البحوث الإسلامية يعقد ندوة حول التكوين العقدي للوعي في ظل المنهج الأزهري
تاريخ النشر: 18th, November 2025 GMT
عقد مجمع البحوث الإسلامية بالتعاون مع كليَّة الدعوة الإسلاميَّة، ظهر اليوم، ندوةً بعنوان “التكوين العقدي للوعي في ظلِّ المنهج الأزهري”، في إطار مواصلة المجمع دورَه المستمر في تعزيز الوعي الدِّيني والثقافي، وغَرْس مفاهيم الاعتدال والوسطيَّة بين طلاب العِلم.
ندوة البحوث الإسلامية حول التكوين العقدي للوعي في ظل المنهج الأزهريوتأتي هذه الندوة برعايةٍ الإمام الأكبر د.
وشارك في النَّدوة التي أُقيمت في قاعة المؤتمرات بالكليَّة كلٌّ مِنْ د. علي عثمان شحاتة، عميد الكليَّة، ود. جمال فاروق جبريل، العميد الأسبق للكليَّة، والدكتور حسن خليل، الأمين العام المساعد للثقافة الإسلاميَّة بمجمع البحوث الإسلاميَّة.
وناقش المتحدثون أبعاد التكوين العقدي للوعي، وأهميَّة المنهج الأزهري في ترسيخ الفِكر السليم بين الشباب، مُشيرين إلى كيفيَّة التعامل مع التحديات الفِكريَّة المعاصرة، وأساليب تعزيز الفهم الصحيح للنصوص الدِّينيَّة، وطرائق مواجهة الأفكار المنحرفة، إضافةً إلى دور الندوات وورش العمل في صَقْل مهارات الطلَّاب العِلميَّة والفِكريَّة.
البحوث الإسلامية ينظم ندوة تثقيفية حول صحة العقيدة وصحة العمل
ندوة البحوث الإسلامية تسلط الضوء على مفهوم الحرية المسئولة ودورها في بناء الحضارة
البحوث الإسلامية يطلق المسابقة الثقافية لوعاظ الأزهر وواعظاته حول القضايا الأسرية
أمين البحوث الإسلامية يتفقد وعظ أسيوط لمتابعة الأداء الدعوي وتأثيره المجتمعي
وأكَّد المشاركون -خلال الندوة- أنَّ التكوين العقدي للوعي يمثِّل حجر الزاوية في بناء شخصيَّة متوازنة، قادرة على مواجهة التحديات الفِكريَّة والثقافيَّة، لافتين إلى أنَّ المنهج الأزهري -بما يتَّسم به مِنَ اعتدال وعمق عِلمي- يوفِّر للطلَّاب أدواتٍ فكريَّةً ونقديَّةً تساعدهم على استيعاب النصوص الشرعيَّة، وفهم المقاصد السامية للدِّين دون إفراط أو تفريط.
كما شدَّد المشاركون على ضرورة تعزيز البرامج التعليميَّة والأنشطة العِلميَّة التي تُتيح للطلَّاب ممارسة الحوار البنَّاء وتحليل القضايا المعاصرة وَفق رؤية أزهريَّة متوازنة، مؤكِّدين أنَّ هذه الجهود تُسهِم في إعداد جيل قادر على خدمة مجتمعه ووطنه بروح العِلم والمعرفة والوسطيَّة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مجمع البحوث الإسلامية البحوث الإسلامية ندوة البحوث الإسلامية ندوة البحوث الإسلامیة ة البحوث الإسلامیة المنهج الأزهری
إقرأ أيضاً:
أمين البحوث الإسلاميَّة: الأزهر يرسِّخ وعيًا حضاريًّا يجمع بين الأصالة والمعاصرة
افتتح الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، صباح اليوم الأحد، فعاليَّات الأسبوع الرابع عشر للدَّعوة الإسلاميَّة، الذي تعقده اللجنة العُليا للدَّعوة في جامعة أسيوط تحت عنوان: “مفاهيم حضاريَّة”، برعايةٍ فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشريف.
جاء ذلك بحضور الدكتور أحمد عبد المولى، نائب رئيس الجامعة، والدكتور علي محمود، رئيس الإدارة المركزيَّة لمنطقة أسيوط الأزهريَّة، والدكتور عيد خليفة، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، ونخبة من علماء الأزهر والأساتذة والباحثين والطلَّاب.
