رسالة إيرانية غامضة قبيل لقاء بن سلمان وترامب.. هل تتحرّك الدبلوماسية السعودية في قلب العاصفة؟
تاريخ النشر: 18th, November 2025 GMT
ليس معلومًا ما إذا كان بن سلمان سيحمل لترامب أي مطالب إيرانية بشأن البرنامج النووي، إلا أن محادثاته مع الزعيم الجمهوري ستتركز على تعميق التعاون الطويل الأمد في مجالات النفط والأمن، وتوسيع العلاقات التجارية والتكنولوجية، وربما في مجال الطاقة النووية المدنية.
قبيل ساعات من وصوله إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس دونالد ترامب، تلقى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، رسالة خطية من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية (واس).
ولم توضح الوكالة محتوى الرسالة، واكتفت بالإشارة إلى أن رئيس منظمة الحج والزيارة في إيران، علي رضا رشيديان، هو من سلّمها لوزير الداخلية السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، خلال زيارته لمكتبه، مضيفة أن المسؤولين بحثا خلال اللقاء "موضوعات ذات الاهتمام المشترك".
دور السعودية في الأزمة مع إيرانوكانت السعودية قد برزت كقناة اتصال بين واشنطن وطهران خلال الأزمة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، والتي أدت الى مواجهة عسكرية عنيفة بين إيران وإسرائيل استمرت 12 يومًا في يونيو الماضي، وانتهت بتدخل أمريكي لقصف أبرز المراكز النووية.
وفي وقت سابق من مايو، كشفت وكالة "رويترز"، استنادًا لمصادر، أن الرياض حذرت إيران من أن عدم التوصل إلى اتفاق نووي مع ترامب قد يعرضها لضربة إسرائيلية، وجاء ذلك خلال زيارة وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، نجل الملك الأصغر، والذي سبق وشغل منصب سفير المملكة في واشنطن.
ويعتقد مراقبون أن الجمهورية الإسلامية، في ظل تصاعد الضغوط الغربية بعد الضربات الإسرائيلية، بدأت تعيد ترتيب أولوياتها وتبدي انفتاحًا واضحًا على الدول الخليجية، وقد ظهر ذلك ليس فقط على المستوى الرسمي للدولة، بل أيضًا على مستوى التنظيمات التي تدعمها في المنطقة، مثل حزب الله، الذي دعا أمينه العام، نعيم قاسم، في وقت سابق، الرياض إلى فتح صفحة جديدة مع الحزب في لبنان بعد عقود من التوتر والصراع.
ليس معلومًا ما إذا كان بن سلمان سيحمل لترامب أي مطالب إيرانية بشأن البرنامج النووي، إلا أن محادثاته مع الزعيم الجمهوري ستتركز على تعميق التعاون الطويل الأمد في مجالات النفط والأمن، وتوسيع العلاقات التجارية والتكنولوجية، وربما في مجال الطاقة النووية المدنية.
وستكون هذه أول زيارة للأمير إلى الولايات المتحدة منذ مقتل الناقد السعودي والصحفي جمال خاشقجي في إسطنبول عام 2018 على يد عملاء سعوديين، وهو الحادث الذي أثار غضبًا عالميًا.
وقد خلصت الاستخبارات الأمريكية إلى أن بن سلمان وافق على القبض على خاشقجي أو قتله، ما دفع الحزب الديمقراطي إلى الدعوة لجعل الرياض "دولة منبوذة"، كما صرح جو بايدن، المرشح الرئاسي آنذاك.
مع ذلك، دخل بايدن لاحقًا بعد توليه الرئاسة في مفاوضات مع بن سلمان لشراء طائرات إف-35، وربط ذلك بتطبيع السعودية لعلاقاتها مع إسرائيل.
ويعتقد أن ترامب، الذي عاد بقوة إلى البيت الأبيض، يسعى حاليًا إلى إكمال ما بدأه سلفه، بل رفعه إلى مستوى أعلى، من خلال الاستفادة من التزام سعودي باستثمار 600 مليار دولار، وتقديم أكثر من 40 مقاتلة متطورة، وتوقيع اتفاقية دفاعية مشابهة لتلك التي وقعها مع قطر، رغم أن مسألة التطبيع لم تحسم بعد.
