البحوث الإسلامية تعقد ندوة عن دور العلم في قيادة النهضة الحضارية وترسيخ الأخلاق
تاريخ النشر: 18th, November 2025 GMT
عقد مجمع البحوث الإسلامية، اليوم الثلاثاء، ندوة في جامعة أسيوط، تحت عنوان: “العِلم قاطرة الحراك الحضاري” وذلك ضِمن فعاليَّات الأسبوع الدعوي الرابع عشر، الذي تُنظِّمه اللجنة العُليا للدعوة بالمجمع تحت عنوان: (مفاهيم حضاريَّة)، برعاية الإمام الأكبر د. أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشريف، وبإشراف د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، ود.
وشارك في الندوة كلٌّ مِن د. صابر السيِّد، عميد كلية اللُّغة العربيَّة بجامعة الأزهر في أسيوط، ود. إمام الشافعي، عميد كلية البنات الأزهريَّة بالمنيا، والشيخ يوسف المنسي، عضو أمانة اللجنة العُليا لشئون الدعوة.
وفي كلمته، أكَّد الدكتور صابر السيِّد أنَّ طلب العِلم فريضةٌ لا تسقط عن المسلم ولا عن كلِّ عاقل، وأنَّ العِلم ارتقاءٌ بالنفْس، وتزكيةٌ للعقل، وسعيٌ دائمٌ للاستزادة، اقتداءً بالنبي ﷺ الذي أمره ربه قائلًا: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}، مبيِّنًا أنَّ العِلم يهذِّب الأخلاق، ويُنير البصائر، ويُورِث الخشية مِنَ الله، فهو أساس النهضة، ووسيلة بناء حياة أكثر وعيًا وكرامة.
ولفت الدكتور السيِّد إلى أنَّ أخلاقيَّات البحث العِلمي هي جوهر العمليَّة البحثيَّة وروحها، وأنَّ الأمانة والصدق والموضوعيَّة واحترام جهود الآخرين منهج يجب الالتزام به، موضِّحًا أنَّ الباحث الحقَّ لا ينحاز لهوًى؛ بل يقف في ميزان العدل الذي أمر به الله تعالى: {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}.
البحوث الإسلامية يعقد ندوة حول التكوين العقدي للوعي في ظل المنهج الأزهري
البحوث الإسلامية ينظم ندوة تثقيفية حول صحة العقيدة وصحة العمل
ندوة البحوث الإسلامية تسلط الضوء على مفهوم الحرية المسئولة ودورها في بناء الحضارة
البحوث الإسلامية يطلق المسابقة الثقافية لوعاظ الأزهر وواعظاته حول القضايا الأسرية
من جانبه، قال الدكتور إمام الشافعي: إنَّ العِلم هو القوَّة التي غيَّرت مسارات الأمم عبر التاريخ، مؤكِّدًا أنَّ الإنسان خُلق مميَّزًا بالعقل، وبقدْر ما يستثمره يقدر على أن يصنع حضارته، وإنَّ البشرية لم تبلغ ما بلغته من تطوُّر إلا حين تجاوزت حاجات الحياة الماديَّة ووظَّفت عِلمها في تشييد حضارات كبرى؛ بَدءًا مِنَ المصريَّة القديمة، مرورًا بالرومانيَّة، وصولًا إلى الحضارة الإسلاميَّة التي وحَّدت بين الإيمان والعقل، فغيَّرت وجه التاريخ، ونقلت العالَم مِنْ ظلمة الجهل إلى نور المعرفة، ثم كانت أساس نهضة أوروبا بعد عصورها الحالكة.
وتابع الدكتور الشافعي أنَّ العِلم كان المحطَّة الفاصلة في انتقال العرب –من خلال الإسلام وتعاليمه السمحة- من حياة البداوة والانغلاق إلى صناعة حضارة امتدَّ سلطانها قرونًا، وبلغت بعلومها العالَم كلَّه، لافتًا إلى أنَّ أيَّة أمَّة تطمح إلى تغيير واقعها مطالبةٌ بفتح أبواب العِلم، وبناء دُور تعليم حقيقي يقوم على الكيف وليس الكم، وتشجيع البحث العِلمي بزيادة الإنفاق المادِّي على العمليَّة التعليميَّة، وإيفاد العلماء للاطِّلاع على ما وصل إليه الآخرون من تقدُّم، محذِّرًا مِنْ أنَّ التخلُّف عن ركْب العِلم لا يخلُّف إلا ميراث الجهل والفقر والمرض.
