تصاعدت الضغوط على زعيم حزب "الإصلاح" البريطاني، نايجل فاراج، لتقديم توضيحات عاجلة حول سلسلة من المزاعم المتعلقة بسلوكه العنصري خلال فترة مراهقته، بعد أن حاول الأخير التقليل من شأن هذه الادعاءات معتبرًا أنها "كلمة شخص واحد ضد آخر".

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن ما نشرته صحيفة "الغارديان" حول شهادات أكثر من عشرة من زملاء فاراج في مدرسة دولويتش، بما في ذلك مخرج حائز على جوائز، تُعد مزاعم مقلقة، ودعا فاراج إلى الرد عليها بشكل مباشر.

وشملت الشهادات ادعاءات بأن فاراج كان يهاجم أطفالاً من خلفيات عرقية مختلفة ويطلق تعليقات معادية للسامية، من ضمنها غناء أغاني تحض على القتل والتمييز.

وأشار ستارمر خلال جلسة البرلمان البريطاني إلى أن فاراج لم يدن بعد تصريحات عنصرية صدرت عن أحد نواب حزبه، وقال: "إن حزب الإصلاح يسحب السياسة إلى مكان مظلم. من واجب نايجل فاراج أن يوضح موقفه".

ردود فاراج وحزب الإصلاح

ورد المتحدث باسم فاراج بأن المزاعم تعود إلى أكثر من 45 عامًا، واعتبر أن عدم وجود أدلة مباشرة يجعل من الصعب تأكيدها، معتبرًا أن الأمر "كلمة شخص ضد آخر". وأضاف المتحدث: "إذا كانت هذه الأمور قد حدثت، فمن الصعب تذكرها بدقة بعد كل هذه السنوات، ولم ترد في أي وقت خلال قيادته لحزب يوكيب أو خلال الانتخابات السابقة".

ورغم نفي فاراج، وصف خبراء السياسات والمستشارون السابقون للشؤون المتطرفة مثل اللورد وولني شهادات زملائه بأنها تبدو موثوقة، وأكدوا أن إنكار فاراج الكامل لسلوكه السابق يثير القلق بشأن شخصيته، خصوصًا في حال رغبته في تقلد منصب رئيس الوزراء.

شهادات موثقة

تضمنت الشهادات الجديدة المقتبسة من صحيفة "الغارديان" مزاعم مباشرة تتعلق بتصرفات فاراج في المدرسة، مثل مخاطبة زملائه بألفاظ عنصرية، وإطلاق تعليقات مثل "هتلر كان محقًا" و"اقتلهم جميعًا"، إلى جانب حرق قوائم أسماء الطلاب من خلفيات معينة. وقد صرح بعض الشهود بأن هذه التصرفات كان لها تأثير نفسي على الضحايا، في حين لم يتذكر آخرون مثل هذه الأحداث أو لم يروا سلوكًا عنصريًا من فاراج.

ومن أبرز الشهادات تلك التي أدلى بها المخرج الحائز على جوائز، بيتر إتيدغوي، الذي قال إن فاراج كان يقترب منه ويناديه بتعابير معادية للسامية، وكذلك شهادة زميله السابق جان-بيير ليهلو الذي أكد رؤية هذه الممارسات.

ردود فعل سياسية ومجتمعية

وفق تقرير لصحيفة "الغارديان" فقد وصف نواب من حزب العمال والديمقراطيين الليبراليين هذه المزاعم بأنها "مقلقة" وضرورية للتوضيح الفوري من قبل فاراج. وأكدت منظمات مثل "Hope Not Hate" و"Operation Black Vote" و"British Future" أن هذه الوقائع تضع تساؤلات جدية حول سمعة حزب ريفورم وموقفه من القضايا العرقية وحقوق الأقليات.

وقال سيمون وولي مؤسس "Operation Black Vote": "قد يسأل الناس إذا كانت هذه الآراء السامة التي أبداها فاراج في صغره قد اختفت أو تحولت لتستهدف مجموعات أخرى مثل المسلمين والسود". بينما أضاف ماكس ويلكنسون، المتحدث باسم الديمقراطيين الليبراليين، أن فاراج "لقد جعل من هذه الآراء جزءًا من مسيرته السياسية".