سيحصلان على أقل ما يريدانوفي هذا السياق، يقول عزيز الغشيان، محاضر في العلاقات الدولية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في السعودية: "أي أمر تنفيذي أمريكي بشأن الدفاع مشابه للاتفاق مع قطر سيكون خطوة في الطريق، وليس نهاية العملية".
ويوضح: "يريد ترامب التطبيع، وتريد السعودية اتفاق دفاع كامل، لكن الظروف لا تسمح بذلك. في النهاية، سيحصل الطرفان على أقل مما يريدان. هذه هي الدبلوماسية".
من جهة أخرى، توقع دينيس روس، المفاوض السابق للشرق الأوسط لإدارات ديمقراطية وجمهورية، أن يتضمن الأمر التنفيذي التشاور الفوري بين الولايات المتحدة والسعودية حول كيفية الرد على التهديد، دون إلزام واشنطن بالدفاع الفعلي عن الرياض.
وأضاف أن ذلك قد يشمل تقديم مساعدات متنوعة، استبدال الأسلحة، نشر بطاريات صواريخ دفاعية مثل "ثاد" أو باتريوت، نشر قوات بحرية مع وحدة مشاة البحرية، أو المشاركة في القتال بشكل هجومي وليس دفاعي فقط.
صفقات في مجال الطاقة النووية والذكاء الاصطناعيكانت الرياض قد سعت للحصول على صفقات في مجال الطاقة النووية والذكاء الاصطناعي ضمن خطة "رؤية 2030" لتنويع اقتصادها وتعزيز موقعها مقارنة بمنافسيها الإقليميين.
لكن التقدم في الصفقة الأمريكية كان صعبًا، لأن السعوديين لم يرغبوا في الموافقة على شرط أمريكي يمنع تخصيب اليورانيوم أو إعادة معالجة الوقود المستنفد، وهما مساران محتملان لصنع قنبلة نووية.
إلى جانب ذلك، يعد الحصول على الموافقة لاقتناء رقائق حاسوبية متقدمة أمرًا حاسمًا لتحقيق طموح المملكة في أن تصبح مركزًا عالميًا للذكاء الاصطناعي ووضع نفسها في سباق تنافسي مع الإمارات، التي وقعت في يونيو صفقة بمليارات الدولارات لمركز بيانات أمريكي منحها الوصول إلى رقائق متقدمة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب غزة الذكاء الاصطناعي دراسة حركة حماس إسرائيل دونالد ترامب غزة الذكاء الاصطناعي دراسة حركة حماس محمد بن سلمان إيران السعودية الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب لقاءات ثنائية إسرائيل دونالد ترامب غزة الذكاء الاصطناعي دراسة حركة حماس فرنسا ألمانيا الصحة بنيامين نتنياهو بكتيريا أثينا فی مجال الطاقة النوویة بن سلمان
إقرأ أيضاً:
ولي العهد السعودي يطير إلى واشنطن للقاء ترامب
غادر الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، بلاده متوجهًا إلى الولايات المتحدة، حيث سيلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ولي العهد السعودي إلى واشنطن
ونشرت وكالة واس "بيانًا من الديوان الملكي" جاء فيه: بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود واستجابة للدعوة المقدمة للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، فقد غادر بن سلمان اليوم الإثنين متوجهًا إلى الولايات المتحدة، في زيارة عمل رسمية يلتقي خلالها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، لبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك..
لقاء بن سلمان وترامب
ومن المتوقع أن يلتقي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، غدًا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث من المتوقع أن يحثّ الأخير الرياض على الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم.
وأضاف المسئول الفلسطيني أن السلطة الفلسطينية تثق بالتزام السعودية، وليست قلقة من أي تحوّل في موقف الرياض، على الرغم من اتفاقيات التطبيع السابقة التي وقّعتها عدة دول خليجية بموجب اتفاقيات إبراهيم، وقال المسئول الفلسطيني: "موقف السعودية ثابت: الحل أولًا، ثم التطبيع".
وبخصوص المحادثات بين فتح وحماس حول مستقبل غزة، أكد المسئول أن السلطة الفلسطينية لن تقبل ببقاء حماس مسلحة في القطاع ويقول إن السلطة الفلسطينية أوضحت لحماس ضرورة تسليم أسلحتها إما للسلطة الفلسطينية أو للجامعة العربية، لكن حماس رفضت ذلك.