وفي كلمته، قال الدكتور محمد الجندي إنَّ لقاء اليوم يأتي في رحاب مؤسَّسة عِلميَّة عريقة، وفي أرض صعيد مصر التي أنجبت الأعلام والمجدِّدين، وعلى رأسهم الإمام المجدِّد جلال الدِّين السيوطي، صاحب كتاب “التنبئة بمن يبعثه الله على رأس كلِّ مِئَة”.
وأضاف الجندي أنَّ أصول الدِّين ثابتة؛ لأنَّها مِنْ لدُن الخالق الأعلم بمن خلق، فالثبات في الأصول والاجتهاد في الفروع من فقه التجديد ومطالب الدِّين، موضِّحًا أنَّ الدِّين والعِلم لا يتعارضان؛ فالعلم يفسِّر قوانين الكون الماديَّة، بينما يجيب الدِّين عن الأسئلة الكبرى المتعلِّقة بمعنى الوجود والغاية والأخلاق والرُّوح.
وأشار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة إلى أنَّ إنكار التجديد بضوابطه وشروطه التي لا تمسُّ أصول الدِّين وثوابته مخالفةٌ لصحيح فهم الدِّين من زاويتين: زاوية الجمود والتحنط الذي يسقط الاجتهاد، وهو تعطيل، وزاوية التطرُّف بالتخلِّي عن الثوابت بما يسمَّى: “رؤية القارئ المتحرِّرة”، وهو تضليل، وفي كلتيهما غلط وافتراء على الدِّين.
وأكَّد فضيلته أنَّ الحضارة الإسلاميَّة قامت على فهم متوازن يجمع بين النَّص الشرعي والعقل الإنساني؛ لذلك لم يكُن غريبًا أن يجمع أعلام كابن رشد بين الفقه والفلسفة والطب والفلك.
وأوضح أنَّ الأزهر الشريف قدَّم بيانًا واضحًا للتجديد، تجسَّد في كتابات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وعلى رأسها: كتابه “التراث والتجديد.. مناقشات وردود”، الذي وضع أصولًا منهجيَّةً راسخةً لفهم التجديد وضوابطه.
وتوسَّع الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة في بيان العَلاقة بين الدِّين والعِلم، مؤكِّدًا أنَّ العلم لا يملك أن يجيب عن أسئلة الغاية والمصير والمعنى، ولا يضع منظومة قيميَّة أو أخلاقيَّة، بينما يقدِّم الدِّين إطارًا روحيًّا ووجدانيًّا وقيميًّا يضبط الإنسان ويهذِّب المجتمع، وضرب أمثلةً مِنَ التاريخ والفِكر، ومِنْ شهادات كبار الفلاسفة والعلماء الغربيين؛ مثل: ديورانت، وبودلي وكانط، وأينشتاين، الذين رأوا في الدِّين عمقًا لا يلغيه التقدُّم العِلمي.
كما تطرَّق إلى أنواع العقول وطريقة استقبالها لفكرة التجديد، مبيِّنًا أنَّ المشكلة أحيانًا ليست في الفكرة نفسها، بل في العقل الذي يتلقَّاها، ثم انتقل إلى أنواع القلوب في القرآن التي تتفاعل مع الحقائق الإيمانيَّة بقدْر نقائها وقابليَّتها للحق والهدى.
واختتم الدكتور محمد الجندي كلمته بدعوة الأساتذة والطلَّاب معًا، إلى تبنِّي منهج التجديد المنضبط، قائلًا: «أدعوكم إلى تبنِّي منهج التجديد الفِكري والمنهجي وَفق ضوابطه؛ ليكون منارتنا في مواجهة تحديات العصر، ولنثبت أنَّ التجديد في فقه دِيننا هو برهان خلود وضرورة وجود».
وتستمر فعاليَّات الأسبوع الدَّعوي الرابع عشر في جامعة أسيوط على مدار خمسة أيام بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف، تتنوَّع خلالها الندوات الفِكريَّة التي تناقش قضايا: الحضارة، والعِلم، والقِيَم، والحُريَّة المسئولة، وحقوق الإنسان في ضوء الشريعة الإسلاميَّة.