وتسلط هذه المستجدات الضوء على قضية جدلية تمس السمعة السياسية لزعيم حزب ريفورم، وتطرح أسئلة مهمة حول مدى مسؤولية السياسيين عن سلوكياتهم السابقة، خاصة في حال كان أحدهم مرشحًا لتولي منصب قيادي في الدولة. ويبدو أن فاراج يواجه اختبارًا حقيقيًا أمام الرأي العام البريطاني لتوضيح موقفه والرد على المزاعم بشكل شفاف ومسؤول.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية عنصرية السياسة جدلية بريطانيا عنصرية سياسة جدل المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

متألق بالملعب وفاشل إداريا..اتهامات لمبابي بعد تدهور نتائج فريق يملكه

يواجه النجم الفرنسي كيليان مبابي لاعب ريال مدريد، أزمة جديدة مع نادي كاين الذي يمتلك فيه الجزء الأكبر من الأسهم.

الأزمة الجديدة جاءت بعد اقصاء الفريق يوم السبت الماضي من بطولة كأس فرنسا أمام نادي بايو أف سي الذي ينافس في الدرجة السادسة بنتيجة 2-3، وهو ما أثار غضب الجماهير.

اتهامات خطيرة لمبابي بسبب تدهور نتائج فريق كاين

وحاول مشجعون غاضبون التهجّم على لاعبي كاين مما استدعى تدخل عناصر الشرطة لحمايتهم، فيما اتهم مدرب الفريق ماكسيم دورنانو لاعبيه بالتهاون في المباراة المذكورة.

وزاد مغني الراب الفرنسي الشهير أوريلسان من حدة الأزمة بعدما وجّه انتقادا لاذعا لمبابي واتهمه بأنه يدمّر النادي، بينما رفض نجم ريال مدريد الخوض في الأمر أثناء وجوده مع منتخب فرنسا.

وجاء هذا الاقصاء بعد أشهر من هبوط كاين إلى الدرجة الثالثة وذلك في الموسم الأول لمبابي كمالك، وهي المرة الأولى التي يغيب فيها الفريق عن دوري الدرجتين الأولى والثانية منذ عام 1984.

واستحوذ مبابي على الحصة الأكبر من ملكية كاين في سبتمبر/أيلول 2024، حيث استثمر 15 مليون يورو عبر صندوقه الاستثماري "كوالشن كابيتال" لشراء 80% من أسهم النادي كما قام بسد جزء من ديونه، أما الـ20% المتبقية فتعود ملكيتها لبيير أنطوان كابتون رئيس مجلس الإدارة الحالي.

وعلّق موقع غيف مي سبورت البريطاني على وضعية النادي في عهد مبابي بالقول "أحلام كيليان النجاح في الإدارة إلى جانب تألقه في الملاعب قد تحطم تماما".

وأضاف "رغم معاناة النادي ماليا منذ عام 2018، إلا أن استحواذ مبابي أثار ضجة كبرى وأعلن بداية عهد جديد، لكن ذلك تحول لاحقا إلى كارثة داخل وخارج الملعب، حتى بدا أنّ الجماهير قد فقدت صبرها".

وكانت جماهير كاين قد رفعت لافتات تنتقد مبابي في يناير/كانون الثاني 2025، خلال مباراة الفريق ضد كليرمون، وحينها كان الفريق على حافة الهبوط إلى الدرجة الثالثة.

إعلان

وجاء في إحدى اللافتات "هنا، العمل الجاد والولاء وحدهما يصنعان الأساطير"، وكُتب على أخرى موجهة لمبابي مباشرة "قبل أن تحاول صنع اسم لنفسك على الساحة الدولية، احترم رموز المكان".

أما اللافتة الثالثة فكانت الأكثر قسوة وكتب عليها "مبابي، ستاد ماليرب كاين ليس لعبتك".

مقالات مشابهة

  • مقتل جنديين من الجيش السوري وتبادل اتهامات وتصعيد ميداني بين دمشق وقسد
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى ودعوات صهيونية لاقتحامات واسعة غداً الخميس
  • تركيا: اللجنة البرلمانية تبحث إمكانية زيارة زعيم حزب العمال الكردستاني بسجنه في إمرالي
  • نستله تواجه اتهامات بتعريض صحة الرضّع للخطر في قارات عدة
  • زعيم ميليشيا كتائب الإمام علي الحشدوية “زعيما إطاريا”..مبروك للعراقيين!!!
  • أوغندا تستأنف محاكمة زعيم القوات المتحالفة بعد عقد من اعتقاله
  • متألق بالملعب وفاشل إداريا..اتهامات لمبابي بعد تدهور نتائج فريق يملكه
  • الجنائية الدولية تكشف اتهامات سنيدل والهيشري، وتطلب بسيف القذافي
  • حكومة تأسيس توجه اتهامات لمعمر مراسل قناة الجزيرة المعتقل