في السياق ذاته، أشار الشيخ يوسف المنسي إلى أنَّ العِلم يمثِّل القاطرة الحقيقيَّة للحراك الحضاري، موضِّحًا أنَّ التقدُّم يتحقَّق بمنهج علمي واعٍ يقوم على الفهم والكشف والتجريب، كما أكَّد أنَّ العَلاقة بين العِلم والحضارة علاقة أصل وثمرة؛ فالعِلم هو القوَّة الدافعة التي تنقل الأمم مِنَ الجمود إلى النُّمو.
وأوصى الشيخ المنسي الطلَّابَ بترسيخ أخلاقيَّات البحث العِلمي؛ بوصفها الضابط الأخلاقي لمسار التقدُّم، مشيرًا إلى أنَّ العِلم بلا قِيَم قد يتحول إلى قوة مدمرة لا نافعة، داعيًا إلى استلهام النموذج الحضاري الإسلامي الذي جمع بين الاكتشاف والإبداع من جهة، والمسئوليَّة تجاه الإنسان والمجتمع من جهة أخرى.
وتستمر فعاليَّات الأسبوع الدَّعوي الرابع عشر في جامعة أسيوط حتى يوم الخميس المقبل، بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف، تتنوَّع خلالها الندوات الفِكريَّة التي تناقش قضايا: الحضارة، والعِلم، والقِيَم، والحُريَّة المسئولة، وحقوق الإنسان في ضوء الشريعة الإسلاميَّة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مجمع البحوث الإسلامية البحوث الإسلامية جامعة أسيوط ندوة وكيل الأزهر الأزهر البحوث الإسلامیة البحوث الإسلامی الع لم إلى أن ة التی
إقرأ أيضاً:
انطلاق فعاليات أسبوع الدعوة الإسلامية «مفاهيم حضارية» بجامعة أسيوط
افتتحت جامعة أسيوط، اليوم الأحد 16 نوفمبر، فعاليات الأسبوع الرابع عشر للدعوة الإسلامية، الذي تنظمه اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية بالتعاون مع الجامعة تحت عنوان "مفاهيم حضارية"، وذلك برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيّب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط، وإشراف فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وحضور الدكتور أحمد عبد المولى نائب رئيس جامعة أسيوط لشئون التعليم والطلاب، وتستمر فعالياته حتى الخميس 20 نوفمبر داخل رحاب الجامعة.
وبدأت فعاليات الأسبوع بندوة افتتاحية بعنوان "الدين منبع الحضارة"، حاضر خلالها كلٌّ من الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد عبد المالك الخطيب، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، وأدارها الدكتور الحسيني حماد منسق عام المشاركة المجتمعية وحقوق الإنسان بفرع جامعة الأزهر بأسيوط. وركزت الندوة على إبراز العلاقة بين الدين وبناء الحضارات، ودور القيم الدينية في تشكيل الهوية الإنسانية وتعزيز مسارات العلم والتنمية.
أشاد الدكتور المنشاوي بما تحققه أسابيع الدعوة الإسلامية من أثر فكري وتربوي داخل الجامعة، مؤكّدًا أنها تمثل مساحة للحوار البنّاء بين العلماء والطلاب، وفرصة لتعميق فهم القيم الدينية في سياقها الحضاري والإنساني، وهو ما يتوافق مع رؤية الجامعة في بناء شخصية طلابها علميًا وأخلاقيًا.
وأشار الدكتور المنشاوي إلى أن الأسبوع الحالي تحت عنوان "مفاهيم حضارية" يمثل فرصة مهمة للتفاعل مع الشباب والإجابة على تساؤلاتهم الفكرية والروحية، وتعزيز فهمهم للقيم الدينية الأصيلة، مؤكّدًا أن الفعاليات تهدف إلى ترسيخ الوعي الحضاري والأخلاقي لدى الطلاب، وتمكينهم من المساهمة الفاعلة في خدمة مجتمعهم ووطنهم بعلمهم وأخلاقهم.
