقش مع رئيس الحكومة الإصلاحات الاقتصادية وتحصيل الإيرادات العامة