وشهدت الندوة حضور الدكتور حسن إبراهيم يحيي الأمين العام المساعد للجنة العليا لشئون الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور يوسف المنسي، والدكتور مصطفى الطحان عضوا اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، إلى جانب جمع من علماء الأزهر الشريف، وقيادات وزارة الأوقاف، وعمداء وأساتذة جامعة أسيوط، ومستشاري رئيس الجامعة، وطلاب وطالبات جامعتي أسيوط والأزهر.
وأكد الدكتور أحمد عبد المولى أن فعاليات هذا الأسبوع الدعوي تجسد التعاون البنّاء بين جامعة أسيوط ومجمع البحوث الإسلامية، وتأتي متسقة مع جهود الدولة المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الاهتمام بقضية بناء الإنسان باعتبارها المحور الرئيسي لمسيرة التنمية، مشيرًا إلى أن استضافة الجامعة لهذا البرنامج يعكس دورها التنويري ومسؤوليتها في نشر قيم الوسطية والاعتدال.
وخلال الندوة، قدّم الدكتور محمد عبد الدايم الجندي كلمة شكر لجامعة أسيوط على استضافتها لهذه الفعالية، مؤكدًا دورها في دعم الأنشطة الدعوية والفكرية التي تستهدف تعزيز الوعي والقيم الأصيلة لدى الطلاب. وتناول مفهوم التجديد في الدين، موضحًا أنه يقوم على إسقاط القواعد والأصول الصحيحة على متغيرات الواقع دون المساس بالثوابت، مشددًا على أن الدين والعلم جناحان متكاملان للحضارة. وأشار إلى أن القرآن الكريم وضع أسسًا منهجية للتأمل والملاحظة، ومنح العلماء مكانة رفيعة بوصفهم ورثة الأنبياء، وتناول نماذج من رواد التجديد مثل جلال الدين السيوطي وأعلام الحضارة الذين جمعوا بين العلوم الدينية والتجريبية مثل جعفر الصادق وابن سينا والخوارزمي، كما أوضح التحديات التي واجهت مسيرة التجديد ومحاولات المستشرقين التشويش عليها.
وتناول الدكتور محمد عبد المالك الخطيب دور العلم في نشأة الحضارة الإنسانية، مشيرًا إلى أن أول آية نزلت في القرآن الكريم "اقرأ" تؤكد مركزية العلم في بناء الحضارات، موضحًا أن النصوص القرآنية تزخر بمئات المشتقات المتعلقة بالعلم وتكريم العلماء، وأن البناء العلمي بجميع فروعه يمثل الأساس الذي تقوم عليه الحضارة.
كما أكد الدكتور حسن يحيى أن مشروع «منبر الوعي» يُعد مبادرة وطنية رائدة ينفذها مجمع البحوث الإسلامية عبر سلسلة أسابيع الدعوة التي تجوب الجامعات المصرية، مشيرًا إلى أن انطلاقتها الأولى كانت من جامعة أسيوط، موضحًا أن هذه الفعاليات تمثل حراكًا فكريًا يسعى لتعميق الهوية الوطنية والدينية وبناء وعي طلابي مستنير، وأن أسبوع الدعوة الحالي يستهدف بناء جسر تواصل مع الشباب وترسيخ قيم الإسلام الأصيلة ومواجهة التحديات الفكرية المعاصرة.
كما أوضح الدكتور الحسيني حماد أن الأسبوع الدعوي الرابع عشر يمثل امتدادًا لدور الأزهر الشريف في تعزيز وعي الشباب الجامعي وتقديم المفاهيم الصحيحة للدين، مؤكدًا أن الأسابيع الدعوية تعد منصة فكرية للحوار بين علماء الأزهر وشباب الجامعات حول قضايا الإنسان والمجتمع والحضارة.
وتتضمن فعاليات الأسبوع برنامجًا متنوعًا يشمل سلسلة من الندوات يقدمها علماء الأزهر الشريف، حيث تُعقد غدًا الاثنين 17 نوفمبر ندوة بعنوان "القيم وأثرها في نمو الحضارات"، تليها الثلاثاء 18 نوفمبر ندوة "العلم قاطرة الحراك الحضاري"، ثم الأربعاء 19 نوفمبر ندوة "الحرية جوهر الحضارة"، وتختتم الفعالية الخميس 20 نوفمبر بندوة "حقوق الإنسان وأثرها في بناء الحضارة" التي تناقش أسس صون الكرامة الإنسانية في الشريعة الإسلامية.